أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان يوسف يوسف - لأجل حوار (اسلامي – مسيحي) مشرقي، حقيقي وبناء














المزيد.....

لأجل حوار (اسلامي – مسيحي) مشرقي، حقيقي وبناء


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7074 - 2021 / 11 / 11 - 23:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين، بعقيدته وشعائره وهيبته، لا يزال فاعل أساسي ومؤثر قوي في صياغة المفاهيم ، السياسية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية، لدى الشعوب المشرقية عامة والاسلامية خاصة. من هنا تأتي أهمية الحوار (الاسلامي – المسيحي ) المشرقي، الذي يُعنى بمستقبل العلاقة والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحين في منطقة المشرق، المشبعة بثقافة التعصب والكراهية الدينية. في حين كان المفترض أن يكون هذا المشرق نموذجاً ومثالاً للعيش المشترك والتآخي بين شعوبه ، باعتباره مهد الديانات والرسالات السماوية الداعية للتسامح الديني والإنساني .
الحوار ، كآلية للتواصل بين البشر، هو شأن (إنساني) لا يعني تماثلاً مع الآخر، وإنما للتأكيد على احترام الآخر كإنسان والقبول به شريكاً بكامل الحقوق والواجبات. الحوار الحقيقي الجاد والشفاف يُعزز الثقة بين المتحاورين ، يخفف من درجة الاحتقان ومن مستوى التوتر في المجتمع ، كذلك يوفر المناخات المؤاتية للحياة المشتركة بين مكونات المجتمع الواحد . في إطار الحوار ( الإسلامي – المسيحي )، على مدى العقود الماضية، عُقدت العديد من المؤتمرات والملتقيات العالمية والاقليمية، شاركت فيها مرجعيات(اسلامية و مسيحية) مشرقية وغربية، لكن من غير أن تثمر عن نتائج مهمة على صعيد تخفيف حدة التوترات الطائفية والعنف الديني في المنطقة والعالم. حتى وثيقة "الأخوة الانسانية"، وصفت بالتاريخية ،التي وقعها بابا الفاتيكان (فرنسيس الأول) وشيخ الأزهر (أحمد الطيب) في عاصمة دولة الامارات (ابوظبي 4 شباط 2019) ، لم تظهر نتائج فعلية وترجمة عملية، لما دعت اليه من تسامح وعيش مشترك ومكافحة العنف والتطرف .
مؤتمرات وملتقيات الحوار (الاسلامي – المسيحي) المشرقي- تلك التي تجمع مسلمين ومسيحيين مشرقيين- يغلب عليها طابع المجاملات. هي أشبه بـ"المهرجانات الخطابية" ينتهي مفعولها مع اختتام أعمالها وقراءة بيانها الختامي. غالبية المشاركين فيها هم من الموالين لحكومات بلدانهم. المقرب من (السلطان) لا يمكن أن يكون حراً وجريئاً وصادقاً في نقاشاته ومقاربته للمشكلات والقضايا المطروحة، خاصة تلك المتعلقة بسياسات وممارسات الأنظمة الحاكمة. اعتاد المشاركون في مؤتمرات الحوار على إدراج (قضية المسيحيين المشرقيين)، كإحدى تداعيات الصراع "العربي – الاسرائيلي " و "المؤامرة الأمريكية الغربية" المزعومة على العرب والمسلمين. طبعاً، إنها مقاربة خاطئة ومؤدلجة ،بهدف تضليل الرأي العام وإبعاده عن الأسباب الحقيقية لمحنة مسيحيي المشرق ، وتبرئة الحكومات والانظمة العربية والاسلامية من مسئولياتها ،القانونية والوطنية والأخلاقية، تجاه مواطنيها المسيحيين. أنظمة وحكومات دكتاتورية فاسدة ، تتمسك بدساتير طائفية تكرس وتشرعن ( سياسية التميز الديني) ، لا يمكن أن تسمح بحوار( مسيحيي – اسلامي) حقيقي وجاد، يُسقط عنها ورقة التوت. هذه الانظمة تعمل على إجهاض وقتل كل المبادرات والمشاريع الوطنية الساعية الى إخراج دول المنطقة من النفق المظلم الذي تسير فيه الى نور الحرية والديمقراطية والحياة المدنية . تجدر الإشارة، أن الدول العربية والاسلامية تتصدر قائمة أكثر الدول اضطهاداً للمسيحيين على مستوى العالم، وفق تقارير منظمة "الأبواب المفتوحة" المتخصصة في رصد القمع الذي يتعرض له المسيحيون حول العالم . (17 دولة عربية) ،بينها ( سوريا ، العراق، مصر ، الاردن)، هي من بين الدول الأكثر قمعا للمسيحيين على مستوى العالم.
اشكالية العلاقة بين " الزمني" و"الروحي" تعد واحدة من أكثر المسائل والمشكلات تعقيداً في الحوار بين أتباع الديانات . تخطي هذه العقبة يكون بإبعاد المسائل (العقائدية والقضايا اللاهوتية) عن المناقشات . فالحوار ( الاسلامي – المسيحي) ليس حواراً بين الاسلام والمسيحية ، وإنما بين مسلمين ومسيحيين ، لأجل التقارب وتجسير الهوة بينهم والعمل معاً على تعزيز القيم الانسانية والدينية السمحاء ونشر ثقافة التآخي والتسامح بين الشعوب . من العقبات الأخرى التي تعترض طريق تفعيل و نجاح مؤتمرات الحوار( الاسلامي – المسيحي) : تمسك المرجعيات الاسلامية بفكرة " الاسلام هو الحل وهو الحامي لأتباع الديانات الأخرى في ديار المسلمين ". سيبقى الحوار عقيماً ومن غير جدوى، ما لم تتخلى المرجعيات الاسلامية عن مثل هكذا افكار ومفاهيم قديمة، تلغي وظيفة الدولة و تنسف مشروع (دولة المواطنة - الدولة المدنية ) وهي الخيار الأمثل للعيش المشترك و لضمان حقوق وحريات الجميع والسبيل الوحيد لبقاء من تبقى من المسيحيين المشرقيين في أوطانهم الأم. اذا ما خلا المشرق ( مهد المسيحية ) من المسيحيين، هذا المكون المشرقي الأصيل، حينها لن يبقى أي معنى للحوار بين المسلمين والمسيحيين المشرقيين. لا يكفي الحديث في المؤتمرات عن " فضل الاسلام على مسيحيي المشرق و دور المسيحيين المشرقيين في الحضارة العربية الاسلامية و مخاطر استمرار الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ". ثمة قضايا ومشكلات مجتمعية وحياتية تهم شعوب المنطقة، تستحق أن يتوقف عندها المشاركون في مؤتمرات الحوار (الاسلامي- المسيحي) للخروج برؤية مشتركة منها، من هذه القضايا ( مقومات العيش المشترك . الخلل في العلاقة المسيحية – الاسلامية. هواجس المسيحيين المشرقيين . الخطاب الديني . العدالة الاجتماعية . التماسك المجتمعي والاندماج الوطني .الحقوق الدينية والمدنية لغير المسلمين. المآسي الإنسانية . المسالة الطائفية . الزواج المدني.. جرائم الشرف، وغيرها ...) ...



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (داعش) مشروع اسلامي متجدد
- - تركيا أردوغان- على ابواب الجحيم
- تهاوي -المثقف المسيحي المشرقي-
- نعم أنا طائفي
- العرب والاسلام
- من أجل أن يكون -الأكيتو- عيداً وطنياً سورياً
- الادارة الذاتية في الجزيرة السورية بين المشروع الوطني والطمو ...
- الآشوريون بين خدع المثقفين ودسائس السياسيين
- مسيحيو العراق في ذمة المجتمع الدولي
- مسيحيو العراق ابرز ضحايا الاستبداد الديني والسياسي
- دفاعاً عن مشعل التمو ومعتقلي الراي والضمير في السجون السورية
- الحوار الاسلامي المسيحي المشرقي والأفق المسدود
- القضية الآشورية في سوريا
- المشهد السوري بين غياب الكلمة الحرة وأزمة الرغيف
- في ذكرى المذابح وقضية مسيحيي الشرق
- هل من حرب على مسيحيي المشرق؟
- الفشل الديمقراطي للمعارضة السورية
- البعث و نهاية التاريخ في سوريا
- بمناسبة الأعياد لنرفع الصليب والهلال
- راهب يتحدى خاطفيه في تركيا


المزيد.....




- إسرائيل تعود إلى سياسة -فرّق تسد- الطائفية لتفكيك سوريا
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ومتع أطفالك بأحلى الأغا ...
- سامي الكيال: ما حصل في سوريا هو هجمة منظمة على الطائفة الدرز ...
- بالفيديو.. -بلال فيتنام- يصدح بالأذان بأكبر مساجد هو تشي منه ...
- -فخ إسرائيلي- للإيقاع بدروز سوريا... وكراهية الإسلام أضحت -ع ...
- القدس في أبريل.. انتهاكات غير مسبوقة للاحتلال في المسجد الأق ...
- الأردن: أحكام بالسجن 20 عاما ضد متهمين في قضية مرتبطة بالإخو ...
- عاجل.. أعداد كبيرة من المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماي ...
- لماذا يترك بعض النيجيريين المسيحية لصالح المعتقدات الأفريقية ...
- TOROUR EL-JANAH KIDES TV.. تردد قناة طيور الجنة على القمر ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان يوسف يوسف - لأجل حوار (اسلامي – مسيحي) مشرقي، حقيقي وبناء