أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض سعد - ضرورة دراسة تأريخ العراق والامة العراقية














المزيد.....

ضرورة دراسة تأريخ العراق والامة العراقية


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7799 - 2023 / 11 / 18 - 01:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كلما كانت هوية الجماعة واضحة المعالم وراسخة في الوجدان ؛ كلما كان افراد الجماعة اكثر قوة وعزة وثقة بالنفس و اعتزازا برموز ورجال الجماعة وثقافتها وامجادها التاريخية ؛ واما اذا كانت الهوية مغيبة او هلامية او مذبذبة ... ؛ كلما كان افراد الجماعة اكثر ضعفا وتمزقا وهشاشة وضياعا ؛ مما ينتج بالتالي اضطراب نمط الحياة وبؤس العيش ويدفع بتوالي المناخات السياسية السيئة والمتوترة وتكرار الماسي والازمات والانتكاسات الداخلية ... ؛ وبما ان هوية الشعوب والجماعات والمكونات مرتبطة بالتاريخ ؛ لان التاريخ يقدم لنا المعلومات الحقيقية والمحتملة عن الجذور التي ينتمي اليها هذا الشعب او تلك الجماعة ؛ تحتم علينا دراسة تاريخ الأمة العراقية منذ نشأتها القديمة وظهور اقوامها وجماعاتها ومكوناتها في بلاد الرافدين وانبثاق الحضارات الانسانية والامبراطوريات الاولى ؛ وانتشارها وسيطرتها على الاراضي الشاسعة والبقاع البعيدة ... ؛ ثم انكماشها رويدًا رويدًا ، وما استتبعه ذلك من سقوط المدن والدول والحضارات والامبراطوريات الرافدينية العظيمة وانتهائها ، واعادة صيرورة العظمة العراقية بأشكال وصور مختلفة ؛ ومنها الخلافة العلوية المجيدة والامبراطورية العباسية العراقية الكبيرة ... ؛، وما آل إليه الأمر في النهاية من سيطرة الاحتلال المغولي ؛ ثم العثماني , ثم الانكليزي ... ؛ ثم تمزيق جسد الامة العراقية والقضاء على هويتها التاريخية من خلال تسليط عملاء الحكومات الهجينة – من عام 1921 الى 2003 - على العراق ؛ ومن ثم الاحتلال الامريكي الغاشم وتدخله السافر في الشؤون الداخلية ونهبه للثروات الوطنية ؛ ولا زال الصراع مستمرا وقائما بين احرار وغيارى وابطال الاغلبية والامة العراقية مع الامريكان ؛ وبمختلف الطرق وشتى الوسائل ؛ وصولا للاستقلال التام والنهضة العراقية المرتقبة ؛ وتمكين شرفاء الامة العراقية من بناء العراق واسترداد كافة حقوقه التاريخية المسلوبة .
فالتاريخ يمثل الهوية لكل شعب وجماعة ، إذ حينما تختل المفاهيم وتختلط الاوراق لا يبقى غير التأريخ هوية ثابتة لشعب من الشعوب... ؛ والأمة التي تجهل تأريخها، أمة بلا هوية، ومن لا هوية له، يمكن ان يقع ضحية الآخرين ؛ ومطية يمتطيها الغرباء والاجانب والدخلاء ، ويسقط تحت تأثير التحديات المستمرة، وربما اختلت قناعاته وسلك مسلكاً يضر بمصالحه الوطنية ؛ ويصير خنجرا في خاصرة ابناء جلدته , وقلما منكوسا يقطر سما زعافا ؛ فالتاريخ مرآة الشعوب وحقل تجارب الأمم ، في صفحاته دروس وعبر للمتأملين، لأنه نتاج عقول أجيال كاملة، والأمة التي تهمل قراءة تاريخها لن تحسن قيادة حاضرها ولا صياغة مستقبلها...؛ وخير شاهد على ذلك أن الأمم التي ليس لها تاريخ تحاول أن تؤلف لنفسها تاريخًا، ولو مختلقًا، حتى يكون لها ذكر بين الأمم .
عندما نفهم تاريخنا المجيد جيدا ؛ ونستلهم منه الدروس والعبر ؛ نستطيع عندها تصحيح اخطاء الحاضر ؛ لان الحاضر هو امتداد للتاريخ القديم , وهو تطور منه , ونتيجة عنه , فالإنسان العراقي المعاصر هو نتاج تراكمي لحضارات كثيرة وثقافات متعددة واحتلالات مختلفة وانتكاسات وازمات مستمرة ... ؛ استطاع ان يتفاعل معها تفاعلاً ايجابيا تارة وسلبيا تارة اخرى ... ؛ وعليه لابد لنا من تصحيح المسيرة وتغيير السيرة بما ينسجم مع الظروف المعاصرة والتحديات الحضارية الانية ؛ وان نبحث عن نقاط القوة في تاريخنا وهويتنا و واقعنا وطاقاتنا البشرية , و أن نرتقي بذواتنا لكي نستطيع ان نقف ؛ ومن ثم نستثمرها في تحقيق التنمية والتطور والازدهار ؛ فالفرق بين الشعوب الحية والشعوب الميتة او المريضة او المأزومة ؛ ان الاولى : أفادوا من ماضيهم وتفاعلوا معه وصنعوا حاضرهم، وهم الان يبنون لمستقبلهم ؛ اي انهم عملوا فصنعوا حاضرهم ومستقبلهم ؛ واما الثانية : عاشت في الماضي ولا زالت تتغنى بأمجادها وتبكي وتنوح على اطلال الحضارات الغابرة ؛ من دون ان تستفيد من الماضي لصناعة الحاضر , اي انها شعوب لا تعمل , لا تنتج , لا تخترع , لا تبدع , لا تصنع , لا تزرع ؛ فقط تستهلك ولا تنتج سوى الشعارات الطوباوية والكلمات الفارغة ... ؛ فهم الان يبنون لمستقبلهم، ونحن لا نعمل لحاضرنا ، فلا فرق بيننا وبينهم سوى العمل واعمال الفكر ، وحتى لا نندثر علينا ان نعمل، لأننا في حال اندثارنا سيخسر العالم نفسه، لأنه سيفقد عنصراً يمكن أن يؤدي دورا في استمرار التاريخ، والاندثار ليس القصد به الجانب الفيزيائي بل الجانب المعنوي من الوجود، لأننا سنُطرد من دائرة الحياة ونعيش مستعبدين لأولئك الذين عملوا فاستعبدونا، كما يحدث الآن في العالم فهناك شعوب مهددة بالانقراض، كما هو الحال في افريقيا المهددة بالانقراض بالمجاعات والحروب الأهلية . (1)
........................................
1- من محاضرة للدكتور المؤرخ عماد عبد السلام رؤوف / بتصرف .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدوء اجواء الانتخابات الحذر والعاصفة المحتملة
- تسخير موارد الدولة لصالح الكتل السياسية والمرشحين
- اعلاناتكم الانتخابية بأموالنا الوطنية
- ضرورة دراسة تأريخ اجرام وارهاب النظام البعثي الصدامي
- على هدي السياسة الايرانية واللبنانية
- الجهاد في غزة لا في بغداد
- مؤامرات الليل وزعزعة استقرار العراق
- كنا أسوأ ولم نصبح أحسن وأفضل
- بأي ذنب تقتل الطفولة الفلسطينية ؟!
- ضرورة الديمقراطية الحقيقية
- تبديد ثروات واموال العراقيين (1)
- احداث دير الزور الاخيرة : الاسباب والتداعيات (3)
- ويستمر الخمط البرزاني وتستمر التنازلات الحكومية
- صوت الامة العراقية من جديد
- أما آن الأوان يا بريطانيا
- طبول الحرب الامريكية و عار الفرار
- مقولة وتعليق / 43 / ضرورة الهجرة
- النبط في كتب المؤرخين القدامى
- مقولة وتعليق / 41 / ساقي الكاسات
- مقولة وتعليق / 40 / ابخل الناس


المزيد.....




- الكونغرس الأمريكي يكشف عن شرط لتدخل الولايات المتحدة عسكريا ...
- مينسك تحذر من استمرار تمركز قوات -الناتو- في ممر بين بيلاروس ...
- ملكة الأردن: استمرار حرب غزة يفقد الولايات المتحدة مصداقيتها ...
- قتلى وجرحى جراء هجمات روسية على مدينة خاركيف في شمال شرق أوك ...
- ?? مباشر: 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح ولا ...
- تساؤلات قانونية وإنسانية حول قانون الترحيل -الطوعي- من بريطا ...
- صحيفة: -قضية فساد جديدة- في وزارة التموين المصرية
- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض سعد - ضرورة دراسة تأريخ العراق والامة العراقية