أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - الموظف العراقي بين الولاء الحزبي والالتزام الوظيفي














المزيد.....

الموظف العراقي بين الولاء الحزبي والالتزام الوظيفي


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7816 - 2023 / 12 / 5 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلناها مرارا وتكرارا ؛ لا يستقيم الوضع السياسي في العراق الا من خلال القضاء المبرم على كل اشكال والوان ومصاديق الخط المنكوس , ولعل من ابرز الدعوات الهدامة لاتباع هذا الخط المشؤوم ؛ تفضيل المصالح الخارجية والاجنبية والغريبة والفئوية والحزبية على مصالح الوطن والامة والاغلبية العراقية , وتقديم الهويات الفرعية على الهوية الوطنية الاصيلة , والايمان بالولاءات الخارجية والكفر بالعراق وبكل ما يتعلق به , وتغليف تلك الدعوات المنكوسة بالحجج الدينية الباطلة والشعارات القومية المزيفة والادعاءات السياسية الكاذبة ؛ والذرائع الفكرية والثقافية الساذجة والسطحية .
ومن الواضح ان حب الوطن والتمسك بالهوية الوطنية , من العادات الانسانية الراسخة في النفوس البشرية ؛ فالمرء مجبول على حب وطنه وديار الاهل والاحبة , والاعتزاز بقيمه وتراثه وتاريخه وهويته الوطنية ؛ وروي عن الأصمعي من أنه سمع إعرابياً يقول : "إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف شوقه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه وبكاءه على ما مضى من زمانه" ... ؛ وقد أكدت الاديان السماوية والوضعية على هذه السجية , وعدها البعض من أهم القيم الاخلاقية والمثل السامية ؛ وبما ان استقرار الوطن لا يتم لا من خلال النظام السياسي المستقر والحكومة الوطنية المنتخبة من قبل الشعب ؛ صار لزاما على المواطنين دعم حكوماتهم الشرعية لأنها تصون الوطن وتعمل على خدمة المواطن , وبغض النظر عن مستوى اداء تلك الحكومات , ولعل الحديث المنسوب للإمام علي يؤكد اهمية وجود الحكومات في ضرورة حماية الاوطان وتسيير الامور ولو بالمقدار البسيط ؛ اذ قال : (( ... وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر , يعمل في إمرته المؤمن. ويستمتع فيها الكافر ؛ ويبلغ الله فيها الأجل , ويجمع به الفيء ، ويقاتل به العدو, وتأمن به السبل , ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويستراح من فاجر ... )) نعم قد يتضمن الولاء للوطن الولاء للسلطة تلقائيا ان كانت سلطة وطنية منتخبة وشرعية ؛ وقد يتعارض الولاء للسلطة مع الولاء للوطن ؛ وذلك فيما اذا كانت السلطة خائنة وعميلة ودكتاتورية ولا تمثل ارادة الشعب كما هو الحال مع الحكومة البعثية الصدامية البائدة ... .
والخضوع للقوانين والأنظمة والتشريعات يحقق مصالح الأمة العراقية ، وهو سبب للقوة والنهضة في جميع المجالات ، لأن السبب الرئيسي من وضع هذه الأنظمة هو تحقيق الاستقرار والنظام العام ، وتعبر إطاعة النظام دليل على ولاء وانتماء الأفراد للدولة ... ؛ هذا بالنسبة للأشخاص العاديين والمواطنين ؛ فما بالك بالموظف الحكومي الذي يتحتم عليه ؛ بالإضافة الى حب الوطن وتقديم مصالحه على كافة المصالح الفئوية والحزبية والقومية وغيرها ؛ الولاء للحكومة الشرعية والالتزام الوظيفي وتحقيق اهداف الحكومة وتنفيذ قراراتها .
نعم مجتمعاتنا تعج بالهويات المتعددة والولاءات المختلفة ؛ فكثيرة هي تلك الولاءات : الولاء للدين , الولاء للقومية والعرق , الولاء للمذهب والطائفة , الولاء للقبيلة والعشيرة , الولاء للحزب والحركة السياسية ... الخ ؛ الا ان تلك الولاءات ينبغي ان لا تتعارض مع الولاء للوطن ؛ فالولاء للوطن اولا واخيرا , وهذه الولاءات يجب ان تكون في طول الولاء للوطن وليس في عرضه ؛ والبعض يحاول الالتفاف على هذه البديهة من خلال ادعاء الولاء لله لتمرير مخططاته الخبيثة في اهلاك البلاد والعباد , فمن اوضح الواضحات ان الولاء لله لا يتقاطع مع الولاء للأوطان , لان الله لا يكن العداء والضغينة للشعوب والاوطان ؛ فالكل عنده سواء ؛ بل العكس هو الصحيح , يجب شكر الله على هدية الاوطان والتنعم بخيراتها ؛ فلولاها لما عرفنا نعم الله وآلاءه .
وقد اثبتت التجارب التاريخية والسياسية ان تعدد الولاءات المختلفة والهويات المتناقضة والتي تتقاطع مع الهوية الوطنية ؛ لا يجني منها الوطن الا الخراب والدمار والخسائر الباهظة , فإذا تخلف الجندي عن اداء واجبه بسبب ان الارهابيين الدواعش من طائفته او منطقته او عشيرته , وترك موقعه وهرب من مواجهتهم , وكذلك لو ترك المعلم المدرسة استجابة لأوامر حزبه ... الخ ؛ لعم الهرج والمرج وشاعت الفوضى , وانحل عقد النظام , وعشنا قانون الغاب ؛ وعليه يجب على الامة العراقية حكومة ومواطنين ؛ عدم التساهل مع هذه الخروقات القانونية وهذا التسيب والاستهتار الذي يهتك سيادة الدولة وهيبة الحكومة الشرعية ؛ وذلك من خلال انزال العقوبات بحق المخالفين وطردهم من الوظائف الحكومية ... ؛ فالموظف المؤدلج من ذوي الولاءات المتقاطعة مع الهوية الوطنية والسياسة الحكومية الشرعية ؛ مستعد لفعل اي شيء من اجل حزبه وفئته وبغض النظر عن مصلحة الوطن والمواطن ؛ وامثال هؤلاء يسخرون كل امكانيات الحكومة وموارد الدولة لتحقيق اجنداتهم الضيقة واهدافهم الطائفية والقومية والحزبية والفئوية ؛ بل والاضرار بالحكومة وعرقلة سير اعمالها وتعطيل مشاريعها احيانا كما يفعل البعثية في بعض الدوائر .
لذا نشاهد ان البلاد التي تعيش تعدد الولاءات المختلفة والهويات الفرعية والتي تتعارض مع الهوية الوطنية والحكومة الشرعية ؛ تعاني من مختلف الازمات والنكبات والانتكاسات والمؤامرات , فحينها يصبح الولاء للوطن مجرد شعار كاذب فارغ من كل محتوى حقيقي , واكذوبة كبرى , يستطيع ابسط مواطن اكتشافها وذلك من خلال التفاصيل اليومية التي تكمن فيها شياطين الولاءات الخارجية ومردة الهويات الجانبية , فلا يغرنكم بكاء القوم على الوطن ولا تظاهرهم بالوطنية ؛ اذ ان الوطنية ايمان بالقلب واقرار باللسان وعمل بالجوارح والاركان ... ؛ بينما نشاهد في البلدان التي تعتبر الولاء للوطن من المقدسات كاليابان - مثلا – مظاهر العظمة والكرامة والاستقرار والازدهار .
ولا يوجد بلاء اشد من انتشار الموظفين المؤدلجين اصحاب الولاءات المتعارضة مع الهوية الوطنية وسياسة الحكومة الشرعية ؛ في دوائر الدولة , وشيوع ظاهرة الولاء للخارج بين المواطنين , بالإضافة الى مجيء حكومة عميلة وغير شرعية , ولا تربطها بالوطن اية رابطة حقيقية .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة الناخب البايومترية
- الانفاق الحكومي على انتخابات 2023
- ضرورة دراسة تأريخ العراق والامة العراقية
- هدوء اجواء الانتخابات الحذر والعاصفة المحتملة
- تسخير موارد الدولة لصالح الكتل السياسية والمرشحين
- اعلاناتكم الانتخابية بأموالنا الوطنية
- ضرورة دراسة تأريخ اجرام وارهاب النظام البعثي الصدامي
- على هدي السياسة الايرانية واللبنانية
- الجهاد في غزة لا في بغداد
- مؤامرات الليل وزعزعة استقرار العراق
- كنا أسوأ ولم نصبح أحسن وأفضل
- بأي ذنب تقتل الطفولة الفلسطينية ؟!
- ضرورة الديمقراطية الحقيقية
- تبديد ثروات واموال العراقيين (1)
- احداث دير الزور الاخيرة : الاسباب والتداعيات (3)
- ويستمر الخمط البرزاني وتستمر التنازلات الحكومية
- صوت الامة العراقية من جديد
- أما آن الأوان يا بريطانيا
- طبول الحرب الامريكية و عار الفرار
- مقولة وتعليق / 43 / ضرورة الهجرة


المزيد.....




- تصريحات سابقة لمحمد بن سلمان تثير تفاعلا بعد إعلان تفاصيل قض ...
- مراسلة RT نقلا عن مصادر في الجيش السوري: سماع دوي ضربات مدفع ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 10 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي عن ...
- الحوثيون: لدينا مليون مقاتل جاهزون
- الجيش الروسي يتقدم.. وواشنطن تشكك بفعالية الدعم لأوكرانيا
- نتنياهو: لن نرضخ لمطالب حماس
- مراسلة RT نقلا عن مصادر في الجيش السوري: سماع دوي ضربات مدفع ...
- صادق خان يحتفظ بمنصب عمدة لندن
- الباحث المصري وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة ...
- اعتصام طلابي في جامعة أدنبرة يطالب بقطع كامل للعلاقات مع إسر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - الموظف العراقي بين الولاء الحزبي والالتزام الوظيفي