أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - العراق وسوريا بين الأمن القومي ومشاريع التمدد















المزيد.....

العراق وسوريا بين الأمن القومي ومشاريع التمدد


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 7904 - 2024 / 3 / 2 - 02:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر سوريا والعراق بلدين مهمين في المنظومة العربية وهما من أهم ركائز الأمن القومي للشعوب والدول العربية وكذلك للشعوب غير العربية في الشرق الأوسط، لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالموقع والموضع الجغرافي والاستراتيجي والتاريخي لهما و تجاورهما لدولتين إقليميتين كانتا سابقا إمبراطوريتين وتحتلان عدد كبير من البلدان العربية.
منذ المعارك التاريخية كاليرموك والقادسية وحطين وما نتج عنهم من تداعيات على الجزيرة العربية ومصر وشمال أفريقيا، أصبحت الحضارة والمدنية الإسلامية مظلة واسعة تجمع إلى حد كبير الشعوب المتواجدة وكان للعراق والشام مكانة مركزية في هذا العالم الجديد أو ما نسميه اليوم بالشرق الأوسط.
ولكن مع الإمبراطوريتين الصفوية والعثمانية، ظهر إرادة تحاول إضعاف مكانة الشام والعراق وجعلهم توابع لمراكز إقليمية جديدة، فكانت لحظة الضعف القائمة على تبعية الأخر.
أما الهيمنة الرأسمالية وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى وهزيمة الرجل المريض العثماني وصعود البريطانيين والفرنسيين والروس، فتم تفتيت الشرق الأوسط وتقسيم التكامل الجغرافي الطبيعي إلى دويلات قوموية صغيرة لاحول ولا قوة لها سوى أن تقبل بالخضوع التام للهيمنة الغربية وتوابعهم الإقليمية وتكون في حالة حرب ضد جيرانها وضد مجتمعاتها وتكويناتها الإجتماعية.
في العقد الأخير أو الأصح في العشرين السنة الأخيرة، ومع أحداث التي جرت في المنطقة والثورات الشعبية والتدخلات الإقليمية والخارجية فيها وكذلك مع ضعف بعض الدول المركزية كالعراق وسوريا، أصبحنا أمام واقع صعب وتغير كبير في المعادلات الإقليمية والتدخل المباشر في سوريا والعراق.

نستطيع القول أن حكومة بغداد ودمشق ونتيجة عوامل عديدة، يخضعان الآن لكثير من الإملاءات الإيرانية وهما غير قادرنين على اتخاذ أي قرار يتعارض مع الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة ويحجم من الدور الإيراني. وكما أن لتركيا أوراق ضغط امتلكتها في السنوات الأخيرة تجعلها مؤثرة في المشهد السياسي والاقتصادي والأمني في الدولتين، ناهيك عن احتلال تركي مباشر لمناطق في شمالي العراق وشمالي سوريا وقواعد عسكرية كبيرة توضح الغاية الحقيقة رغم الادعاءات والكلام غيرالصحيح، تحت حجة الأمن القومي التركي ومحاربة الإرهاب ولكن الجميع يعلم علاقة الدولتين بالإرهاب ودعمهم للقاعدة وداعش والنصرة وفروعهم المختلفة وتشكيلاهم لأذرع عسكرية وفصائل تابعة للدولتين في سوريا والعراق، كبعض الفصائل في الحشد الولائي وما يسمى الجيش الوطني السوري الإخواني والذي يضم في داخله عناصر من داعش والقاعدة والإخوان.

رغم كل الاتفاقات بين الدول العربية ومنظومة ومؤسسات الجامعة العربية مع كل مع حكومة بغداد ودمشق، لتفعيل العلاقات الاقتصادية والسياسية، ولكن المردود والنتيجة ظلت محدودة ومتواضعة جداً، وهذا يرجع إلى الوجود والتاثير التركي والإيراني في الدولتين، فبعد تحكمهم في العاصمتين واحتلالهم لبعض المناطق في الشمالين، أصبحت هذه التدخل في سوريا والعراق يمنع تطوير العلاقات بين البلدان العربية وكل من سوريا والعراق كما يتمناه شعوب هذه الدول مع الدول العربية الأخرى. بل نستطيع القول أن تركيا وإيران باتوا ينظرون للعراق وسوريا كولايات تركية وأوستانات فارسية، فقد وضعت تركيا والي على المناطق المحتلة في شمال سوريا إضافة على تبعية حزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في أربيل(هولير) للدولة التركية ووجود بيت البرزاني كوالي تركي.
ولعل تغلل وتسلل ما يسمى الحرس الثوري الإيراني في مفاصل الحكومتين في بغداد ودمشق وضمن مؤسساتهم السيادية دلالة على حجم التدخل.
من الواجب علينا لفهم طبيعية التدخلات الإقليمية والخارجية في سوريا والعراق أن ندرك أن هذه التدخلات ليست بعيدة عن التوافق مع أمريكا وإسرائيل إلى حد كبير، فتركيا لاتتحرك إقليمياً إلا بالتشاور والتوافق مع الناتو وتحت قيادة أمريكا وإسرائيل وكما أن التدخل الإيراني في العراق وسوريا ماكان سيحصل لولا الضوء الأخضر الأمريكي وإعطاء أمريكا العراق على طبق من الفضة والذهب لإيران وكذلك سوريا لأسباب عديدة، ربما في النهاية يكون الاتفاق الأمريكي الإيراني النووي هو خاتمة التوافقات الجزئية، رغم عدم إنكارنا لوجود تناقضات وحروب هيمنة بينهم في المنطقة للنهب والسيطرة.
أن تعزيز وتمّكن تركيا وإيران من العراق وسوريا ليست إلا خطوة أولى في سياق مشاريع تمدد وتوسع إقليمي أكبر لهم في الخطوات التالية، من مبدأ أن تسيطر سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأن تحارب أعدائك على أرض أرضهم أو أرض الغير.
إن تحقيق الاستقرار والأمن وتحقيق أية تسوية في العراق وسوريا وبين تكويناتها السياسية والاجتماعية والقومية والدينية، لن يحصل بسهولة، بسبب التدخلي الإقليمي الذي يرغب في استمرار الفوضى والتوتر لتعزيز أقدامه ومواقعه في جسد الدولة والشعب السوري والعراقي، وهذا لن يحصل بوجود إرادة وطنية ديمقراطية سورية وعراقية قوية، ولذلك يتم محاولات اضعاف كل المشاريع الوطنية الديمقراطية في سوريا والعراق ويتم تشويهم لدوام وجود الاحتلال التركي والتدخل الإيراني ونهبهم للثروات والجغرافية والإرادة الوطنية وتقسيم هذه الدول وتشكيل قبرصات جديدة في شمال سوريا وشمالي العراق أو إمارات إسلامية وأحزاب تابعة كما هي حال إدلب وعفرين ووجود حزب الله العراقي والبناني.
نعتقد أن سوريا والعراق في أوضاع صعبة نتيجة التدخلات والاحتلات الخارجية، إضافة لمنظمات الفساد والسرقة والاستبداد والتبعية التي تتواجد في سدة الحكم في دمشق وبغداد، وليس أمام الشعبين السوري والعراقي وبمختلف مكوناته العربية والكردية وغيرهم إلا وحدة الصفوف وتكاتفهم وتعاونهم رغم خلافاتهم البينية لأن وحدة وسيادة كل دولة وشعوبها باتت على المحك، أمام التيارات الإيرانية والتركية التي يتم بنائها في المجتمع السوري والعراقي كأذرع خارجية بصيغة وصبغة وأشخاص سوريين وعراقيين باتوا يحملون الأجندات التركية والإيرانية أكثر من الوطنية والأجندات العراقية والسورية. ولعل فهم المنظومة العربية ودولها لبنية المجتمع في سوريا والعراق والتكوينات القومية والدينية فيها بعيداً عن الايدولوجيات القالبية ومد خطوط التواصل في مختلف الاتجاهات داخل سوريا والعراق، إضافة لوجود دور عربي فاعل ومؤثر يأخذ تعددية المجتمع السوري والعراقي بعين الإعتبار وأهمية حل الأزمة السورية وطرد المحتلين ومساعدة الشعب السوري والعراقي لبناء ماتم تهديمه من المجتمعية العراقية والسورية وكذلك البنى التحتية جراء هذه المشاريع التوسعية، وتأمين وضمان حصة الدولتين من المياه من إيران وتركيا، يمكن أن يمنع تمدد هذه المشاريع ونجاحه على حساب الشعبين السوري والعراقي وإلى مختلف الدول العربية، وقد قيل سابقاً: أن الأمن القومي العربي يبدأ من جبال طوروس، وهذه حقيقة مازالت قائمة، وهذه تستوجب جهود وتفاعل عربي أكبر مع بلدين يشكلان درع للبلدان العربية الأخرى ولكن في مع استمرار الوضع الحالي وتوسع التدخلات نعتقد سيتحول لمناطق رخوة في جسد الدول العربية وشعوبها.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعايش الحر.. إرادة المرأة والمجتمعات
- ربع قرن من المؤامرة الدولية والعزلة المطلقة بحق القائد أوجلا ...
- تركيا وإسرائيل.. دولتان تمارسان الإبادة الجماعية
- شعوب ودول الشرق الأوسط بين صراعات مراكز الهيمنة والتحول الدي ...
- الاستقلال والسيادة بين الوهم السلطوي القومي والحقيقة المجتمع ...
- حروب الهيمنة على توسطيّة الشرق الأوسط
- غياب الديمقراطية والتدخلات الخارجية في الشرق الأوسط
- التعددية الثقافية والتشارك أيدولوجية القرن الحادي والعشرين
- حزب العمال الكردستاني.. ملحمة المقاومة لأجل الوجود والحرية و ...
- المجتمعية الذاتية بدل الارتهان والتبعية الدولتية لحل القضايا ...
- من الأحرار والشرفاء.. الحملة الدولية لحرية القائد أوجلان وال ...
- أوجلان.. فلسفة ونظام للحياة الحرة وتشاركية الشعوب والمرأة ال ...
- الأمم المشرقية والتكوينات المجتمعية بين التناحر والتبعية وال ...
- الاحتلال التركي وعملاؤها الخونة البارزانيين يستهدفون الشعب ا ...
- سوريا.. بين الإرادات الإقليمية والفتن بين تكويناتها الاجتماع ...
- قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.. الأخوة والوحدة الد ...
- بريكس والاستقطاب العالمي في ظل النظام العالمي الواحد
- مسار الكرد التاريخي بين الإسلام السلطوي الدولتي والإسلام الم ...
- سوريا والعراق بين التدخلات الإقليمية والدولية والتحالفات الك ...
- قفزة 15 آب/أغسطس.. لا يزال الاحتلال إلا بالحرب الشعبية الثور ...


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - العراق وسوريا بين الأمن القومي ومشاريع التمدد