أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض سعد - ضرورة الديمقراطية الحقيقية














المزيد.....

ضرورة الديمقراطية الحقيقية


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7755 - 2023 / 10 / 5 - 22:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مما لا شك فيه ان النظام الديمقراطي من ارقى الانظمة السياسية ؛ لأنها - الديمقراطية - تعتمد بالدرجة الاولى على الحرية الذاتية والسماح للأفراد والجماعات بتطوير انفسهم ومواجهة التحديات ومعارضة الحكومات بصورة مستمرة وبصيرورة اشبه بالحتمية ؛ مما يتيح لهم فرص التطور والتغيير ؛ بخلاف الدكتاتورية والانظمة القمعية التي تحكم البلدان بالاستبداد والطغيان وقمع الاصوات والحريات الشخصية وتمجيد الرمز الواحد وعبادة الزعيم الاوحد ؛ كالتجربة البعثية الصدامية المريرة ؛ وبعض التجارب الاسلاموية كحركة طالبان .

و بنظرة خاطفة على اوضاع بعض الدول العربية التي كانت تؤمن بالدكتاتورية والشعارات القومية والناصرية المتعصبة ؛ يتأكد لنا ومن دون ادنى شك ؛ ان هؤلاء القوميون والناصريون والبعثيون والمتشددون ؛ سبب كل الهزائم والخسائر , والازمات والانتكاسات , والتشرذم والتخلف , والدمار والخراب , والتأخر عن ركب الحضارة والمدنية والتكنولوجيا والتقنية ... ؛ ولعل اغلب ما نعيشه الان ومعظم ما نعانيه ؛ كان نتيجة طبيعية لعقود الزمن الاغبر الطائفية و ايام حكم البعث الاجرامية المأساوية .

نعم قد تحتضن الديمقراطيات ؛ الرأسمالية الجشعة والليبرالية المتوحشة ؛ الا انها تعكس الصراعات والتحولات البشرية والتاريخية الواقعية ؛ فالحضارة الانسانية الحالية في قمة افرازاتها انتجت دمقرطة الحياة السياسية واحترام حقوق الانسان والحريات الشخصية بما فيها حرية الرأي والتعبير السياسي , فهي بعيدة كل البعد عن النظريات الطوباوية والدعوات السياسية الفنتازية ؛ مما يسمح للمجتمعات المؤمنة بها ؛ من تجديد نفسها وتطوير قدراتها وايجاد اليات مبتكرة وبصورة مستمرة للخروج من الازمات ومواجهة التحديات ؛ وذلك من خلال الاحتكام الى صناديق الاقتراع والسماح للجميع بالمشاركة , بالتزامن مع الحراك الاعلامي والثقافي والسياسي والشعبي الفعال ؛ ولهذه العوامل والاسباب دور مهم في تمييز السياسي الفاشل من الناجح ... ؛ وبسبب هذه الميزة رجحت كفة الديمقراطيات والعلمانية والليبرالية ونجحت وانتصرت في مواقع كثيرة على الأيدولوجيات المنغلقة وانظمة الحكم المركزية المتعصبة والدكتاتورية المتخشبة .

المنغلقون المتعصبون المؤدلجون المنكوسون لا يعرفون للديمقراطية من معنى الا حين يستغلونها للوصول الى الحكم وحين تصب في مصلحتهم , ولو ثنيت الوسادة لهؤلاء ؛ فأنهم عندها سيكشرون عن وجوههم القبيحة ...؛ فهم في قرارة انفسهم لا يؤمنون بالتعدد والاختلاف وحرية الانسان وحق المعارضة والاعتراض .

وهؤلاء وعلى الرغم من رفعهم للشعارات المنددة بالأمريكان وقوى الاستكبار والاستعمار ؛ الا انهم عملاء ؛ او ادوات لهم من حيث يشعرون او لا يشعرون ... ؛ والمستكبرون والمحتلون والمستعمرون كهؤلاء ايضا ؛ لا يرغبون بأن تعيش شعوب العالم الثالث في بحبوحة الديمقراطية الحقيقية ؛ ولعل تصريح رمزي كلارك وزير العدل الأمريكي الأسبق يوضح طبيعة الديمقراطية الغربية في حواره مع صحيفة مصرية ؛ اذ قال : (( نحن شعب الولايات المتحدة نعتنق الديمقراطية كإيمان، ولكن عندما يأتي الأمر إلى تعاملنا مع شعوب الدول الأخرى نلجأ إلى أساليب تتعلق بالسلطة والقوة، وعندما أقول نحن فأنا أعنى الحكومات وليس الأفراد )) واليكم تصريح الكاتب الأميركي جريجري جوز في إحدى مقالاته في (شؤون دولية) عام 2005 : (( إن الولايات المتحدة يجب ألا تشجع الديمقراطية في العالم العربي لأن حلفاء واشنطن من العرب السلطويين يمثلون رهانات مستقرة )) ... ؛ فالمجتمع الغربي يرى أن الديمقراطية جنة لا ينبغي أن يتمتع بها إلا الرجل الغربي بوصفه «سيد العالم»!!، لذلك لا غضاضة أن ترعى تلك الدول الديكتاتوريات في البلدان المختلفة ما دامت تخدم أجندة مصالحها... ؛ ولذلك تعمل الولايات المتحدة وكذلك بريطانيا وقوى الشر الاخرى على افراغ الديمقراطية من محتواها الحقيقي في العراق , من خلال ارباك المشهد السياسي ومصادرة الارادة الشعبية والوعي الجماهيري ؛ واختزال ارادة الامة العراقية و تمثيلها بمجموعة محددة من الشخصيات والعوائل والاحزاب والحركات ... ؛ ومقولة نعوم تشومسكي توضح لنا حقيقة الديمقراطية العرجاء التي يريدها لنا الامريكان ... , اذ قال (نعوم تشومسكي) المفكر الأمريكي اليهودي الشهير والملقب بـ «ضمير أمريكا» في هذا الصدد : (( إن مُثلا من قبيل الديمقراطية والسوق مُثل جيدة، طالما أن ميل الملعب يضمن فوز الناس الذين يجب أن يفوزوا، أما إن حاولت جموع الرعاع رفع رؤوسها، فيجب أن يضربوا إلى أن يخضعوا بشكل أو بآخر )) .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبديد ثروات واموال العراقيين (1)
- احداث دير الزور الاخيرة : الاسباب والتداعيات (3)
- ويستمر الخمط البرزاني وتستمر التنازلات الحكومية
- صوت الامة العراقية من جديد
- أما آن الأوان يا بريطانيا
- طبول الحرب الامريكية و عار الفرار
- مقولة وتعليق / 43 / ضرورة الهجرة
- النبط في كتب المؤرخين القدامى
- مقولة وتعليق / 41 / ساقي الكاسات
- مقولة وتعليق / 40 / ابخل الناس
- مقولة وتعليق / 39 / عندما تنتفي القدرة و الرغبة
- الحركة الدينية المنكوسة / الحلقة الثالثة / السيد الخميني وحك ...
- مقولة وتعليق / 38 / اثار المزاجية المدمرة
- طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحلقة الخامسة / القسم السادس ...
- محنة الامة العراقية مع الاعلام البعثي البائد
- ظاهرة ( الكمبش والكمش )
- طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحلقة الخامسة / القسم الخامس ...
- طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحلقة الخامسة / القسم الرابع ...
- محنة الامة العراقية مع الآخرين /2/ مساعدات العراق لموريتانيا ...
- مقولة وتعليق / 34 / أفضل حكومة ...


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض سعد - ضرورة الديمقراطية الحقيقية