أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد كاظم غلوم - هكذا يراعون الهرِمين والعاجزين














المزيد.....

هكذا يراعون الهرِمين والعاجزين


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 7928 - 2024 / 3 / 26 - 02:47
المحور: المجتمع المدني
    


لي أحد المعارف من الاصدقاء القدماء الدؤوبين على القراءة والبحث ؛ التقيته مؤخرا في متنبي بغداد وهو طالب دكتوراه يدرس في سويسرا ويسكن في غرفة مؤجرة عند امرأة عمرها سبع وستون سنة .
تلك المرأة كانت معلمة قبل تقاعدها والآن تستلم راتبَ تقاعدٍ مجزياً
لكنها تذهب للعمل مرتين في الاسبوع بمثابرة قلّ نظيرها وكأنها فتية راجحة العقل والعضل معاً .
عملها هو لرعاية مسنٍ عمره سبعة وثمانون عاما ، ابدى صديقي امتنانه مما تفعل وسألها ان كانت تعمل لكسب المال
فقالت له إنها لا تعمل لأجل المال بل لتكسب الوقت .
وأنها تودِع لنفسها وقتا في بنك توفير الوقت او بنك الزمن كما تودع الاموال في البنوك . وهي بعملها ذلك تودع الزمن لكي تستطيع الصرف منه عندما تحتاج له بعد تقدّم السن او عندما تصاب بحادث وتحتاج من يساعدها
يقول صديقي الطالب المثابر على الدراسة إنها المرة الأولى التي اسمع فيها عن بنك الوقت فسألها عن معلومات أكثر عن ذلك البنك
فقالت له :
ان الحكومة السويسرية أنشأت ذلك البنك كضمان اجتماعي للناس حيث يفتح كل راغب في الاشتراك فيه حسابَ زمنٍ . بحيث يحسب له الزمن الذي يقضيه في الخدمة الاجتماعية خصوصا خدمة المسنين والمرضى في المشافي او البيوت الذين لا يوجد لهم من يرعاهم او يساعدهم من عوائلهم .
يشترط على المشترك أن يكون سليما صحيا وقادرا على العطاء والتواصل مع الاخرين والتحمّل وراغبا في تقديم الخدمات بنفس راضية وإخلاص في خدمة الاخرين العاجزين والهرمين .
وحينما تقتضي الضرورة ؛ عندما يحتاج الشخصُ مساعدةً أو عوناً يرسل له البنك شخصا متطوعا ممن اشتركوا في البنك ليخدمه ويخصم الوقت من حسابه ، والخدمات التي يقدمها المتطوع اما تقدّم للمحتاج في المستشفى او في البيت كأن يرافق المحتاج للتسوق او للترويض والمشيّ او لمساعدته في تنظيف منزله.
وفي معرض حديثهِ قال لي عن تلك الساكنة معه : في احد الأيام احتاجت تلك المرأة التي أسكن معها للمساعدة عندما سقطت أثناء تنظيف نافذتها وكسرت كاحل قدمها واضطرت للبقاء في السرير عدة أيام .
وفي مبادرة إنسانية من صديقي محدّثي أراد الطالب تقديم إجازة اضطرارية لمساعدتها لكنها قالت له إنها لا تحتاج مساعدته لأنها قدمت على طلب سحب من رصيدها في البنك الخدمي وأنهم سيرسلون لها من يساعدها.
جاء المساعد الذي عينه البنك وكان يرعاها و يتحدث معها و يرافقها ويقضي لها حاجياتها من التسوّق وتلبية متطلبات البيت الاخرى وبعدها ارسل لها البنك ممرضة إضافية عندما احتاجت لذلك .
بعد ان تعافت من الكسر عادت للعمل مرتين في الاسبوع لتعويض ما خسرته من وقت في البنك الخدمات .
والشعب السويسري يؤيد ذلك البنك التمريضي والخدمي للعاجزين ويدعمه لأنه لمسَ فوائده على المجتمع
وباختصار البنك وُجد لتبادل الخدمات التمريضية ويعمل لمقايضة خدمات اجتماعية مثلما تعمل البنوك الاخرى من تبادل الأموال والخدمة تدخل في باب المصلحة العامة والتآزر والمبادرة لتقديم كل ما يمكن لإعانة المعوزين والمرضى والهرمين وكل من يحتاج الى العون .
انها فكرة جميلة جدا ومفيدة سعدت بالإصغاء لها من محدثي ويمكن تطبيقها في كل مجتمع من المجتمعات لكنها تتطلب انضباطا وإحساسا بالمسؤولية وإخلاصا في اداء العمل.. وثقافة إنسانية عالية المستوى .
تُرى هل نجدها في وسطنا الاجتماعي ؟؟
يبدو إن الأوان لم يحن بعدُ لتطبيقها عندنا


جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحسار الوعي الفني والثقافي في بلاد الرافدين
- أيها المعلمون ؛ احفظوا قدسية رسالتكم
- قصة الفتى مخترع الواتسآب
- السعدُ الممتنع
- غيبة مصونة أيها الوطن ؛ لا لقاء بعدها
- عندما يعود رفيق عمرك منهكاً الى البيت يا ربّة الأسرة
- ما الذي يُبهج الرجلَ في حبيبته ورفيقة عمره ؟؟
- اختناقات وزحام عربة الحبّ
- تأملات في قراءة قصيدة الشعر
- حينما تحكم المرأة ويهمّش الرجل معزولا
- ولكلام الحبّ مراتبُه السبع
- بين بيكاسو وحلاّقهِ ؛ صديقه الحميم
- قصيدة - العَودُ أبعدُ -
- عندما يكون العقل مبدعا ثريّا والضمير نقيّاً
- طبائع وصفات لا تحبذها المرأة في رفيق عمرها الرجل
- أيها الزوجان والحبيبان ؛ تخاصما تتحابّا
- نقاهتي تُراقصني لتؤنسني
- بذور الطائفية السّامة أين تنمو ؟؟
- نمْ مبكرا هانئا بلا لوحٍ إلكتروني أو كتاب
- هل مازلتَ تدخّن ؟؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد كاظم غلوم - هكذا يراعون الهرِمين والعاجزين