أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ساجت قاطع - ((ألمانيا المعجزة.. وعملية تدمير الأفكار المدمرة))














المزيد.....

((ألمانيا المعجزة.. وعملية تدمير الأفكار المدمرة))


محمد ساجت قاطع

الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واحدة من أهم الأشياء التي عملتها ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ولولاها لما حصل فيها هذا التطور التي هي عليه اليوم، هو عملية " تدمير الأفكار المدمرة ". حيث أن الألمان وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سألوا أنفسهم أسئلة عميقة منها : (لماذا حدث هذا معنا؟) (لماذا وصل بنا الحال إلى هنا؟).

واحدة من الأفكار المدمرة التي اوصلت الألمان إلى ما هم عليه في نهاية الحرب العالمية الثانية، هي مسألة العنصرية، واعتبار إن العرق الآري هو أفضل عرق بشري، وأن كل البشر ما دون العرق الآري هم مجرد طفيليات وحشرات لا يستحقون الحياة، لذلك ومن هذه المنطلقات استباحوا البلدان وقتلوا الشعوب، وكانت هذه الأفكار تُبث في عقول الأجيال في المدارس على شكل مناهج، وتُنشر في الشوارع على شكل دعايات اعلانية، وكان الطلاب الألمان في ثلاثينات القرن العشرين، يحرقون كل الكتب العلمية والفلسفية التي تخالف مبادئ الحزب النازي، الذي يدعوا إلى سيادة العرق الآري للعالم، حتى انهم في غضون عشر سنوات احرقوا ١٣٠ مليون كتاب.

على العموم فإن الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، اعترفوا بهذه المشاكل والأخطاء، ليس هذا فقط، بل تغلبوا عليها وتجاوزوها، وبنوا المتاحف والمعالم الكثيرة لتوثيق تلك الأخطاء والمساوئ، وللتذكير بما سببت لهم من كوارث ودمار شامل، لكي لا يتم تكرارها من قبل الاجيال القادمة، ومثلما كانت هذه الأفكار تُدرس في المدارس في أيام النازيين كأفكاره تُعَبِر عن توجه الشعب والحكومة، أصبحت فيما بعد يتم تدريسها كآثام ومشاكل وأخطاء يجب استئصالها والتخلص منها، والتذكير بمساوئها وبما تسببت به.

تزامناً مع اعتراف الألمان بهذه الأخطاء والمشاكل، والعمل على تحسينها وتجاوزها وتوثيقها، عملَ هذا السلوك بغضون نصف قرن، على جعل ألمانيا في مصاف الدول العالمية المتقدمة صناعيا، واقتصاديا، وعلميا، إذ أصبحت ألمانيا الدولة الأولى عالميا من حيث جودة الصناعة، والرابعة عالميا بقوة اقتصادها، ومن الدولة الخمسة الأولى بقوة تعليمها وجودة جامعاتها، وبعد أن كانت مدارسها وجامعاتها تُدرس فيها العنصرية والتعصب العنصري في مراحل سابقة، اصبحت لاحقاً أكثر مدارس وجامعات في العالم تضم بداخلها جنسيات واعراق مختلفة، والكثير الكثير من الانجازات والأرقام التي جعلتها تتربع على عرش دول العالم في العديد من المجالات والقطاعات..

ألمانيا الهمت وعلمت العالم بأن الدول التي تتعرض لنكسات سياسية واقتصادية وثقافية مهما كانت شدتها، فإذا أُريدَ لها أن تسلك طريق التغيير والتنمية والتطور، فلن تستطيع ذلك ما لم تدمر وتتخلص من الممارسات والأفكار المدمرة التي اوصلتها لتلك الانتكاسة، وتعترف بخطورة هذه الأفكار والممارسات وتقر بكونها سبب من اسباب التخلف والدمار والتراجع، والعمل على تجاوزها وتخطيها، وتوثيقها لتكون شاهد تحذيري للأجيال القادمة، لكي لا يقعوا فيها، ويصيبهم ما أصاب اسلافهم.

✍️محمد ساجت السليطي..



#محمد_ساجت_قاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب ايامُ بغداد.. لأمين سعيد
- (( قراءة في كتاب العبودية المختارة.. لإتيان دو لا بويسي ))
- أنا بالضد من...، ومع.....
- الاحتجاج الشعبي.. والاستغلال السياسي
- لكي لا يبصق عليك التاريخ!!
- (( قراءة في كتاب فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب.. لأبن ا ...
- من هم الهمج الرعاع؟
- الشاعر الذي قتلتْه وردة
- مَنّ يَزِيذُ على إسرائيل.. في الخسة والنذالة؟
- (( حقوق الشيعة.. وجيوب الفاسدين ))
- (( سبب مثالية أفلاطون ))
- (( قراءة في كتاب مسارات الحداثة في الفكر الوطني والقومي.. لر ...
- (( فرح أنطون.. بين الدولة المدنية والدولة الدينية ))
- (( قراءة في رواية المزدوج.. لفيودور دستويفسكي ))
- (( قراءة في كتاب طوبوغرافيا المكان.. لنعيم عبد مهلهل ))
- (( مجالس السُرّاق والفاسدين 2 ))
- (( حوار مع صديقي علي.. بعد خمس سنوات قضاها في روسيا ))
- (( وقفة عند فكرة المخلص ))
- (( حبياً نحو العبودية ))
- (( مجالس السُرّاق والفاسدين ))


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ساجت قاطع - ((ألمانيا المعجزة.. وعملية تدمير الأفكار المدمرة))