احتمالان إثنان....

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

الحوار المتمدن-العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 22:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

نحن آمنا بالله واعتبرنا الله خط أحمر هكذا وبدون أي حفلة تعارف ،فقط قالوا لنا هذه هي الكتب ويجب اتباعها وتقديسها كما فعل ابائكم واجدادكم ولا يجب علينا ابدا السؤال عن الله وكيف جاء هو إلى الكون وما هي طبيعته وماذا كان يفعل قبل عملية الخلق المعروفة والأفضل أن لا نسأل أي سؤال حتى لا يكون مصيرنا النار،هكذا زرعوا في نفوسنا ومنذ نعومة أظافرنا.. ولأن إيماننا وببساطة شديدة وبصراحة أشد لم يأتي بالقناعة بل بالوراثة,فإذا كنا ومنذ صغرنا ونحن نؤمن بالله بهذه الهالة الكبيرة ،هكذا بدون اي إثبات علمي أو مادي أو أي دليل ملموس وحسي… صدقوني نحن مستعدين أن نصدق بأي شيء آخر وبالتالي أن نرقع لأي شيء في العقيدة حتى لو كانت قصص خيالية لا تصلح إلا للاطفال قبل النوم، ما دمنا داخل تلك الهالة الكبيرة التي تسمى الإيمان بالله…ولكن دعوني أتساءل،ومن حقي أن أتساءل ،هل الله الذي يتحدثون عنه موجود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هناك احتمالان إثنان فقط لا ثالث لهما..…أما إن الله غير موجود أو أنه موجود فعلاً… أليس هذا هو الطرح العقلاني والمنطقي هنا ؟ إذن ،إذا كان الله غير موجود ،فالمقالة ببساطة تنتهي هنا وبكل هدوء وراحة وكل شي عال العال...أما إذا كان الله موجود فعلاً، فهناك احتمالان اثنان فقط لا ثالث لهما…موجود وهو الذي خلق الكون والبشر والحيوان والشجر،ولكنه قرر أن لا يتدخل ولا يتواصل مع الإنسان ولا يريد منه عبادته بأي صورة كانت لأنه يريد أن يكون الإنسان حرا بعد أن خلق له العقل والفهم والإدراك والوعي ليبني الإنسان بنفسه منظومة الحياة وشريعة التعايش مع الآخرين،وهنا تنتهي دوخة رأسنا ونحن نعرف رغم عدم وجود أدلة ،أن الله الذي خلق الكون لا يريدنا أن نكون عبيدا بل أحرارا ،وهنا أيضا تنتهي هذه المقالة بهدوء وراحة بال مع الشكر الجزيل للخالق ….أو أنه موجود ،خلق الكون، والإنسان بالذات لكي يعبده، وهو على تواصل مع البشر الذين خلقهم عن طريق أنبياء ورسل وكتب ولازال على اتصال مع البشر وعلى مدار الساعة .…أليس هذا هو الطرح الديني المعروف لدينا ؟؟؟؟
صدقوني ،صدقوني ،ثم صدقوني. هنا فقط تبدأ المغالطات والخرافات والاستخفاف بالعقل البشري ودوخة الرأس ,فقد اختلط علينا الحابل بالنابل نحن البسطاء،فلم نعد نعرف من هو هذا الإله ،هل هو الهنا نحن في الشرق الأوسط رغم اختلافنا وتصارعنا وتقاتلنا الأبدي عليه ولحد اليوم أم هناك إله غيره ،كما في الهند مثلا، وهناك أيضاً هم ليسوا بأفضل حال منا…او ربما غيره في مكان آخر ؟ وأي كتب بالضبط يريدنا أن نتبع ,واي نبي منهم ؟ الم يفرقنا الأنبياء ؟ ألم تمزقنا تلك الكتب ؟؟ ثم ،هل فعلا يريد منا عبادته وكأنه ديكتاتور؟ لماذا لا يعلن نيته علنا وأمام العالم كله ،ما المشكلة ؟ ما هي رسالته الواضحة البسيطة الصريحة للبشرية ؟ ثم، إلا نستحق نحن اليوم أيضا معجزة من تلك المعجزات الكثيرة من ذلك الزمن السحيق ؟ ألا نستحق حتى واحدة منها, أيعقل ؟؟؟؟؟؟
لماذا حشر نفسه في بقعة جغرافية صغيرة ثم يبعث لنا بمئات من الرسل والأنبياء برسائل مشوشة متشابكة تعارض وتخالف وتناقض بعضها البعض،والكل يدعي أنه يملك الحقيقة المطلقة ؟
لماذا هذا التشويش على عقولنا البسيطة ولماذا هذا الصمت الرهيب ولماذا هذه إلا مبالاة الغير مبررة؟ لماذا
أخذ الله مقعد المتفرج بينما البشر الأغبياء السذج تتقاتل وتفترس وتذبح بعضها البعض في سبيله عبر العصور؟ ما غايته منا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل وصلت الفكرة ؟
دعوني اختصر ..أن عدم وجود الله ،أفضل للبشرية وللانسانية من وجوده ،والتاريخ والحاضر أكبر شاهدان على قولي، فلا يمكن أن تكون ساذجا و مغييبا إلى درجة أنك لم تدرك ذلك لحد الآن….
ولهذا أقول مقولتي " الأديان بشرية الصنع والاستيراد والتصدير"،لعل القارئ يدرك ان الأمور تصبح أكثر وضوحا واستيعابا وفهما عندما نعترف ببشرية الأديان،وإن الله وإن وجد فهو أسمى من تلك الكتب التي نسبت إليه، لأن الذي صنع الله هم البشر أنفسهم وكل حسب ما يناسبه.وحتى تصل إلى تلك النقطة ولاتزال تصر على وجود الله، فدعني انصحك نصيحة صادقة نابعة من القلب..ضع في قلبك وعقلك إن الله هو الخير المطلق ،هو كل عمل صالح نابع من الضمير الإنساني أولا ،هو احترام الإنسان لأخيه الإنسان المخالف أينما كان ، ومعاملة الآخرين كما تحب أن يعاملوك،فلا اعتقد إن الغزو وذبح الآخرين وسبي نساءهم تتمناه لك ولمن تحب….وتيقن بعدها أنك وصلت إلى الله بدون تلك الكتب وتلك الشرائع ،بدون تلك الصلوات وذلك الصوم .بدون تعبد فارغ وتلك الطقوس البهلوانية العبثية….
انت في داخلك أخلق لك (الله) يرفع قيمك وضميرك الإنساني إلى أعلى الدرجات ولا تفكر في الآخرة ،لان الله الذي لا ينفعك في حياتك الدنيا قطعا لن ينفعك في حياتك الآخرة…..ماذا تقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ام انك مصر على ذلك الشبح الذي أطلقوا عليه أجدادك اسم الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تحياتي
نعم للتنوير….لا للتخدير.

#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل