أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - آه يا وطن ... كم سفكت بإسمك دماء ؟














المزيد.....

آه يا وطن ... كم سفكت بإسمك دماء ؟


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 7732 - 2023 / 9 / 12 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آه يا وطن ,كم زهقت نفوس بريئة في مقتبل عمرها, وسفكت دماء طاهرة ,وترملت نساء وتيتم أطفال في عمر الزهور , وهدرت أموال وهدمت صوانع ومدن وأزيلت معالم حضارية شاخصة , وهجرت أقوام وسبيت وأغتصبت نساء , وأستعبدت شعوب مغلوب على أمرها , تحت شعار " نموت ويحيا الوطن " , وتعطلت عجلة البناء والتنمية , لا بل كادت أن تتوقف الحياةسنين طويلة تحت شعار " لا شيئ يعلو فوق صوت المعركة " , وكأن حروبهم ومعاركهم تخص الفقراء والمساكين من شعوبهم وحدهم , بينما ينحصر دور من يوصفون أنفسهم بقادة البلاد , بزج شعوبهم في آتون حروب في الأغلب لا ناقة لها فيها ولا جمل , لهم الغنائم وللمساكين (وقود حروبهم ) الموت والهلاك,و"كاسك يا وطن "على رأي الممثل السوري القدير دريد لحام , فأية قسمة ضيزي هذه يا ترى .
وللأسف هذه حال بلادنا على مدى عقود خاضت فيها حروبا عبثية , لا يعلم أحد متى ستكون نهايتها , حيث لم نحصد منها سوى المزيد من النكبات والويلات وهدر الثروات وإزهاق الأورواح وتعطيل عجلة الحياة , بينما تشهد شعوب الأرض قاطبة إستقرارا وتحقق إزدهارا وتقدما , بإمتلاكها ناصية العلم وحلقات التكنولوجيا المتقدمة , وتوظيفها لمصلحة تنمية بلدانها في عالم يشتد فيه التنافس العلمي والتقني والإقتصادي في جميع مجالات الحياة , حيث لا مكان فيه للضعفاء والكسالى والمتقاعسين والعاجزين عن مواكبة ركب الحضارة والتقدم العلمي المتسارع , فالبقاء في الطبيعة دوما ومنذ الأزل للأقوى , والأقوى في عالم اليوم هو من يمتلك ناصية العلم والتكنولوجيا , ذلك أن العلم والتكنولوجيا هما مصدرا القوة والثروة والتأثير في مسارات الحياة المختلفة والعلاقات بين الدول .
وللأسف ما زالت شعوبنا العربية تغط في سبات عميق طال أمده , بخلاف حال شعوب البلدان النامية التي كانت أكثر تخلفا من بلداننا قبل بضعة عقود خلت , حيث إستفاقت هذه الشعوب من نومها ونفضت عن كاهلها غبار الخلف , وتسلحت بسلاح العلم والحكمة والمعرفة بعد أن تخلصت من كل أشكال الخرافات والأساطير التي أوهومها بها كي لا تستيقظ من نومها , ليجعلوا منها بقرة حلوب لهم . والأمثلة هنا كثيرة , يكفي هنا أن نشير إلى ما حققته الصين في بضعة عقود لتصبح ندا قويا منافسا للولايات المتحدة الأمريكية التي توصف بالقوة الأعظم في العالم , ومن المتوقع أن تتخطاها في وقت ليس بعيدا , وكذا الحال بالنسبة للهند التي كانت تعاني من الجوع حتى وقت قريب , لتصبح الآن دولة صناعية وإقتصادية كبرى , ودول آسيوية أخرى كثيرة مثل سنغافورة وماليزيا وفيتنام وكوريا وغيرها . وهنا تحضرني مقولة منسوبة لرئيس الوزراء الماليزي الأسبق الدكتور محمد ماهتير : "عندما أردنا الإسلام توجهنا نحو الكعبة المشرفة , وعندما أردنا العلم والتكنولوجيا توجهنا نحو الغرب" . وهنا نقول أن البلدان تبنى بتوظيف العلوم والتكنولوجيا , والأخلاق ترسى بتعاليم الأديان , وتلك هي الموازنة الدقيقة بين العلم والإيمان في بناء الأوطان بموضوعية ودون تزمت والتجربة الماليزية خير دليل وبرهان لمن يساوره الشك بذلك .
وماذا فعلت بلداننا العربية , إنها لم تقدر قيمة العلم والمعرفة حق قدرها ,ولم توليه ما يستحق من إهتمام بتنشئة أجيال مشبعة بالعلوم والمعرفة والتكنولوجيا , وعدم تشجيع العلماء والمبدعين والمبتكرين والمفكرين التنوريين , للإسهام بتحقيق نهضة علمية يمكن أن تنقلها إلى مصاف الدول المتقدمة علميا وحضاريا , بدل أن تكون مستهلكة للنتاج العلمي الأجنبي دون أن تكون لها إسهامات علمية تذكر , ومهمشة حضاريا . وبدلا من ذلك راحث تكثر الحديث عن أمجاد علمية وإنجازات حضارية غابرة , في محاولة بائسة لتغطية عجزها عن مواكبة التطورات العلمية والإنجازات الحضارية التي يشهدها عالمنا المعاصر . بل ذهب البعض أبعد من ذلك بإثارة كل أحقاد الماضي بنبش العنعنات الطائفية والأثنية التي لا يخلو تاريخ أي بلد من بلدان العالم منها , وقد تجاوزتها منذ أمد بعيد , بهدف زعزعة أمن وإستقرار بلدانها , وصرف أنظارها عن واقعها المرير , وتبديد قدراتها وطاقاتها في صراعات عبثية لا طائل منها , بدلا من بناء بلدانها بناءا علميا متينا ومزدهرا حضاريا ينعم بخيرات بلاده بتوظيف معطيات العلوم والتكنولوجيا الحديثة أسوة ببلدان العالم الأخرى .
ومرة أخرى يتباكون على الوطن والمواطن . وهنا نتساءل عن أي وطن يقصدون ؟ , فالوطن ليس وثنا يعبد وتقدم له الأضحية والنذور والقرابين , وتسفك دماء الناس بدعوى الحفاظ على حياض الوطن وأمنه , بينما هم يقصدون الحفاظ على سلطتهم وتعسفهم وإمتيازاتهم وتحكمهم برقاب الناس إلى يوم يبعثون . الوطن كما يصفه سيد البلاغة الإمام الخالد علي بن أبي طالب (ع) : " الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن" , بمعنى أن الوطن هو المكان الذي يتوفر فيه العيش الكريم للإنسان دون خوف أو وجل , وليس المكان الذي يستعبد فيه ويساق إلى الحروب التي لا ناقة له فيها ولا جمل , بل لأشباع غرور الحكام وتوسيع ملكهم والتحكم بمصير الآخرين . وإذا كانت هذه الحروب كما يصفوها بالحروب الوطنية ( وهي ليست كذلك بمعظمها ) , أما كان الأجدى بهؤلاء الحكام أن يكون وأولادهم في مقدمة جيوش بلدانهم بدلا من الإحتماء بقصورهم المحصنة . أقول ذلك من واقع حال مرير عشته شخصيا في العراق على مدى أكثر من ثلاثة عقود , شهد العراق خلالها حروبا خارجية وصراعات داخلية دامية راح ضحيتها آلاف العراقيين وقودا لها , يندر أن تجد بينهم كبار رجال السلطة , من خاض غمارها وإحترق بنيرانها , فذلك من نصيب الفقراء والمساكين .
أن ما أردنا قوله هنا , أن الوطن ليس مجرد كيان مادي من أرض وماء وسماء فحسب , بل عيش كريم وأمن وأمان دون خوف أو وجل ,وتقاسم عادل للثروات بحيث يكون لكل مجتهد نصيب .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحوث العلمية ... مفتاح التنمية المستدامة
- مشروع الدولة الكردية ... بين الواقعية والمأمول
- عبد الكريم قاسم في الميزان
- العلاقات العراقية الكويتية... قراءة تأريخية
- العلاقات الدولية في عالم متغير
- ضحايا الإرهاب الدولي ... جردة حساب
- إستحداث مجلس العلوم والتكنولوجيا ... ضرورة وطنية
- المجمع العلمي العراقي ... وقفة مراجعة وتقويم
- أحزاب سياسية بنكهة دينية
- الجاليات المسلمة المغتربة ...وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا
- الجاليات العربية المغتربة ... وموجة التحولات الإجتماعية الجد ...
- العراق سوء طالع ..أم سوء إدارة
- العراق ... لمحة تاريخية إستذكارية
- المصالحات العربية ... صحوة وعي أم إستراحة مقاتل ؟
- التعليم العالي وبناء مهارات العمل
- بعض مساعي تطوير قطاع التعليم العالي ... بين الواقع والمأمول
- إستقلالية الجامعات بين الوهم والحقيقة
- بعض خصائص العراق الفريدة
- تنويع مصادر الدخل القومي والناتج المحلي .... ضرورة وطنية
- البصرة وجامعتها المعطاء ... تحية حب وتقدير


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - آه يا وطن ... كم سفكت بإسمك دماء ؟