أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - الجديد في ملف قضية الإبادة ( الآشورية - الأرمنية) 1915















المزيد.....

الجديد في ملف قضية الإبادة ( الآشورية - الأرمنية) 1915


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم 24 نيسان من كل عام ، ذكرى مذابح مسيحيي السلطنة العثمانية من( أرمن و آشوريين ويونان) لعام 1915. هذه المذابح هي الحلقة الأكثر إيلاماً وفتكاً في سلسلة عمليات (إبادة جماعية) لمسيحيي السلطنة.الجديد في ملف قضية الإبادة على صعيد التوثيق، عام 2019 نشر المؤرخان( بيني موريس و دور زيفي) كتاباً بعنوان( مذبحة ال 30 عاماً ). جاء في الكتاب" بثلاث موجات من العنف الهمجي الاجرامي ذهب ضحيته قرابة مليونين ونصف المليون من الأرمن والأشوريين واليونانيين ، بدأت عام 1894 في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، امتدت حتى عام 1924 في زمن جمهورية كمال أتاتورك . الأتراك بالتعاون مع العشائر الكردية قاموا بإبادة مئات القرى السريانية الآشورية والارمنية شرقي البلاد لإحداث تغيير ديموغرافي. المذابح تسببت بانخفاض نسبة المسيحيين في وطنهم الاصلي الى نسبة 2% من اصل 17% قبل الإبادة الجماعية ". كان يعيش قرابة مليون من الآشوريين(سرياناً كلداناً)، في الجزء الذي ضمته تركيا من (بلاد ما بين النهرين - جنوب شرق تركيا)، اليوم وقد مضى أكثر من قرن من الزمن على المذابح، في كل تركيا يوجد فقط 15 الف من السريان الآشوريين .أرقام مخيفة تكشف هول (الكارثة الإنسانية) وتؤكد على أن ما تعرض له مسيحيي السلطنة العثمانية كان تطهيراً (عرقياً ودينياً ) مخطط له . هذا ما كشفت عنه صحيفة ( نيويورك تايمز) يوم 13 يناير 1915 من خلال نشرها مقالاً بعنوان:( المسيحيون في خطر كبير). يتحدث عن نوايا وخطط السلطنة العثمانية في التخلص من المسيحيين، السكان الأصليون للمنطقة التي غزاها السلاجقة العثمانيون وأقاموا دولة على أنقاض ما دمروه وعلى جماجم من قتلوهم وهم بالملايين . جاء في المقال "أن طلعت بك أعلن أن تركيا هي فقط للأتراك المسلمين ".. هل من مأساة أكبر من أن يتحول شعب عريق في موطنه الأم وعلى أرضه الى (أقلية) صغيرة جراء الإبادة والقتل المنهجي الهمجي ؟..
(جبالاً ، سهولاً ، ودياناً ، كهوفاً، صخوراً، كنائس ، أديرة ، أوابد تاريخية)، جُبلت بدماء ملايين الأبرياء المسيحيين، لو نطقت لشهدت على بشاعة الجريمة الإنسانية. الجريمة لم تقتصر على ( الإبادة الجسدية) وإنما تبعتها (إبادة ثقافية). فقد عمل الجلادون بطرق وأشكال مختلفة على محو وطمس هوية الناجون من الإبادة وتغير أسمائهم وديانتهم المسيحية بإرغامهم على اعتناق الإسلام وفرض الهوية العثمانية والكردية عليهم وتجريدهم من أصولهم ومن كل ما يمت بصلة الى تاريخهم وهويتهم الأصلية ( آشورية - أرمنية .. مسيحية) . الغزاة القتلة السفاحون، (دمروا ، حرقوا ، دنسوا) كل ما وقع تحت أيديهم ، من تراث ثقافي وآثار تاريخية ومدارس ومكتبات وكتب ومخطوطات نادرة قيمة و تحف نفيسة. هذا ما فعلوه في (أبرشية الكلدان في سرت و البطريركية الآشورية في قرية قوتشانيس بمنطقة هكاري ، و أديرة الكنائس السريانية في منطقة طور عابدين )... الغزاة المحتلين، أرادوا ابادة أقدم الشعوب ومحو أجمل الهويات وطمس أرقى الثقافات ودفن أصدق الديانات . لكنهم أخفقوا رغم حجم وهول الجريمة.. نعم أخفقوا في إزالة شعوب عريقة راسخة في التاريخ(الشعب الآشوري و الشعب الأرمني ). فرغم حياة (الذل والعبودية) لمسيحيين ارغموا على اعتناق الإسلام ، الكثير منهم بقوا سراً على إيمانهم المسيحي . (شموني)، واحدة من آلاف الفتيات المسيحيات المسبيات اللواتي ارغمن على اعتناق الإسلام والزواج من مسلم ، أورثت صليبها المقدس الى أبنتها ومنها إلى حفيدتها. مائة عام والصليب ما زال مخفي، بانتظار يوم الخلاص .عام 2016 تأسست "جمعية آشورية اسلامية" في مدينة (ديار بكر- آمد ) تركيا . تهدف الى البحث عن الآشوريين(سرياناً كلداناً) الذين ارغموا على دخول الإسلام، وجعل من الجمعية منبراً مفتوحاً لهؤلاء الآشوريين، ليتمكنوا من الافصاح عن هويتهم الآشورية وتعزيزها.. يقول رئيس الجمعية( ايليم دونين): "إن الآشوريين المسلمين ليسوا احرارًا في التعبير عن أصولهم الاثنية بسبب ردود افعال محيطهم وهم يواجهون صعوبات". يضيف:" بالنظر للاختلاط السكاني والتداخل الديمغرافي بين الأكراد والآشوريين ومشاركة غالبية العشائر الكردية في فصول الابادة وفي عمليات السبي والخطف التي صاحبتها، الغالبية الساحقة من الآشوريين ،الذين ارغموا على اعتناق الإسلام، يعيشون ضمن المجتمع الكردي".
السياسات العنصرية وخطاب الكراهية الدينية والعرقية تجاه ما تبقى من مسيحيين في تركيا لم تتوقف، استمرت في عهد (حزب العدالة والتنمية) الحاكم .السلطان العثماني الجديد ( أردوغان)، 4 أيار 2020 ، بكل وقاحة،نعت المسيحيين بـ"الإرهابيين" . قال" نحن لا نسمح ببقايا الإرهابيين من السيف في بلادنا، لمحاولة القيام بأنشطة إرهابية، لقد انخفض عددهم كثيرًا لكنهم ما زالوا موجودين". هكذا، النازيون الجديد يفتخرون بإبادة المسيحيين.. أردوغان استخدام تعبير "بقايا السيف" لازدراء وإهانة المسيحيين الناجين من المذابح والتحريض ضدهم، للتخلص منهم .
الزعماء المتورطين في الإبادة الجماعية، حرقوا وأخفوا الكثير من الوثائق والأدلة التي تدينهم ، مع هذا ،بقيت آلاف الوثائق والشهادات (الأمريكية والبريطانية والألمانية) كتبها قناصل ومسافرون وضباط ومبشرون ، تجوّلوا في المنطقة دونوا ووثقوا ما رأته أعينهم وما سمعوه من ناجون من الموت ، عن القتل الجماعي والتهجير القسري الفتاك وجرائم الاغتصاب وسبي النساء والأطفال والتغيير القسري للدين. مع زيادة الأهتمام الدولية بقضية الإبادة وتوالي اعتراف حكومات وبرلمانات دول العالم بها ، ستجد تركيا نفسها يوماً مرغمة للجلوس على " كرسي الإعتراف" ومواجهة تاريخها الدموي والاعتذار للضحايا وتقبل تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه الضحايا وأملاكهم.. حتى الآن أكثر من عشرين دولة اعترفت رسمياً بـ(الإبادة الأرمنية) بالإضافة إلى 42 ولاية أميركية و العديد من المنظمات الدولية . (الإبادة الآشورية ) هي الأخرى بدأت تشق طريقها الى (المحافل الدولية) و الرأي العام العالمي . فقد اعترفت بها العديد من الدول الأوروبية والويلايات الأمريكية. الثامن من شهر شباط الماضي، (مجلس الشيوخ الفرنسي) أصدر قرارًا يدعو الحكومة إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية للآشوريين الكلدان ( 1915-1918) وجعل يوم 24 نيسان يوم مشترك لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن والآشوريين الكلدان على أيدي العثمانيين.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أكيتو إلى نوروز
- أكذوبة- ترحيب مسيحيي المشرق بالغزاة المسلمين كفاتحين ومحررين ...
- المسيحية ، نعمة أم نقمة، على الآشوريين ؟؟
- مونديال قطر 2022 ، بين ( التسييس والأسلمة )
- آشوريو .. مسيحيو المشرق و(الإرساليات التبشيرية الغربية)
- الجزيرة السورية: وقف (التعليم السرياني) ، جريمة ثقافية وتعدي ...
- الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)
- مذبحة سميل الآشورية، شكلت بداية سقوط العراق
- أردوغان والعودة الى (الحروب الدينية)
- بريطانيا و(الدولة الآشورية )
- سوريا: -الإدارة الذاتية- الكردية، والبحث عن (الشرعية المفقود ...
- الآشوريون يحتفلون بأقدم عيد عرفته البشرية
- الاسلام، أفاد شعوباً وأضر بأخرى
- حكومة اربيل والاستثمار السياسي ليهود السبي الآشوري البابلي
- نشأة الأكراد وأصولهم
- لأجل حوار (اسلامي – مسيحي) مشرقي، حقيقي وبناء
- (داعش) مشروع اسلامي متجدد
- - تركيا أردوغان- على ابواب الجحيم
- تهاوي -المثقف المسيحي المشرقي-
- نعم أنا طائفي


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - الجديد في ملف قضية الإبادة ( الآشورية - الأرمنية) 1915