أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم إبراهيم - لفة (لبلبي) و(عمبة) معطرة برائحة ذكريات الطفولة














المزيد.....

لفة (لبلبي) و(عمبة) معطرة برائحة ذكريات الطفولة


عبدالكريم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


لأيام (بجامات البازة) و(درابين) الثورة الترابية، ذكريات مازال بعض ارهاصاتها حاضرةً في المخيلة المتعبة حتى اليوم، برغم من مرور كل هذه السنوات الطويلة. يبدو أن بساطة الحياة وابتعادها عن صخب وبهرة التكنولوجيا، هي من أسست لتلك الذاكرة القوية في أن تكون محطةً للاحتفاظ بما هو كل جميل، تفوح منه رائحة البراءة ؛حيث اعتاد اطفال تلك المرحلة الزمنية في تغمرهم السعادة الطاغية، وهم يلعقون نصف (صمونة) حارة بعد أن غُمست بـ(العمبة) من اقرب بائع على ناصية الشارع. ربما تكون للفة (اللبلبي) في ايام الشتاء الباردة، سحرها الاخاذ بعد ان يتطاير منها بخار البهارات الحارة مع ضربات الايدي على مؤخرة (بطل النيمندوزي) كي ينز حامضاً يسيل له اللعاب ،وفي لحظة تتسابق الايدي لقناصيها حيث فتحة الفم.
يحاول اغلب بائعة (اللبلبي) و(العمبة) في أن يجعلوا عرباتهم الخشبية تأخذ استراحتها المفضلة قرب المدارس، وعند (حلت ) الطلبة ، وهم يدلعون بأغانيهم واهازيجهم بضاعتهم ؛لأجل إغراء اطفال المدارس في الشراء، وان يضغطوا على ذويهم في أن يزين ايدهم عشرة فلوس، وهو المبلغ الذي يسعى الاطفال في يكون في حوزتهم ؛ مما كانت ظروف العائلة المادية. الذي لا يملك هذا المبلغ ما عليه سوى أن يمرق هذه الكلات الشهية بنظرات ملؤها الحسرة، وهو يرى بقية الاطفال تلون افواههم البهارات الصفراء، ويلعقون باسنتهم ما تبقى مما يسيل من هذه المادة. يعمد بعض الاطفال الاشقياء إلى (تحنيص) الذين لم يظفروا بهذا الكسب المهم. وقد تتبدد هذه الحسرة والدموع المختزلة في العيون إلى لحظات فرحٍ وسعادةٍ عندما يقتسم احدهم لفة (اللبلبي) أو (العمبة) لزميله ،في مشهد إثار تسجله ذاكرة تاريخ الطفولة؛ وهي ضائعة اليوم بين رائحة (الاندومي) و(البيزا) ،ومغامرات (أبو الدلفري) وهو على صهوة دراجته النارية يصل طلب احدهم بعد ان عجزت امزجة الاطفال المعاصرة عن تذوق اكلات مطبخ الام الحنون ، مفضلة عليه الاطعمة الجاهزة التي لا ينز منها سوى الدهن المهدرج والاسماء المستوردة. لم تعد الاصابع تلعق ما تبقى من حلاوة الطعم، ولا تتجمع حول عربة (ابو اللبلبي) و(ابو العمبة) وصاحب الحظوة في ان يكون هو صاحب الشرف في الحصول على اول لفة (تحنص) الالسن و بقية عيون الاطفال ؛خاطفاً احلى هدية يمكن ان يحصل عليها طفل في لحظة سعادة شاردة قدر لها ان يعيش في الذاكرة حتى اليوم.



#عبدالكريم_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحارة الشعبية بين نجيب محفوظ وغالب طعمة فرمان
- كيف جثمت طائرة يعقوب الحربية على سطح الدار؟
- رسائل غرام (حسوني ابو العنبة ) المنسية
- مذكرات ( أبو خليل ) على مقاعد سيارات (الإيفا) و(الزيل)
- حمدية أم بُكلة ورشاقة نعيمة عاكف وجاذبية نيوتن
- أول مسلسل عراقي يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية
- الطرب الاصيل بين منديل أم كلثوم ومسبحة داخل حسن
- صينية كَيمر عرب على خدود ليلى عليوي
- فدعوس المطيرجي ومذنب هالي
- فدعوس المطريجي ومذهب هالي
- الدين والعشيرة والدولة ... التجاذب والتنافر
- دولة (الماستركارد) و نظرية ( الخطيّة)
- فريد شوقي وصورة الأب المثالي في الأفلام الاجتماعية
- قحطان العطار .. صوفية الاعتزال المبكر
- قلم الباركر وتسريحة (الفس بريسلي)
- محاولة القفز على جمالية السينما
- كيف انتصرت الأغنية الشعبية لحقوق المرأة؟
- مسلسل (فدعة)مشكلة اللهجة وبطء الحركة
- صالح الكويتي .. الإبداع اللحني و التجديد الموسيقي
- (الطنطل) من إبداعات ذاكرة الأجداد الخصبة


المزيد.....




- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم إبراهيم - لفة (لبلبي) و(عمبة) معطرة برائحة ذكريات الطفولة