أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(1)















المزيد.....

مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(1)


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7852 - 2024 / 1 / 10 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاجواء العامة في العراق مكفهرة وملبدة بالغيوم والضباب ؛ على الرغم من الانجازات والقرارات الإيجابية التي اتخذتها حكومة العراقي الاصيل السيد محمد شياع السوداني قياسا بما انجزته الحكومات السابقة ؛ بل لعل هذه الانجازات هي التي دفعت البعض لتعكير صفو الاجواء العراقية العامة ؛ بحجج شتى وذرائع مختلفة اضحت كالأسطوانة المخرومة ؛ اغلب ابناء الاغلبية والامة العراقية لا يقتنعون بها ولا ينصتون لها ولا يتفاعلون معها ؛ ومع ذلك لا زال ذلك البعض مصرا على ادعاءه بانه ممثل الشعب وراعي مصالحه .
وبما ان نجاة العراق وامن وامان الامة العراقية مرتبط ارتباطا وثيقا بالأغلبية الاصيلة ؛ فأن صلحت احوال الاغلبية صلحت اوضاع الامة العراقية , والضرر الذي يصيب الاغلبية يطال الجميع فيما بعد ومن دون استثناء , والشواهد التاريخية والسياسية على ذلك كثيرة ؛ وجب التنبيه على ضرورة ترميم البيت الشيعي والاعتناء به وصيانته ؛ والا سقط السقف على جميع من في الدار , وعندها لا ينفع الندم , ويستمر الوضع المأساوي على حاله ؛ بل من المتوقع أن يزداد الوضع سوءا , ونرجع القهقرى ؛ حيث السنوات العجاف وعقود الطائفية والعنصرية والدموية والدكتاتورية , وحكومات التسلط والعنف والارهاب والتعذيب والاقصاء والتهميش , وايام الجوع والحرمان والبؤس والمرض والفقرالمدقع والعوز والفاقة ... الخ .
القاصي والداني يعلم علم اليقين ؛ ان اكثر طائفة تعرضت للظلم والعذاب والاضطهاد والحرمان في المنطقة , هي الاغلبية العراقية ؛ بالتواطئ مع القوى الدولية الكبرى والانظمة الاقليمية , فكانت مدنهم وقراهم تعج بالمآسي والأزمات والنكبات ؛ وشبح الموت الاحمر يلاحقهم في كل مكان ؛ فضلا عن سوط العذاب والفقر والحصار والتضييق والفاقة الذي يلفح ظهورهم العارية .
بعد اللتيا والتي , وعقود من النضال المثابر الدؤوب , وسنوات المحنة الطويلة وايام الجمر العصيبة ... ؛ من الله على الاغلبية والامة العراقية , واستجاب القدر ؛ وسقط الطاغية , وانجلت ليالي الظلام والظلم والظلمات ,و أشرقت شمس الحرية ... ؛ وتبدلت الاوضاع وتغيرت الاحوال , وتحسنت نوعية الحياة , وارتفع المستوى المعيشي لأبناء الاغلبية الاصيلة ؛ بل وابناء الامة العراقية قاطبة ؛ وان لم يكن بمستوى الطموح ولا يرتقي إلى مستوى المسؤولية الجادة ؛ لاسيما مع ملاحظة الاثار السلبية والتداعيات الخطيرة التي نتجت عن المواجهات الارهابية والبعثية والطائفية والتخريبية والانفصالية ضد العملية السياسية الجديدة والتجربة الديمقراطية .
نعم قيادات وشخصيات الاغلبية الاصيلة ؛ لم تقم حتى الآن بالدور المطلوب والمنشود من أجل بلسمة جراح الاغلبية ، ومساعدتهم على الخروج من محنتهم و واقعهم الامني والخدمي والمعيشي المتردي , فضلا عن تطوير البنى التحتية والقطاعات الزراعية والحيوانية والصناعية والتجارية والسياحية والتربوية والتعليمية , ومعالجة مشكلة المياه والجفاف والبطالة والمخدرات ... الخ .
فالبعض منهم انشغلوا بملذاتهم وشهواتهم ومصالحهم الشخصية , والاخر صار شغله الشاغل اطلاق الوعود والتصريحات والشعارات , بينما حشر البعض الاخر انفه فيما لا يعنيه ؛ واهتم بالقضايا الدولية والاقليمية والخارجية , بالتزامن مع اهماله للشؤون الداخلية والقضايا الوطنية والتحديات المصيرية ... ؛ وفات هؤلاء ان كلمة الاغلبية والامة العراقية هي العليا ... ؛ فلا تدفعوا ابناء الاغلبية والامة العراقية لأقصى حدودهم ولا تحصروهم في زاوية حرجة ؛ فقد لا تعجبكم ردة فعلهم فيما بعد ؛ فللصبر حدود .
ولعل من أهم المشكلات السياسية والاجتماعية والتي تؤثر سلبا على واقع الاغلبية الاصيلة , وتكدر مزاج ابناءها , وتفرق شملها , وتشتت جهودها ؛ وتضعف كيانها , وتؤخر تقدمها , وتعرضها للمخاطر والهلاك , وتضيع عليها حقوقها وامتيازاتها واستحقاقاتها المشروعة ؛ ظاهرة تصدع البيت الشيعي او الانقسام الشيعي او صراع الاخوة ؛ ما شئت فعبر ... ؛ اذ ان كثرة الدعوات والحركات الدينية المتناقضة والمتعصبة , والقيادات النرجسية المتخشبة , والاحزاب السياسية المتصارعة , تؤدي الى استمرار نزيف الدم والتضحيات , وديمومة المشاكل و الازمات .
وقد تجاوز البعض مبدأ ( خالف تعرف ) و(فرق تسد ) ؛ فقد وصل الى مرحلة المخالفة من اجل المخالفة لا لشيء اخر , فهو يخالف الاخرين دائما , ويعترض على كل شيء حتى على بسم الله الرحمن الرحيم ...!!
ويريد ان يميز نفسه عن الباقين ؛ وليته ميز نفسه من خلال الافعال الجسام والانجازات الكبيرة والقرارات الوطنية الصائبة والتي تصب في مصلحة الاغلبية والامة العراقية ؛ اذ انه يطلب التمييز عن الاخرين ؛ بالتصريحات الجوفاء والوعود الكاذبة والشعارات الفارغة , وافتعال الازمات والمسرحيات , وتمثيل الادوار الوطنية والدينية ؛ ويشهد الله انه من الد الخصام .
وراح هؤلاء يقربون الناس على اساس التوجه الحزبي والتقليد الديني والمنفعة الشخصية والعائلية والفئوية والحزبية ؛ لا على اساس الكفاءة والثقة والنزاهة والوطنية العالية ؛ واستبعدوا الاحرار والكفاءات الوطنية ؛ و سرت بسيرتهم الركبان وأكل لحم الاغلبية الاصيلة بسببهم , واصبحنا حديث الساعة , و القاصي و الداني والشريف والوضيع تطاول على الاغلبية الاصيلة وغض الطرف عن انجازاتها وتضحياتها وشخصياتها الشريفة .
يقينا، إن استمرار هذه السيرة المنكوسة والخطوات الفاشلة ؛ لا يأتي بخير قط ؛ وهذه المخاضات العسيرة والديمقراطية طيلة سنينها الماضية لم تلد لنا الا وليدا مشوها كالكاظمي واشباهه – نعم هنالك استثناءات وطنية انتخبها الشعب الا انها تعرضت للضغوط الخارجية والداخلية - ؛ مما لا شك فيه ؛ هذا المسخ المشوه وغيره من المسوخ المنكوسين ؛ ليس وليداً شرعيا لطائفتنا ومكوننا وتضحياتنا الجسيمة وتطلعاتنا الوطنية وامالنا وهمومنا الشعبية , فهم في واد والاغلبية الاصيلة في واد اخر .
وعلى القيادات الوطنية الاصيلة ؛ الاتفاق فيما بينهم بعد كل دورة انتخابات على اختيار شخصية اصيلة و كفوءة تنهض بالمسؤولية ... , واستبدالها فيما بعد , بشخصية وطنية اصيلة اخرى , وهكذا , والوقوف خلفه ودعمه وتأييده , ولعل في تجربة ترشيح السيد السوادني لرئاسة الوزراء ؛ خير مثال , فعلى الرغم من التحديات الخارجية واعتراضات البعض وافتعال الازمات الداخلية من قبل البعض الاخر , ومحاولة زج العراق في اتون النيران ؛ الا ان حكومة السيد السوداني لاقت استحسان الشعب وحظت بالمقبولية الجماهيرية المستقلة ؛ فأن ارادت قيادات الاغلبية النجاح السياسي ؛ فعليها اولا : نبذ الخلافات والصراعات والاتفاق على الاهداف الوطنية والاوليات المصيرية وتوحيد القرارات السياسية ؛ وثانيا : ترشيح شخصيات ناجحة تكسب ود الجماهير من خلال انجاز المشاريع والاعمال وتقديم الخدمات وليس من خلال الاعلام والحملات والفضائيات , وثالثا : مصارحة الاغلبية والامة العراقية بالتحديات والمخططات الدولية والاقليمية وبيان خطورتها واثارها وتداعياتها وعدم إبقائها طي الكتمان ... .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انصفوا المعتقلين
- التسليم بنتائج الانتخابات المحلية
- ظاهرة اتلاف حملات المرشحين الانتخابية
- لماذا ترشح نفسك ..؟!
- المشاركة الانتخابية أفضل الخيارات السياسية المتاحة
- الحد الأعلى لإنفاق المرشح
- ما الغاية من الانفاق في الحملات الانتخابية ؟
- الموظف العراقي بين الولاء الحزبي والالتزام الوظيفي
- بطاقة الناخب البايومترية
- الانفاق الحكومي على انتخابات 2023
- ضرورة دراسة تأريخ العراق والامة العراقية
- هدوء اجواء الانتخابات الحذر والعاصفة المحتملة
- تسخير موارد الدولة لصالح الكتل السياسية والمرشحين
- اعلاناتكم الانتخابية بأموالنا الوطنية
- ضرورة دراسة تأريخ اجرام وارهاب النظام البعثي الصدامي
- على هدي السياسة الايرانية واللبنانية
- الجهاد في غزة لا في بغداد
- مؤامرات الليل وزعزعة استقرار العراق
- كنا أسوأ ولم نصبح أحسن وأفضل
- بأي ذنب تقتل الطفولة الفلسطينية ؟!


المزيد.....




- استجاب لنداء بالقرب من مكان تواجده.. شاهد كيف أنقذ ضابط شخصً ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: المعركة الخفية.. ملء فراغ السلطة في ...
- زاخاروفا تنشر رسائل روزفلت عن النصر في الحرب العالمية الثاني ...
- إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية -غير القانونية- وتشكك ...
- تعرض سفينة تحمل ناشطين ومساعدات إلى غزة لهجوم قبالة مالطا
- ما رسائل حكومة لبنان لحزب الله وحماس؟
- أمين عام -الناتو- يقترح على الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي لض ...
- السفارة الروسية لدى إيران تفتتح حديقة تذكارية تكريما لضحايا ...
- مصر.. القبض على -رورو البلد- بتهمة نشر الفسق والفجور
- الجيش الروسي يدمر معقلا للقوات الأوكرانية في مقاطعة سومي (في ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(1)