أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد السلام انويكًة - حول باب الجمعة الأثري بتازة .. ؟














المزيد.....

حول باب الجمعة الأثري بتازة .. ؟


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7875 - 2024 / 2 / 2 - 06:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بقدر ما توجد عليه تازة العتيقة من غنى أثري وتعمير بشري، بما فيه ذلك الأثر الذي يعود لزمن ما قبل التاريخ. بقدر ما يسجل حول هذا وذاك من معالم المدينة القائمة، من لبس معرفي فضلا عن صعوبة تحديد بعض مواقعها، ومن هنا ما هناك من حاجة لمعطى تاريخي بنوع من الحقيقة النسبية الى حين، لتكوين فكرة حول ما هو تعمير تاريخي بها، مع أهمية أخذ بعين الاعتبار ما حصل من امتداد مجالي وتمدد للمدينة، ومعه أثر وبصمات من حكم المغرب من كيانات سياسية منذ العصر الوسيط. ولعل من نماذج اللبس المعرفي التاريخي المجالي الذي لا يزال قائما، ذلك الذي يخص مواقع بعض ابواب المدينة وعدد من مخرجات ومدخلات بعض أزقتها ودروبها وفضاءاتها ومعالمها التاريخية الروحية والدفاعية والسياسية. أمر وواقع يجعل مسار تعمير وتوسع المدينة منذ العصر الوسيط وبعض أثاثها العمراني في عدد من مكوناته، بحاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات منها ما هو ذو طبيعة أركيولوجية.
سياق يسجل فيه أن كثيرا من الأمكنة التاريخية بتازة، بقدر ما تبدو عليه من وضوح يخص معالمها في الذاكرة المحلية وفي ما هناك من تداول محلي يهمها، بقدر ما هي بحاجة لسؤال تاريخي رصين مؤسس. ولعل من هذه الأمكنة نذكر بعض أبواب تازة من حيث تدقيق مواقعها الحقيقية، بعد ما حصل عبر زمن المدينة البعيد منه والقريب، من وقائع واحداث وتطورات ومتغيرات مجالية لأغراض معينة فرضتها شروط معينة، آخرها ما شهدته إثر احتلالها من قِبل القوات الاستعمارية الفرنسية في 10 ماي 1914، من تعديل وتغيير واعادة توجيه مجالي لما كان آنذاك من ضرورة امنية، وكذا من فتحات هنا وهناك على مستوى بعض الأسوار المحيطة لأغراض عسكرية داخل المجال العتيق، على حساب إرث المدينة التاريخي المادي، انسجاما مع ما اعتمدته هذه القوات من استراتيجية وخطط لإحكام سيطرتها على أركانها، وخدمة وحماية لعملياتها وتحركاتها وعتادها وسبل تواصلها مع محيطها.
وعليه، ما يطرح من سؤال، حول موقع باب الجمعة الفوقية والتحتية مثلا، والتي تحدثت عنها تقارير السلطات الاستعمارية الفرنسية من خلال ما وضعه وبلغه بعض ضباطها الذين تم تكليفهم بمهمة جمع المعلومة المجالية لأغراض أمنية. وهؤلاء قد يكونوا في أعمالهم اعتمدوا لجمع وتوفير ما طلب منهم، على ما التقطوه من رواية شفوية عن الأهالي فقط، في ظرفية صعبة لم تكن بما يكفي من الثقة والتعاون. وفي هذا الاطار يتبين من الوثائق التي هي عبارة عن صور من الأرشيف الفرنسي، تعود لسنة احتلال تازة ولأول توغل بها من قبل الجنرال الفرنسي بومكًارتن، ما هناك من اشارات ومكونات تخص باباً أول يبدو أنه اندثر من المكان أو تم ردمه، وقد يكون أساسه لا يزال موجودا بنفس المكان وبهذا المدخل الأثري الشرقي لمدينة تازة. ثم هناك باب ثان قد يكون هو الباب الحالي الذي لا يزال قائما وربما هو الباب التحتي، بحسب ربما ما كان متداولا بين الأهالي إبان احتلال المدينة ويظهر أنهما بابان متقاربان وفي مكان واحد. وهو ما أورده هؤلاء بشكل غير دقيق في تقارير أبحاثهم الاستعلامية الأولية من قبيل ما جاء به "كومباردو" مثلا، عندما تحدث عن باب تحتى في الاسفل بعيدا عن باب فوقي في الأعلى. وهنا يحق السؤال اعتمادا الارشيف، هل الباب الأول الذي اندثر عن آخره ولم يعد له أي أثر، كان يرتبط بالسور الأثري المريني المزدوج بالجهة الشرقية للمدينة (نقصد هنا السور الداخلي المريني شرق تازة العتيقة) (باب الجمعة الفوقي ؟)، وهل الباب الثاني في نفس المكان وقد يكون هو باب الجمعة الشهير الحالي (باب الجمعة التحتي ؟)، كان يرتبط بهذا السور المزدوج المريني (نقصد هنا السور الخارجي دائما شرق تازة العتيقة). وهذا ما عرجنا عليه من خلال تساؤلات ذات صلة في مؤلفنا "تازة صفحات من تاريخ مدينة"، الى حين ما ينبغي من دراسات وإنصات أهم وأعمق وأفيد لمجال تازة العتيق، على مستوى عدد من أمكنته العمرانية ذات الطبيعة الاثرية التاريخية.

عضو مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان المغربي بعيون أرشيف المغرب ..
- قبيلة البرانس .. تاريخ وتراث
- حول - ناعورة - وادي جواهر فاس ..
- الذكرى الثمانين لتقديم عريضة الاستقلال بالمغرب ..
- حول قبيلة التسُول بتازة المغرب ..
- ملعب تازة البلدي .. بعض من ذاكرة مكان
- جبل تازة وجبالها الى حين ..
- أرشيف المغرب والاحتفاء بالمليح ..
- من ذاكرة المجتمع المدني التازي ..
- قبيلة غياتة بالمغرب ذلك الجبل ..
- قبيلة غياتة بالمغرب .. بعض من كائن الزمن والمكان والانسان ..
- في رحاب تراث المغرب الأدبي الشعري ..
- قبيلة مكناسة تازة المغرب ..
- تازة : في رحاب ذاكرة وفرجة وأعلام كرة القدم ..
- قبيلة مكناسة تازا بالمغرب الأقصى .. بعض من الزمن
- من زمن وخريطة هزات المغرب الأرضية ..
- الى روح -أحمد قريفلة- شيخ التشكيليين العصاميين المغاربة ..
- تازة : في رحاب بصمات زمن مغرب ما قبل التاريخ ..
- كفان بلغماري بتازة في زمن مغرب ما قبل التاريخ ..
- قبيلة بني وراين ومقاومة الاستعمار زمن الحماية بالمغرب ..


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد السلام انويكًة - حول باب الجمعة الأثري بتازة .. ؟