أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - حين توقف الزمن الآشوري فجر 23 شباط 2015














المزيد.....

حين توقف الزمن الآشوري فجر 23 شباط 2015


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآشوريون أصحاب أعظم حضارة عرفها العالم القديم. منذ سقوط (الإمبراطورية الآشورية /البابلية) - سقوط نينوى 612 و سقوط بابل 539 ) قبل الميلاد - على أيدي الفرس ، ورحلة (النزوح والتهجير القسري والإبادات الجماعية) للآشوريين مستمرة مع كل الاحتلالات والغزوات الأجنبية لموطنهم التاريخي( بلاد ما بين النهرين- بلاد آشور). باعتناق الآشوريين للمسيحية زادت معاناتهم وباتوا أكثر عرضاً للمظالم والتطهير(العرقي والديني) على أيدي الشعوب والأقوام التي بقيت على عقائدها الوثنية. الغالبية الساحقة من الآشوريين اليوم هم من أتباع الديانة المسيحية ،ينتمون إلى الكنائس الأربع: (المشرق الاشورية .الكلدانية الكاثوليكية . السريانية الأرثوذكسية ، السريانية الكاثوليكية).
فجر يوم الاثنين 23 شباط من عام 2015 توقف (الزمن الآشوري) عند ذاك المشهد المأساوي المتمثل باجتياح المجموعات المتوحشة لـ(تنظيم الدولة الإسلامية -داعش) للقرى والبلدات الآشورية المنتشرة على ضفاف نهر الخابور في الريف الغربي لمدينة الحسكة السورية. ( آشوريو الخابور) هم أحفاد ممن نجوا من ( مذبحة سميل )الآشورية ،التي نفذها الجيش العراقي بمشاركة العشائر العربية والكردية في آب 1933، قتل فيها ، بوحشية قل نظيرها، أكثر من خمسة آلاف آشوري، جلهم من النساء والأطفال والشيوخ.. تحت صيحات (الله أكبر) وأصوات الرصاص ، اجتاح مسلحو التنظيم القرى والبلدات الآشورية . اقتحموا المنازل ، أحرقوا الكنائس ، نهبوا الممتلكات ، قتلوا كل من اعترضهم ، سبوا المئات ، غالبيتهم من النساء والفتيات والأطفال . آلاف العائلات الآشورية نزحت إلى مدن الحسكة والقامشلي ، تاركة خلفها منازلها وممتلكاتها وارزاقها وكل ذكرياتها .. بتسهيلات من الدولة اللبنانية،استثنتهم من القرارات التي اتخذتها للحد من اللجوء السوري، مئات العائلات الآشورية وصلت لبنان كمحطة للهجرة إلى دول الغرب. مازال ذاك المشهد بكل آلامه وأحزانه ماثلاً أمام أعين الآشوريين ، محفور في ذاكرة، ممن حاصرتهم عصابات تنظيم الدولة الإسلامية، وهم عزل نيام في بيوتهم . المشهد أصبح أكثر قتامة وكآبة و أكثر إيلاماً، بترك الآشوريين لقمة سائغة للمتوحشين الدواعش، من غير أن يتحرك أحداً للدفاع عنهم. لا (الميليشيات المحلية) المنتشرة في محيط القرى والبلدات الآشورية ولا وحدات الجيش السوري الحكومي المتمركزة على بعد عدة كيلومترات قليلة من القرى الآشورية . مشهد مأساوي يحاكي، بكل أبعاده وخلفياته ودوافعه ، المشهد المأساوي للآشوريين العراقيين ، الذين خذلتهم القوات الحكومية العراقية وقوات البشمركة الكردية بتركها لهم من غير حماية حين اجتاح تنظيم الدولة لمدنهم وقراهم وبلداتهم في الشمال العراقي صيف 2014.. خلال الفوضى (الأمنية والسياسية والإدارية)، التي عمت العراق سنوات الإحتلال الأمريكي(3003- 2011) وما بعد، تم استهداف الآشوريين والمسيحيين والإيزيديين وغير المسلمين عامة. في تشرين الأول من عام 2010 ، وقع هجوم إرهابي على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد ، أسفر الهجوم عن مقتل 56 شخصا وإصابة 78 بجروح. في أعقاب الهجوم ، أكثر من 1000 عائلة مسيحية فرت من بغداد. من أصل مليون ونصف مليون مسيحي عراقي كانوا قبل غزو العراق لم يتبق منهم اليوم أكثر من 250 ألف في كل أنحاء العراق.. بالإضافة إلى عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي والديني ، حصلت عملية تطهير ثقافي لكل ما هو آشوري ومسيحيي . تم تدمير متعمد لتراثهم التاريخي وارثهم الثقافي والديني، يعود إلى آلاف السنين، ناهيك عن عمليات السطو على ممتلكاتهم بقوة السلاح أو من خلال عمليات التزوير والاحتيال من قبل مافيات الفساد المرتبطة بالدوائر الحكومية في كل من بغداد واربيل.
مآسي الآشوريين لم تبدأ مع ظهور (تنظيم الدولة الإسلامية - داعش)، ولن تنتهي مآسيهم بنهاية هذا التنظيم الإرهابي.. على مدى القرون الماضية، الآشوريون (سرياناً كلداناً) ، كانوا أبرز ضحايا الاستبداد القومي والسياسي والعنف الديني ، خاصة في زمن (دولة الخلافة الإسلامية العثمانية) ، حيث نفذ العثمانيون ،بمشاركة كردية واسعة، (إبادة جماعية) وجرائم مروعة بحق الآشوريين(سرياناً كلداناً) والأرمن وبقية الأقوام المسيحية الخاضعة لحكم السلطنة العثمانية. رغم قيام (الدول الوطنية) ، مظالم ومعانات الآشوريين والمسيحيين المشرقيين لم تنتهي ولن تنتهي لطالما هذه الدول محكومة من قبل أنظمة وحكومات طائفية عنصرية فاسدة ولا وطنية.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الكردية ومسألة الأقليات في سوريا
- (نوري اسكندر)، موسيقار آشوري سوري عالمي، خذلته حكومة بلاده
- مسيحيو المشرق في زمن -ثورات الربيع العربي-
- إضاءة على (حركة التحرر الآشورية) المعاصرة
- مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية
- الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية
- المعارضة السورية و ( مسألة الأقليات)
- حول الشأن الكردي
- ماذا لو لم يعتنق الآشوريون المسيحية ؟؟؟.
- الأبعاد السياسية ل(مذبحة سميل الاشورية - العراق 7 آب 1933 )
- سوريا: أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية و (قضية الأقليات)
- حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم و(مسألة الأقليات في سوريا) ...
- سوريا و (مسألة الأقليات)
- الجديد في ملف قضية الإبادة ( الآشورية - الأرمنية) 1915
- من أكيتو إلى نوروز
- أكذوبة- ترحيب مسيحيي المشرق بالغزاة المسلمين كفاتحين ومحررين ...
- المسيحية ، نعمة أم نقمة، على الآشوريين ؟؟
- مونديال قطر 2022 ، بين ( التسييس والأسلمة )
- آشوريو .. مسيحيو المشرق و(الإرساليات التبشيرية الغربية)
- الجزيرة السورية: وقف (التعليم السرياني) ، جريمة ثقافية وتعدي ...


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - حين توقف الزمن الآشوري فجر 23 شباط 2015