أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - المصالحات العربية ... صحوة وعي أم إستراحة مقاتل ؟















المزيد.....

المصالحات العربية ... صحوة وعي أم إستراحة مقاتل ؟


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 7634 - 2023 / 6 / 6 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناقلت وسائل الإعلام المختلفة عن إجتماعات عربية وأقليمية بين دول عربية ودول إقليمية متخاصمة مع بعضها البعض منذ سنين طويلة , وبعضها كانت ساعية بالمال والسلاح لإسقاط حكومات خصومها, وإستبدال نظمها السياسية بما يتماشى مع مصالحها ومصالح دول كبرى بعينها , وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية . بدأت هذه المصالحات بتطبيع العلاقات بين العدوين اللدودين , الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية , قطبي التجاذب الديني والطائفي في المنطقة , بتبادل الزيارات واللقاءات بين مسؤولي البلدين , وصولا إلى إعادة فتح سفارتيهما كل في البلد الآخر , الأمر الذي مهد الطريق لإذابة الجليد والمصالحة بين الدول الأخرى المتخاصمة فيما بينها والمحسوبة على هذا الطرف أو ذاك .
كان أبرز هذه المصالحات عودة الجمهورية العربية السورية العضو المؤسس لجامعة الدول العربية عام 1945 التي لم يتجاوز عدد أعضاؤها يومذاك سبعة أعضاء : ( مصر , العراق , سورية , لبنان , الأردن , اليمن , المملكة العربية السعودية ) , ليصبح عددها الآن (22) عضوا . وتجدر الإشارة هنا إلى إن إسقاط عضوية سورية في الجامعة العربية كان تلبية لرغبة دول الخليج العربي وفي مقدمتها إمارة قطر في سابقة عربية خطيرة , وخلافا لميثاق جامعة الدول العربية الذي يقضي إجماعا عربيا في مثل هكذا قرارات , وهو أمر لم يحصل حيث لم تكن الجزائر موافقة على هذا القرار , لكن صوت المال الخليجي كان أقوى من صوت الحكمة السياسية الجزائرية التي تقتضيها هكذا قرارات . وتشاء الأقدار أن تطرد قطر العابثة بالأمن السوري من مجلس تعاون دول الخليج العربي , الذي يضم دول الخليج العربية والمملكة العربية السعودية في وقت لاحق, بتهمة خروجها عن الإجماع الخليجي , لتعود لاحقا لعضوية المجلس بوساطة أمريكية .
وبعد عجز المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من حسم الوضع السياسي في اليمن لمصلحتها , برغم ما قدمته من مال وسلاح لبعض أطراف الصراع اليمني , وجدت نفسها مضطرة للخروج من هذا المستنقع الذي وضعت نفسها فيه , عبر تسوية سياسية تضمن وحدة اليمن وإستقراره بالقدر المستطاع . وهكذا تثبت اليمن للمرة الألف بأنها عصية على كل الغزاة عبر التاريخ مهما عظم شأنهم وإزدادت غطرستهم .
إلاّ أن ثمة نزاعات إقليمية أخرى ما زالت عالقة بين بعض الدول العربية , أبرزها نزاع الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريا , ونزاعات وصراعات داخلية حادة تهدد وحدة بلدانها وتفتح شهية الدول الأجنبية لإبتلاع ثرواتها , ما زالت تعاني منها بعض الدول العربية كما هو الحال في ليبيا الربيع العربي الذي إحترق فيها الأخضر واليابس , وكذا الحال في السودان الذي يشهد حاليا حربا ضروسا بين الجيش السوداني وما يعرف بقوات الردع السريع . ولم تنفع هذه الدول محاولاتها التطبيعية البائسة مع الكيان الصهيوني الغاصب لحقوق الشعب الفلسطيني , والتي توهم أصحابها أنهم بهذا التطبيع سينالون رضا لكيان الغاصب, ليكون شفيعا لهم لدى الإدارات الأمريكية , بقبول نظمهم الياسية المهاهلة
تبعتها مصالحات بين بعض الدول العربية والدول الإقليمية , المتمثلة بالمصالحة بين تركيا رجب طيب أوردغان ومصر عبد الفتاح السيسي , وبين مصر السيسي وجمهورية إيران الإسلامية , والأهم من ذلك التواصل بين حكومة رجب طيب أوردغان وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد والزيارات المتبادلة بين وفود حكومية فيما بينهما .
وهنا نتساءل هل تمت كل هذه المصالحات بهذا التوقيت بمحض الصدفة أم بفعل فاعل من وراء الستار ؟, وإن كنا نعتقد أن لا مصادفات في عالم السياسة , فإن لم تكن صدفة , فمن هو يا ترى المحرك لها ومن هو المستفيد منها ؟ الله أعلم . وقد يرى البعض أنها صحوة وعي وإدراك هذه الدول المخاطر التي قد تتعرض لها في حالة إستمرار القطيعة والنزاعات التي لا طائل منها , ولعل الأفضل لها لم الشمل والخروج بصيغة لا غالب ولا مغلوب ورحم الله من راح ضحية طيش حكامهم في صراعاتهم العبثية . وقد يرى آخرون أنها مجرد إستراحة مقاتلين لإلتقاط الأنفاس ومراجعة خططهم العبثية لجولات قادمة يمنون فيها أنفسهم بالنصر .
ولعل البعض يستذكر حرب داحس والغبراء التي تشير إليها بعض الروايات التاريخية بعبثيتها المفرطة , داحس والغبراء هما اسما فرسين، فقد كان داحس حصاناً لا يُشقّ له غبار، وكانت الغبراء فرساً لا يُشقّ لها غبار، وهما من خيول قيس بن زهير العبسي الغطفاني، كان سبب الحرب هو سلب قافلة حجاج للمناذرة تحت حماية الذبيانيين، مما سبب غضب النعمان بن المنذر وأوعز بحماية القوافل قيس بن زهير من عبس مقابل عطايا وشروط اشترطها ابن زهير ووافق النعمان عليها، مما سبب الغيرة لدى بنى ذبيان، فخرج حذيفة مع مستشاره وأخيه حمل بن بدر وبعضا من أتباعه لمقابلة ابن زهير، وتصادف أن كان يوم سباق للفرس. اتفق قيس وحذيفة على رهان على حراسة قوافل النعمان لمن يسبق من الفرسين .كانت المسافة كبيرة تستغرق عدة أيام تقطع خلالها شعب صحراوية وغابات، أوعز حمل بن بدر من ذبيان لنفر من أتباعه يختبئوا في تلك الشعاب قائلا لهم: إذا وجدتم داحس متقدما على الغبراء في السباق فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء فلما فعلوا تقدمت الغبراء. حينما تكشف الأمر بعد ذلك اشتعلت الحرب بين عبس وذبيان .
دامت تلك الحرب أربعين سنة واشتركت فيها العديد من القبائل العربية بصف بني ذبيان مثل قبيلة طيئ وهوازن التي كان لها ثأر لإغارة عبس عليهم لاعتقاد عبس بأنهم سبب مقتل زعيمهم زهير ومن قبله ابنه شأس بن زهير، وهي الحرب التي أظهرت قدرات عنترة بن شداد القتالية، ومات فيها عن عمر جاوز الثمانين عاما إثر سهم مسوم أطلقة فارس يدعى الليث الرهيص، كان قد عماه عنترة في تلك الحرب وانتهت الحرب بهزيمة عبس وانقضاء سطوتهم على يد جيش حذيفة بن بدر الذي دخل ديار عبس بعد هروب قيس بن زهير زعيمهم، وخروج معظم جيش عبس في حراسة قافلة للنعمان بن المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة بمئة جندي وترك على أبوابها جيشا قوامه خمسة آلاف فارس. مات في هذه الحرب عروة بن الورد وعنترة بن شداد وحمل بن بدر وعمرو بن مالك ومالك بن زهير، انتهت الحرب بعد قيام شريفين هما الحارث بن عوف المري وهرم بن سنان المرّيّان الذبيانيان فأديا من مالهما ديات القتلى الذين فضلوا بعد إحصاء قتلى الحيين وأطفآ بذلك نار الحرب، وقد مدح زهير بن أبي سلمى هذا الفعل في معلقته .
وكأن بعض الدول العربية تستعيد يحروبها العبثية التي إحترق فيها اليابس والأخضر , حرب داعس والغبراء بوعي أو دون وعي منها . فهل يا ترى أن صراعات العرب اليوم وصراعاتهم كحرب داحس والغبراء ستدوم أربعين سنة أخرى أو أكثر , لأسباب تافهة كما فعل أجدادهم سابقا أم أن صوت العقل والمنطق والحكمة سيعلو فوق صوت النزوات والعصبيات المقيتة .ولعل ما قام به الشريفان الحارث بن عوف المري وهرم بن سنان المرّيّان الذبيانيان الذين أديا من مالهما ديات القتلى وأطفآ بذلك نار الحرب , أن يتخذ العرب اليوم منهما قدوة لحسم خلافاتهم التي لا معنى لها .ويحدونا الأمل أن لا تكون هذه المصالحات وقفات إستراحة لجولات نزاعات قادمة لا نفع فيها لأي من هذه الدول , واضعين نصب أعينهم مصلحة شعوبهم والحفاظ على أمن وسلامة دول المنطقة والعالم أجمع .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم العالي وبناء مهارات العمل
- بعض مساعي تطوير قطاع التعليم العالي ... بين الواقع والمأمول
- إستقلالية الجامعات بين الوهم والحقيقة
- بعض خصائص العراق الفريدة
- تنويع مصادر الدخل القومي والناتج المحلي .... ضرورة وطنية
- البصرة وجامعتها المعطاء ... تحية حب وتقدير
- إصلاح النظام السياسي في العراق ... ضرورة وطنية
- البصرة... مع كل الحب والتقدير
- بطولة خليجي 25 وأشياء أخرى
- متى يتصالح العراقيون مع أنفسهم ؟
- كيف ضاعت حقوق العراق وتكبد خسائر فادحة ؟
- العراق حقل تجارب مشاريع سياسية فاشلة ؟
- الفيدرالية ... لتفتيت العراق أم لضمان وحدته ؟
- لماذا اخفقت الحركات السياسية العربية الثورية بإدارة بلدانها ...
- القادسية... معركة مفصلية في تاريخ العراق
- بعض متاهات الحزب الشيوعي العراقي ,,, وقفة إستذكار
- أنسنة العلوم ورعاية العلماء
- الجامعة حرم آمن
- ملاحظات دستورية جديرة بالإهتمام
- وقفة تأمل في رحاب العلم والتكنولوجيا


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - المصالحات العربية ... صحوة وعي أم إستراحة مقاتل ؟