دعوني اقص عليكم هذه القصة.

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

الحوار المتمدن-العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 22:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كان يا مكان في قديم الزمان،امراة اله تدعى بارفاتي ،كانت قرينة اله يدعى شيفا..كان الإله شيفا يغيب كثيرا ولفترات طويلة عن البيت حيث يذهب للتأمل في أحد الجبال ويتركها وحيدة في البيت،ويبدو أن بارفاتي تعبت من وحشة الوحدة فقررت أن تخلق هي بنفسها ابنا لها ،وهكذا ومن عجينة خاصة كان تضعها على جسدها ،خلقت ابنا لها وبثت فيه الحياة وسمته كانيشا..
وفي يوم من الايام ،طلبت من ابنها كانيشا حراسة باب غرفتها وان لا يسمح لأي أحد أن يدخل حتى تنتهي من استحمامها،وفي تلك الأثناء عاد الإله شيفا وأراد الدخول ولكن كانيشا الذي لا يعرفه منعه فاشتد غضب شيفا الذي لم يعتد على أن تعصى أوامره ، فقام وقطع راس كانيشا.وعندما خرجت بارفاتي من الاستحمام وجد ابنها جثة هامدة وبدون رأس فخرت بالبكاء وحزنت وتالمت كثيراً ، وطلبت من زوجها الإله شيفا الذي لم يكن أن يعلم أن كانيشا هو ابنه والذي أدرك سوء ما عمله،أن يقوم ويبعث فيه الحياة مرة اخرى, ووعد شيفا زوجته بأنه سيقطع رأس أول من سيمر من هناك حتى يضعه في جسد كانيشا ،فشاءت الأقدار أن يكون الفيل هو أول مخلوق يمر من امامهم ،فقام الاله شيفا بقطع رأسه ووضعه في جسد كانيشا ليبعث فيه الحياة مرة أخرى…..
ما رأيكم في هذه القصة؟؟؟؟؟؟؟ اسطورية من الدرجة الأولى ؟ خرافية وهرتلة من النوع الثقيل؟؟؟؟؟ نعم ،هذا ما تعتقده أنت ،ولكن هناك أكثر من مليار إنسان هندوسي أي أكثر من 15% من سكان الأرض وفي عصرنا الحالي ،عصر العلم والمعرفة والتنوير ،يؤمنون بهذه القصة ،فان كانت هذه القصة بالنسبة لك هرتلة خارج العقل والمنطق فهي بالنسبة لهؤلاء قصة حقيقية مقدسة لا محل للشك فيها..وانا اقول قبل أن تسخر من هكذا قصة توقف قليلاً وتذكر أن في معتقدك ما هو شبيه بهكذا قصة انت بدورك تعتبرها مقدسة رغم أنها خلاف العقل والمنطق،انت من تؤمن بطوفان اغرق العالم بأكمله بعد أن جمع الحيوانات على قارب أحدهم،أنت من تأمن بشق البحر ومرور شعب باكمله من خلاله،انت من تأمن بابتلاع الحوت لأحدهم وبقائه في داخل جوفه لثلاثة أيام،أنت من تؤمن بأن أحدهم طار الى السماء السابعة على براق ورجع بعد بضع ساعات…
هو هو ذلك التلقين والذي تناقل من جيل الى اخر حتى وصل اليك،هو هو ذلك الايمان الاعمى الذي يجعل بروفيسور في الجامعة هنا عندنا في كندا يصلي ويتضرع اليوم الى ذلك المخلوق براس الفيل ويضع أمامه كأس من الحليب ويغلق الباب خلفه عسى ولعل…نعم ،انها مهزلة العقل البشري الضعيف الذي لا زال يعتقد أنه بحاجة إلى اله يعبده حتى ولو كان برأس فيل….
وختاماً أقول ،لا تسخر من ما تعتبره خرافات وخزعبلات وهرتلات غيرك المقدسة عندهم،لان في تراثك وكتابك المقدس ما يشابه تلك الخرافات والخزعبلات والهرتلات ويزيد ،هي مقدسة بالنسبة لك وتلك مقدسة بالنسبة لهم ، هذه معجزة من الهك وتلك معجزة من الههم،هذا كل ما في الأمر……فتقبيل حجر أصم ورجم مخلوق وهمي بحجارات سبع ليست بأفضل من التضرع أمام ذلك المخلوق ذو راس الفيل…


تحياتي.
نعم للتنوير….لا للتخدير.

#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات