أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هادي لطيف - مزْمارُ أيّوب














المزيد.....

مزْمارُ أيّوب


محمد هادي لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 7898 - 2024 / 2 / 25 - 15:10
المحور: الادب والفن
    


حذِريْنِ كنّا، نمْشي بين الأيامِ
على أطْرافِ أصابِعِنا
مثل فراشاتٍ تراوغُ النّدى
وبُخارَ الْعائدينَ من غاراتٍ سريعةٍ
ومثلَ رعاةِ الإوزّ الْهائجينَ
اسْتبقْنا مطرَ الأمّهاتِ
إلى مخيلةِ الْودْيانِ
حتّى إذا بلغْنا زهْرة الْبُركانِ
"أوْقَفني بين يديّ"
ودلّنا على أعالي الْكلامِ!

كانَ مثْلي
راعيَ أدْخنةٍ، وغبارٍ
يُقشّر الرّيحَ، والْوقتَ، وأقْفالَ الْغيابِ
يُقشّر صُدأةَ الليلِ في قبْضتي
وأُرمّم عزلتَهُ
يحْرسُ بابي من قُبْلاتٍ مبْهمةٍ
وأسْرحُ بشَعْرهِ الطّويلِ
بين الْعرباتِ الْمجْرورةِ
إلى ثأرٍ بعيدٍ

كان مثلي
حمّالَ ملحٍ، وقصائدَ
ومهرّبَ أذْكارٍ
منْ ذوي الْقرْبى الْيابسينَ
إلى سهْلٍ ضامرٍ في حواشِي الْبلادِ

خائفيْنِ، كنّا
من نداوةِ الحيطانِ، وفئْرانِ البيْتِ
من خفّةِ الهواءِ في مخابئِ الموْتى
ومن ظلّ الغريبِ المحاذي
حبقَ الْعائدينَ إلى طفولتِهمْ
ضجِرِينَ من سَكْراتِ الرّيحِ
في ليْلِ الذّئابِ

خائفيْنِ كنّا
منَ الرّبّ، وحرّاسِ الرّبّ
وضوضاءِ الدّمِ الْمهْملِ
بين طياتِ معاطفهمْ
ومن صُرّةِ الغريبِ إذا مالتْ بها
ريحُ المساءِ إلى شجرٍ قليلِ الْكلامِ
أو نباحٍ صدئٍ في خلاءٍ الْمدينةِ
لم نُدْعَ إلى حُروبِ الْكبارِ
وأعْيادِ الْكبارِ
لمْ نُشْركْ في جنازةٍ، أو زرْعٍ
ولمْ نضْجرْ من سهْوِ الْكمنْجاتِ
في ليْلِ الذّئابِ
وحيديْن كنّا، في الْحكايةِ
نحْرسُ النّهارَ من طيبةِ الْعابرينَ
مضافةَ القلبِ، وشُبْهاتِ اللسانِ
ندفعُ الْغبارَ إلى الأعْلى قليلاً
كي تعودَ العواصفُ آمنةً
إلى سُرّةِ الزّلزالِ
ونصرخُ: يا حاملَ النّدى
منْ عُرْسٍ إلى عُرْسٍ
ومنْ سنْبلةٍ إلى أخرى
يا مرْضعَ الْواحاتِ، والْمقابرِ
هبْنا حذرَ الصّيادِ من رفْرفةِ الطّيرِ
بين عناقيدِ الدّوالِي
هبْنا طيْشَ الصّغارِ الْبعيدينَ
و مرْكبًا، وريحًا لَينةً
فإنّا أتْعبَنا الشّهيقُ السّائلُ
من غُيوبِ الأبْدانِ
وإنّا ضجرْنا من همْهمات الْقرابينِ
وشَكّةِ الإبْرةِ في الذّراعِ المعْلولِ
وإنّا اسْتدرْنا إلى الْوراءِ مرارًا
فَما دلّنا الرّماةُ على موتٍ سريعٍ
وما شيّعَنا رفاقُ الحيّ إلى آخرِ الْحيّ
ورائحةِ الخزامَى في مطرِ الأمّهاتِ!

كان على قميصِهِ أثرٌ من رُعافٍ
وشَتْلاتُ قَرَنْفُلٍ
كان على قميصي أثرٌ من رُعافٍ
وبضْعُ موْجاتٍ من غرقٍ قديمٍ
ومثلَ ماضٍ إلى قلقِ الآخَرينَ
تفرّقتْ منّا الْمواويلُ، والشّعابُ
حتى إذا فارَ الصّغارُ
من غَياباتِ النّسْيانِ
وضجّتْ عصافيرُ الْخلاءِ
من أسفِ الرّماةِ على قُبلٍ عائمةٍ
بين نافذتيْنِ، وبسْتانٍ
"أوْقَفني بين يديّ"
ودلّنِي على الْيابسِ من يقينِ الرّعاةِ
فأعْليْناهُ
مثلَ رشّةِ برْقٍ
في كفّ
عاصفةٍ نيئّةٍ!



#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحيدًا، وعاريًا في براري الْمدنِ الْخرْساءِ!
- أخر الضَوْء
- نحنُ -العجائزُ-، في أرذلِ العمر هذا..
- -لستَ وحيدًا أنتَ.. أنتَ لا أحدْ-
- -حبيبتي من يناير-
- اسْتهلال
- بين غُصّةٍ، وأخْرى
- مقام القلق
- حواسّ معطّلةٌ 2
- أحْوالُ آدمَ
- يا اللهُ كم كنتُ كثيرًا ..
- أمْحو خطأً بأخطاء جمّةٍ وابتسامةٍ صغيرةٍ ..
- حواسّ معطّلةٌ
- تعالي أخبركِ ..
- نحن اليابسين.. مثل أوراق الخريف
- تلكَ النُّقطة اَلسَّوْدَاء ..
- مثل صرخةٍ تائهةٍ ..
- مثل صرخةٍ تائهةٍ..
- يا ساحرةَ اللذّات
- - الدَمَّ الأوّل -..


المزيد.....




- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هادي لطيف - مزْمارُ أيّوب