أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أم الزين بنشيخة المسكيني - وطن في جسد














المزيد.....

وطن في جسد


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 7900 - 2024 / 2 / 27 - 14:29
المحور: الادب والفن
    


جسد يجمع أسماءه بين رموشها
ويرسم ضحكة الله على عجل..
وأوطان تتساقط على أشلائهم بلا خجل..
لكن السماء طفقت تبعثر شمسها فوق ضفائرها الحزينة..
ثمّ تركض نحو ابتسامة خبأتها عن عيون المدينة
ترتاح قليلا على صهوة حرفها
ثمّ ترتّب بعض التجاعيد الراكضة فوق جلد القصيدة
جلست على عتبة قلبه
تورّقه همسا ..
نجم والليل يرتع في دمه
وعشق لأغنيات القرنفل
وأطفال يولدون هباء
على حافة ترتيلة تشتدّ عطرا..
ترتاح قليلا على صهوة حرفها
تنزع وجهها وتلقي به فوق بساط البرتقال الحزين
تزرع قلبها وردا وألحانا لعالم انتحر فوق شجرة التين
ثم تحمل صمت الحقول ثانية مغمّسا بتنهيدة زبرجد قديم
قال عطر قليل : "من جاء يبذّر قلبي في هذا المساء الطويل؟
ومن سيلتهم هذا النهار الجديد ؟
ومن سيجعل القصائد أسئلة لجيل فريد؟"
أجابت بشفتين مكتظّتين بمستحيل شديد
وبوجنتين مفعمتين بدم طري من قدر بعيد
"خذ القصيدة وارحل
هذا النهار سيعبر أيضا وحيدا
بلا جسد ..بلا اسم ..بلا أغنية للشهيد..
خذ القصيدة واركض ..
خلف دمك ..
خلف حزنك..
خلف حبّك الشريد..
خذ القصيدة واركض..
خلف دموع الغيم في قلبك
ولا تنس أن تقبض على أقاصيك بعيدا هناك
حيث الخلاء..حيث البهاء
حيث الوطن يبيت وحيدا على الطوى...
حيث الفراغ هارب في مهجة الاه يرقد حذو ورد جفّ حلقه..
حذو الياسمين المسلّح بالضياء..
حذو ورد ينثر عطره ..
حذو قلب عاشق
حذو جسد مكتظّ بالأهواء والعواصف الهوجاء
حذو طفل سيأتي كالقيامة في ابتسامة
وألف قنبلة ستصير يوما ما غمامة ...
جسد يرتاح على صهوة الحرف
وشفة من نار وسكّر..
بسطت يدها نحو فراشة تعثّرت في الوصول إلى غدها
جاءت تنضّد له مأدبة من الليل والتراتيل
لكنّه لم يكن على أهبة للرحيل
شطبت ألوان القصيدة بأنامل من الياسمين
ثمّ خطّت على نغمة عابرة : هذا الجسد لي ..
وتلك السماء لي ..
وما تبقى سأرسمه غابة حبّ وزياتين ...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى غزة,,, أو الفلسفة والمقاومة
- الرواية تجربة فلسفية بامتياز
- تأملات فلسفية في الحياة الرقمية
- الفلسفة والمقاومة
- سردية الوهم والدم
- ملاحظات حول السؤال عن الحداثة الجمالية عربيا
- تأملات في فلسفة الرواية المضادة
- الفن في زمن الكورونا
- هل يمكن الحديث عن فلسفة عمومية ؟
- الحب في ثقافة المقاومة
- كيف بإله ينصف حلم السمك ؟
- سياسات العبث ..قد تعمّر طويلا
- لن تجنّ وحيدا هذا اليوم في جمالية الخطاب الواصف
- لا شيء يشجّعك على أن تبقى واقفا - من روايتي -لن تُجنّ وحيدا ...
- حلم يتشرّد ...
- تراود الحرف على التعب ..
- ما الذي يحدث على عتبة - الله الاسلامي - ؟
- أي رحيل يشبه رحيلهم ؟...
- أضناها القرنفل ذات مساء ..
- شهقة الياسمين


المزيد.....




- بـ24 دقيقة من التصفيق الحار.. -صوت هند رجب- لمخرجة تونسية يه ...
- تصفيق حار استمر لـ 14 دقيقة بعد انتهاء عرض فيلم -صوت هند رجب ...
- -ينعاد عليكم- فيلم عن الكذب في مجتمع تبدو فيه الحقيقة وجهة ن ...
- رشحته تونس للأوسكار.. فيلم -صوت هند رجب- يخطف القلوب في مهرج ...
- تصفيق 22 دقيقة لفيلم يجسد مأساة غزة.. -صوت هند رجب- يهزّ فين ...
- -اليوم صرتُ أبي- للأردني محمد العزام.. حين تتحوّل الأبوة إلى ...
- للصلاة.. الفنان المعتزل أدهم نابلسي في معرض دمشق الدولي
- تمثال الأسد المجنح في البندقية.. -صُنع في الصين-؟
- توسلات طفلة حوصرت تحت القصف الإسرائيلي بغزة في فيلم -صوت هند ...
- -ما صنع الحداد-.. العلاقة المتوترة بين الأديب والسياسي


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أم الزين بنشيخة المسكيني - وطن في جسد