أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - يا للعار ...أنهم يتراقصون على أشلاء الشهداء















المزيد.....

يا للعار ...أنهم يتراقصون على أشلاء الشهداء


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 7791 - 2023 / 11 / 10 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة مثل شعبي يتداوله الناس في العراق مفاده أن الحياء نقطة .. إن سقطت فلن تعود , والمعنى هنا أن حياء الإنسان كنقطة ماء إن سقطت لا يمكن إسترجاعها أبدا, أي أن الإنسان يصبح بدون حياء وبإمكانه فعل ما يشاء دون خجل أو واعز من ضمير, أي بدون أخلاق حيث يصبح فاقدا للشرف والمروءة . وهذا ما نشاهده ألان في الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر منذ عقود , مواقف مخجلة ومشينة من قادة الدول الغربية ومن بعض الإعلاميين , ومن بعض من يتعاطون السياسة بصفة منظرين ومحللين ستراتيجيين, لمعطيات ونتائج الغزو الصهيوني الغاشم لقطاع غزة الصابر المرابط , هذا الغزو الوحشي المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف شمال الأطلسي, وبإشراف ميداني مباشر من قادتها الذين يتواجد بعضهم في أرض المعركة, وكأن بلدانهم تواجه حربا عظمى تهدد كيانها ومصالحها , وليس حربا عدوانية يشنها الجيش الإسرائيلي الذي يعد أقوى الجيوش في منطقة الشرق الأوسط , بحسب تصنيفاتهم,وبأنه الجيش المعجزة الذي لا يقهر بحسب وصفهم , وأحد أقوى الجيوش في العالم الذي زودته دولهم بأعتى الأسلحة وأكثرها فتكا وتدميرا ,بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا ,ومنها الأسلحة النووية التي لم تكن خاضعة يوما للرقابة والتفتيش الدولي , كما يقتضي ذلك قانونهم الدولي أسوة بدول العالم أجمع ,غير آبهين بأمن المنطقة وأمن العالم أجمع, بينما شنوا حربا ظالمة على العراق وغزوه وإحتلوه عام 2003, بدعاوى زائفة بإمتلاكه أسلحة دمار شامل ثبت للقاصي والداني كذبهم وزيف دعاواهم , فضلا عن بوارجهم الحربية الراسية قبالة ساحل غزة التي يهددون بها دول المنطقة ويحذرونها من تقديم أي عون لحركة المقاومة الفلسطينية التي إنفردوا بها , وإمدادات العتاد والأسلحة المتواصلة إلى إسرائيل , وتسخير وكالاتهم الإستخباراتية والتجسسية لصالح إسرائيل , ومشاركة كبار قادتهم العسكريين بالخطط العسكرية العدوانية الأسرائيلية وإشرافهم الميداني المباشر على تنفيذها , وتلويح إسرائيل بضرب قطاع غزة بالقنابل النووية لمحوه من الوجود,متخذين من الولايات المتحدة الأمريكية قدوة , بإسقاطها قنابلها الذرية في منتصف عقد الأربعينيات من القرن المنصرم على مدينتي هيروشيما وناغازاكي وتدميرهما بالكامل , عندما عجزت عن مواجهة اليابان عسكريا . بينما يعرفون جيدا أن قطاع غزة لا يملك جيشا بل بضعة مئات من المدافعين عن بلدهم وقضيته العادلة بحق تقرير مصير شعبهم وإقامة دولته الفلسطينية الحرة.
جندوا جميع وكالات المخابرات وشبكات التجسس بما يخدم مصالحهم وأهدافهم الشريرة لخلط الأوراق وتزييف الحقائق وبلبلة الرأي العام , حيث أصبح الجناة أبطالا ودعاة حق دفاعا عن أنفسهم وأوطانهم, وايديهم ملطخة بدماء الأبرياء العزل من أطفال ونساء وعجزة ومرضى ,وهدم منازلهم بساكنيها وتهجيرهم عراة حفاة جائعين تائهين في بلاد الله الواسعة ,يتوسدين الأرض ويلتحفون السماء دون مأوى , , فهل يعقل أن يوصف الذئب المفترس حملا ,بدعوى حق الدفاع عن النفس كما يروج لذلك دهاقنة المستعمرين وجوقهم الإعلامي ,ممن لا ذمة لهم ولا ضمير, ويصبح الحمل الوديع ممن لا حول ولا قوة له مفترسا بينما هو تقطع أوصاله , ولا تلوح ثمة بارقة أمل بالخلاص من المأساة التي فرضت عليهم .
ولم يكتفوا بذلك بل أنهم حركوا طابورهم الخامس من حملة الجنسية العربية , في بعض وسائل الإعلام وعبر منصات التواصل الإجتماعي , لبث الأخبار المفبركة عن سير المعارك في مناطق القتال في قطاع غزة وفي الضفة الغربية , بهدف تلميع صورة الجنود الصهاينة ومدى حرصهم على الإلتزام بقواعد الحرب وتجنيب المدنيين ويلات الحرب , بينما يعلن الصهاينة أنفسهم أن هدف غزوهم, تدمير غزة بكاملها بحيث لا تقوم لسكانها أية قائمة , ولا ينجو من غزوهم حجر أو بشر . ولعل الشيئ المضحك المبكي أن يدعي أحد الإعلاميين الجهابذة من حملة الجنسية المصرية , أن مسؤولية المجازر التي إرتكبتها القوات الصهيونية في غزة , تقع على عاتق حركة المقاومة الفلسطينية , لعدم قيامها بتوفير الملاجئ الكافية لإيواء سكان غزة وحمايتهم من القصف الصهيوني , بدلا من محاسبة الصهاينة الغزاة بإستهدافهم التجمعات السكنية والمستشفيات والمراكز الصحية و سيارات إسعاف الجرحى دون أية مراعاة لقواعد الحرب , ذلك أنهم بعتبرون قطاع غزو بكل ما فيه من نساء ورجال , صغارا كانوا أم كبارا , أهدافا عسكرية مشروعة لهم بحسب عقيدتهم الصهيونية العنصرية في إطار سياسة الأرض المحروقة التي لا تبقي حجرا أو بشرا . فعلى من يريد هذا الإعلامي الخبل تسويق بضاعته الأمريكية الصهيونية الفاسدة . وتستضيف إحدى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية , إعلامية أمريكية من أصول عراقية كانت تتغنى بالأمس بأمجاد العراق في حربه مع إيران في عقد الثمانينيات من القرن المنصرم , تقول أنها جاءت بزيارة لإسرائيل لدعم الشعب اليهودي المهدد من الإرهابيين الفلسطينيين . فسبحان الله كيف تحول الضحية الفلسطيني القابع في داره والذي تعرض لغزو إسرائيلي غاشم لا يرحم طفلا في مدرسته أو شيخا في داره أو مريضا في مستشفى , ليصبح إرهابيا يهدد الشعب اليهودي بنظر هذه الإعلامية الفذة . أي إسفاف وإنحدار أخلاقي هذا الذي إنحدرت إليه هذه الإعلامية , تجاه وطنها وناسه الذين عاشت وترعرعت بينهم سنيين طويلة .
ولم يكتفوا بآلتهم الإعلامية الضخمة لتشويه الحقائق عبر فبركة الأخبار المزيفة , بل أنهم أوعزوا لطابورهم الخامس بالتحرك ببث الشائعات لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتحميلها ما يحصل في فلسطين من مجازر بحق المدنيين وتهجيرهم من منازلهم , وكأن فلسطين وأراضيها المحتلة كانت تعيش براحة وسعادة وآمان , بينما يشاهد العالم أجمع عبر شاشات التلفاز الجرائم التي يرتكبها الصهاينة المستوطنون يوميا في القدس وجنين وبيت لحم وبقية مدن وقرى الضفة الغربية على مدى سنيين طويلة , بحق المدنيين الفلسطينيين تحت حراب قوات الإحتلال الصهيوني ورعاية حكومته ,بهف إفراغ الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين في إطار إستكمال تهويدها عبر بناء المستعمرات الصهيونية , لإيواء المزيد من المهاجرين الصهاينة القادمين من أرجاء العالم المختلفة ,ضمن برامج إسرائيل التوسعي بتشجيع هجرة اليهود وتقديم المساعدات اللازمة لهم من معيشة وعمل ومسكن . وسعي الحكومة الإسرائيلية لتغيير معالم الضفة الغربية الفلسطينية وضمها إلى دولتها الإسرائيلية , لإجهاض مشروع قيام الدولة الفلسطينية الذي تعهدت به بإتفاقيات أوسلو المعقودة بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينة عام 1993 تحت رعاية الولايات المتحدة .
وبدلا من أن يتوحد العرب شعوبا وحكومات لمواجهة الخطر الصهيوني الذي لا يهدد فلسطين فقط , بل يتعداه لعموم بلدانهم طبقا للمشروع الصهيوني التوسعي, نراهم ما زالوا مشغولين بصراعاتهم الجانبية المتعلقة بالنفوذ والثروة , بل ذهب البعض منهم بالإصطفاف مع العدو جهارا نهارا دون حياء ,إذ راح يوجه اللوم لحركة المقاومة الفلسطينية التي ما إنفكت تصارع العدو الصهيوني الغاصب لوطنها ,بمفردها دون ناصر أو نصير , إللهم سوى الدعوات لرب العالمين بالنصر المبين على ألأعداء , بينما يدعوهم رب العالمين إلى حشد قواهم عدة وعتادا لمواجهة المعتدين لصيانة حرمة أوطانهم من كل معتد أثيم , ويتمنى بعضهم لو أن حركة المقاومة الفلسطينية, قد إختفت من الوجود لينعموا هم في حياتهم العبثية الباذخة . أما الحكام العرب فقد أرحوا ضمائرهم بإلقاء خطابات رنانة فارغة من أي مضمون يمكن أن يساعد في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المشروعة في أرضه ووطنه , وكأنهم يتبارون بخطبهم في مهرجان خطابي لمنحهم جائزة أفضل خطيب , وبالفعل فقد تباهت بعض وسائل إعلام إحدى هذه الدول بأن خطاب رئيسها كان خطابا مؤثرا , دون أن توضح كيفية هذا التأثير وتحديد الجهة أو الجهات التي أثر فيها الخطاب وما نجم عنه من نتائج لصالح القضية الفلسطينية .
وإنشغل المثقفون وبعض رجال الفكر العرب بمساجلات جانبية ,بتبادل الإتهامات حول طبيعة الصراع العربي الصهيوني ودوافعه ومحركاته , والتشكيك بمواقف بعض الدول المساندة لحركة المقاومة الفلسطينة بالعدة والعتاد ,من منطلقات دينية وطائفية وصراعات عبثية تخوضها بلدانهم وإسقاط إفرازاتها على القضية الفلسطينية , التي تستلزم منهم جميعا توحيد الخطاب وتنحية الصراعات الجانبية وكل ما يعوق حركة المقاومة الفلسطينية ويحد من زخمها .لعل من المفيد ن نشير هنا إلى ما كان يردده الزعيم المصري رائد القومية العربية الرئيس جمال عبد الناصر , من أنه لا يتردد بقبول المساعدات من الشيطان لو كان ذلك يصب في المصلحة الوطنية . والأدهى من كل ذلك أن حركات المقاومة الفلسطينية ومنظماتها السياسية في هذه الظروف العصبية التي تمربها القضية الفلسطينية وشراسة عدوهم الصهيوني المدعوم من قبل أعتى دول الشر في العالم , ما زالت هذه المنظمات تعاني من والتشرذم والإنقسام وفقدان وحدة القرار السياسي , بخلاف عدوهم الصهيوني الذي نحت أحزابه خلافاتها وصراعاتها الجانبية ورصت صفوفها خلف قواتها المسلحة وعملياتها الحربية في قطاع غزة والضفة الغربية .
وقع البعض ضحية ما تروجه بعض منصات التواصل الإجتماعي من تصريحات وتقارير منسوبة لبعض المسؤولين في هذه الدولة العربية أو تلك , وقيامهم بترويجها دون التأكد من صحة مصادرها . ويرجح أن الكثير من هذه التقارير مفبركة من المخابرات الصهيونية , بهدف إثارة البلبلة والشك والريبة والإنقسام في المجتمعات العربية , وصرف نظرها عما يجري من مجازر في فلسطين على أيدى القوات الصهيونية , وإشغالها في مهاترات وتبادل التهم فيما بينها . يا للعار ينشغل البعض بتفاهاته ويرقص أعداء أمتنا على أشلاء الشهداء ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم على فلسطين .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تستصرخ ضمائركم
- الحق الفلسطيني ثابت لن يسقط بالتقادم أبدا
- القضية الفلسطينية ... قراءة تأريخية موضوعية
- الوظيفة الحكومية ... تسلط أم خدمة
- حديث عراقي في الحسب والنسب العشائري
- سكان جنوب العراق... ملح حضاراته وزادها
- آه يا وطن ... كم سفكت بإسمك دماء ؟
- البحوث العلمية ... مفتاح التنمية المستدامة
- مشروع الدولة الكردية ... بين الواقعية والمأمول
- عبد الكريم قاسم في الميزان
- العلاقات العراقية الكويتية... قراءة تأريخية
- العلاقات الدولية في عالم متغير
- ضحايا الإرهاب الدولي ... جردة حساب
- إستحداث مجلس العلوم والتكنولوجيا ... ضرورة وطنية
- المجمع العلمي العراقي ... وقفة مراجعة وتقويم
- أحزاب سياسية بنكهة دينية
- الجاليات المسلمة المغتربة ...وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا
- الجاليات العربية المغتربة ... وموجة التحولات الإجتماعية الجد ...
- العراق سوء طالع ..أم سوء إدارة
- العراق ... لمحة تاريخية إستذكارية


المزيد.....




- مهاجمة وزير خارجية إسرائيل لأردوغان يثير تفاعلا بعد إعلان تر ...
- بالصور.. أمطار دبي بعد أسبوعين على الفيضانات
- روسيا تقصف أوديسا بصاروخ باليستي.. حريق ضخم وعشرات الجرحى
- ما علاقة الغضب بزيادة خطر الوفاة؟
- تعاون روسي هندي مشترك لتطوير مشروع القطب الشمالي
- مستشار أوربان يشرح طريقة كسب -صداقة- الولايات المتحدة
- البنتاغون: قوات روسية تتواجد في قاعدة واحدة مع عسكريين أمريك ...
- أكبر جامعة في المكسيك تنضم للاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلس ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.05.2024/ ...
- -لم أمنح الوقت للرد-.. سبيسي يهاجم فيلما جديدا عن -اعتداءاته ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - يا للعار ...أنهم يتراقصون على أشلاء الشهداء