أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - الى روح -أحمد قريفلة- شيخ التشكيليين العصاميين المغاربة ..














المزيد.....

الى روح -أحمد قريفلة- شيخ التشكيليين العصاميين المغاربة ..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 21:35
المحور: الادب والفن
    


بحركة فنية تشكيلية كانت تازة منذ استقلال البلاد إن لم نقل قبل ذلك بسنوات، وضمن هذه الحركة ما كان بطابع عصامي فطري لبعض علاماتها، ومن ثمة ما كانت عليه المدينة من تدفق وعطاء وايقاع وملتقيات وتجارب، بلغت ما بلغت من صدى وتميز وتنوير وإغناء واضافة وتحف وحس تعبير، فضلا عن تلاقح وهيبة ابداع بلغ دروته وتألقه خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ما ظلت بصماته قائمة مؤثثة لمشهد تازة الثقافي الى عهد قريب. ضمن هذا وذاك من الذاكرة المحلية الفنية التشكيلية التي كانت بما كانت عليه من وقع ابداعي، ليس فقط داخل البلاد إنما ايضا في علاقته بما هو وطني وعربي ودولي من خلال عدد من التجارب والأسماء.
ويسجل أنه بقدر ما كانت تازة وعاء فنيا تشكيليا متميزا ببصمات عدة، بقدر ما تقاسمتها تجربة تعبيرية بصرية مؤسسة خاصة ارتبطت بفنان تشكيلي عصامي"أحمد قريفلة"، شيخ واقعية تازة وواقعية تعبير المغرب الفنية وقيدومها، وقد اتحفت تجربته بما أتحفت وأغنت بما أغنت وأثارت ما أثارت من جدل لعقود من الزمن. رمزية كتله ودوائره وألوانه وخربشاته الواقعية ومن ثمة لوحاته، جعلت الفنان "قريفلة" سفيرا فنيا برمزية انسانية، وجعلت تازة من خلاله وبصمته الفطرية بحضور معبر ومكانة وأثر وذكر وتقدير هنا وهناك بين مواعيد وملتقيات ومعارض داخل البلاد وخارجها. و كانت جمعية نادي المسرح والسينما بتازة، بحضن خاص لشخص هذا المبدع العصامي وتجربته، وبتثمين لورشه وذاكرته ومساره وجمع وتوليف لعرشه الابداعي، عبر ما كان من انصات لعمره الفني والتفات لأسرار كيانه هنا وهنا بين أمكنة وأزمنة وطبيعة بدايات، من خلال عمل بيوغرافي أدبي غير مسبوق موسوم ب”طائر الوروار”، في بادرة رمزية بدلالات رفيعة كانت بما كانت عليه من قيمة مضافة هامة لخزانة تازة الفنية والمغربية والعربية أيضا.
هكذا عبر هذا الاسم التشكيلي رحمه الله، بقدر ما يمكن تلمسه في خريطة تجارب المدينة من قيمة مضافة لفائدة مكمن تعبير بصري وتشكيل، هو بجدل مادة ولون وكتل وأشكال وانفعالات ومعان وتماسات. بقدر ما يتبين أن تازة كانت حقا مدينة بتجارب وبصمات حركة تشكيل، بل حقلاً خصبا لاسهامات وتجارب واسماء تعبيرية ريادية كانت بما كانت عليه من مشهد ومشعل وأعمال، وكانت بما كانت عليه من حضور وهيبة ووقع وجدل وقراءات وثناء وإعجاب عبر أروقة عرض هنا وهناك داخل المغرب وخارجه. وهكذا أسس أعلام الحركة التشكيلية بتازة وفي طليعتهم "أحمد قريفلة"، ما أسسؤا من رؤية وثقافة صورة وفضاءات ومواعيد وسمو معارض فنية لعقود من الزمن. وأسهموا بما أسهموا لتقريب المسافات بين تجارب وأسماء من داخل البلاد وخارجها، ورسخوا ما رسخوا من ثقافة جماليات ولغة تعبير فني، وأغنوا ما اغنوا به البيئة المحلية من أعمال فنية تشكيلية رفيعة المستوى جمعت بين واقعية وسريالية وتجريدية وانطباعية وتكعيبية وعصامية وغيرها.
ولعل ضمن هذا التراث التعبيري الفني الرمزي التشكيلي، يصعب القفز على ما أسهم به الفنان "أحمد قريفلة" شيخ التشكيليين الواقعيين العصاميين المغاربة، والذي انتقل الى عفو الله تعالى يوم 17 غشت الماضي عن عمر حوالي التسعين سنة. وقد ارتأت جمعية نادي المسرح والسينما بتازة، تنظيم حفل تأبين خاص بروحه باعتباره ذاكرة فنية محلية أعطت الكثير في صمت وباعتباره ايضا إرثا ابداعيا انسانيا وبصمة شامخة طبعت سماء الابداع والفن التشكيلي الوطني على امتداد عقود من الزمن. وتتوزع فقرات حفل تأبين فقيد تازة هذا يومه الأحد 10 شتنبر الجاري بقاعة العروض التابعة للمديرية الاقليمية لوزارة الثقافة، على حصة صباحية تؤثثها شهادات شخصيات فكرية وابداعية فنية بحثية في حق الفقيد، مع معرض خاص لبعض لوحاته المؤرخة لمساره ومشواره وعمره اتعبيري الجمالي الواقعي، ثم حصة مسائية يتم فيها عرض فيلم عن حياته بعنوان "طائر الوروار" من تأليف واخراج الأستاذ مداني عدادي. يذكر أن الراحل أحمد قريفلة، ولد بمدينة تازة 1936، وهو بمسار فني تعبيري مثالي للوقوف على ما عاشه من تجارب عبر مساره، فقد كان متفاعلا بتساؤلات حول معاني الحياة محتفلا بمحيطه حاملا دهشة وهيبة خاصة، مستحضرا عمره وذاكرته بتازة عبر تقديمه لمناظر طبيعية ومشاهد عائلية، حيث حقول قمح وأشجار وبساتين...، نظرا لما يستخدمه من ألوان زاهية بشكل مفرط، خصوصا الأحمر والأرجواني والبرتقالي، فهو فنان سريالي اشتغل على ظلال واضواء لإظهار ثنائية جامعة بين واقعية وخيالية. له نهج خاص ابداعي في تعقيداته الفنية والسيميائية، وهو بعلاقة خاصة وجدانية مع محيطه. في تجربته هناك تشابكات بين واقع ووعي خاص من اجل عالم خاص، حيث استلهام أعماله مما هو حياة يومية، لدرجة ما هناك من تشكيل سردي يروي حياته. وكان قد بدأ رسم لوحاته سنة 1946 عندما طلب منه تزيين جدران بيوت هنا وهناك، ليعرض أعماله سنة 1946 في مدرسة خاصة، وليكون أول معرض له بمدينة الدار البيضاء سنة 1957.



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تازة : في رحاب بصمات زمن مغرب ما قبل التاريخ ..
- كفان بلغماري بتازة في زمن مغرب ما قبل التاريخ ..
- قبيلة بني وراين ومقاومة الاستعمار زمن الحماية بالمغرب ..
- في ذكرى استرجاع المغرب لإقليم وادي الذهب ..
- تازة : مكناسة الغربية وروح التراث المحلي ..
- تازة : افتتاح مصحة ابن سينا المتعددة التخصصات الطبية ..
- مؤسسة أرشيف المغرب بين عمل التدبير والانفتاح على المحيط ..
- من ذاكرة ملعب تازة البلدي ..
- تازة : حول مجال المدينة الأخضر الذي كان ..
- تازة : بين الحق في التقاضي وسؤال المسطرة المدنية ..
- في رحاب فاس وبنحادة والعلاقات المغربية التركية
- ندوة تازة حول رحلة التعلمات وأفق تصور وتمفصلات ..
- صورة العالم بعيون جامعة فاس الأرومتوسطية ..
- جرمان عياش .. روح الوطني والمؤرخ المدرسة ..
- فاس تحتفي بالمؤرخ السفير عبد الولي الشميري اليمني ..
- تازة : الرحلة والتعلمات بعيون بحثية بيداغوجية ..
- ضد التيار..الأستاذ عبد الكريم الأمراني التازي
- المباني الأثرية بتازة على ايقاع شهر التراث بالمغرب ..
- المنسية تصول وتجول في أيام تازة الثقافية..
- في رحاب أدب الرواية وأيام تازة الثقافية ..


المزيد.....




- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - الى روح -أحمد قريفلة- شيخ التشكيليين العصاميين المغاربة ..