أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - شهادة الأستاذ سعد الله مزرعاني في تكريم د. عبد الحسين شعبان














المزيد.....

شهادة الأستاذ سعد الله مزرعاني في تكريم د. عبد الحسين شعبان


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7907 - 2024 / 3 / 5 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


آثرت في هذه الشهادة، أن اقتصر على جانب قد أكون معنياً به، أو مطالباً، بالحديث عنه أكثر من الآخرين. لقد تعرفت إلى الدكتور شعبان في دمشق أواخر عام 1987 حين كنت مديراً لمكتب الحزب الشيوعي اللبناني هناك. زارنا فرحبت واستمعت. كان ذلك على خلاف تقليد سيء شائع بين الأحزاب الشيوعية. ذاك التقليد يجعل مجرد الاستماع إلى شكوى أو انتقاد لحزب ما أمراً محرَّماً يسيء إلى قيادة الحزب المعني، ويعد تدخلاً في أموره الداخلية... بمجرًد أن تستمع، فهذا يعني أنك تشجع الانقسام. وهكذا يصبح التعسف محمياً بقوة التواطؤ والتضامن "الأخوي" والجامع الرفاقي الأممي، الذي عوض عن أن يكون أداة لتنظيم الحملات، ولتبادل الخبرات، ولتعميم النجاحات وتفادي السلبيات والإخفاقات، يصبح وسيلة فظة للتستر والقمع والإمعان في الخطأ ومنع المساءلة والنقد!!. هل قلنا النقد: لن يرضى أبداً، الرفيق "أبو عمار" كبير الشيوعيين والمفوض السوفياتي الأعلى في المنطقة. لن يرضى أيضاً لفيف الأمناء العامين المؤصلين في تقاليد المدرسة الستالينية السوفياتية التي استمرت بعد وفاة صاحبها عام 1953، وحتى، بعد إنتفاضة خروتشيف علىيه(ومع خروتشيف نفسه) في المؤتمر ال20 عام 1956!!
كان على الرفيق شعبان، عضو الحزب الشيوعي العراقي، الشاب آنذاك، أن يواجه أسباب الخلل، من وجهة نظره، في المنطلقات، حتى الفكرية منها، وكذلك في بعض التوجهات والعلاقات والسياسات والممارسات..والواقع أنه انصرف إلى هذه المهمة، مباشرة، أو بشكل غير مباشر. وضمن مسار ومخاض فكري وسياسي وكفاحي جاد وجدي، وبعيد عن ردود الفعل الصغيرة المعتادة، فكان "تحطيم المرايا" أحد أهم انجازاته الفكرية والنقدية والتصحيحية في هذا الحقل. وهو استند في ذلك، إلى ما ارتاده من آفاق واسعة، وما راكمه من ثقافة موسوعية، ومعرفة وعلاقات عامة متنوعة ومساهمات وتفاعلات فكرية وأدبية وسياسية وقانونية( خصوصاً في الموضوع الفلسطيني.
هاكم، على سبيل المثال، استنتاجاته وبعضها في غاية الأهمية، بشأن التعامل مع التراث كجزء من مشروع التغيير في شروط وظروف ملموسة. كتب: "هنا أدون رأي الذي تبلور خلال العقود الثلاثة ونيف الماضية والذي مفاده أننا تركنا خزانة الكتب التاريخية والدينية للأحزاب الإسلامية أو الإسلاموية، وأدرنا ظهورنا للتراث العربي الإسلامي... كما أهملنا الإنتماء التاريخي لشعوبنا واعتبرناه من اختصاص قوى وأحزاب قومية أو قوموية...". الزمن والنخب" ص 197.
إذن، لم يكرر "د. شعبان ما مارسه آخرون من ردود فعل على الخلاف، ومن ثم على الفصل، ومن أخطرها التخلي عن المبادىء والقيم، خصوصاً بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، بل هو ثابر على مواصلة رحلة بحث ومعرفة ونشاط وفعًال، استغرقت كل عمرة وأثمرت الكثير مما يصح معه القول: "رب ضارة نافعة". لكن هذا القول ذو حدين: أحدهما تكلس المؤسسات الحزبية وتحولها بيئة طاردة للإبتكار والإبداع. ثانهما، أن يحفز على مراجعة، لم تحصل، بشكل جدي، حتى الآن، رغم الانهيارات الكارثية التي كشفت أن الخلل لم يقتصر على جانب واحد فقط( رغم صدق النوايا غالباً، ورغم الكثير من الإنجازات التي كانت ذروتها هزيمة النازية والفاشية بتضحيات هائلة وبأثمان باهظة!). كتب الشهيد مهدي عامل: محاوراً ومحذراً : "يتكون فكرنا الماركسي بنقد الفكر الماركسي المتكون". هذه المعادلة الجدلية هي فقط، بإنتمائها إلى المنهج الجدلي الماركسي، كان من شأنها أن تعيد تصويب البوصلة والحياة إلى عقائدية مراوِحة، باتت أشبهه بدين جديد يحرسه المقدس وكهنة الهيكل وعبادة الفرد...
هل كان ينبغي أن ينخرط الفرد في مخاض معرفي وفكري، خارج أسر القيود والإلتزام الشائع، لكي يبدع؟ هذا سؤال خطير يُطرح على كل مشاريع التغيير وأساسها الأيديولوجي وصيغها التنظيمية. لا بد من مأسسة النقد لإطلاق التصحيح والابتكار والمبادرة. إذا غاب النقد، غابت هذه وحضر الصراع والتآمر والخواء... مأسسة النقد هو ترجمة لمبدأ لينيني شهير وثمين أدخله صاحبه في صلب التنظيم والحياة الداخليين للحزب الطليعي: النقد والنقد الذاتي. لم يؤمن ستالين بذلك أبداً. وهو طبع المرحلة التأسيسية الأولى للتطبيق بكاملها حين "جمع في يده سلطات" لا ينبغي جمعها ولاقدرة له على ضبط وحسن إدارتها، كما لاحظ لينين وهو على فراش المرض فالموت . تأسيس أو إعادة تأسيس مشروع التغيير التحرري العام، يجب أن ينطوي على عملية إبداع وابتكار شبه متكاملة، تستند إلى إعادة تقييم جدية وجذرية لكل تجاربنا التحررية السابقة، في المنطلقات والممارسات والنجاحات والإخفاقات..هذا حكماً، دون الإخلال بالأساسيات في الأفكار والمباديء والمواقف، وخصوصاً من امبراطورية الهيمنة والإستعمار والتسلط والإستغلال... على ما يدور في غزة الملحمة والبطولة والمقاومة والصمود وعظيم التضحيات.
تحية متجددة لصديقنا ورفيقنا د, عبد الحسين، الأكاديمي والمفكر والمجتهد والمناضل، وهو يواصل رحلة عطائه، بكثير من الدأب والإصرار والإنجاز .

بيروت في 6/2/2024



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدُ الحُسَين شعبان... حربُ الوثائق في تعريةِ الاحتلال الصّه ...
- معاً يا رفيق لا نضلّ الطريق
- رهان بوتين
- جورج جرداق والعشق على طريقته
- الكتابة على جذع نخلة بمعمار حداثوي: مقدمة كتاب كاظم المقدادي
- ستالين مستعادٌ
- الحزام والطريق: زمن الصين أم ماذا؟
- لغز -أوراسيا-
- أمسية الاحتفاء بعبد الحسين شعبان: زمن فلسطين والثقافة العربي ...
- طوفان الأقصى صراع الإرادات والعقول
- غزة والمعركة القانونية
- تداولية المسؤولية في الرابطة العربية للقانون الدولي
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ...
- رسالة إلى الرابطة العربية للقانون الدولي
- صورة ماركس
- الجواهري: ضَوءٌ غيرُ قابلٍ للخُفوت - كلمة الشاعرة د. سعاد ال ...
- غزّة وميزان العدالة
- إضمامة: صلاح عمر العلي -تراويح المراجعة وامتحانات اليقين- - ...
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين - الحلقة ال ...
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (الحلقة الس ...


المزيد.....




- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - شهادة الأستاذ سعد الله مزرعاني في تكريم د. عبد الحسين شعبان