محمد هادي لطيف
الحوار المتمدن-العدد: 7829 - 2023 / 12 / 18 - 17:02
المحور:
الادب والفن
أنا الجثّةُ الْوحيدةُ التي
سافرتْ من حربٍ، إلى أخْرى
سالمةً من الخدوشِ
وماتتْ من فرط الْحنينِ
إلى وردِها الْعالقِ
بين قبّعاتِ الْمحاربينِ !
ليتني أغلْقتُ النّوافذَ كلّها
جثامينُ أحْبابي
طيّرها برْدُ الصّباحِ
لم يبقَ في الْبيتِ
غير يقينِي الْغامضِ !
خرج الْجنودُ من منامي
إلى المراعي الْبعيدةِ
ولمْ توقظْني
لعناقِ الْعائدينَ
منَ الْمذابحِ الْقديمةِ
إلى وحشةِ الْبيوتِ
ولمْ ترْشدْني إلى جثّتي بينهمْ!
في الْمساءِ، تساءلَ الْقادمُ
من مجاهيلِ النّهاياتِ
عن قتلاهُ الأولينَ
وميراثِهمْ من الْورودِ، والْيتامى
وعن رائحةِ البارودِ في سُعالِ الأراملِ
وحوْصلةِ الطّيرِ الْمقيمِ في سهْوهِ
ولأني طيبٌ، ومقْدامٌ
لم أنكرْ أنّي مررْتُ بهمْ
في الخواءِ الواصلِ بين ساقيةٍ، وحطامٍ
وأنّهم أفْرغوا حقائبَهم من النّدى، والْكلماتِ
وطاروا بين الْمزارعِ، ومنْعطفاتِ الدّروبِ !
#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟