أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - الشعوبية تبعث من جديد















المزيد.....

الشعوبية تبعث من جديد


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 7886 - 2024 / 2 / 13 - 07:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يولد الناس أحرارا وينبغي أن يعيشوا أحرارا ويتمتعوا بحياة حرة كريمة, دون أي تمايز بسبب اللون أو العرق أو العقيدة , فليس هناك سادة أو عبيد في مجتمعات تحكمها قوانين الأرض وشرائع السماء بعدالة, كما يؤكد ذلك الله سبحانه تعالى في القرآن الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ . صدق الله العظيم .
ولا شك أن لكل شعب مزاياه وخصائصه وحضارته التي تكونت عبر العصور في مراحلها المختلفة وما رافقها من أحداث سلبا وإيجابا , فكما هو معلوم أن لكل حضارة بريقها في مرحلة ما ,وإنحدارها في زمن آخر ,لتحل محلها حضارة أمة أخرى وهكذا هو حال البشرية منذ الأزل . وهذا يقودنا إلى القول أنه ليس هناك أمما راقية وأخرى متخلفة بالفطرة ,كما يروج ذلك بعض دعاة العنصرية المتعصبين بدعوى تفوقهم المطلق في كل عصر وزمان على ما سواهم , وسعيهم لإستعباد الشعوب الأخرى وتسخيرها لخدمتهم كحق طبيعي لهم .
والمعروف تفاخر القبائل العربية بأنسابها وأحسابها منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا , وشعورها بالأفضلية على ما سواها . جاء الدين الإسلامي لتوحيد الناس ، وأن لا فرق بينهم سوى بالتقوى. عادت العنصرية العربية في زمن الدولة الأموية بتمييز العرب باستلام المناصب القيادية، فقد أثارت هذه الفترة حقد أبناء القوميات الغير عربية وبخاصة الفارسية , مما دفعهم إلى بث روح الكراهية للعرب عامة عبر حركة إجتماعية عرفت بالشعوبية .
الشعوبية هي حركة اجتماعية قومية ظهرت بوادرها في العصر الأموي، إلا أنها ظهرت للعيان في بدايات العصر العباسي. وهي حركة من يرون أن لا فضل للعرب على غيرهم من العجم. وقد تصل إلى حد تفضيل العجم على العرب والانتقاص منهم . قال عنها القرطبي هي حركة «تبغض العرب وتفضل العجم» وقال الزمخشري في أساس البلاغة: «وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم». تعرف الموسوعة البريطانية الشعوبية بأنها كل اتجاه مناوئ للعروبة . كان الشعوبيون يسمون حركتهم «حركة التسوية» (التسوية بين حقوقهم وحقوق العرب). ويرى المفكر الإسلامي الإيراني علي شريعتي أن الحركة الشعوبية تحولت تدريجيا من حركة تسوية إلى حركة تفضيل العجم على العرب وعملت عبر ترويج المشاعر القومية وإشاعة اليأس من الإسلام إلى ضرب سلطة الخلافة . كانت النزعة الشعوبية واسعة وقوية بين الفرس لعدة أسباب منها: أنه في عصر الفتوحات الإسلامية، كان الفرس أكثر تحضراً من العرب، وأكثر مدنية، فنما لديهم شعور بالاستعلاء يعمق نزعة التعصب لديهم بعد أن قام المسلمون ممثلون بالعرب بالسيطرة على بلادهم، كما أن الفرس قد دخلوا الإسلام بأعداد هائلة فتشكلت منهم أكثرية عددية بين الموالي . ومما يقوله الفردوسي في «الشاهنامة»: «من شرب لبن الابل وأكل الضب؟ بلغ العرب مبلغاً أن يطمحوا في تاج الملك؟ فتباً لك أيها الزمان وسحقا . يقول الباحث الفارسي ناصر بوربيرار: «كل الحركة الشعوبية هي من صنع اليهود. وقد صنعتها بقايا الساسانيين الذين هربوا إلى خراسان بعد هزيمتهم أمام جيوش المسلمين .
وفي منتصف القرن العشرين ظهرمصطلح الشعوبية الحديثة لتسمية المحاولات الحديثة للقوميات الأخرى, من مواطني البلدان العربية الذين عاشوا في كنف تلك البلدا ن في السراء و الضراء منذ زمن طويل شأنهم شأن الآخرين دون تمييز , وتقلدوا مناصب قيادية رفيعة في الدولة والتنظيمات السياسية والفعاليات الإجتماعية المختلفة بحسب مؤهلاتهم وقدراتهم وتوجهاتهم وإستحقاق كل منهم دون منة من أحد . ولا ننكر هنا تعرض البعض منهم أحيانا إلى التعسف وبعض المضايقات ومصادرة بعض الحقوق من قبل حكومات تلك البلدان , لكن ذلك لم يقتصر عليهم فقط بل كان شاملا لجميع مواطني تلك البلدان دون إستثناء , بحكم طبيعة نظمها السياسية الإستبدادية الشمولية .
يبدو أن حكومات الدول الإستعمارية وقادة الحركة الصهيونية وبعض حكومات الدول الأجنبية المعادية للبلدان العربية وجدت ضالتها بتوظيف ورقة الإقليات الأثنية والدينية والطائفية بوجه تلك الحكومات كلما إقتضت مصالحها ذلك , تارة بدعوى حقوق الأقليات القومية بوصفها مجاميع بشرية مضطهدة , وتارة بدعوى إضطهادها دينيا أو طائفيا , بينما تتمتع هذه الأقليات بحقوق المواطنة الكاملة التي يحسدها عليها الكثير من مواطني تلك البلدان المفترية بحق الكثير من بلداننا العربية ,على الرغم من قساد وتعسف حكومات البلدان العربية تجاه مواطنيها دون إستثناء .
كما نقول أن لا مصلحة لتلك الأقليات بشن حملة شعوبية ظالمة وفبركة شائعات وتوجيه إتهامات باطلة تجاه مواطنيهم العرب الذين عاشوا معهم بود وإحترام , وإستقبلوا الكثير منهم القادمين إليها لاجئين مطرودين من بلدان أخرى .
وقد أثبتت الوقائع والأحداث عدم جدوى الإتكاء على الدول الأجنبية لنيل المطالب المشروعة , إذ سرعان ما تتخلى عنها عندما تقتضي مصالحها ذلك . ولعل تخلي شاه إيران عن دعم التمرد الكردي عام 1975 الذي أدى إلى إنهياره بسرعة البرق, بعد عقد ما عرف بإتفاقية الجزائر بين الحكومة الأيرانية والحكومة العراقية التي نجم عنها خسارة العراق حقوقه التاريخية في شط العرب, بتنازله عن نصف مجرى الشط المحتل أساسا من قبل إيران منذ العام 1969 , إلاّ خير شاهد ودليل , وكذلك فشل مشروع إستفتاء حكومة إقليم كردستان العراق عام 2017 حول تقرير المصير. لتمهيد الإعلان عن إنفصاله لاحقا عن العراق ,عند إنضاج متطلبات ذلك , بسبب عدم تأييد الولايات المتحدة الأمريكية لهذا المشروع , لتعارضه مع مصالحها في المنطقة في ذلك الوقت حيث كانت حكومة الإقليم تعول كثيرا على هذا التأييد .
وفي الختام نقول أن مصلحة الجميع تكمن بتضامن القوى الوطنية المتطلعة إلى الحرية والديمقراطية والعيش الآمن الكريم لجميع الناس دون إنتقاص لكرامة أو مساس بحقوق أي منها , بالنضال المشترك ضد كل أشكال التفرقة والإضهاد العرقي أو الديني أو الطائفي , والدعوة لبناء مجتمعات مدنية حرة يتمتع فيها الناس بحياة كريمة وعيش رغيد وأمن وأمان , ونبذ كل أشكال الخطاب السياسي المحرض على العنف والحقد والكراهية , وتفتيت الأوطان التي لا تخدم سوى المستعمرين ومثيري الفتن وتجار السلاح . تبا لكل حاقد لئيم .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقوق تنتزع ولا تعطى
- شيطنة المقاومة الفلسطينية ... لمصلحة من ؟
- القضية الفلسطينية ... قراءة واقعية
- صفقة القرن ... تهجير سكان غزة
- أحزاب سياسية أم إقطاعيات عائلية ؟
- تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني
- أمراض سياسية عربية مزمنة .. لكنها ليست مستعصية
- يا للعار ...أنهم يتراقصون على أشلاء الشهداء
- غزة تستصرخ ضمائركم
- الحق الفلسطيني ثابت لن يسقط بالتقادم أبدا
- القضية الفلسطينية ... قراءة تأريخية موضوعية
- الوظيفة الحكومية ... تسلط أم خدمة
- حديث عراقي في الحسب والنسب العشائري
- سكان جنوب العراق... ملح حضاراته وزادها
- آه يا وطن ... كم سفكت بإسمك دماء ؟
- البحوث العلمية ... مفتاح التنمية المستدامة
- مشروع الدولة الكردية ... بين الواقعية والمأمول
- عبد الكريم قاسم في الميزان
- العلاقات العراقية الكويتية... قراءة تأريخية
- العلاقات الدولية في عالم متغير


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - الشعوبية تبعث من جديد