أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريمة مكي - أيّهما الأهم: الأنثى في المرأة أم الأمّ (2/3)














المزيد.....

أيّهما الأهم: الأنثى في المرأة أم الأمّ (2/3)


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7867 - 2024 / 1 / 25 - 13:56
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


أردت أن أستوقفها حتى تعيد عليَّ ما ضيّعه سمعي حين كنت أعطي أذنا للحلاّقة لكنها كانت كقطار سريع لا يأبه لما في طريقه حتّى أني خشيت إن أنا استوقفتها أن تُنهي الحكاية في منتصف الطريق فهي من ذلك النوع الصّارم الذي لا يمكنك التنبأ بردّة فعله و لم أكن لأعرف بالضبط إن كان ذلك طبعها أم هو من أثر تلك الخيانة المُرّة التي طبعت نفسيتها بالتوتر و الحِدّة.
و لأني كثيرا ما أعجب بكل شخص استثنائي و صادق في غضبه العارم فإنني أسكتُ لساني في حضرة صدقها الغاضب و بإشارات مساندة صامتة تركتها تُواصل.
" في السنة ثالثة زواج حدثت الكارثة، كنت في قمة سعادتي حين أنجبت ابني الثاني فقد كنت أريد أن أنجب منه أطفالا بلا عد، ما كانت مشاق الحمل و الولادة و لا دِقّة و صعوبة عملي و لا أي عائق آخر لِيُثنيني عن تكوين عائلة كبيرة أعتني بها في كلّ كبيرة و صغيرة، كنت امرأة مُحبّة للحياة فائقة الحركة و كان حبّه يمنحني طاقة خرافية للعطاء فأعطي بلا حد و ما أشكو... حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم".
صمتت فجأة مُحوِّلة بصرها الى السّقف..كانت تغالب غصّة تخنقها و دمعا يُريد رغما عنها أن يجري.
"تصوري مع من؟"
واصلتْ :" مع الخادمة...نعم...البنت التي ائتمنتنا عليها أمّها المترملة و التي كان يقول أنها ابنته و يأتيها بأكثر من هديّة كلّما سافر و قد كانت كثيرة بحكم العمل أسفاره...
ما كنت لأشك فيه و هو يتأخر في الخروج لعمله بدعوى أنه يريد البقاء مع الأولاد و ملاعبتهم خاصة و أنه غالبا ما يجدهم نائمين عند العودة من العمل ليلا..."
كان وجعها قد بدأ يصل الى أقصاه و هي تتذكر تلك الحادثة و ما أظنها قد نسيتها لحظة من يوم حدوثها لكن ربما كانت تسمعها لأول مرة بصوت عال بعدما كانت تستحضرها سِرًّا كل هذه المدّة.
عمّتها حالة كآبة مريرة بفعل شدة الطعنة التي تلقتها في ذلك اليوم و التي تَجَدّد وقعها الدّامي الآن و سيظل يتجدد كلما نشطت في تذكّرها ذاكرة ترفض أن تنسى... فترحم.
فكّرتُ في أن أخفف عنها إيقاع الوجع أو حتى أن أعيدها لحالة الغضب الأولى فالغضب على الأقل أفضل للنفس من الحزن فإذا كان الأول يطرد الألم إلى خارج القلب فان الحزن يدعوه إلى الداخل... إلى أن يظل في القلب مُقيم!!
قلت :" ألا تكونين قد قصّرت معه بشكل من الأشكال إذ يقولون بأن خيانة الأزواج في حالات كثيرة تكون بتقصير من الزوجات؟"
واصلت طريقها كأنها ما انتبهت لسؤالي أو كمن تعمّدت تجاهلي فارضة عليَّ تتبّع سردها حتى أجد بمفردي إجابات لفضولي.
واصلت بالفرنسية هذه المرة و إليكم أُتَرْجِمْ:
" أطردته من حياتي،،، أطردتها من بيتي،،، أطردتُ الأنثى منّي!!
ما عدتُ بعده امرأة تصلح للحبّ...
انظري إلى وجهي، يدي عاجزة على أن ترفع إليه قلم كحل أو أحمر شفاه...
ما عادت بي أدنى رغبة للتزيّن، لِمن زينتي إن لم تكن لنظرة أشتهيها من عيني رجل أحبّه؟؟ الحب...يا له من وهم كبير، يالني من حمقاء‼ كم تزيّنت له و كم أنفقت من أجله وقتي و مالي و صحتي... كنت أحرص كل يوم على العودة قبله إلى البيت لأكون في انتظاره و كلّما عاد من سفر فاجأته بديكور جديد ، بالورد الذي يحبه، بالأكل الذي يحلو له من يدي و كان يأخذ في أسفاره موظفة انتدبها للغرض.. هكذا حدّثوني بعد طلاقي.. يا للحقارة ‼
كيف أجاد كل ذلك الكذب و لماذا إن لم يكن حقا يحبّني... لكم يحرقني هذا السؤال."
ما عاد بي أدنى أمل في إيجاد عذر لهذا المتهم الحاضر أمامي بالغياب فقد تصورتُ فعلته الأولى حبّا صعقه لتلك البنت التي هي في حمايته و في الحب الصاعق تضعف مناعة الأخلاق عند الإنسان لكن ها أنه كالبهائم لا يتردد في ممارسة حيوانيته في أكثر من مكان و إن حرص في فعله على أن يحتاط.
(يتبع)



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيعود العُمر إلى صِبَاهْ...♪♪♪
- أيّهما أهم: دور الأنثى أم... دور الأمّ؟؟
- قليلي الأدب: انتهى في تونس وقت اللّعب!!
- حياة لم نعرف أبدا كيف نحياها!!
- لا أنتَ أهلاً...و لا أنتَ فهيمْ!
- رحلة ثورة الياسمين بعد انتظار دام تسع سنين!!
- كفى لنفسك إهمالا!!
- انحدرنا و مازلنا...
- عربيّة عليلة...و في حروفها الدواء!
- تميمة حظ... لكل كاتب!
- وَ لَكُمْ فِي الكِتَابِ آيَاتْ...
- لِمَاذَا تَهْوَانَا هَذِهِ البَلْوَى!؟!
- إلى أفيخاي أدرعي: و أنتم، بالنّووي، العاجزون!
- اصْحَ يا ابن العم: لقد انتهى عهدهم...و اليوم فجرٌجديد☼
- في تونس عِناد المعارضة... و عِناد الحكومة في اسرائيل!
- السيد أفيخاي أدرعي: و مازال في الحبر بقيّة...
- أَمِنْهُمْ سَيَخْرُج لَكَ الحظّ وَ يَأتِيكْ؟!
- لِتَسْلَمُوا: انْزَعُوا أَظْفَارَكُمْ مِنْ لَحْمِ فِلَسْطِين ...
- إلى أفيخاي أدرعي: سَلَامِي لِيَحْيَ السنوار...
- و يكتب القلم ما يُريد!!


المزيد.....




- هل أوفت الدولة بتعهداتها تجاه الأسرة؟
- “هتسمع صوت ضحكهم وبس!!”.. تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 “ط ...
- احصل على 20 ألف ريال..شروط الحصول على مبادرة سند محمد بن سلم ...
- -كنت أصرخ من الألم-.. ضحايا -تجريم الإجهاض- في المغرب يروين ...
- في لبنان.. محاولة قتل امرأة على يد زوجها
- بينهم عصابة من النساء.. عمليات بغداد تعتقل 13 شخصا بتهمة الا ...
- -بسبب تزايد خطف النساء-.. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي -أو ...
- “منظومة الحماية الإجتماعية” خطوات التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- دعوات لإلغاء ترخيص -أوبر- في مصر بعد محاولة اغتصاب جديدة
- لبنان.. تطورات جديدة في قضية عصابة -التيك توكرز- لاغتصاب الأ ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريمة مكي - أيّهما الأهم: الأنثى في المرأة أم الأمّ (2/3)