أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد علي قاسم - صراع الثيران من گلكامش الى كرمان














المزيد.....

صراع الثيران من گلكامش الى كرمان


احمد علي قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7862 - 2024 / 1 / 20 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسيرات امريكا و صواريخ ايرانية

" هو الذي راى كل شيء فغني بذكره يا بلادي ، وهو الذي خبر جميع الاشياء و افاد من عبرها"

في ملحمة گلكامش ثمة اشارة غريبة ربما لم يلحظها الكثير ، مفادها عن سردية لحقيقة شاهقة تبدو انها تمثل حتمية تاريخية على كون ان ارض بلاد الرافدين هي الموطن الاول لصراع الثيران ، فلا اسبانيا و لا البرتغال و لا جنوب فرنسا هي مواطن صراع الثيران ، بل ان صراع كَلكَامش وإنكيدو اللذين قاتلا الثور السماوي و الذي جاء لينتقم للالهة عشتار بتدمير الأرض وقتل الناس ، هي اول لعبة صراع مع الثيران او بين الثيران ، فبعد ساعات مضنية من المصارعة بين كَلكَامش وانكيدو مع الثور استطاعوا تقول الملحمة انه في النهاية قتل الثور السماوي بعدما دفعوا السيف عميقًا في رقبتهِ، و هكذا بدات حكاية صراع الثيران في وادي الرافدين و استمرت ليومنا هذا بكل رشاقة و لياقة .

الا ان صراع الثيران في زمننا هذا لا يوجد فيه گلكامش النبيل و لا انكيدو المارد القادم من اعماق البراري و السهوب ، بل فيه ثيران مستوردة و مجوقلة جميعهم اتفقوا على نطح العراقيين كلما ارادو ان يبرهنوا عن جدارة قرونهم و قوة نطحاتهم .

الامريكي ، التركي و الايراني بعضهم ينطح بعض بالعراقيين و كل ناطح لديه باقة من التهم الموجهة و الجاهزة و الغريب في الامر ان لكل ثور ناطح جماعة عراقية تهلل فرحاً و تطرب لما تحدث قرون هذه الثيران المقدسة و المبجلة من اثر في دماء العراقيين و تزهق ارواحهم .

العراقي المنطوح الذي مات بقرن مسيرة امريكية او صاروخ بالستي ايراني او قصف تركي ، لا يعترف بفقه الصراع في حلبة اسمها العراق ، و كل حجج و اعذار الثيران الناطحة تتكسر امام حقيقةً الاسئلة الشاهقة …

الثور الامريكي يقصف بكل وقاحة و يستبيح دماء شباب الحشد الشعبي و حاكم اوروك ( بغداد) هو من دون لائحة الترخيص لهذا النطح المشرعن قانونيًا باتفاقية الاطر الاستراتيجية سيئة الصيت ، اما التركي الهجين الهوية فانه ينطح بكل يسر و يمد قرنيه في عنق العراق و لذا يغفو حكام بغداد على أمل ان القرن لن يذبح الرقبة ، بينما الايراني صاحب القرون المقدسة فكل نطحة منه علينا ان نهلل بعدها بالصلاة على محمد وال محمد تكريمًا لما تقدمه من دماء قرابين النصر على الموساد الاسرائيلي الذي يجوب شوارع اربيل كلما كانت طهران بحاجة الى ارسال رسائل لا تقبل التشفير عن كون ثيرانها ذات بائس و قوة اقليمية و قرونها طويلة وقاسية .

الامريكي يقصف
التركي يقصف
الايراني يقصف
والمقصوف هو العراقي فقط بعيدًا عن كل التبريرات السياسية و الاعذار الولائية.

شكرا حكومة الاطار لانكم حافظتهم على الملكية التاريخية في لعبة مصارعة الثيران و اثبتم انها ولدت عراقية و ستبقى كذلك طالما انكم تحكمون بغداد .



#احمد_علي_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإطار الشيعي وخرافة المكون الأكبر
- ‏لماذا تم تشجيع فنلندا على مواجهة روسيا، وكيف سيكون الرد؟
- كتاب الحالة الانسانية . الترياق المضاد لعدم رجوع الحياة: حنة ...
- العقل الديني الوهابي وازمة البديل القومي
- من شوة سمعة الفساد ومن اساء الى قانون ساكسونيا ؟
- انطولوجيا الضياع
- السيادة و انتظار الوطنية ..
- معضلة المثقف المتحزب / حصار القيم ومعتقل الولاء


المزيد.....




- السيول تجتاح مدينة عدن اليمنية وتتسبب في كوارث إنسانية
- -تمت السيطرة عليه سريعًا-.. حريق في فيلا محمد صبحي
- قمة أوكرانيا: هل يمكن لأوروبا الاعتماد على الولايات المتحدة؟ ...
- خبير عسكري: تدمير غزة يتطلب أكثر من عام وسط تحديات إستراتيجي ...
- الاحتلال يقتلع مئات أشجار الزيتون بالضفة ومئات يقتحمون الأقص ...
- ساعر: على أوروبا أن تختار بين إسرائيل وحماس
- كاتب بمعاريف: هذا هو المرض المزمن الذي يهدد إسرائيل
- النرويج تدعو لبناء تحالفات قوية ضد إسرائيل وترفض تصريحات ساع ...
- حقيقة فيديو بيان مشيخة عقل الدروز بعد -عزل حكمت الهجري-
- شاطئ أبو تلات بالإسكندرية: كيف انتهت رحلة تدريب طلاب، بكارثة ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد علي قاسم - صراع الثيران من گلكامش الى كرمان