أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)













المزيد.....

الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7393 - 2022 / 10 / 6 - 23:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)

المحافل والمنابر الدولية والأممية باتت مناسبة للحكام العرب المسلمين للتباكي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واتهام إسرائيل بالتعدي على هذه المقدسات ومصادرة الحريات الدينية للمسيحيين كما للمسلمين. أنهم يقدمون أنفسهم للعالم على أنهم حريصون على الوجود المسيحي في فلسطين وعموم المشرق وعلى الهوية التاريخية للمسيحيين المشرقيين، باعتبارها جزء أساسي وأصيل من الهوية التاريخية للمنطقة . ضمن هذه (البروباغندا) العربية الإسلامية، يندرج ما قاله ملك الأردن (عبدالله الثاني) في سياق كلمته في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك 20 أيلول/سبتمبر 2022 : " كقائد مسلم، دعوني أؤكد لكم بوضوح أننا ملتزمون بالدفاع عن الحقوق والتراث الأصيل والهوية التاريخية للمسيحيين في منطقتنا، وخاصة في القدس. اليوم، المسيحية في المدينة المقدسة معرضة للخطر، وحقوق الكنائس في القدس مهددة، وهذا لا يمكن أن يستمر، فالمسيحية جزء لا يتجزأ من ماضي منطقتنا والأراضي المقدسة وحاضرها، ويجب أن تبقى جزءا أساسيا من مستقبلنا."..
أقل ما يقال عن كلام الملك (عبدالله الثاني) أنه مثير للسخرية . جلالته يتباكى على الهوية المسيحية لمدينة القدس وعلى حقوق ومقدسات المسيحيين المقدسيين وكنائسهم الخاضعة لسلطة دولة إسرائيل، فيما ( 17 دولة عربية) بينها (الأردن ، العراق، مصر )، ضمن الدول الأكثر قمعا للمسيحيين على مستوى العالم خلال عام 2018 بحسب تقرير أصدرته منظمة "الأبواب المفتوحة" المتخصصة في رصد القمع الذي يتعرض له المسيحيون حول العالم… الروائي الجزائري واسيني الأعرج ("القدس العربي"، 25 تموز) يقول:" إن مسيحيي العالم العربي كانوا دائماً أمام خيارين: الحقيبة أو النعش".. نعم أنها خيارات مرة فُرضت علي (مسيحيي المشرق) حين أصبحوا مهددين بـ (أحزمة إسلامية) ناسفة و (شريعة إسلامية) نابذة …
جلالته ومعه جميع الحكام والملوك والرؤساء والأمراء والمشايخ وأئمة ( العرب والمسلمين) يتجاهلون محنة مسيحيي المشرق والأسباب الحقيقية لهجرتهم من أوطانهم الأم. إذ لم يحصل أنهم أدرجوا قضيتهم ، رغم أهميتها وحساسيتها، على جدول أعمال قممهم ومؤتمراتهم ومجالسهم (العربية والإسلامية). هذا التجاهل المعيب يؤكد على أن لا (رغبة إسلامية) حقيقية ببقاء مسيحيي المشرق في أوطانهم الأم وبأن الحكومات العربية والإسلامية غير جادة وغير صادقة بمسألة (الحفاظ على الهوية المسيحية المشرقية)الأصيلة… كيف يمكن لحكومات، أن تحافظ على الهوية المسيحية المشرقية وهي تتمسك بـ(دساتير طائفية عنصرية) تشرعن ( التمييز الديني)،تكرس قاعدة "اللامساواة الدينية – تفضيل المسلم على غير المسلم" التي جاء بها الإسلام ، تُحرم المسيحيين من حقوق المواطنة الكاملة ، تنتقص من مكانتهم الوطنية ؟؟؟…
على المستوى الشعبي: كيف يمكن للمسيحية المشرقية أن تبقى وتتعايش مع شعوب مسلمة، غالبيتها الساحقة لا تقرأ غير القرآن ولا تجادل سوى بالقرآن ولا مرجعية لها غير القرآن ولا تنظر للإنسان وللكون إلا من خلال القرآن ،لا دستور ولا قانون ولا شرع لها سوى القرآن ؟؟. الحفاظ على الهوية المسيحية المشرقية وتعزيز الوجود المسيحي في هذا المشرق، قضايا مهمة لا تتحقق بالمزايدة على الآخرين والمتاجرة بها في المحافل الدولية. تحقيقها يتطلب مبادرات وقرارات جريئة وخطوات عملية سريعة وقبل فوات الأوان . الخطوة الأولى تبدأ بتخلي الحكومات العربية والإسلامية عن (عقلية الغازي المحتل) في تعاطيها مع قضايا وحقوق المسيحيين المشرقيين، التي تقوم على إنكار تام لوجود شعوب أصيلة والعمل بطرق وأشكال مختلفة على محو وجودها وطمس هويتها ولغتها. المطلوب ، دساتير وطنية علمانية ، تُحييد (الدين) عن السياسة وعن الدولة . دساتير تعترف بـ(الهويات والثقافات واللغات) الخاصة للشعوب المسيحية المشرقية، مثل الأقباط والآشوريين والأرمن والآراميين ، وغيرهم . وسن قوانين تسمح وتتيح لهذه الشعوب تعليم وتعلم لغاتها الوطنية وتطوير ثقافتها وتراثها .
الحكومات والشعوب (العربية والإسلامية ) تتهم اسرائيل بـ"العنصرية" . لكن وفق العديد من المصادر المحايدة , منها مصادر مسيحية من داخل اسرائيل، يعيش في دولة اسرائيل أكثر من 150 الف مسيحي يتمتعون بكامل حرياتهم الدينية ، تعدادهم في تزايد مستمر. حسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إنّ 182 ألف مسيحي يعيشون في البلاد، بزيادة 1,4% عن العام الماضي. بالمقابل تعداد المسيحيين في جميع الدول العربية والإسلامية في تناقص مستمر ، وجودهم دخل مرحلة (الخطر الوجودي)في غالبية دول المنطقة. هذا يعني أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المشرق يتزايد فيها تعداد المسيحيين، وهي دولة ديمقراطية يتمتع فيها المسيحيون وأتباع باقي الديانات بالحريات الدينية والاجتماعية، إلى جانب الحريات السياسية والثقافية واللغوية . إسرائيل هي الدولة المشرقية الوحيدة التي اعترفت بـ(القومية الآرامية) إلى جانب القوميات الأخرى في المجتمع الإسرائيلي. الآراميون ،أقدم شعوب سوريا التاريخية (الكبرى) المعروفة اليوم بـ"بلاد الشام". اعتراف اسرائيل بالآراميين كقومية متميزة ، أعادتهم من جديد الى التاريخ ، بعد قرون طويلة من تغيبهم القسري وطمس هويتهم وتاريخهم من قبل الغزاة (العرب المسلمين).
أخيراً: بقي أن نذكر بأن غالبية دول المشرق المسماة "دولة عربية" تحمل أسماء غير عربية( سوريا . لبنان. الأردن. فلسطين. مصر . العراق. ليبيا).



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذبحة سميل الآشورية، شكلت بداية سقوط العراق
- أردوغان والعودة الى (الحروب الدينية)
- بريطانيا و(الدولة الآشورية )
- سوريا: -الإدارة الذاتية- الكردية، والبحث عن (الشرعية المفقود ...
- الآشوريون يحتفلون بأقدم عيد عرفته البشرية
- الاسلام، أفاد شعوباً وأضر بأخرى
- حكومة اربيل والاستثمار السياسي ليهود السبي الآشوري البابلي
- نشأة الأكراد وأصولهم
- لأجل حوار (اسلامي – مسيحي) مشرقي، حقيقي وبناء
- (داعش) مشروع اسلامي متجدد
- - تركيا أردوغان- على ابواب الجحيم
- تهاوي -المثقف المسيحي المشرقي-
- نعم أنا طائفي
- العرب والاسلام
- من أجل أن يكون -الأكيتو- عيداً وطنياً سورياً
- الادارة الذاتية في الجزيرة السورية بين المشروع الوطني والطمو ...
- الآشوريون بين خدع المثقفين ودسائس السياسيين
- مسيحيو العراق في ذمة المجتمع الدولي
- مسيحيو العراق ابرز ضحايا الاستبداد الديني والسياسي
- دفاعاً عن مشعل التمو ومعتقلي الراي والضمير في السجون السورية


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)