أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - الوعي القومي الكوردي عند الشباب














المزيد.....

الوعي القومي الكوردي عند الشباب


سوزان ئاميدي

الحوار المتمدن-العدد: 7906 - 2024 / 3 / 4 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوعي يعني فهم وإدراك ودراية بما يحيط بالفرد من أشياء وقضايا تتعلق به وبالعالم ومن ثم يستجيب لها ، والوعي القومي يعتبر اساس انشاء الأمة ذو خلفية عرقية ،لغوية ،ثقافية وتاريخية مشتركة .
وفي الواقع مع وجود التغيير الاجتماعي على مر الزمن من عادات وتقاليد وافكار وآراء ونظريات ومشاعر بالضرورة سيعكس واقع اجتماعي مغاير إلا أنه واقعي .
ومع تدهور المعطيات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية) فمن المؤكد سيرافقها تدهور بالوعي القومي مما يؤدي الى تدهور في ألأمن القومي ، ومن اجل دعم ألأمن القومي لابد من تقوية وتعزيز الوعي القومي.
في الحقيقة والواقع الشباب هم اساس بناء الأمم ومن اجل زيادة وعيهم القومي لابد من تعريفهم بدورهم الوطني وتثقيفهم وتنمية وعيهم ، فبناء الوعي من اهم أولويات تقوية الشباب لتعزيز دورهم في الأمة والوطن.
ومن اجل تفعيل دور الشباب في الدفاع عن الامة والوطن وبنائه لابد من تنمية روح الانتماء فيهم وذلك من خلال الاهتمام بإمكانياتهم و مقوماتهم و زرع الثقة بهم ، وكل ذلك يبدأ من تربية البيت حيث العائلة ومن ثم المراحل الدراسية وتنتهي بالمؤسسات المختلفة.
ارى اليوم ان المؤسسة الإعلامية من التلفاز بقنواتها الفضائية والمنصات الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي لها دورا مهما وبارزا في تعزيز الوعي القومي ان تم توجيهها بأكاديمية وذكاء اجتماعي او بالإمكان تكوين منظومة إعلامية تقدم نموذجا مثاليا للدور الذي مفترض ان يكون عليه الإعلام المعاصر .
الشعور القومي الكوردي هو ليس نعره سلبية بل هو شعور صادق منبثق من روابط الحياة الاجتماعية الموروثة ومن تاريخ اجداده كما هو الحال مع اي شعور قومي آخر .
الا إن واقع الوعي القومي عند الكورد له جذور نفسية من أثر التجليات التاريخية السياسية الاجتماعية والاقتصادية , وقد عزز عدم امكانية الكورد في المشاركة السياسية في صنع القرار السياسي في الانظمة الدكتاتورية الوعي القومي للكورد مما دفعهم الى ان يكون سلوكهم السياسي يسير باتجاه الحفاظ على هويتهم المهددة . ولان الهوية تُعبر عن وجود الذات فقد اصبح لزاما على الكورد النضال لاستعادة حقوقهم القومية المسلوبة ,  فان فقدان الانسانية في التعامل مع الكورد من حملات الابادة جعلهم يبحثوا عن الاسباب , ولان الاختلاف الحقيقي بين الكورد والانظمة الحاكمة لهم يكمن في القومية وهذا ما اثبتته الشعارات السياسية التي كانت تحملها هذه الانظمة في تعاملهم المستبد للكورد ,وبالتالي اصبح الكورد يخافون على هويتهم القومية وبقائها .
فعندما يتحول الشعور القومي الى اساس في التعامل مع الاخرين من القوميات ويدفع بصاحبه الى قمع الاخرين من القوميات ومن ثم اضطهادهم وابادتهم , بمعنى انه يصبح السلوك الى الخطر الذي يحدق بالوطن والامة , وهذا ما حصل تماماً في تعامل الانظمة المتعاقبة مع الكورد وفي جميع اجزاء كوردستان .
فمن أهم المعضلات في السلوك السياسي عندما يكون سلوك الفرد قومياً , بمعنى أن ينظر كل طرف لصالح قوميته فقط دون غيرها الأمر الذي يعطي صورة شوفينية في العمل السياسي والاجتماعي .
الا ان هذا التعامل الشوفيني من الانظمة الدكتاتورية مع الكورد واعتراف العالم بانها جرائم (جينوسايد) بحقهم , لم يدفع الكورد الى ردود فعل سلبية , بمعنى آخر ان  هذه الجرائم لم تجعل من الكورد قوميون شوفينيين , وتاريخ الكورد يثبت التعامل الانساني للبيشمركة مع المدنيين والاسرى , فلم تكن القومية ذات تأثير على الكوردي في سلوكه مع الاخر لان شغله الشاغل كان ضمن حدود العشيرة وعدَّ نظام العشيرة هو القانون الأسمى , وهذه الحدود الضيقة غدت عائقا يمنعهم من خدمة قوميتهم , فضلا عن الفكرة الاسلامية والتي لعبت دورا فعالا في الحيلولة دون تكوين وعي قومي .
وبالتالي فإن الشعارات القومية للكورد حكومةً وشعباً ومنذ اول حركة نضالية لهم والى يومنا هذا لم تكن ولن تكون عاملا للسلوك القومي الشوفيني مع الاخرين انما كانت ردود فعل طبيعية وعملاً راقياً دؤوباً في النضال للحفاظ على هويتهم القومية .
فالناظر اليوم الى السلوك السياسي الكوردي نظاماً وشعباً وتعاملهم الانساني مع النازحين من العرب وباقي المكونات العراقية  وحتى السورية , له مؤشر واضح لما يحملة الكورد من سلوك انساني  , اذ قدمت حكومة كوردستان كل مافي وسعها من الخدمات لمساعدة النازحين فضلا عن محاربة البيشمركة للارهاب وتقديم الضحايا من الشهداء لتحرير مدن وقرى النازحين من داعش حتى اصبح هذا السلوك محل شكر وتقدير كل العالم ,  وهذا هو انعكاس لما يحمله الكورد ويتمتعون به من ثقافة تقبل الاخر والتعايش السلمي مع كل القوميات .



#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار الحظر الجوي والبري المسلح على إقليم كوردستان العراق
- هكذا هي نتائج أي مؤامرة على إقليم كوردستان
- مستقبل غزة السياسي والعسكري
- حرب غزة مؤامرة ايرانية بمباركة نتنياهو
- الأنظمة العراقية تتنازل عن سيادتها وثرواتها ودماء شعبها لضرب ...
- الخيار بين إحترام أسس الفيدراليه الديمقراطيه والوحده الوطنيه ...
- حرية التعبير
- ماذا بعد زيارة رئيس اقليم كوردستان الى بغداد
- المعطيات السياسية تدعو الى ضرورة وحدة الصف الكوردستاني
- اهمية الديموقراطية في الادارة الداخلية للحزب
- الحزب الديمقراطي الكوردستاني يحدد موعد مؤتمره الرابع عشر رغم ...
- الأزمة العراقية….. بداية أم نهاية
- المعطيات السياسية بعد الانتخابات في العراق «كأنك يا أبو زيد ...
- نظره في انتخابات اقليم كوردستان 2022
- كتلة الاطار الايراني المعطله
- البرلمانيين المستقلين بين ثقة الجماهير من عدمها
- امريكا ودخول روسيا لأوكرانيا
- المحكمة الاتحادية العراقية مسيسة بامتياز
- التجاذبات السياسيه و انتخاب رئيس الجمهوريه
- أشباح الصحراء أم الأقاليم


المزيد.....




- مسؤولو الصحة في غزة: مقتل عشرات الفلسطينيين بطريقهم لموقع تو ...
- ترامب يشيد بفوز -حليفه- بالانتخابات في بولندا
- كيف تدفع السكوترات الكهربائية الصين لتطوير بطاريات الملح؟
- المشتبه به في حادث المولوتوف في كولورادو يمثل أمام القضاء وق ...
- 24 قتيلا بنيران إسرائيلية ضد منتظري المساعدات في رفح
- اكتشاف ظروف نشوء الشكل البركاني غير العادي على كوكب الزهرة
- -العوامل الخفية- لتغير مناخ الأرض
- محاولة إعادة تكوين أول كائن حي عاش على الأرض في تجربة فريدة ...
- -أكسيوس-: أنصار ترامب يدينون هجوم كييف الإرهابي على مطارات ر ...
- انسحاب أم إعادة تموضع ذكية؟.. ماذا يحدث بدير الزور في سوريا؟ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - الوعي القومي الكوردي عند الشباب