أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الوباء الأمريكي على الشرق الأوسط













المزيد.....

الوباء الأمريكي على الشرق الأوسط


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 7708 - 2023 / 8 / 19 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صديق يسأل: أستاذ سامح أنا علماني عراقي يعني لا سني ولا شيعي، ولكن لا أفهم لماذا تهاجم أمريكا دوما رغم أن أمريكا علمانية؟

قلت: صديقي العزيز..إن دعم أمريكا للعلمانية والليبرالية في الشرق الأوسط خرافة كبيرة

منذ تدخل أمريكا في الشرق الأوسط تحديدا بعد حرب أكتوبر 1973 وتضخمت الجماعات الدينية، وصعدت الأصولية المتطرفة، وانتشرت السلفية بشكل مفزع، واخترق الإخوان المسلمين معظم مؤسسات الدول حتى صعدوا لحكم دول عربية سواء بطريقة مباشرة أو بالتحالف والمعاهدات..

صديقي العزيز أمريكا منذ تدخلها وانتشرت الحروب الدينية والطائفية بشكل لم نراه في الشرق الأوسط منذ قرون، تدخلت لتظهر طالبان والقاعدة وداعش..حاربت الحكومة الأفغانية العلمانية لتصعد مكانها طالبان، دعمت المجاهدين الأفغان لينقلب الشعب الأفغاني لثقافة القرون الوسطى وتختفي كل مظاهر المدنية من هذا البلد..

دعمت الوهابية السلفية بالمال والسلاح فسيطر السلفيون على الإعلام ومؤسسات الدول وغزت أفكارهم المتخلفة قطاعات الدولة، واحتلت أفغانستان والعراق وهم لهم صلات دينية وعرقية ولغوية مع إيران التي تعاديها..فكان تأثير إيران في إفشال أمريكا بهاتين الدولتين كبيرا..

أنت عدوّ لإيران..ما رأيك أن احتلال أمريكا لأفغانستان والعراق جاء لمصلحة إيران أصلا وتسبب في زيادة نفوذها الديني والسياسي، ونشر كثيرا من أفكار وعقائد وثوابت ولاية الفقيه...

أنت عدوّ لإيران..ما رأيك أن حرب صدام حسين والخوميني التي بدأها صدام كانت بتحريض من الولايات المتحدة ودعم هائل على كل المستويات، ثم ماذا؟..إن هذه الحرب التي امتدت منذ عام 1980 – 1989م هي التي أعطت قبلة الحياة للنظام الديني الإيراني، وهي التي أنقذته من تيار الإصلاح الليبرالي واليساري في إيران آنذاك..

إن الذي يدير أمريكا منذ عقود مجموعة هواة ومصالح لا علاقة لهم بالفكر والثقافة، هم من تسببوا في انهيار الثقافة العربية والإٍسلامية بتصرفاتهم الهوجاء

هم الذين دعموا إسرائيل ليستمر القتل في فلسطين إلى اليوم لا ينتهي، ولو كان لهؤلاء علم أو ثقافة لعرفوا مركزية قضية فلسطين في تقوية المتطرفين المسلمين وإضعاف العلمانيين والمستنيرين، وإخضاع كل بلاد العرب لرؤى دينية وقومية متطرفة هي التي تهيمن حاليا على الساحة..

أمريكا دعمت ثورة سوريا العسكرية التي هي عبارة عن جماعات تكفيرية متطرفة تقتل على أساس الدين والرأي، وشكلت حماية لداعش ومظلة أمنية كبيرة تحميها من بطش روسيا والجيش السوري..أنظر لما حدث الأسبوع الماضي من قتل داعش ل 33 جندي سوري في دير الزور، إن الدواعش انطلقوا من مناطق تهيمن عليها أمريكا، يعني حلفائهم وتابعيهم يستخدموهم وقت الحاجة..

أمريكا في ظل احتلالها لشمال ووسط العراق هيمنت داعش على مفاصل هذه الأقاليم، وتضخمت قوة البغدادي ورجاله بشكل أصبح يهدد بغزو دول مجاورة، ولكي ترفع أمريكا الحرج عن نفسها قالت سوف نطرد داعش من العراق في غضون 20 عاما، لكن العراقيين لم يصمتوا فشكلوا جيشا موازيا يضم حلفاء كثيرين وطردوا داعش من العراق في غضون (عام واحد) وبدون تدخل أمريكا أصلا..

يبقى بالمنطق..مين اللي كان بيدعم داعش؟...ومين اللي كان بيوفر حماية أمنية واستخباراتية لقياداتها؟..ومن الذي كان يرعى عمليات تمويل الدواعش بالسلاح المتقدم والحديث؟..

أمريكا منذ أعلنت الحرب على الإرهاب بعد عمليات 11 سبتمبر 2001 انتشر الإرهاب في العالم بشكل مفزع، لدرجة سيطرة الإرهابيين على بعض الدول..أليس هذا فشلا؟..أليست هذه هزيمة؟؟..أليس تواطئا أمريكيا مع الإرهابيين سواء بالعمد أو بالقدرة؟؟...أليست هناك مصالح لأمريكا بأن يكون الشرق الأوسط بهذا الشكل؟

إن السبب الرئيسي لتدخل أمريكا في الشرق الأوسط هو (الأنانية) و (المصلحة الشخصية) لأمراء الحرب هناك والذين يهيمنون على قرارات الدولة فيمن يعرفون محليا ودوليا (بالمجمع الصناعي العسكري) وهم طبقة الأوليغارش الذين يحكمون أمريكا منذ عقود طويلة، واستفحل خطرهم على العالم آخر 3 عقود، فصاروا يشعلون الحروب في كل منطقة بالعالم لا تشكل مصلحة شخصية ومالية لهم..آخرها حرب أوكرانيا

أمريكا لا تحترم مصالح شعوب الشرق الأوسط ولا تحترم العرب والمسلمين، بل توظفهم لمصالح قياداتها الشخصية لا غير، فهي لا تدعم اقتصاديات تلك الدول ولا تساهم في (تطوير الثقافة والفن والإعلام) فيها، ولا تساهم في أي عمليات تحرر سياسي لتلك الشعوب لأن حرية شعوبنا تعني القضاء على المصالح الأمريكية الضيقة أشهرها في فلسطين..

أخيرا: لو لم تتدخل أمريكا في الشرق الأوسط والدول الإسلامية لسيطر العلمانيون على أفغانستان، ولأصبح هذا البلد منارة فكرية بها تعليم للنساء وحقوق إنسان ومساواة بين الجنسين، لو لم تتدخل في العراق لسيطر العلمانيون هناك واستبدلوا نظام صدام حسين بآخر ديمقراطي تعددي وطني لا ينتمي لولاءات خارجية إقليمية ودولية..لو لم تتدخل بدعم الوهابية والدواعش والقاعدة والمجاهدين لصارت دول الشرق الأوسط منارة وقبلة فنية وثقافية عالية وتطور فكر المسلمين فيها بشكل لافت، ولصارت فنون مصر متقدمة وثقافة شعبها متطورة..لكن العكس هو الذي حدث..

هذا لا يعني موقف شخصي لي مع الأمريكيين..هم شعب في كثير من حياته متحضر ولديه وعي، لكني أنتقد السياسات العامة التي تحكم هذه الدولة منذ عقود، وأدت لما نحن إليه من تيه وسفه وجهل وعنف، وانظر حولك سترى أن الشرق الأوسط هو المنطقة الوحيدة بالعالم التي تعاني من العنف الديني ومن حروب الطوائف بهذا الشكل، والسر في أننا تقبلنا دخول أمريكا ولم نقاومه مثلما قاومه اللاتينيون..لذلك ستظل أمريكا اللاتينية في مأمن من حروب الدين والقوميات ما دامت أمريكا لا تسيطر..أما نحن فسنظل تحت التهديد ما دامت مجموعة الأوليغارش الأمريكية النافذة الأنانية تستهدفنا كشعوب عربية مسلمة وفي أعز ما نملكه (الدين والحياة والمال)



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن براء من السب والشتم
- الحدوث والخلق في الفكر السلفي
- عادل إمام ورسائل بين السطور
- من قصص التكفير في التراث الإسلامي...عجائز نيسابور
- صراع السلطات الدينية والسياسية..الطلاق الموثق نموذج
- حين تدعو الدراما إلى الجريمة
- موقف الإسلام من العبودية
- الحلف بين الإخوان واليسار..يوسف البدري نموذج
- الإسلام بين الفقه والحديث..أيهما أولى؟
- أزمة الفكر الإسلامي..علم الحديث نموذجا
- خرافة أكل المصريين للحوم البشر في الشدة المستنصرية
- حقيقة السيد البدوي
- حقيقة حديث أمرت أن أقاتل الناس
- كيف نهض محمد علي باشا بمصر
- الريف المصري ومدنية الدولة
- كأس العالم والتبشير بالإسلام
- هل العلمانية المصرية في أزمة؟
- درس لمظاهرات إيران من المكسيك
- لماذا ينتقدون مسلسل الضاحك الباكي؟
- صدمة الأدب في مصر والعراق


المزيد.....




- تتمتع بمهبط هليكوبتر وحانة.. عرض جزيرة في ساحل اسكتلندا للبي ...
- خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط ...
- فيديو.. الشرطة الأميركية تباشر بتفكيك احتجاج مؤيد للفلسطينيي ...
- مزيد من التضييق على الحراك الطلابي؟ مجلس النواب الأمريكي يقر ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34596 قتيلا ...
- الجيش الأوكراني يحقق في أسباب خسائر كبيرة للواء رقم 67 في تش ...
- مسافر يهاجم أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة -إلعال- الإسرائيلية ...
- الكرملين يعلق على مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية ضد ...
- بالفيديو.. طائرات عسكرية تزين سماء موسكو بألوان العلم الروسي ...
- مصر.. -جريمة مروعة وتفاصيل صادمة-.. أب يقتل ابنته ويقطع جثته ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الوباء الأمريكي على الشرق الأوسط