أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - في رحاب تراث المغرب الأدبي الشعري ..















المزيد.....

في رحاب تراث المغرب الأدبي الشعري ..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7798 - 2023 / 11 / 17 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


إنَّ العمل الذي أقدّمه اليوم هو جزءٌ من أدب ابن موسى الضّخم الذي ما زال بحاجة إلى كشف وعناية، وهذا القسم منه يخصّ ما أمكن العثور عليه من الشّعر فقط دون غيره، وهو حصيلة ما توصّلتُ إليه خلال تنقّلي بين الخزائن، وسؤال أهل العلم، وزيارة أرشيفات خاصة وعامة، بل وزيارة أقارب ابن موسى بمدينة مرّاكش وتطوان، والوقوف على البيت الذي ولد به، ومحاولة استخلاص بعض الأفكار حول شخصيته. ويتبعه بحول الله وقوّته سيرته المفصّلة، التي تكشف عن هوّيّته ودراسته، ووظائفه وأدبه، وأخباره وأسراره...ويتبعها بحول الله تعالى ما أمكن العثور عليه من أدبه النّثري الذي يمثّل طبقة خاصة في الأدب المغربي الأندلسي، الذي عرف شاعرنا بانتهاجه".
بهذه الاشارات والعبارات استهل الأستاذ الباحث يونس السباح، تقديم تحقيقه لديوان شعري يعود لوزير الأدباء وأديب الوزراء مُحمد بن عبد القادر ابن موسى المراكشي أصلاً وولادةً، التّطواني داراً ووفاةً، والذي صدر مؤخرا عن "دار النشر سليكي أخوين" بطنجة في 250 صفحة من القطع المتوسط. ولعل نص وتحقيق وإصدار الأستاذ السباح الباحث عن تراث المغرب الأدبي، هو بقدر كبير من الأهمية والقيمة المضافة للمكتبة الأدبية المغربية، لجمعه قصائد ومقطوعات وموشّحات تعود لفترة الحماية الإسبانية بشمال المغرب، وعلاقة الشاعر بالملك المولى عبد العزيز، محمد الخامس، الحسن الثاني، الخليفة مولاي الحسن بن المهدي، فضلا عن كبار العلماء من قبيل ماء العينين، عبد الله كنون، محمد أفيلال، عبد الله القباج، البشير أفيلال، محمد المرير... وغيرهم ممّن كانت تربطهم صلة بالشاعر. وقد ابتدأ العمل من اجل هذا الاصدار منذ عدة سنوات، مستهدفا مجالاً جديداً يروم الكشف عن تراث المغرب الشعري المغربي وتحليله، لإبراز شخصية شاعر قدير جمع بين العلم الشرعي والأدب المغربي الأندلسي الرّاقي، ممّا يضفي طابعاً هاماً على شخصيّة الوزير المتعدّد المشارب الذي قال عنه العلامة عبد الله كنون ذات يوم : "خاتمة أدباء المغرب من الجيل الماضي الذي حرص على حفظ تراثنا الأدبي وخاصة الأندلسي والنسج على منواله أشدّ الحرص، فكان له قلمٌ بارع في النثر الفنّي، وملكة راسخة في نظم الشعر الجيد ... وقد ولّي وزارة الأوقاف في الحكومة الخليفية بتطوان، وهو من أسرة علمية مراكشية اشتهرت بالأدب وخدمة السلطان، وعلى ما كان له من مكانة مرموقة بين أدباء الجيل المحافظ، وعلاقاته الطيبة برجال العلم والأدب، فقد مرّ حادثُ وفاته عاديًا لم يترك صدًى في أيّ وسط من الأوساط، لا في الصحافة ولا في الإذاعة بين عموم المثقّفين، ممّا يبيّن مقام الأديب عندنا، والإهمال الذي يلقاه في حياته وبعد موته أيضًا مع الأسف الشديد".
والفقيه أديب الوزراء ووزير الأدباء الشّاعر محمّد ابن موسى، هو من مواليد.مدينة مراكش بدرب ابن موسى بحي رياض العروس جوار ضريح أبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي بمراكش الحمراء، عام 1301ه. وقد نشأ نشأةً سليمة وعاش في أسرة علمية مكينة، فوالده كان أثيرًا لدى السلطان الحسن الأوّل رحمه الله وكاتبًا من الطبقة العالية، وجَدُّه كان مؤدِّبًا لأبناء الشّرفاء حسب ظهير توقيرهم، وكلاهما - أي: الوالد والجد- كان من أهل الزهد والعفاف، مع عناية فائقة بالأوراد وسرّ الحروف. أُجيز الشاعر الوزير مُحمد ابن موسى من قِبَل شيوخ كبار في مختلف الفنون، ومنها إجازة شيخه العلامة سيدي أحمد بن المامون البلغيثي (ت.1348هـ) وإجازة شيخه ماء العينين (ت.1328هـ) وإجازة ولده السيّد محمد إبراهيم ماء العينين (ت.1361هـ). وبعد هذا المسار الحافل التي قضاه محمد ابن موسى في العلم والتعلّم، اقتُرح من محمد فاضل بن يعيش باشا مدينة العرائش، فلازمه منذ بداية 1912م، وظلّ كاتبًا معه بالباشوية. وفي ظلّ الفترة العرائشية، عُرف بكثرة إنتاجه الشعري، مع ارتياد مجالس الأدب التي كانت تعقد من قِبَل أعيان المدينة، ويعدّ ابن موسى أوّل من أدخل فنّ «البْسَاط» للحضرة العرائشية، وهو لونٌ من ألوان الفُرجة التي لم تكن تُعرف بشمال المغرب. وفي عام 1927م عُيّن أمينًا للديوانة بميناء العرائش من طرف الصدر الأعظم الوزير محمد ابن عزّوز، كما عيّن في عام 1937م، من طرف الخليفة الحسن بن المهدي وزيرًا للأوقاف، وظلّ بهذا الوظيف إلى عام 1954م. وخلال مهمّته الوزارية هذه، ضبط أمور الأوقاف، ووضع أسسها، وأنشأ جريدتها الرسمية التي كانت تَنشرُ كلّ ما يتعلّق بالأحباس من ظهائر وسمسرات وفتاوى، وتعيينات...إلخ ، فكانت إلى هذا كله عنوان النزاهة في هذه الوزارة، وقد توقفت عن الصدور بتوقّفه عن مهمة الوزارة. وعلاوةً على هذا كلّه، كان عضوًا في عدّة لجان أبرزها: اللّجنة الاستشارية (المجلس الخليفي) التي عيّنها سموّ الخليفة، وعضوًا فخريًّا بالمجلس الأعلى للتعليم الإسلامي، وعضو لجنة الشعر (جائزة مولاي الحسن) التي كانت تمنح جائزة كلّ سنة للشعراء الشباب.
والوزير محمد بن عبد القادر ابن موسى هذا، يرتب من كبار المثقفين المغاربة في وقته، فقد جمع بين تمكّنه من الشعر ومعرفته العميقة بالفقه ومقاصده، لِما خطّه من مقالات عن الأحباس الإسلامية والحكمة منها، مستحضرًا روح الفقه الإسلامي. كما كان باطّلاع كبير على طبوع الموسيقى الأندلسية التي من أجل معرفته بها كان يحضر مجالس الطّرب العامّة والخاصة، هذا إلى جانب تمكّنه من اللغتين الإسبانية والفرنسية، بشهادة صديقه الشاعر عبد الله القباج رحمه الله، الذي قال عنه: «كثيرًا ما يسألني وصفائي عن كبار أدباء المنطقة الإصبنيولية وشعرائها الماهرين فيها، وكثيرًا ما تربّصتُ في الجواب؛ إلى أن ثبت لديّ بالبحث والاستقراء وجوب تلك الديار، والوقوف على الآثار، والإمعان والتروّي والتّأمّل، أنّ في صفّهم الأوّل العلاّمة السيّد محمد بن عبد القادر ابن موسى المراكشي، أمين ديوانة العرائش، وصنو وصيفنا الفقيه السيّد أحمد ابن موسى الكاتب بالصّدارة، وابن عمّ الفقيه ابن موسى كاتب الفقيه الحاجب، أقارب أولاد بن يعيش وأصهارهم قديمًا وحديثًا. أمّا أدبُه فحسب القارئ أن يقف عليه في مجاميع مقالاته ومقدماته، بخزانته النفيسة، المفعَمَة بالكتب القديمة والحديثة، والجرائد والمجلاّت على اختلاف أنواعها بين عربية وإفرنجية، لإلمامه الواسع باللّغة الفرنساوية وشغفه بها، وإتقانه للإصبنيولية وتصرّفه فيها. وأمّا مقدرته الشعرية، ومعرفته بأساليب اللّغة العربية، فلا أدلّ عليه من القصيدة التي بعثها لي على يد صنوه المذكور في الاعتذار عن عدم توديعه إيّاي صبيحة مغادرتي للعرائش عند مروري عليها من طنجة في سفري الأخير، ولا غرابة عندي في حمله هناك راية الأدب، وتسميته هناك بالشاعر المطبوع، إذ كان من المتخرّجين من كليّة القرويين بفاس، على أساطين العلماء وفطاحل الأشياخ الراسخين في العلم والأدب. وبيت موسى أحد البيوتات العريقة في المجد بالحمراء المراكشية، أبقاه الله بهم عامرًا زاهيًا باهرًا ...». شهادة تُوزَن بالذهب في حقّ الوزير سيدي محمد ابن موسى، لأنّها صدرت من شاعر مطبوع وعالم مشهور عرفَه عن كثب وكتب عن مشاهدة ومعاشرة، وهي على قصرها تتضمّن معلومات لا توجد في غيرها وأهمّها اطلاعه على اللغات، وامتلاكه لكبريات المكتبات.
والشاعر الوزير أبو عبد الله محمد بن عبد القادر بن محمد ابن موسى الذي التفت وانصت اليه الأستاذ يونس السباح وحقق ديوانه الشعري، توفي بيته بسكن الأحباس بساحة مولاي المهدي بمدينة تطوان ليلة الجمعة 12 رجب 1385هـ/ 6 نونبر1965م، ووري جثمانه الثرى بضريح سيدي الصعيدي بباب السعيدة وكُتب على قبره شاهد يعرّف باسمه وصفته، من قِبل صديقه ورفيقه العلامة المؤرخ محمد داود رحمهما الله جميعا.



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبيلة مكناسة تازة المغرب ..
- تازة : في رحاب ذاكرة وفرجة وأعلام كرة القدم ..
- قبيلة مكناسة تازا بالمغرب الأقصى .. بعض من الزمن
- من زمن وخريطة هزات المغرب الأرضية ..
- الى روح -أحمد قريفلة- شيخ التشكيليين العصاميين المغاربة ..
- تازة : في رحاب بصمات زمن مغرب ما قبل التاريخ ..
- كفان بلغماري بتازة في زمن مغرب ما قبل التاريخ ..
- قبيلة بني وراين ومقاومة الاستعمار زمن الحماية بالمغرب ..
- في ذكرى استرجاع المغرب لإقليم وادي الذهب ..
- تازة : مكناسة الغربية وروح التراث المحلي ..
- تازة : افتتاح مصحة ابن سينا المتعددة التخصصات الطبية ..
- مؤسسة أرشيف المغرب بين عمل التدبير والانفتاح على المحيط ..
- من ذاكرة ملعب تازة البلدي ..
- تازة : حول مجال المدينة الأخضر الذي كان ..
- تازة : بين الحق في التقاضي وسؤال المسطرة المدنية ..
- في رحاب فاس وبنحادة والعلاقات المغربية التركية
- ندوة تازة حول رحلة التعلمات وأفق تصور وتمفصلات ..
- صورة العالم بعيون جامعة فاس الأرومتوسطية ..
- جرمان عياش .. روح الوطني والمؤرخ المدرسة ..
- فاس تحتفي بالمؤرخ السفير عبد الولي الشميري اليمني ..


المزيد.....




- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - في رحاب تراث المغرب الأدبي الشعري ..