أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - مسيحيو المشرق في زمن -ثورات الربيع العربي-















المزيد.....

مسيحيو المشرق في زمن -ثورات الربيع العربي-


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسيحيو المشرق في زمن " ثورات الربيع العربي "
مسيحيو المشرق ( آشوريون/سرياناً كلداناً.. سوريون.. أقباط فراعنة)، المكون الأكثر التصاقاً بأوطانهم ، (مناطق سكناهم ، معالم حضارتهم ، كنائسهم ) بأسمائها التاريخية مازالت شامخة في وسط وقلب عواصم ومدن وبلدات دول المشرق، تشهد على أنهم أصل هذا المشرق وأقدم شعوبه ، وعنهم أخذت (دول المشرق) اسمها وهويتها.. للأسف ، كل هذا لم يشفع لهم للعيش الكريم في أوطانهم ومناطقهم التاريخية . مع كل هزة أو خضة أمنية أو سياسية تحدث في هذا البلد المشرقي أو ذاك، يكون المسيحيون أبرز ضحاياها ومن غير أن يكونوا طرفاً فيها . تأمل مسيحيو المشرق أن تحمل ما سميت بـ"ثورات الربيع العربي" تغيرات سياسية ودستورية،تعيد لهم حقوقهم في المواطنة الكاملة ومكانتهم الوطنية المفقودة. لكن هذه" الثورات " خيبت آمال المسيحيين، ضاعفت حالة الإحباط واليأس لديهم. كما يقول المثل الشعبي" نقلتهم من تحت الدلف إلى تحت المزراب ". وضعتهم أمام خطر الاقتلاع من الجذور على أيدي الجماعات والتنظيمات الإسلامية المتشددة والإرهابية، مثل القاعدة و الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرها ، التي أفرزتها " ثورات الربيع العربي". حول التداعيات الخطيرة لـ"ثورات الربيع العربي" على مسيحيي المشرق، الكاتبة والصحفية اللبنانية (مارلين خليفة) كتبت في جريدة( السفير) : " يقف المسيحيون المشرقيون في زمن الثورات العربية على منعطف لا يدركون نهاية الطريق الموصل إليه، فهم من جهة، مواطنون يطمحون الى الحرية والإصلاح والتغيير، ومن جهة ثانية، أقلية دينية تعيش في بحر إسلامي وعربي، ينتج الى جانب الثورات، ظواهر دينية متطرفة، ما يؤدي الى تأجيج مخاوفهم من أن يتوج (الربيع العربي) بأنظمة أصولية تتعامل معهم (كأهل ذمة) ، وبالتالي تجعلهم يترحمون على أنظمة الاستبداد"..
في سوريا ، الاحتجاجات الشعبية السلمية المناهضة للنظام سرعان ما تحولت إلى "حرب أهلية"، تسببت حتى الآن بهجرة أكثر من نصف المسيحيين السوريين. مع هذه الحرب، المسيحيون وجدوا أنفسهم من غير (حماية وطنية) .أصبحوا لقمة سائغة للجماعات والتنظيمات والفصائل الإسلامية المتشددة والإرهابية.العديد من الكهنة والرهبان تم خطفهم وتصفيتهم . خطف أساقفة حلب( يوحنا ابراهيم و بولس اليازجي - 22 نيسان 2013 ) في منطقة خاضعة لفصائل إسلامية معارضة ومدعومة من تركيا ، بينما كانا يؤديان مهمة إنسانية في ريف حلب (تحرير مخطوفين ،بينهم كهنة، لدى جماعات إسلامية). مجموعة شيشانية اعترضت طريق المطارنة ،رمت بالمرافق أرضاً وقتلت السائق وفرّت بالمطرانين الى جهة مجهولة. عشر سنوات مضت على خطف المطارنة ومصيرهما مازال مجهولاً. قضية المطارنة المخطوفين تختزل محنة المسيحيين السوريين. نعت المسيحيين بالصليبيين وتخوينهم لعدم قتالهم إلى جانب الفصائل الإسلامية المعارضة، يُعد تحريضاً صريحاً على قتلهم وتهجيرهم . القتل والتهجير القسري على "الهوية الدينية" ، تسبب بخلوا المدن والبلدات السورية، التي سيطرت عليها التنظيمات والجماعات الإسلامية المعارضة ، من سكانها المسيحيين، إلا من بعض كبار السن ، مثل (رأس العين .تل أبيض. الرقة . ديرالزور . ابو كمال. ادلب وريفها) وغيرها .
مصر، "بلد الثورتين"، إسقاط حكم الرئيس حسني مبارك ومن بعده إسقاط حكم محمد مرسي ، زادت وبشكل مخيف الاعتداءات الممنهجة على الأقباط المسيحيين من قتل وخطف الفتيات وارغامهن على اعتناق الإسلام وتفخيخ الكنائس وحرقها وهي مكتظة بالمصلين . حول محنة الأقباط يقول الكاتب المصري(محمد الدسوقي): "المسيحيون في مصر واقعهم شديد البؤس، فهم يهجرون من بلادهم، وتحرق دور عبادتهم، ويحاصر بيوتهم همج يطالبونهم بتسليم إبنتهم بدعوى أنها أصبحت مسلمة.. أي ذل هذا ؟.. تخيلوا أن بشراً يحاصرون بيتك ، يأخذون إبنتك ويقولون لك إنسى لم تعد إبنتك.. عن أي مواطنة نتحدث ؟. وفي أي بيت عيلة يجتمع كبار رجال الدين؟ " …
في الاردن، اغتيال الكاتب والصحفي المسيحي (ناهض حتر) على يد مسلم متطرف، أمام باب المحكمة، ينذر بمستقبل قاتم لمسحيي هذا البلد المشرقي. عن هذه الجريمة الطائفية، كتب عباس بيضون مقالاً بعنوان (ناهض حتر الذبح مرتين) نشر في جريدة السفير الثقافي بتاريخ 2016-10-07 جاء فيه: " حتر الذي ينتمي إلى أقلية دينية عريقة لا تبالغ إذا عدّت نفسها الأعرق والألصق بالأردن، لكن ماذا يفعل الأقلوي في هذا الشرق؟ ماذا يفعل أمام طغيان الأكثرية الدهماء، وأمام استيقاظ النعرات الدينية والعرقية؟... ناهض حتر ذبح أمام بيت القانون، أمام المحكمة.. ذلك أنّ بيت القانون ليس شيئاً في حساب القاتل، أنّ له قانونه الخاصّ الذي يبيح القتل على الرأي وعلى الصورة وعلى الرمز والاستعارة".
المسيحيون العراقيون، غالبيتهم الساحقة من الآشوريين(سرياناً كلداناً)، سكان العراق/بلاد آشور الأوائل. المظالم والاعتداءات المنظمة عليهم ، من خطف وقتل وتفجير الكنائس والسطو بقوة السلاح على الممتلكات والتهجير القسري، دفعتهم أو أجبرتهم على ترك العراق، تعدادهم اليوم لا يتجاوز 200 ألف من أصل مليون ونصف مليون مسيحي كانوا يعيشون في العراق قبل الغزو الأمريكي 2003 وإسقاط الدكتاتورية وتحويله إلى "دولة فدرالية" من إقليم عربي وآخر كردي.. السلطات الطائفية/العنصرية في كل من بغداد واربيل تركت المسيحيين من دون حماية، قدمتهم لقمة سائغة لـ(تنظيم الدولة الإسلامية - داعش) ولعصابات ومافيات الخطف والقتل والسطو على الممتلكات .
لبنان، هذا البلد المشرقي الوحيد ذات (الوجه المسيحي) لم يعد كذلك . حتى اختيار (رئيس ماروني) للبنان خرج من يد الموارنة ليصبح أسير الأجندة والمشاريع الطائفية لـ(ميليشيا حزب الله) المرتبطة بنظام (ولاية الفقيه) القائم في طهران. مع تعاظم قوة ونفوذ هذه "الميليشيا الإيرانية" وهيمنتها على مختلف مفاصل (الدولة اللبنانية) ومصادرة قراراتها، تعاظمت مخاوف المسيحيين اللبنانيين ليس فقط على وجودهم وإنما أيضاً على مستقبل ومصير (الكيان اللبناني)، الذي وجد أصلاً لأجلهم قبل قرن من الزمن. الخوف على(المصير والوجود والكيان السياسي)، دفع بـ(المارونية السياسية) إلى طرح "الفدرالية أو الكونفدرالية"- تقسيم لبنان الى كانتونات طائفية - كخيار مناسب للحفاظ على ما تبقى من وجود مسيحي في لبنان.
شهادات لكتاب مسلمين حول محنة مسيحيي المشرق:
الكاتب (غسان الإمام )، في مقال له بعنوان (الإشكالية المسيحية وهاجس الحزام الإسلامي) نشر في جريدة الشرق الأوسط اللندنية: يقول "المسيحية العربية تواجه اليوم خطر الاقتلاع، حيثما وجدت في الوطن العربي. وهي تكافح من أجل البقاء في أحواض إقامتها المحاصرة بأحزمة الغالبية الدينية. هذا الكفاح له إحدى ثلاث نهايات: الهجرة. القبول بمواطنة من الدرجة الثانية. مواجهة الاستئصال الجماعي بالحزام الناسف...مجتمعات مسيحية مشرقية، مسكونة بهاجس الخوف من أن يتحول الحزام الإسلامي الذي يلفها ويزنِّرها، إلى حزام ناسف لوجود المسيحية التاريخية في الوطن العربي، قبل ولادة الإسلام بسبعة قرون".
الكاتب (عبدالله راشد) يقول: " المسيحيون سمحوا للمسلمين بالصلاة في كنائسهم.. المسيحيون سمحوا بقراءة القرآن في برلماناتهم .. المسيحيون احتضنوا الفارين من ظلم حكومات الإسلام في ديارهم.. المسيحيون أطعموا المسلم الجائع والعطشان والجوعان .. فماذا قدم المسلم لهم ؟؟ أباح قتلهم وسلب أموالهم وسبي نسائهم تحت صيحات الله أكبر ".
أخيراً: الحفاظ على ما تبقى من المسيحيين المشرقيين في أوطانهم الأم مرهون بوجود "رغبة إسلامية " حقيقية ببقائهم والعيش معهم كمواطنين شركاء حقيقيين في الحكم والإدارة، لهم كامل حقوق المواطنة مثلهم مثل المسلمين .. تمسك الحكومات وغالبية الشعوب المسلمة بـ"الشريعة الاسلامية" كمصدر أساسي للتشريع، ورفضها لمبدأ " فصل أو تحييد الدين عن الدولة" تنفي وجود مثل هذه "الرغبة الإسلامية" المطلوبة.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءة على (حركة التحرر الآشورية) المعاصرة
- مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية
- الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية
- المعارضة السورية و ( مسألة الأقليات)
- حول الشأن الكردي
- ماذا لو لم يعتنق الآشوريون المسيحية ؟؟؟.
- الأبعاد السياسية ل(مذبحة سميل الاشورية - العراق 7 آب 1933 )
- سوريا: أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية و (قضية الأقليات)
- حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم و(مسألة الأقليات في سوريا) ...
- سوريا و (مسألة الأقليات)
- الجديد في ملف قضية الإبادة ( الآشورية - الأرمنية) 1915
- من أكيتو إلى نوروز
- أكذوبة- ترحيب مسيحيي المشرق بالغزاة المسلمين كفاتحين ومحررين ...
- المسيحية ، نعمة أم نقمة، على الآشوريين ؟؟
- مونديال قطر 2022 ، بين ( التسييس والأسلمة )
- آشوريو .. مسيحيو المشرق و(الإرساليات التبشيرية الغربية)
- الجزيرة السورية: وقف (التعليم السرياني) ، جريمة ثقافية وتعدي ...
- الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)
- مذبحة سميل الآشورية، شكلت بداية سقوط العراق
- أردوغان والعودة الى (الحروب الدينية)


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - مسيحيو المشرق في زمن -ثورات الربيع العربي-