اؤمن بما شئت ولكن!!!!!

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

الحوار المتمدن-العدد: 7385 - 2022 / 9 / 28 - 22:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أهدي هذه المقالة إلى الأصدقاء المبدعين سام واليكس في قناة First evidence، والى الصديق المبدع ابو شمس المحسن ( شمس المحسن) صاحب قناة الحقيقة، حيث تمتزج النكهة في اللهجة العراقية مع المزاح المعروف عندنا ولكن الأهم، الجد والبحث العميق في كشف المخفي والمغيب، المجهود الرائع والراقي في تحفيز الأذهان والاستنتاج الرائع والفريد.تابعوا هاتين القناتين وأنا أضمن لكم الاستمتاع والفائدة مع بعض ال….وأقول لهم استمروا في التنوير،فنحن أبناء اليوم…..
" اعبد حجراً لو شئت ،ولكن لا تقذفني به"..قالها بوذا قبل أكثر من 2500 عام…وأنا أقول أليوم " أؤمن بشجرة النخيل إن شئت،أفضل من أن تؤمن باله سادي دموي يستهزئ بخلقه.على الأقل أن هذه الشجرة الطيبة لا تعطيك إلا خيراً. من ثمار ومن سعف،من جذوع ومن جمال وظل ترتاح تحته وقت التعب.…..
نحن البشر رغم اختلافاتنا وتناقضاتنا ،رغم اختلاف مجتمعاتنا ولغاتنا وتوجهاتنا وثقافاتنا،رغم اختلاف رقعات جغرافياتنا،ورغم اختلاف اشكالنا والواننا وتصرفاتنا ونمط حياتنا وحتى اكلاتنا ،فالصيني لا يعرف الدولمة….نختلف أيضا في إيماننا وعقائدنا وطريقة أداء الطقوس والعبادات والصلوات ،نختلف في أعيادنا ومناسباتنا الدينية وشعائرنا،ولكن أهمها نختلف في الإله ذاته شئنا أم أبينا…والذي يقول "إلهنا واحد" يكذب ثم يكذب حتى ينقطع النفس ….
اليوم اقول، لا يهم ،كم اله يوجد حولنا ، وكم ملاك يحرس ذلك المكان وتلك البقعة ،لا يهم إذا كان إلهك فوق أو أسفل ،طويل أو قصير ،أبيض أو أسمر ،أمير أو فقير …لا يهم ،اؤمن بما شئت ،ولكن…..
** لا تكن ساذجا ولا غبيا ، لا مطيعا أعمى ولا مترددا ضعيفا. لكي لا تكون أداة يستعملها غيرك لأغراضهم الدنيوية ..ولا ابلها يستغله وكلاء الدين لكي يصعدوا على ظهرك…
** لا تجعل ايمانك يأخذك ويجذف بك إلى الوراء ،بل اجعله دائما يقودك إلى الأمام حيث عيونك ترى…
**لا تجعل دينك أو معتقدك أو ما تؤمن به،يسلخ انسانيتك ويعارض اخلاقك ووجدانك.ولا تجعله يستخف بعقلك ويستنزف طاقاتك…
** لا تفرض على الآخرين معتقدك أو الشريعة التي جاء بها, فقط لأنك تؤمن انه الحق ،كما انت أيضا لا تريد أن يفرضوا عليك معتقدهم وشرائعهم …
** لا تكن منافقا في إيمانك ،ولا تدافع عن ذلك النفاق ،فالنفاق يسلب روح الإنسان ويقتل ذاته ويفتك بشخصيته ويجعله فاشلا من رأسه حتى قدميه…أما إذا كان الدين هو سبب النفاق،فاعلم أنك في الطريق الضحل …
** لا ترقع ولا تدافع ،وانت لا تعرف ولا دراية لك، وانت لست طرفا ولا شاهدا..بل أذهب وأبحث كثيرا،ربما تقف على الحقيقية أو على الأقل أفضل فرضية منطقية،لأن التاريخ فيه الكثير من الشوائب التي يجب غربلتها.…
** لا يكون ذلك المعتقد السبب في حقدك وكرهك للآخرين.ولا يكون السبب في شتم ودعاء على الآخرين ،لأن الفاشل فقط من يفعل هذا…
** لا يجعلك فاشلاً في الحياة ،متمسكا بتعاليم أكل عليها الدهر والشرب، لا تليق بالحياة في يومنا هذا ،ولا يجعلك شاذا بين الآخرين ،مزعجا للآخرين حتى في صلاتك….
** لا يجعلك تعيش الماضي ،ولا يجعلك تحلم بحياة خرافية لن تستطيع أن تنالها في حياتك على هذه الأرض…
** ليس المهم أن تصلي وتتضرع ، وتحضر الصلاة مع الآخرين ،ولكن الأهم ماذا بعد ذلك ،وهل سيخلق فيك إنسانا أفضل ؟؟؟؟؟
** ابحث جيداً أولاً في كتابك المقدس ،ولا تتهاون ولا تتردد ولا تخاف من السؤال ,وإن قالوا لك لا تسأل ،فاعلم أنهم لا يعرفون ويخافون من ذلك السؤال…
** تذكر أن لكل معتقد وجه جميل ووجه آخر قبيح ،
ولن تصل الى حقيقية ذلك الوجه القبيح وانت تعيش داخل القوقعة...
** تذكر أن انسانيتك وضميرك وحسن تعاملك مع الجميع هم جواز سفرك الحقيقي.ومتى رأيت أن معتقدك يرفع من قيمك الإنسانية إلى أعلى الدرجات مع الآخرين المخالفين تأكد أنك في الطريق الصحيح…..
** تسلح بسلاح المعرفة وابحث جيدا عن الحقيقة القريبة إلى العقل والمنطق ،وان كانت خلاف معتقدك.الأفضل أن تواجه الحقيقة الصعبة من أن تعيش ذلك الخداع ،فكن قوياً جريئا لا ضعيفا متردداً في المواجهة ..
** لا تجزم أبدا أنك تملك الحقيقة المطلقة، فكل مؤمن بعقيدته يؤمن بتلك (البديهية) حتى لو كان خلاف العلم والمنطق والعقل..
** اؤمن بما شئت، ولكن لا تجعل معتقدك يسيطر عليك كالدمية ،لا تجعله يتدخل في حياتك ،ماذا تاكل وماذا تشرب ،ماذا تلبس وكيف تفكر…
** لا يجعلك تعيش تناقض وفوضى.بل سلام وراحة..
**لا يجعلك تتضرع الى إله سادي يبحث عن قرابين لحمية ولا آخر يبحث عن الخمس وعن الجهاد في سبيله.ولا تتضرع الى اشباح خلقها لك أجدادك فهذا كله من صنع الإنسان..
ودعوني أختم وأقول ،أؤمن بما شئت ،حتى لو صنعت لك دينا جديدا ولكن ليكن أوله إنسانية وآخره إنسانية،وتذكر.لا يوجد كتب تنزل من السماء بل فقط امطار وثلوج…

تحياتي…
نعم للتنوير….لا للتخدير.

#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات