أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - فن التفاوض.. وصخب الضجيج!!














المزيد.....

فن التفاوض.. وصخب الضجيج!!


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 7870 - 2024 / 1 / 28 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بداية ظهور الدول.. ظهرت إدارة الأزمات من خلال فن التفاوض.. ولتوضيح الواضحات في هذا المجال لاسيما والعراق يمضي قدما في خوص غمار مفاوضات مفصلية في مستقبله السياسي، أورد نموذجين، الأول، في إحدى الروايات التاريخية.. ان أحد الأمراء العرب ارسل فارسا وشاعرا لنقل رسالة حساسة إلى امبراطور جائر.. فطلب ان يتحدث الشاعر اولا فإذا كان الرد غير ما ينتظر.. يرد عليه الفارس.
مضمون ذلك.. جسده النموذج الثاني في كتاب الوجيز في الحرب للبروسي الجنرال كارل فون كلاتوفيتز.. ان الحرب نتيجة فشل السياسة في التوصل إلى تسويات مطلوبة.. وبعد الحرب تعود طاولة التفاوض لمعالجة ذات الفشل بلغة المنتصر والمهزوم على الأرض.
تطبيق كلا النموذجين على وضع اللجنة العسكرية الأمريكية العراقية التي بدأت أعمالها في اب ٢٠٢٣ وهي تعاود هذه الأيام جلسات عملها.. تواجه عدة حقائق أبرزها:
اولا: ليس هناك منتصرا ومهزوما في أرض المعركة بل هناك تحالفا قاد احتلال العراق واليوم مطلوب ان تغادر قوات هذا الاحتلال الأراضي العراقية...السؤال.. إذا انتهت مهمة قوات الاحتلال في تكوين نظام مفاسد المحاصصة.. هل انتهت مهماته وفق معايير ذات دول الاحتلال؟؟
الجواب الموضوعي هناك ذيولا وتشعبات على طاولة المفاوضات، سواء في ذلك البحث الفاشل عن أسلحة دمار غير موجودة انتهت بتغيير النظام ، او في الحرب على الإرهاب الداعشي التي انتهت بمعادلة اما دخول العراق في معدلة احد طرفي الحرب الإقليمية اليوم وتمثله ايران بما جعل الأراضي العراقية ميدانا لتصفية الحساب مع الطرف الثاني في معادلة الحرب متمثلا في المشروع الصهيوني للشرف الأوسط الجديد، بما يجعل تكرار استنجاد العراق بالقوات ذاتها لمحاربة الصفحة التالية من الإرهاب الداعشي !!
ثانيا :في أكثر من متابعة اعلامية عن مراحل التفاوض وصولا إلى اتفاقيات الإطار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد.. كانت رغبة الشاعر في أحزاب عراقية تخالف رغبة الفارس في أحزاب عراقية أخرى.. يبدو ان هذا الحال ما زال كما كان.. يتكرر السؤال عن أهمية تقديم المخالف لإظهار عزمه في خروج قوات الاحتلال التي ربما ترى فيها أحزاب عراقية ضمانة استمرار نظام المحاصصة وربما تكون المرحلة المقبلة بلا ضمانات والاحزاب الكردية أبرز هؤلاء ثم بعدهم أحزاب المناطق شمال غرب العراق التي ربما توافق شرط التحول إلى نظام كونفدرالي، من دون ان تكون لتغريدات هذا او ذاك من القيادات الكردية لعل أبرزها تغريدة رئيس الإقليم نجيرفان برزاني تمضي بهذا الاتجاه.!!
ثالثا: هناك من يشدد على ان قصف المعسكرات التي تستضيف فيها الحكومة العراقية قوات اجنبية عامل الضغط الابرز.. وانهم فرسان الأرض في إجبار واشنطن لسحب قواتها من العراق.. فيما هناك من يؤشر إلى أن بقاء قيادة الحرس الثوري لإدارة عمليات اجنحتها المسلحة في العراق وسوريا ولبنان وحتى اليمن عامل ضعف عراقي يمكن أن ينال منه المفاوض الأمريكي بسهولة.. ومطلوب توجه ذات الفارس إلى طهران وقم لإلغاء وجود او نفوذ فيلق القدس في العراق.. فكما مطلوب خروج قوات الاحتلال بقيادة واشنطن.. مطلوب أيضا خروج نهائي الوجود الإيراني ونفوذ الحرس الثوري في العراق...السؤال هل يمكن تحقيق ذلك؟؟ .. الشاعر ام الفارس استطاعته انجاز هذه المهمة؟؟
رابعا: من أولويات فن التفاوض.. الصمت الإعلامي باتفاق الطرفين.. لكن يبدو من التغريدات والبيانات متعددة الأطراف قد خلقت صخب الفوضى.. فهناك من يعتبر الموقف الأمريكي يمضي نحو استدامة الشراكة الشاملة.. بما في ذلك الشراكة العسكرية في عناوين بديلة كما سبق وان فعلت سلطة الانتداب البريطانية مطلع القرن الماضي.. مقابل انتشار واسع ان اية هدنة لأغراض التفاوض لن تكون الا الانسحاب الشامل.. وشتان بين كلا الحالين!!
وتكرار ذلك وفق خارطة مصالح الانتخابات الرئاسية الامريكية وتنافس الحزبين الجمهوري والديمقراطي على كسب ود الناخب بمغادرة مناطق مكلفة انتخابيا، فيما تبقى الاساطيل والقواعد التي يزيد عداد قواتها المجوقلة على 80 ألف مقاتل امريكي محيطة بالعراق احاطة السوار بالمعصم.
ما بين هذا وذاك، لابد من ظهور الاتفاق الوطني العراقي وتحديد سياقات واضحة لصلاحيات اعلان الحرب وعقد اتفاقات السلام، نعم، مازالت هناك اشباحا في الدولة العميقة والدولة الموازية بكل منها أذرعها على طاولة المفاوضات للتحدث عن مصالح دولا إقليمية وليس في صميم المصالح العراقية وتلك معضلة يحملها المسؤول العراقي على كاهله امام المفاوض الأمريكي.
كل الامنيات للمفاوض العراقي المحترف بمهنية عالية ان يتعامل مع منهج واضح لعراق واحد وطن الجميع لعل وعسى تنتهي طاولة المفاوضات الى حلول بلا صخب الفوضى ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادة غائبة!!
- قواعد الاشتباك.. حلبة مفتوحة ام مغلقة!!
- عين العراق.. هل كسرت؟؟
- ثوابت نحن.. ومتغيرات الانا!!
- صوت المعركة.. صخب الحقيقة!!
- معهد واشنطن :افتراءات ام تساؤلات وقحة
- نتائج انتخابات مجالس المحافظات.. وجغرافية الاقاليم!!
- تساؤلات وقحة.. إجابات واضحة
- الدولار.. الحمار!!
- الدولار الأسود.. وإدارة المعركة!؟
- مفاوضات غزة..منتصر ومهزومون!!
- الناطق الرسمي..مهنة وليس !!
- اليوم التالي ..تساؤلات عراقية صعبة !!


المزيد.....




- الجيش الهندي يعلن تنفيذ -ضربة دقيقة- في باكستان
- فيديو متداول لـ-انفجار طائرات في مطار صنعاء- جراء غارات إسرا ...
- المستشار الألماني الجديد يطالب إسرائيل بإدخال المساعدات إلى ...
- الجيش الباكستاني يرد على الهجمات الصاروخية الهندية بالمثل
- أوربان: هنغاريا لا تعتزم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي
- في خطوة فاجأت إسرائيل... اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين ...
- فريدريش ميرز يؤدي اليمين الدستورية مستشارا لألمانيا بعد تصوي ...
- كارني يؤكد من البيت الأبيض أن كندا ليست أبدًا للبيع وترامب ...
- عاجل: دوي انفجارات قوية في منطقة كشمير الباكستانية، والجيش ا ...
- مستشار ألمانيا ميرتس يعقد أول جلسة لوزرائه ثم يتجه إلى باريس ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - فن التفاوض.. وصخب الضجيج!!