أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - حول الشأن الكردي















المزيد.....

حول الشأن الكردي


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7710 - 2023 / 8 / 21 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول الشأن الكردي
ثمة جدل كبير يثار حول الأكراد.. تاريخهم .. أصولهم العرقية .. انتشارهم في المنطقة ..علاقاتهم .. مشروعية تطلعاتهم القومية ...سلاحهم .. دورهم في الحروب و النزاعات التي شهدتها وتشهدها المنطقة.. المؤرخ البريطاني (تشارلز تريب)المتخصص بتاريخ العراق السياسي خلال محاضرة له ألقاها في جامعة اكسفورد البريطانية العريقة " ينفي وجود عرق كردي" . يقول:" إن القومية الكردية اُستحدثت أواخر القرن التاسع عشر " . مستنداً على آثار ووقائع تاريخية لا تقبل الدحض والتي تعتبر "الكرد فرعاً من أصل فارسي". وقد أشارت الموسوعة البريطانية الى ذلك باستفاضة، وكيف كان يعيش الأكراد على شكل قبائل بدو رحل في بلاد فارس (ايران) والجبال المحيطة بها . لم يذكر التاريخ، بأن الأكراد أقاموا دولة وحضارة خاصة بهم .المحاولة الأولى والفاشلة لإقامة (دولة كردية) كانت عام 1946 في مدينة (مهاباد) الإيرانية ، وليس في (الجزيرة الفراتية)، الممتدة من شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق وجنوب شرق تركيا وهي الجزء الشمالي الغربي من بلاد ما بين النهرين( الموطن التاريخي للآشوريين ).. الدكتور الكردي العراقي (عمر ميران) - بكالوريوس حقوق / كلية الحقوق / جامعة بغداد 1946 حاصل على شهادة الدكتوراه / 1952 / جامعة السوربون/ تخصص تاريخ شعوب الشرق الأوسط، أستاذ التاريخ / في جامعات دول مختلفة. يقول (ميران): " ان الشعب الكردي شعب بسيط وبدائي في كل ما في الكلمة من معنى حقيقي. هذا ليس عيبا او انتقاصا من شعبنا الكردي ولكنه حال كل الشعوب البسيطة في منطقتنا المعروفة حاليا بالشرق الأوسط …الحقيقة العلمية يجب ان تقال , فليس لدى الشعب الكردي ما يقدمه للشعوب المجاورة . علما ان معالم الحضارة الآشورية (الموجودة في نفس المنطقة) ما تزال قائمة هناك. فلم يصل الى علمنا وجود أي معلم من المعالم الحضارية للشعب الكردي.. ان البعض يحاول ان يقنع نفسه بحضارة كردية وهميه كانت في زمن الدولة الأيوبية. وهنا اقول انها لم تكن كردية ولكنها اسلاميه .".
الظروف التاريخية ، من غزوات إسلامية وحروب طويلة وما تسببت به من انزياحات سكانية كبيرة، خدمت الأكراد، بعد تحولهم من الديانة الزرادشتية إلى الإسلام ، ومكنتهم من الانتشار السريع والكثيف خارج (بلاد فارس) ،خاصة في زمن حكم السلطنة العثمانية السنية وحروبها مع الدولة الفارسية الشيعية. بعد معركة جالديران عام 1514 ، التي انتصر فيها العثمانيون على الفرس،السلطنة العثمانية كافأت القبائل الكردية على وقوفها الى جانبها في الحرب، شجعتها وقدمت لها الدعم العسكري والمالي للانتشار والتوسع في المناطق الآشورية والأرمنية الخاضعة لسيطرتها ، بهدف تقويض الوجود المسيحي. ( معلومات موثقة في كتاب سياسة وأقليات في الشرق الأدنى لـ آني - ولورانت شابري)، كذلك في كتاب( ماردين) للباحث الفرنسي( إف ترنون) يتناول فيه (الإبادة الجماعية) لمسيحيي السلطنة العثمانية 1915. (الظروف التاريخية) خدمت الأكراد لجهة تعزيز وجودهم وانتشارهم في المنطقة، بيد أن (الجغرافية السياسية)، التي ينتشرون فيها ،تشكل سداً منيعاً(فيتو) في وجه أي محاولة لإقامة "دولة كردية" . إذ من غير الممكن بل من المستحيل تقسيم وتفتيت أربع أو ست دول ينتشر فيها الأكراد اليوم لأجل إقامة "كيان كردي" . أمريكا والغرب والدول العظمى لم تعد مهتمة بتشكيل دول في عالم جديد يسعى لدمج الدول وخلق تجمعات بشرية كبيرة تكون أكثر مفيدة في تنشيط وتحفيز الاقتصاد العالمي وتحقيق التنمية البشرية.
منذ عقود والأكراد يقاتلون لأجل إقامة "دولة كردية". حروبهم كلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى غير المشردين والمهجرين والنازحين ، لكنهم لم يحصدوا سوى (خيبات الأمل).. ما كان للعراق أن يتحول إلى (دولة فدرالية) ، من إقليم عربي وآخر كردي، لو لا الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 وفرض الأمريكان إرادتهم(دستور بريمر) على الشعب العراقي. عشرون عاماُ مضى على النظام الفدرالي ، بقي نظاماً هشاً مهزوزاً مهدد بالزوال والعودة بالعراق إلى (الدولة المركزية). رئيسة برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي(مارينا أوتواي) ، ترى "أن العراق يشهد حاليا تفكيكا تدريجيا للفدرالية التي فرضها الأمريكان على العراقيين إبان احتلالهم للعراق 2003 . في تحليل نشرته بـ(مركز ويلسون) ترجمه (الخليج الجديد 16/7/2023)، أشارت (مارينا )" إلى أن الدستور العراقي، الذي لعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في كتابته عام 2005، تم طبخه على عجل ولم يحظ بإجماع العراقيين ، و لهذا ولدت الفيدرالية العراقية مهتزة منذ البداية" . الاستفتاء الذي أجرته (حكومة البرزاني) على انفصال الإقليم الشمالي عن العراق عام 2017 كاد أن يُدخل (أكراد العراق) في حروب مفتوحة ليس مع حكومة بغداد فحسب، وإنما أيضاً مع دول الجوار العراقي الرافضة لفكرة "الدولة الكردية". الخوف من الانزلاق لهكذا حرب خاسرة، تراجع مسعود البرزاني عن مطلب الانفصال وسحب قواته من كركوك ومناطق أخرى وسلمها للجيش العراقي، كانت قد سيطرت عليها (البيشمركة الكردية) إبان الاحتلال الأمريكي للعراق ( 2003). مجلة (إيكونوميست)البريطانية،في تقرير لها عن الوضع السياسي لأكراد العراق- نشرته صحيفة (القدس العربي 19/8/2023 ) ، التي تصدر في لندن- عنونت تقريرها " بعد ثلاثة عقود .. حلم الاستقلال الكردي يتلاشى "..جاء في التقرير:" بعد 30 عاما من الحكم الذاتي، عاد اقتصاد الأكراد وحدودهم ومناطقهم وسياساتهم إلى حد كبير تحت السيطرة المركزية". فيما يخص "الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا"،الفاقدة للشرعية الوطنية والدستورية، التي أعلنها (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي في المناطق السورية الخاضعة لسيطرته ، مستغلاً الأزمة السورية الراهنة، مصيرها مرتبط وإلى حد كبير بالوجود العسكري الأمريكي في مناطق هذه الإدارة. بمعنى ، إذا ما انسحبت أمريكا من سوريا ستختفي هذه الإدارة ، أو على الأقل لن تبقى بالشكل الذي هي عليه اليوم"دويلة كردية" .
أخيراً: مع عجز الأكراد عن تغير الواقع (الجيوسياسي) الإقليمي الذي يحاصرهم ويتحكم بمصيرهم ، أرى أن مصلحتهم تكمن في السعي مع بقية شعوب المنطقة لإقامة دول (مدنية علمانية ديمقراطية - دولة مواطنة) بدساتير تضمن (الحريات السياسية) والحقوق (الثقافية واللغوية والإعلامية والفكرية) لجميع القوميات، دون تمييز أو تفضيل.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو لم يعتنق الآشوريون المسيحية ؟؟؟.
- الأبعاد السياسية ل(مذبحة سميل الاشورية - العراق 7 آب 1933 )
- سوريا: أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية و (قضية الأقليات)
- حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم و(مسألة الأقليات في سوريا) ...
- سوريا و (مسألة الأقليات)
- الجديد في ملف قضية الإبادة ( الآشورية - الأرمنية) 1915
- من أكيتو إلى نوروز
- أكذوبة- ترحيب مسيحيي المشرق بالغزاة المسلمين كفاتحين ومحررين ...
- المسيحية ، نعمة أم نقمة، على الآشوريين ؟؟
- مونديال قطر 2022 ، بين ( التسييس والأسلمة )
- آشوريو .. مسيحيو المشرق و(الإرساليات التبشيرية الغربية)
- الجزيرة السورية: وقف (التعليم السرياني) ، جريمة ثقافية وتعدي ...
- الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)
- مذبحة سميل الآشورية، شكلت بداية سقوط العراق
- أردوغان والعودة الى (الحروب الدينية)
- بريطانيا و(الدولة الآشورية )
- سوريا: -الإدارة الذاتية- الكردية، والبحث عن (الشرعية المفقود ...
- الآشوريون يحتفلون بأقدم عيد عرفته البشرية
- الاسلام، أفاد شعوباً وأضر بأخرى
- حكومة اربيل والاستثمار السياسي ليهود السبي الآشوري البابلي


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - حول الشأن الكردي