أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - سعر اللحم يجب ان لا تكون قضية تشغل حكومة العراق














المزيد.....

سعر اللحم يجب ان لا تكون قضية تشغل حكومة العراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7918 - 2024 / 3 / 16 - 20:47
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هذه الايام انشغل المجتمع العراقي بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق . لقد وصل سعر كيلو لحم الغنم (خروف) الى 25 الف دينار , وهو مبلغ باهظا لا يستطع فقراء العراق التعامل معه , الامر الذي أدى الى خروج دعوات تطالب الدولة بالتدخل وضبط أسعاره . الدولة من جانبها اخذت قرار تسعير كيلو اللحم في عدد من المحافظات العراقية , فيما خرجت فرق حكومية الى الأسواق لمراقبة الأسعار وعدم السماح لها بالصعود الغير منضبط .
قضية ضبط الأسعار من قبل الحكومة العراقية ليست بجديدة , حيث بدأت منذ عام 1963 ولم تنتهي حتى قرر صدام حسين بإلغائها بعد ان توصل الى نتيجة بان الدولة يجب ان لا تكون " دولة عطارين ". من عاش الفترة بين عام 1963 الى موجة خصخصة المشاريع الحكومية ( بيع المشاريع الحكومية الى القطاع الخاص) , في العراق , سوف يتذكر كيف كان يعاني من شحة المواد الضرورية ( السكر, البيض, حليب الأطفال , والقائمة طويلة) , مع تردي النوعية , وانتعاش السوق السوداء . كل هذه اعراض مرض سيطرة الدولة على الأسعار, و خاصة عندما تطول الفترة الزمنية وعدم مراجعتها. ولهذا السبب , شدد الاقتصاديون على منع تدخل الدولة في شؤون السوق الا في الحالات التي تستوجب بتدخلها : التضخم والركود الاقتصادي.
لماذا يجب ان لا تتدخل الدولة في إدارة السوق ؟ في قضية ارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق المحلية العراقية , يعود الى زيادة طلب المجتمع العراقي على اللحوم يقابله عدم قدرة المنتجين لزيادة العرض منه والنتيجة هو ارتفاع أسعاره , حاله حال أي بضاعة تباع في الأسواق العراقية . وعليه , فان وضع حد اقصى لسعر كيلو للحم سوف لن يحل المشكلة , وانما سيعقدها وسيضطر نسبة كبيرة من العراقيين الإفطار في هذا الشهر الفضيل على شوربة العدس و الباذنجان المقلي بدلا من حضور لحمة الخروف . انها قضية جربت من قبل وفشلت فشلا ذريعا في الماضي . تحديد أسعار اللحوم في الأسواق تضر المنتج وهذا بالضبط ما ذكره جملة من القصابين (الجزارين) في المدن العراقية , معدل سعر الخروف الحي اصبح ما بين 300 و 900 الف دينار ( حسب نوعه و مصدره) , ولا بد لهم رفع سعر الكيلو منه حتى يغطي كلفة شراءه و ربح تغطي اتعابه .
ما العمل ؟ العراق يعيش تحت نظام " ديمقراطي " , يعني ذهب زمان " كن فيكون " , حيث يقرر السيد الرئيس في الليل ليصبح قراره قانونا في الصباح . الوقت وقت السماع ليس فقط من المستهلك وانما يجب السماع من البائع أيضا . نعم المستهلك ( المشتري) من مصلحته انخفاض الأسعار , ولكن ليس من مصلحة المنتج , وعليه على الدولة ان تخلق التوازن بين الرغبتين , رغبة البائع والمشتري .
كيف ؟ اللحوم الحيوانية ليست مادة تصنع , يزداد وينقص انتاجها حسب الطلب . كما وان تربية حيوانات الذبح تحتاج لأشهر حتى تكون جاهزة للذبح , وبذلك ليس من المعقول الانتظار . على الدولة القضاء على شحة اللحوم من خلال استيرادها . تماما مثل ما تستورد بقية الفاكهة والخضر . لقد اخبرني احد معارفي ان كيلو الطماطة في العراق هو الف دينار وكيلو اللفت 500 دينار و كيلو البطاطا 750 دينار . بكل تأكيد ان هذه المواد ليس من انتاج العراق وانما من انتاج دول الجوار , ولو كانت هذه المواد تنتج في العراق لما استطاعت نسبة كبيرة من العراقيين شراءها . لقد قرأت خبر مؤخرا بان 30% من الطعام في العراق يرمى في حاويات القمامة . لماذا ؟ لأنها رخيصة الثمن .
وعليه , اعتقد ان السيد السوداني يستطع تخفيض من درجة توتر الصائمين اللحميين عن طريق استيراد المواشي واللحوم , على ان تكون إدارة استيرادها وطرحها في الأسواق العراقية بيد ناس خيرة , تخاف الله وتحب الوطن وصاحبة سلطة . احد باعة الاغنام ذكر ان هناك إجراءات حكومية طويلة عريضة لسماح نقل المواشي من محافظة الى الأخرى . أتمنى ان تطبق هذه الإجراءات الطويلة و العريضة على من ينقل المخدرات من محافظة الى أخرى ومن جيران العراق.
وأتمنى على الإدارة الحكومية رفع علاوي بيع وذبح الحيوانات من الشوارع العامة , وخاصة بين مدينة الكاظمية وحي الجامعة , فقد أصاب بغداد القرف من منظر لا يألفه العالم الا في الدول الفقيرة . أتمنى ان يكون مجمع لهؤلاء الباعة في ساحة مناسبة تتوفر فيها الرعاية الصحية وتراقب من قبل مراقبين مختصين. العراق مليء بالعاطلين عن العمل وتعيين بعضهم ستكون رحمة من السماء تنزل عليهم .
أخيرا , اخبار كثرة سيول المطر هذه العام هي اخبار سارة لكل من يعيش في العراق , انسان وحيوان وشجر . وانا متأكد ان ازمة نقص اللحوم الحمراء سوف تنتهي بعد شهور قليلة نظرا لوفرة المياه و انتعاش المراعي . العراقي سوف لن يطول به الأمد بأكل لحوم غير لحم الغنم العراقي , ذو النكهة الخاصة.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف قضت حرب غزة على السلم العالمي ؟
- كيف تقلل من ازعاجات الالتهابات الجسدية ؟ معلومات قد تنفعك
- العراق ليس اذربيجان يا اسلاميين
- تاثير التضخم المالي المحلي على دول الجيران
- لماذا يكرهوننا ؟
- هل يحتاج بايدن دخول حرب مباشرة على غزة؟
- هل سيربح Zelensky الحرب مع بوتين ؟
- مخاطر تكرر الاصابة بمرض كورونا
- مخاطر تجاهل الغرب للتاريخ العربي
- الى جمهورية ايران الاسلامية , بعد السلام عتاب
- حلال على اوكرانيا .. حرام على غزة
- للمقاومة الاسلامية .. لا تحملوا حكومة السوداني اكثر من طاقته ...
- المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصادية
- النظام الراسمالي و مشاكله الاجتماعية .. العراق نموذجا
- ان ما يجري في غزة الان , حذر منه دبلوماسيون بريطانيون عام 20 ...
- بدلا من فتح جبهة قتال مع اليمن .. اوقفوا الحرب على شعب غزة
- امريكا لن تخرج من العراق في الوقت الحاضر, واليك الاسباب
- ولي العهد السعودي فاز بلقب - الشخصية القيادية العربية الاكثر ...
- العراق .. عام انجازات ام ازمات ؟
- اكلاف و منافع انخفاض اسعار الفوائد


المزيد.....




- جلفار تبيع صيدليات زهرة الروضة في السعودية بـ444 مليون ريال ...
- مؤشر الأسهم الأوروبية يسجل أسوأ أداء شهري في عام
- السعودية توقع مذكرات تفاهم بـ51 مليار دولار مع بنوك يابانية ...
- موديز: الاستثمارات الحالية غير كافية لتحقيق الأهداف المناخية ...
- منها حضارة متعددة الكواكب.. ما أسباب دعم ماسك ترامب بملايين ...
- هاتف شبيه الآيفون.. مواصفات وسعر هاتف Realme C53 الجديد.. مل ...
- القضاء الفرنسي يبطل منع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض يورون ...
- لامين جمال يوجه سؤالا مثيرا لنجمة برشلونة بعد تتويجها بالكرة ...
- وزارة الكهرباء العراقية وجنرال إلكتريك ڤ-يرنوڤ-ا ...
- عملاق صناعة السيارات فولكسفاغن وأزمة الاقتصاد الألماني


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - سعر اللحم يجب ان لا تكون قضية تشغل حكومة العراق