أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصادية














المزيد.....

المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصادية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7870 - 2024 / 1 / 28 - 02:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لا تنمية اقتصادية معتبرة بدون تعليم . القراءة والكتابة تسمح للفلاح قراءة تعليمات استخدام مركبات الأسمدة للزراعة , وتسمح للعمال التعامل مع ماكنته في العمل , وتسمح لعامل الخدمات كيفية التعامل مع الاخرين . كما ان التنمية الاقتصادية تحتاج الى تخطيط وحكمة أصحاب الشهادات الجامعية العليا , فان إدارة القطاعات الاقتصادية تحتاج الى عمال ذو خبرات وكفاءات .
لسوء الحظ , فهمت المجتمعات, وخاصة العربية, ان الطريق الى تقدم أبنائهم وبناتهم نحو مستقبل افضل هو الدخول الى الجامعات . انهم يفهمون ان الشهادات الجامعية توفر لأولادهم وبناتهم العمل المضمون مع حزمة من المنافع لا تتوفر للغير , كما ويعتقدون ان نظرة المجتمع الى خريجي الجامعات اكثر احتراما من خريجي المعاهد الفنية والمهنية.
الا ان الطلاب وذويهم يتفاجؤون بعدم وجود جهة قادرة على تعيينهم بعد التخرج . على سبيل المثال , ان الحكومة العراقية أعلنت واكثر من مرة بعدم استطاعتها تعيين كل الخريجين في دوائرها , وهذا يكشف عن خلل واضح في التخطيط الحكومي , حيث ان الحكومة العراقية بعد التغيير سمحت المجال بفتح اعداد كبيرة من الكليات دون النظر الى حاجة البلد الفعلية للخرجين , إضافة الى عدم قدرة القطاع الخاص استيعاب الفائض منهم . اعداد كبيرة من أصحاب الشهادات الجامعية اصبحوا أصحاب جنابر , وليس في اعمال تليق بأتعابهم و شهاداتهم .
وهكذا ظهرت بطالة كبيرة في مجتمع أصحاب الشهادات الجامعية , وشحة واسعة لأصحاب الحرف والذين يعدون الأهم في تسيير عملية التنمية الاقتصادية. ففي الوقت الذي يجابه العراق فائض كبير من حملة الشهادات الجامعية الا انه يواجه شحة خطيرة لأصحاب الحرف ومنها ميكانيك السيارات , النجارين , عمال الكهرباء , الصرف الصحي, توصيل الماء, تصليح الأجهزة الكهربائية , الصباغة , الممرضات , عمال الرعاية الصحية ورعاية الطفال.
هذه المشاكل كان من السهل القضاء عليها من خلال تشجيع الشباب الى الانضمام الى المعاهد المهنية والتكنلوجية . حصول الشاهدة من هذه المعاهد تتطلب سنتين وليس أربعة سنوات كما في الكليات والجامعات. ثانيا , ان تكاليف المعهد اقل بكثير من تكاليف الدخول الى الجامعة . كلفة الدراسة في المعهد لا تحتاج الانتقال من محافظة الى أخرى والحاجة الى عثور على سكن وتكاليف طعام. ثالثا, ان المعاهد تقدم جدولا مرن لطلابها من حيث توفير الدروس الليلية وفي العطل الأسبوعية وبذلك لا يتأثر عمل الطالب مع الدراسة. ورابعا, ان المعاهد توفر الفرصة للطلاب بالالتحاق بالجامعات اذا رغبوا في توسيع معارفهم والتقدم العلمي . خامسا, في العادة ان لا تنظر إدارة المعاهد الى درجات الإعدادية للمتقدمين مثل ما تقوم به الجامعات . سادسا , المعاهد تعطي الفرصة لكبار السن الانضمام لها , سابعا , ان هذه المعاهد توفر برامج يحتاجها البلد , وبذلك فان التعيين بعد التخرج شبه مضمون .
هذه الفوائد قد اكتشفها المخطط الاقتصادي الأمريكي , حيث بلغ عدد المعاهد ( سنتين ) في الولايات المتحدة الامريكية اكثر من 12000 معهد تقدم مختلف الاختصاصات التي تحتاجها الصناعة والزراعة و الخدمات . بالحقيقة اصبح وجود هذه المعاهد من الضرورة الى درجة ان بعض الولايات الامريكية بدأت بتغطية تكاليف دراسة الطلاب فيها . الدخول الى هذه المعاهد زاد من فرص الطالب العثور على عمل يرغب به , تطوير اداءه في العمل , ومنحه فرصة الترقية مضمونة الى مسؤوليات اعلى.
لا أقول ان الامريكان قد قضوا على حاجة الاقتصاد الى مهنيين . انها مشكلة قائمة لحد الان , ومن يحتاج الى عامل لإصلاح جهاز التدفئة المركزي في الشتاء يعرف جيدا معنى الانتظار حتى يجد عامل تصليح الجهاز بالسرعة الممكنة . طبعا , عندما نقول ان شحة المهنيين مازالت موجود في الولايات المتحدة , نعني كذلك اجورهم المرتفعة . وهذا يقودنا الى القول ان دخل بعض المهنيين السنوي قد يفوق الدخل السنوي لحملة الشهادات العليا , واصبحوا من الذين يؤثرون حتى على القرار السياسي في الولايات المتحدة الامريكية . لا يمكن لأي مرشح لقيادة البلاد بالفوز في الانتخابات العامة بدون ان يثبت في برنامجه العمل على حماية هذه الطبقة والدفاع عن حقوقهم .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الراسمالي و مشاكله الاجتماعية .. العراق نموذجا
- ان ما يجري في غزة الان , حذر منه دبلوماسيون بريطانيون عام 20 ...
- بدلا من فتح جبهة قتال مع اليمن .. اوقفوا الحرب على شعب غزة
- امريكا لن تخرج من العراق في الوقت الحاضر, واليك الاسباب
- ولي العهد السعودي فاز بلقب - الشخصية القيادية العربية الاكثر ...
- العراق .. عام انجازات ام ازمات ؟
- اكلاف و منافع انخفاض اسعار الفوائد
- تجار بغداد يعانون الركود .. ما العمل ؟
- ماذا قال بعض الكتاب عن التهاون العربي تجاه مذابح غزة؟
- حماية الطبقة الوسطى في الوطن العربي
- ما قصة تجميد الاجور في الولايات المتحدة الامريكية؟
- كيف يقتل السوبرماركت محل ماما وبابا؟
- العولمة الاقتصادية ما زالت بخير
- اقتصاد الحصان والعصفور
- امريكا في الشرق الاوسط بعد حرب غزة
- سوق الغزل يقتل الحياة البرية في العراق
- ماذا بعد انهيار غزة ؟
- هل تنازل عمر بن الخطاب و صلاح الدين الايوبي عن القدس لليهود ...
- ماذا كشفت حرب غزه للعالم ؟
- رسالة غزه الى الحكومات العربية


المزيد.....




- كييف تعترف بتفوق موسكو على الغرب في الإنتاج العسكري
- حملات المقاطعة تتسبب بخسائر كبيرة لـ-ستاربكس-.. أرقام وبيانا ...
- صندوق معاشات موظفي نيويورك يعارض انتخاب رئيس أرامكو مديرا بب ...
- الفيدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة عند 5.5% وباول يستبعد ...
- الخارجية الأمريكية: العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا تهد ...
- “من غير مشاوير أو تضييع وقت!” إليك خطوات وشروط طلب البطاقة ا ...
- الفدرالي الأميركي يبقي أسعار الفائدة ثابتة سعيا لترويض التضخ ...
- في اليوم العالمي للعمال.. عُمال غزة بين شهيد وعاطل
- النفط عند أدنى مستوى في 7 أسابيع بفعل زيادة المخزون الأميركي ...
- إيران والإمارات توقعان وثيقتين للتعاون الاقتصادي المشترك


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصادية