أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - ويسألونك عن الصهيوني العربي














المزيد.....

ويسألونك عن الصهيوني العربي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 7868 - 2024 / 1 / 26 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شئ مهم لفهم عقلية الصهاينة العرب..

القصة ليست مرتبطة بحماس ولا الإسلام السياسي كما يزعمون، بل مرتبطة (بمقاومة الاستعمار ورفض الاحتلال) فهم من مؤيدي الاستعمار ولديهم ميل شعوري لأي قوة تفرض قيودا على الأضعف منها، وهذا يتحاشون ذكره دائما رغم أنه مُكوّن أساسي لشخصيتهم..
ليس هذا مجرد ادعاء..يمكنك التحقق من الآتي:

1- الصهيوني العربي يعارض أي حركة تحرير محلية وإقليمية، ويرى حركات التحرر خطرا كليا على العالم، فيشرع في تقبيح وتسفيه أي حركة تحرر مهما كانت، حتى لو علمانية أو مُلحدة..لأن الصهينة العربية لا تقوم على دين ولا أيديولوجيا مثلما يزعم البعض منهم بل تقوم في أدبياتها على دعم وتأييد قوى الاستعمار..

2- معاداة الصهيونية ليست محصورة على دين وحزب بل هي نزعة إنسانية عالمية ترفض الاستعمار أساسا، وما يرافقه من ترسيخ العنصرية والظلم والسرقة وما يتعلق بها من غياب العدالة والعنف..فكل من يرفض العنف ويدعو للعدل سيرفض الصهيونية، وكل من يعترض على السرقة والعنصرية سيرى نفسه تلقائيا عدوا لإسرائيل..

3- حجج ودعاوى الصهاينة العرب تتركز على أضعف نقاط مقاومة الاستعمار، وهي الأحزاب الدينية التي لم تتخلص بعد من الهياكل المعرفية القديمة ، لأن الاستعمار منذ توسعه وتوحشه في القرن 19 قام أساسا على التخلص من الهياكل المعرفية القديمة، ويصدر نفسه كرمز للحريات والعدالة والحقوق..وحصل على قوته وحواضنه الشعبية بقناعة أصحاب الأرض بأن الاحتلال جاء لنصرتهم ووقف ظلمهم وفقرهم..ولتوضيح هذه الجزئية فأي حزب ديني مقاوم لإسرائيل لو صدر خطابا حداثيا وحقوقيا معاصرا لا يعترف بالفوارق بين الأجناس والأديان، سيكون قويا وحججه راسخة ضد الصيهوني العربي، لكن لو ركز في دعواه على الثقافة الدينية التي تعني تمييز المسلم والسني والمؤمن عموما على غيرهم – كمثال – سيصبح ضعيفا، وتتعزز مصداقية الصهيوني العربي في دعواه بأن إسرائيل قامت للتخلص من هذه الأحزاب بالأساس.

4- كل مجتمع يقوم على رفض ومناهضة الاستعمار والإمبريالية هو خصم لإسرائيل بالضرورة، سترى ذلك في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا وآسيا...كل الذين عانوا من الاحتلال قديما هم خصوم لإسرائيل..لاحظ عداء شعب أيرلندا لإسرائيل وأن الأيرلنديين من أكثر شعوب أوروبا تأييدا ونصرة لفلسطين، ترى أن مصدر ذلك معاناة أيرلندا من الاحتلال البريطاني ومقاومة الاستعمار الإنجليزي بدايات القرن العشرين فيما عرف بحرب الاستقلال الأيرلندية (1919- 1921)

5- العقلية الاستعمارية الأوروبية لم تختفي، بل زالت قائمة ونشطة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ولا زالت هذه الدول تستعمر شعوبا ودول أخرى بأشكال مختلفة، ويحرصون على الهيمنة الإمبريالية بشتى السبل، والشخصية الأوروبية لسكان هذه الدول تتميز حتى اليوم برغبة التوسع والسيطرة ووصف كل حركات المقاومة لذلك بالإرهاب، لكن منذ 20 عاما وبدأت هذه الشخصية تتطور لتصبح أكثر عدالة وحقوقا بعد تفاعلها بالسوشال ميديا والأزمات والصدمات التي نتجت عن هذا التفاعل، والذي أدى لما نراه اليوم من رفض شعبي غربي لإسرائيل خلافا لحكوماتهم التي لم تتخلص بعد من عيوب الشخصية الأوروبية الاستعمارية القديمة، ولا زالت تحمل بصمات وثقافة الغزاة القدماء.

6- الصهيوني العربي ضعف كثيرا الفترة الماضية وفقد مصداقيته بعد طول أمد المعارك وصعوبة تحقيق النصر الإسرائيلي السريع مثلما كان يتخيل، بل صار وجوده مهددا بعد اشتعال المعارك وتصاعدها واحتمالية أن تطال هذه المعارك أرضه ودولته، وقتها سوف يكون مطالبا بتأييد المقاومة ضد إسرائيل رغما عنه، أو العيش كخائن وجاسوس..خياراته صعبة وضيقة..وقوته التي اكتسبها بفعل القوة العسكرية الإسرائيلية والصدمة في البداية تزول حاليا كلما ارتفع نداء السلام وزادت الضغوط على الصهاينة وداعميهم..وقد تنبأت بمصير هؤلاء في البداية حين طالبتهم بضرورة فهم المعركة الحالية بعيدا عن قصة حماس والإخوان، أو إسرائيل وفلسطين، أو العلمانية والإسلام السياسي، والنظر إليها بعيون مختلفة كصراع عالمي بين الاستعمار ومقاومته في جميع القارات، أو كصراع حقوقي إنساني بين قوى الظلم والتمييز والعنصرية وبين الرفض العالمي المشروع لهذه القوى باعتبارها ثقافة قرووسطية قديمة .

7- معاداة الصهيونية لا تتركز فقط على فلسطين وإسرائيل، إنها طاقة رفض لكل أشكال الاستعمار القديم ونزعات الإمبريالية الغربية التي لا زالت تفسد العالم، وتفرق بين الشعوب لتحقيق مصالحها الخاصة، فتنشر الفتن والشقاق بين الصينيين والكوريين والعرب والسلاف، وتنفق تريليونات الدولارات لذلك كثمن قليل لحصد الثروات المتوقع..

والمراكز الحقوقية والتجمعات والأحزاب الغربية المناهضة لإسرائيل تعمل في هذا النسق، وتعلن نفسها خصما وعدوّا للسلطات التي لا زالت تفعل ذلك رغم نهاية عصر الاستعمار نظريا منذ الستينات، وتربط دائما بين مصلحة شعوب العالم تِمّا وبين ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي كآخر شكل من أشكال الاستعمار القديم ، وأطول فترة احتلال حديث والوارث الرسمي للعقلية القرووسطية التي أفسدت العالم وتهدد شعوبه ومؤسساته بالفناء..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر التيار الكيمتي على الأمن القومي المصري
- خطأ أوسلو..ورهان المقاومة..ومصالح أبو مازن
- مفهوم النصر والهزيمة في غزة..من المنتصر ومن المهزوم؟
- الاستشراق كضرورة معرفية للتنوير
- حول مشروع نتنياهو بالتغيير الثقافي في غزة
- خطاب حسن نصر الله والدور المتوقع لحزب الله في حرب غزة
- قراءة في الانتخابات الرئاسية المصرية
- معنى الحاجة للاحتفال بالمولد النبوي
- حقيقة سلطة المحتسب وجماعات المطاوعة..القرآن يرد عليهم
- العرّاف توفيق عكاشة بين الواقع والخرافة
- الأخلاق في الدين الإسلامي..من سلسلة الرد على الإلحاد
- الوباء الأمريكي على الشرق الأوسط
- القرآن براء من السب والشتم
- الحدوث والخلق في الفكر السلفي
- عادل إمام ورسائل بين السطور
- من قصص التكفير في التراث الإسلامي...عجائز نيسابور
- صراع السلطات الدينية والسياسية..الطلاق الموثق نموذج
- حين تدعو الدراما إلى الجريمة
- موقف الإسلام من العبودية
- الحلف بين الإخوان واليسار..يوسف البدري نموذج


المزيد.....




- تتمتع بمهبط هليكوبتر وحانة.. عرض جزيرة في ساحل اسكتلندا للبي ...
- خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط ...
- فيديو.. الشرطة الأميركية تباشر بتفكيك احتجاج مؤيد للفلسطينيي ...
- مزيد من التضييق على الحراك الطلابي؟ مجلس النواب الأمريكي يقر ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34596 قتيلا ...
- الجيش الأوكراني يحقق في أسباب خسائر كبيرة للواء رقم 67 في تش ...
- مسافر يهاجم أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة -إلعال- الإسرائيلية ...
- الكرملين يعلق على مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية ضد ...
- بالفيديو.. طائرات عسكرية تزين سماء موسكو بألوان العلم الروسي ...
- مصر.. -جريمة مروعة وتفاصيل صادمة-.. أب يقتل ابنته ويقطع جثته ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - ويسألونك عن الصهيوني العربي