أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - !الاستبداد و تمكين القاعدة














المزيد.....

!الاستبداد و تمكين القاعدة


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اشتهرت كلمة الاستبداد في فضاء الفكر و الثقافة العربية على يد عبد الرحمن الكواكبي "1854 ـ 1902" بعد نشره كتاب طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد ، محرضا فيه الشعوب العربية على التخلص من استعباد الاستعمار العثماني الذي جثم فوق صدر الشعوب و البلاد العربية ما يربو على الأربعمائة عام ، ومعرفا إياه : ( أما تعريف الاستبداد بالوصف لا بالمترادفات و المتقابلات فهو أن الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان فعلا أو حكما التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين . ) ـ 1 ـ
و يمضي الكواكبي في شرحه مبينا و موضحا شارحا : ( أشد أنواع الاستبداد التي يتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق , الوارث للعرش , القائد للجيش , الحائز على سلطة دينية. و لنا أن نقول كلما قلت وصف من هذه الأوصاف خف الاستبداد إلى أن ينتهي بالحكم المنتخب المؤقت المسئول فعلا .) ـ 2 ـ
ولم تعرف اللغة العربية في مجمل ما صدر عنها منذ ذلك التاريخ إلى الآن التباسا في معنى الاستبداد كما يحصل الآن على الساحة اللبنانية ، فالمعايير و المقاييس اختلطت حتى باتت الشمس مظلمة و الليل ابيض .وفؤاد السنيورة مستبدا !
الاستبداد طويل العمر لا يعكر صفوه اعتراض ولا يؤثر فيه احتاج ولا يزيله داخل أو خارج ، انه حالة إدمان مزمن متشعبة و ملتصقة في خلايا العقل العربي لدرجة أضحت جزءا لا يتجزأ منه !
أما الديمقراطية فهشة رقيقة لا تصمد أمام تدخل خارجي أو تحالف داخلي تسقط في مهب ريح انقلاب عسكري ـ سوريا الخمسينيات ـ و تتطاير في أجواء إعصار طائفي ـ العراق في الألفية الثالثة .
التيار الإسلامي ـ السني ـ لا يشعر بالوجل أو الحرج عندما يتحسر على ذهاب دولة الخلافة الإسلامية العثمانية و القرضاوي ما فتئ يذكر الناشة بدولة الخلافة التي امتدت إلى ما قبل سقوط الرجل المريض على يد الحلفاء .
التيار الإسلامي الشيعي لا يجد غضاضة في تبني المشروع الإيراني و دعمه حتى النهاية ، ودون ذلك الهدف فلتذهب العروبة أدراج الريح و ليقدم العراق على طبق من دماء فوق مائدة احمدي نجاد و لتكن التحلية أسطورة لبنان الحر الديمقراطي .
ليس مستغربا ولا مستهجنا ، تمكن حزب الله وملحقاته في لبنان من حشد مئات الألوف من اللبنانيين وغيرهم للتظاهر داعيا لإسقاط حكومة السنيورة ، حكومة المقاومة السياسية ، حكومة البناء و التعمير والأكثرية النيابية التي شاركها الحكم لمدة تزيد على السنة وحملها عبء حرب مدمرة و عدوان إرهابي إسرائيلي طيلة ثلاثة وثلاثين يوما أيدته خلالها واستصدرت قرار أمميا بوقف الحرب لما وهن وكل ذلك بناءا على طلبه وبموافقته .
ليس مستغربا ولا مستهجن أن يخرج الألاف من العراقيين في العديد من المحافظات العراقية المجاورة لسوريا يرددون بالروح و الدم نفديك يا صدام وهم آباء و أبناء و أيتام و أرامل و ثكلى طغيانه و استبداده و جرائمه .
ليس مستغربا ولا مستهجن أن تخرج أصوات حاشدة في مساجد القاهرة و شوارعها و تحت قبة مجلس الشعب ، تطالب بإسقاط وزير الثقافة المصري فاروق حسني و تقديمه للمحاكمة لأنه اعتبر المرأة زهرة لا يجملها تغطية الرأس وعد ظاهرة تفشي الحجاب و النقاب ردة و تراجعا نحو التخلف .
ليس مستغربا ولا مستهجن أن يحظى رجال المعارضة الأصولية البحرينية في أول تجربة ديمقراطية حقيقية بكل المقاعد المتاحة في البرلمان البحريني الفتي ، وتطالب قبل جلوسها على مقاعد مجلس الشعب ، بالضغط على الحريات العامة و الخاصة و بإشهار قائمة من الممنوعات و المحرمات .
ليس مستغربا ولا مستهجن خروج جموع حاشدة غاضبة في شوارع دمشق تحت نظر وسمع الأمن ، تحرق السفارات و تهاجم القنصليات نصرة للرسول الكريم و قصاصا ممن سمحوا لمواطنيهم بالإساءة لنبي الإسلام تحت حجة حرية الرأي .
ليس مستغربا ولا مستهجن تكرار الهجوم الجسدي و افتعال الفوضى من قبل شباب سعودي متحمس ، كلما حاول محاضر أو كاتب طرح وجهة نظر مغايرة لما ألفه العامة و مشايخهم عبرا لمنابر و الكتب " إشارة لما تكرر حدوثه في معرض الكتاب في الرياض و للحركة الثقافية لجامعة اليمامة وتحطيم تجهيزات مسرحية الوسطية ، و الأمر بإخراج النساء ـ طالبات جامعة الملك سعود ـ في إحدى الندوات العلمية من القاعة رغم جلوسهن في الظلام وفي مكان منفصل وبعيد عن الرجال .
ليس مستغربا ولا مستهجن أن يعنون شارل أيوب الديار -عددـ 2-12-006تعليقا على خرق فيروز للحصار بالغناء ب : فيروز في البيال .. هزمت بصوتها الحاكم المستبد . مقالة لأحد محرريه الصحفيين باعتبار السنيورة حاكم مستبد ! نعم السنيورة حاكم مستبد و كل الحكام الداعمين لسقوط حكومته ديمقراطيون عادلون ! صدق أو لا تصدق .
وفي ذات الاتجاه كان منطقيا اتهام سمير جعجع باغتيال الشهيد رفيق الحريري رغم كونه في السجن آن ذاك حسبما أفادت مصادر مطلعة لقناة المنار . جريدة الثورة السورية -2-12-006
ليس مستغربا و لا مستهجن أن ينشر موقع الجزيرة نت مقالا بعنوان : القاعدة هل تقود الأمة نحو التمكين
لكاتبها : الفاتح كريكار مؤسس جماعة أنصار الإسلام الكردية ،ورد فيه : التيار السلفي ألجهادي المتمثل في نخبة طليعية من كوادر الوسط في بلاد المسلمين و خارجها باعتباره حركة عقائدية أممية بحاجة إلى حركة مشابهة للشيوعية و الصهيونية لتقود نحو التمكين . و القاعدة مرشحة أكثر من غيرها لقيادته لثقة هذا التيار بها حيث يعتبرها مدرسته ..... و القاعدة ظاهرا عرفت طريقها نحو التمكين فالتزمتة و الله أعلم ) موقع الجزيرة نت الصفحة الرئيسة -03-11-006
انه زمن الانحطاط العربي المريع . فالجزيرة لا يشق لها غبار في الحشد الجماهيري العربي و احمد ي نجاد ما زال يحطم الأرقام القياسية في عدد المعجبين العرب رغم منافسة شافيز له !
احسان طالب
كاتب سوري : دمشق

هامش
ـ 1 ـ ربيع الجندي عرض وتلخيص لكتاب طبائع الاستبداد
ـ 2ـ المصدر السابق



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستويات من الأصولية
- نقد المشروع الليبرالي العربي
- أحيانا عقوبة الزواج غير المتكافىء القتل
- الاستعلاء و تغير الآخر معوقات لحوار الحضارات
- الاجتهاد الفردي محفز للإصلاح و التغيير
- زواج أم اغتصاب
- الأصولية تطيح بأحلام الديمقراطية
- الوعود المقدسة و السلام الراحل
- الغبار النووي الإيراني يعصف بأمن الخليج العربي - اكتشاف اليو ...
- مرحلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي
- ايها المسؤولون العرب اعتصموا في بيروت و اوقفوا الكارثة
- نشوة نصر الرب
- المصالح المشتركة في إضعاف الدولة اللبنانية
- اكتبوا ما تريدون دون اتهام أو إهانة
- هل خفف الوعد الصادق من آثار الوهم المتبدد
- النصائح المؤلمة
- لبنان يدفع الثمن من يحصد النتائج
- وليمة أوراق
- أسلمة النظم و القوانين وعلمنتها
- الحل في عودة فتح إلى السلطة


المزيد.....




- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - !الاستبداد و تمكين القاعدة