أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - بطولة خليجي 25 وأشياء أخرى















المزيد.....

بطولة خليجي 25 وأشياء أخرى


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 7497 - 2023 / 1 / 20 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى عبر العراقيون عن أصالتهم ووحدتهم وحبهم للعراق مهما إختلفت قومياتهم وأديانهم وطوائفهم , وأكدوا أنهم بناة حضارة وعشاق حياة ,يعم فيها الفرح وينعم فيها الجميع بألأمن والآمان . وما حسن تنظيمهم لبطولة خليجي 25 لكرة القدم في مدينة البصرة الفيحاء بأبهى وأروع صورة , وكرم ضيافة أهل البصرة الفيحاء فقيرهم قبل غنيهم , وفتح بيوتهم لجميع الوافدين من دول الخليج العربي الذي أذهلهم , حيث لم تشهد أية بطولة سابقة مثيلا لذلك الكرم والعطاء اللامحدود , إلاّ دليلا على نقاوة معدن العراقيين الأصيل , وتساميهم فوق جروحهم وفتح قلوبهم البيضاء لضيوفهم , ومعاملتهم وكأنهم أصحاب الدار ,على مرأى ومسمع وسائل الإعلام المختلفة ,في حالة نادرة قل مثيلها , على الرغم من ضيق حال الكثير منهم وعوزهم , مجسدين بذلك قول الله سبحانه تعالى في الآية (9) من سورة الحشر :
بسم الله الرحمن الرحيم
" وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ". صدق الله العظيم .
ولا نكشف سرا هنا إذا قلنا أن آلاف مؤلفة من سكان مدينة البصرة يعيشون تحت خط الفقر حتى يومنا هذا , وبرغم ذلك فقد وضعوا أنفسهم في خدمة ضيوفهم بكل ما يماكون,إعلاء لشأن العراق وإكراما لضيوفه , كي يبقى شامخا مرفوع الراس بين الدول , وهذا هو ديدن البصريون الشرفاء في كل زمان ومكان .
حاول بعض ضعاف النفوس تعكير أجواء البطولة قبل إنطلاقها , تارة بإثارة ضجة مفتعلة حول مشاركة فنان غنائي عراقي معروف ,بألمشاركة من عدمها في حفل إفتتاح البطولة , وراحوا يتراشقون السباب والشتائم فيما بينهم, ويرجون الأقاويل والشائعات حول حضوره من عدمه . بات حضور هذا الفنان شغلهم الشاغل , متجاهلين الحدث الأساس المتمثل بتنظيم بطولة كرة قدم دورية لدول الخليج العربي ,غاب عنها العراق لأكثر من أربعين عام بسبب الحروب والصراعات التي عاشها العراق خلالها , وبذلك تكتسب إقامتها في العراق الآن أهمية خاصة ,إذ أنها تعني إعادة العراق إلى محيطه العربي , وإرسال رسالة محبة وإطمئنان من العراق إلى كل دول العالم , بأن العراق قد إستعاد عافيته وحيويته وأمنه وإستقراره , وأن أبوابه باتت مشرعة ومفتوحة لجميع الضيوف أعزة كرام في بلاد الرافدين , مهد الحضارة ومهبط الأنبياء والرسل والأولياء من مختلف الأديان .
وما أن هدأت عاصفة حضور من سيغني في إفتتاح البطولة , لتبدأ عاصفة صفراء أخرى تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة , بإحتجاج السفير الإيراني ببغداد على ورود عبارة الخليج العربي على لسان بعض المسؤولين العراقيين عند حديثهم عن البطولة , والمفروض بهم من وجهة نظره تسميته "بالخليج الفارسي" على حد زعمهم . كما تقدم الاتحاد الإيراني لكرة القدم هو الأخر برسالة احتجاج إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب استخدام تسمية "مزيفة للخليج الفارسي" على حد زعمهم، وأكد الاتحاد الإيراني أن رسالته الاحتجاجية قدمها بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والرياضة الإيرانيتين, وجميعها باءت بالفشل إذ لم تلق إهتمام أحد.
إعتقد البعض أن حكومة الجمهورية الإسلامية الحليف القوى المساند للحكومات العراقية التي إنبثقت منذ غزو العراق وإحتلاله عام 2003 وحتى يومنا هذا , ستقف بقوة إلى جانب الحكومة العراقية وسعيها لفك الإختناق المفروض على العراق , بإتاحة فرصة الإنفتاح والتواصل مع أشقائه في دول الخليج العربي , ولو عبر نافذة صغيرة بإستضافة بطولة كرة القدم لدول الخليج العربي " خليجي 25" , وإذا بنا نفاجئ بزوبعة قديمة جديدة حول تسمية الخليج عربيا أم فارسيا , وكأنه يراد بذلك تعكير أجواء البطولة التي إتسمت بالدقة وحسن التنظيم . وربما نفاجئ بزوبعة أخرى بإعتراض إيران على تسمية شط العرب التي تطلق عليه الآن تسميتها الفارسية " أروَند رود أي نهر أروند".
وبالرجوع إلى المصادر التاريخية نجد تسميات مختلفة لهذا الخليج عبر العصور . سماه البابليون والأكاديون: "البحر الجنوبي" أو "البحر السفلي", وسماه الآشوريون "البحر المر", وسماه الرومان في القرن الأول للميلاد " الخليج العربي" , وسماه العرب "خليج البصرة" أو "خليج عمان" أو "خليج البحرين" أو "خليج القطيف, وسماه الفرس "بحر فارس ", وسماه العثمانيون "خليج البصرة ".
ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر .بينما يرى العرب أن اسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم. كما أن ثلثي سواحل الخليج تملكه بلدان عربية، بينما تملك إيران حوالي الثلث فقط. وحتى السواحل الإيرانية ما تزال تقطنها قبائل عربية (رغم طرد الكثير منها بعد الغزو الإيراني) سواء في الشمال (إقليم الأحواز) أو في الجنوب (السواحل إلى الشرق من بندر عباس، حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى احتلتها إيران).
والتسميات بحد ذاتها لا تعني الكثير ولا تعني عائديتها للدول التي تسمى بإسمها , فالمحيط الهندي مثلا لا أحد يدعي أنه هنديا , وكذا الحال بحر الصين فهو ليس صينيا ولا بحر العرب عربيا , بل جميعها ممرات مائية دولية مفتوحة لجميع الدول بموجب قوانين الملاحة الدولية البحرية , ولا يحق لأي دولة الإعتراض أو إعاقة الملاحة الدولية فيها .
وينطبق الشيئ نفسه على الخليج العربي بوصفه ممرا بحريا دوليا لا يحق لأي من الدول المطلة عليه إعتراض أو إعاقة حركة المرور البحرية الدولية فيه . وطالما أن التسمية لا تعني الملكية أو الهيمنة , فلماذا هذا الإصرار الإيراني إلى حد الإستماتة على تسميته الفارسية التي باتت مزعزعة لأمن المنطقة دون مبرر , ذلك أنها تحمل في طياتها مزاعم إيرانية لدى بعض قادتها بعائديتها لبلاد فارس, وبخاصة أنها تدرك أن هذه المزاعم تثير حفيظة الدول العربية , الأمر الذي يدفعها للإستعانة بقوات عسكرية أجنبية لها مصالحها في المنطقة , لحماية أمنها الوطني من هذه التهديدات , مما يعرض أمن المنطقة للخطر ويزعزع أمنها وإستقرارها , ويدفعها لسباق تسلح مجنون .
وليس بعيدا عن الأذهان إحتلال إيران للجزر العربية الثلاث أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبري العائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة , بعد إنسحاب بريطانيا من منطقة الخليج العربي عام 1971 ,وتشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة يومذاك , ورفض إيران عرض الموضوع على محكمة العدل الدولية إن كان لها ثمة حق بضمها ,ودعاوى إيران الباطلة بعائدية البحرين لها , ولم يحسم هذا الأمر إلاّ عبر إستفتاء أجري في البحرين تحت إشراف الأمم المتحدة سنة 1970 م ,صوت فيه البحرينيون أن البحرين دولة عربية خليجية مستقلة , وتكليف شاه إيران في أعقاب الأنسحاب البريطاني من المنطقة في عقد السبعينيات من القرن المنصرم , القيام بدور شرطي الخليج بعد أن زودته الولايات المتحدة الأمريكية بكافة الأسلحة التي جعلت الجيش الإيراني خامس أقوى جيش تسليحا في العالم .
نقول أن إثارة هكذا موضوع الآن أشبه بزوبعة في فنجان لا قيمة لها , ربما سوى محاولة يائسة لسرقة أفراح العراقيين وبهجتهم بعرس مونديال كرة القدم الخليجي المقام في مدينة البصرة الفيحاء, الذي تكلل بنصر عراقي مبين بفوز فريق القدم العراقي فوزا مستحقا بكل جدارة وإقتداربكأس دورة خليجي 25 للمرة الرابعة منذ تأسيسها , وبذلك عمت الفرحة في كل بيت عراقي . بوركت جهود فريق كرة القدم العراقي وطاقم مدربيهم ومساعديهم على كل ما بذلوه لتحقيق هذا الفوز الذي أثلج قلوب العراقيين وأنساهم همومهم ولو لبعض الوقت , كما بوركت كل الجهود الخيرة التي بذلت من قبل كل مسؤول ومواطن لإنجاح هذا العرس العراقي. وفي الختام نقول إذا كانت لعبة رياضية بسيطة مثل كرة القدم قد وحدت العراقيين في العراق وخارجه على قلب واحد,متناسين كل حقد أو ضغينة ولا هم لهم سوى فوز العراق . أليس بإمكان أولي الأمر في البلاد تناسي خلافاتهم وصراعاتهم التي لا تنتهي , والتوجه لتوحيد العراقيين على كلمة سواء خدمة للعباد والبلاد.



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتصالح العراقيون مع أنفسهم ؟
- كيف ضاعت حقوق العراق وتكبد خسائر فادحة ؟
- العراق حقل تجارب مشاريع سياسية فاشلة ؟
- الفيدرالية ... لتفتيت العراق أم لضمان وحدته ؟
- لماذا اخفقت الحركات السياسية العربية الثورية بإدارة بلدانها ...
- القادسية... معركة مفصلية في تاريخ العراق
- بعض متاهات الحزب الشيوعي العراقي ,,, وقفة إستذكار
- أنسنة العلوم ورعاية العلماء
- الجامعة حرم آمن
- ملاحظات دستورية جديرة بالإهتمام
- وقفة تأمل في رحاب العلم والتكنولوجيا
- ذاكرة الأمس ... شهادة ما فوق الدكتوراه
- الديمقراطية في العراق ... تقاسم مغانم أم إدارة دولة ؟
- الإصلاح في العراق يبدأ بإصلاح بنيته السياسية
- بعض منجزات عراق ما بعد عام 2003
- ذاكرة الأمس ... جامعة البصرة ... تداعيات حرب الخليج الثانية
- شهادة للتاريخ ... جامعة البصرة ... تداعيات الحرب العراقية ال ...
- ذاكرة الأمس ... الدراسات المسائية
- شهادة للتاريخ ... مخطط تطوير الجامعة التكنولوجية
- شهادة للتاريخ ... جامعة ذي قار


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - بطولة خليجي 25 وأشياء أخرى