أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - المجتمعية الذاتية بدل الارتهان والتبعية الدولتية لحل القضايا العالقة















المزيد.....

المجتمعية الذاتية بدل الارتهان والتبعية الدولتية لحل القضايا العالقة


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 7793 - 2023 / 11 / 12 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غياب الاتحادية المشرقية والثقافية التكاملية والتشاركية في الذهنية والممارسة والحياة والعيش المشترك، كعناوين وخصائص وتعبيرات حقيقة عن الحياة الشرق الأوسطية وتجسيدها، علاوة على المنطق السلطوي والعقلية الدولتية القومية والدينية الأحادية المفروضة، جعلنا نعاني من الأزمات والقضايا الحاصلة وحالة العقم.

تعاني منطقتنا الشرق الأوسط من قضايا كبيرة وهامة، تم إيجادها لتوظيفها خدمة للأجندات، عندما تم التدخل الخارجي ورسم المشهد والنظام الإقليمي وفق مصالح نظام الهيمنة العالمي.
إن المتابع للسلوكيات والمقاربات والبرنامج السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للقوى الشرق الأوسطية وخاصة الحاكمة السلطوية الدولتية، يلاحظ عمق الأزمة ومقدار التخبط وحجم التبعية الهائل، علاوة على اختلاف الأولويات بين المجتمعات والشعوب وهذه النخب الحاكمة أو الأحزاب والسلطات الحاكمة.
ونعتقد أن القراءة الدقيقة والتحليل الصائب للأحداث وسياقها التاريخي والإقليمي والدولي، إضافة لأن يكون البحث والتركيز والحل وفق مركزية وأولوية المجتمعات والشعوب وآلية العمل الاجتماعي المؤسسي من منظور الحل الديمقراطي، لا بد من أن تشكل أهم مرتكزات الحل الديمقراطي، إضافة إلى أهمية تحقيق التوازن الضروري في العلاقة الجدلية بين المجتمع والسلطة أو بين الشعوب والدول في أي بقعة في منطقتنا. ولكن ما نشاهده غير ذلك وعليه لا بد أن نذكر ببعض النقاط الشائكة والتفاعل السلبي مع الأمور:
1- التناول الآني واللحظي للأحداث والتفاعل معها وفق ما يريده الآخر الذي يبحث عن استغلال أزمات شعوبنا دون حلها وفقط أثارتها لتحقيق أهداف معينة. وبذلك يكون التناول منقطعاً عن التاريخ والجغرافية وكذلك السياق العالمي للأحداث.
2- الاقتصادوية في التناول والحل والنظر للأمور من المنطق الاقتصادية البحث، وكأن تدفق الحياة والإنسان والمجتمع فقط له جانب مادي دون الجانب المعنوي، مع العلم أن الحياة البشرية ومنذ وجودها لها جانبان الروحي والمادي، ولا شك هذا التناول هو إحدى المؤشرات على تأثير وتغلغل الرأسمالية في الشرق الأوسط.
3- الاحتكارية في التأثير المراد أو في المعادلات الخاصة بحدث أو منطقة أو قضية ما، وهنا تتشتت القوى وتضعف أمام التحديات، ونعتقد أن أخطر الاحتكارات هي إبعاد شعوب المنطقة عن السياقات التفاعلية مع الأحداث أو رسم ملامح محددة ومقيدة لنشاطاتها وساحات عملها وبذلك تخسر قوة المنطقة الاتحادية أهم قوى ذاتية وكامنة للتأثير.
4- قياس الربح والخسارة من منطق العقلية الأمنية والسلطوية، التي تسود عندما تكون الذهنية التشاركية ضعيفة أو مشلولة بسبب الضربات السلطويين لها من خوفهم من تحولها لإرادة مجتمعية تكون قادرة لفرض أولوياتها ومصالح المجتمعات والشعوب.
5- عدم الثقة بالنفس وبمجتمعاتنا وبشعوبنا الشرق الأوسطية وبإرادتها، وعندها يكون الاعتماد والانتظار من الغير والخارج وهنا تكون قمة المصيبة والكارثة والتبعية وقبول العيش دون كرامة وأخلاق، وهنا تكون النتيجة الطبيعية التخلي عن الذات كإنسان وكمجتمع وقيم تشكل هويتنا الشرق أوسطية.
6- تحجيم دور المرأة والشباب، الذين يشكلان أهم عنصرين في ريادة وقيادة أي عمل حياتي ومجتمعي وفي أي منعطف تاريخي مهم، ونستطيع القول إنه لايمكن نجاح أي عمل أو نشاط إنساني أو أداء مجتمعي أخلاقي وسياسي بدونهم. وكل مجتمع أو دولة يتم تحجيم دور المرأة والشباب سيكون مفتوحاً للتدخلات والاحتلالات وفرض الهيمنة والنهب عليه.
7- الأيدولوجيات القالبية وتابوهاتها في النظر وقراءت الأحداث والبحث عن الحلول، دون نقد هذه القوالب الفكرية والسياسية التي ربما تحتاج لإعادة تقييم وربطها مع العلم المعاصر لتكون مفيدة لحاملينها قبل الأخريين، لأن حمل منهيات وقوالب فكرية تكون عبئ وثقل زائد على حاملينها إن لم يفكروا بتجديدها وتطويرها.

ولو نظرنا لمشاكلتنا وأزماتنا في الشرق الأوسط سنجد ثلاث جوانب مهمة ربما تخلص بعض من مصدر المعاناة وأسباب استمرار الصراعات وحالات الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري والفشل المستمر:
1- قوى الاستبداد والرجعية والقمع، الذين يظنون أن الشعوب ودول المنطقة مزارع وأملاك خاصة لهم، وأنهم المؤهلين لاختيار الصح وكيفية العيش، رغم أن كل سلوكياتهم وثقافاتهم لاتخرج عن كونهم أدواة للهيمنة العالمية، لأن المقطوع عن الشعوب والمجتمعات وتجسيد أولوياتهم ليس أمامه سوى التبعية رغم كل الشعارات والخطابات والتصريحات البراقة الرنانة عن الاستقلالية.
2- قوى الهيمنة الرأسمالية العالمية واحتكاراتها وتدخلاتها في الحياة والثقافة العامة في الشرق الأوسط، لما للشرق الأوسط من مكانة وأهمية عالمية لقوى وأقطاب ومراكز الهيمنة العالمية واشتباكاتهم المختلفة.
3- وحدة الحداثة(منطق وطراز الحياة) أو تأثير الفكر الاستشراقي(الهيمنة الفكرية الغربية) على الحياة الفكرية والثقافية في الشرق الأوسط، وهنا لا بد أن نذكر؛ أن من يمتلك نفس حداثة الآخر لايمكن أن يخالفه أو يعارضه أو يقاومه بنجاح، والاشتباك الحقيقي والصادق أو المقاومة المؤثرة لا بد أن تكون لها حداثة مختلفة بديلة وجديدة، وهذه لا تتوفر بسهولة بل لا بد من جهد فكري كبير وعبقرية فائقة وتضحيات وتغيرات حقيقية في ذهنية وسلوكية المعارض أو المخالف أو المقاوم.
ويمكننا القول أنه بعد حوالي خمسة ألاف سنة من تخريب العلاقة الطبيعية بين المجتمع والإدارة لتكون علاقة جدلية بين مجتمع وسلطة احتكارية، ولتتدفق الحياة بثنائية المركزية الأحادية والمجتمعية الديمقراطية إلى اليوم.
ولكن في مئتي السنة الأخيرة قامت الرأسمالية العالمية بفرض المنطق السلطوي والعقلية القومية(الدينية والعلمانية) والدولتية القطرية المخالفة للتقسيمات الطبيعية للشعوب والمناطق والأقاليم وقيم التعايش والتكامل، ولذلك عشنا حروب عديدة ومنها الحربان العالميتان الأولى والثانية، والآن نعيش الحرب العالمية الثالثة التي تتوزع فصولها بين أوكرانيا وكردستان وغزة وما حصل ويحصل في العديد من دول المنطقة ولشعوبنا، محاولة من النظام العالمي ومراكز القوى فيها لتحقيق مشهد احتكاري وهيمني جديد في الشرق الأوسط أو المحافظة عى القديم بعد تحقيق بعض التغيرات الضرورية فيه ليكون صالحاً للاستمرار وباولويات معينة.
يمكننا القول إن غياب الاتحادية المشرقية والثقافية التكاملية والتشاركية في الذهنية والممارسة والحياة والعيش المشترك، كعناوين وخصائص وتعبيرات حقيقة عن الحياة الشرق الأوسطية وتجسيدها، علاوة على المنطق السلطوي والدولتي والعقلية القومية والدينية الأحادية، جعلنا نعاني من الأزمات والقضايا الحاصلة، وعليه نعتقد أن الدوران في الحلقات المفروضة من قوى الهيمنة والصراعات الوظيفية في بؤر التوتر العالمية، لا يمكن أن تكون منتجاً للحلول، وكما أن انتظار الحلول من الذين يدفعون ويوظفون الأزمات لمصالحهم غير مجدي، ولعل التشرذم والتفرقة من أكبر نقاط الضعف التي يجب تجاوزها، والأهم أن يكون لدينا مشروع حل متكامل وليس فقط التخبط في حلقات الصراع والاشتباكات الدموية رغم أهمية وقدسية المقاومة والدفاع عن الحق والمطالبة بالحقوق فالمقاومة دون وجود مشروع حل ديمقراطي، ربما بتحول بعد فترة لشيء أخر. بل أن امتلاكنا لمنظومة متكاملة للحل الديمقراطي مستندة للمجتمعية الذاتية أولاً وقبل كل شيء وبعدها تأتي التفاعلات مع المحيط والخارج، سيكون خير جواب لكل المتآمرين والظالمين وللقوى الاستبدادية القمعية والخارجية التي تعتاش على مصائبنا وآلام شعوبنا وتهجيرنا، وطالما نعيش الأزمة في المنطقة والعالم فالمنتصر هو من ينظم نفسه ومجتمعه وكافة طاقاته الذاتية ويعقد تحالفاته الديمقراطية مع شعوب ومجتمعات المنطقة وقواها المجتمعية الحرة للوصول إلى بر الأمان إلى الحياة الحرة المستقرة والآمنة، وهنا لا بد أن نشير للكونفدرالية الديمقراطية والأمة الديمقراطية التي ترتكز للمجتمع الأخلاقي والسياسي أوالديمقراطي والتي طرحها المفكر والقائد أوجلان في مجلداته وخطه النضالي والمجتمعي كحل لقضايا المنطقة والشرق الآوسط ومنها القضية الكردية والقضية الفلسطينية وغيرها كبديل للدولة القومية والهياكل السلطوية الدولتية.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأحرار والشرفاء.. الحملة الدولية لحرية القائد أوجلان وال ...
- أوجلان.. فلسفة ونظام للحياة الحرة وتشاركية الشعوب والمرأة ال ...
- الأمم المشرقية والتكوينات المجتمعية بين التناحر والتبعية وال ...
- الاحتلال التركي وعملاؤها الخونة البارزانيين يستهدفون الشعب ا ...
- سوريا.. بين الإرادات الإقليمية والفتن بين تكويناتها الاجتماع ...
- قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.. الأخوة والوحدة الد ...
- بريكس والاستقطاب العالمي في ظل النظام العالمي الواحد
- مسار الكرد التاريخي بين الإسلام السلطوي الدولتي والإسلام الم ...
- سوريا والعراق بين التدخلات الإقليمية والدولية والتحالفات الك ...
- قفزة 15 آب/أغسطس.. لا يزال الاحتلال إلا بالحرب الشعبية الثور ...
- طبول الحرب العالمية الثالثة تُدق من كردستان إلى أوكرانيا وال ...
- الاستقرار والأمن.. قضية تكاملية وثقافية وأسسها الحرية والديم ...
- الخيار الثالث: الحل الديمقراطي وليس الانفصال أو الحكم الذاتي
- الحل الديمقراطي.. شمال وشرق سوريا نموذجاً
- جدلية الديمقراطية المجتمعية والفاشية السلطوية
- التحالفات الديمقراطية وديناميكية حركة حرية كردستان في الحراك ...
- صراع وتناقضات المراكز في النظام العالمي الواحد
- قراءة لتفاعل المشهد الإقليمي وتكويناته
- الهندسة الديموغرافية: حركية الإبادة الجسدية والثقافية
- السياسة السلطوية الدولتية


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - المجتمعية الذاتية بدل الارتهان والتبعية الدولتية لحل القضايا العالقة