أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - نظرية التطور من الكمي إلى الكيفي














المزيد.....

نظرية التطور من الكمي إلى الكيفي


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7862 - 2024 / 1 / 20 - 21:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الطبيعة كل شيء يتطور بالتدرج على مدى طويل جدا ضمن ظروف معينة من الطاقة تماشيا مع معادلة أينشتاين المتعلقة بالتحول المتبادل بين الطاقة والمادة E= m c² فلن تجد مثلا شجرة تثمر فور غراستها أبدا وهذا يعني عدم وجود خلق مباشر وبدون صيرورة وتحولات للمادة مثلما يوجد بالأديان. فالتطور حسب التاريخ الطبيعي للمادة ينطلق من البسيط ثم يصل إلى المعقد عن طريق التفاعل المتكرر والمتواصل بالإندماج والتفكك والتداخل مما ينتج موادا جديدة صعودا إلى مراحل عليا إلى حين تجمع وتواجد الظروف الفيزيائية لتتحول المادة من الحالة الكمية إلى الحالة الكيفية.فالجسيمات الكمومية البسيطة الحاملة للطاقة الذرية والذبذبات والكهربة الممغنطة تحت تأثير جاذبيتها الخاصة كمادة بوجود طاقة كبيرة جدا تنتج عناصر جديدة بالإندماج النووي وطاقة وهكذا تكون الهيدروجين ثم الهيليوم فالعناصر الثقيلة كالبلوتونيوم والأورانيوم وبفعل الجاذبية تكونت النجوم والكواكب والمجرات والثقوب السوداء العملاقة وهكذا انتقلنا من الجزيىء البسيط الكوارك والكوانتوم إلى المجرات التي تحتوي كل واحدة منها مليارات من النجوم والكواكب.وكل ما حدث في الكون تفسره معادلة أينشتاين E= m c² فالطاقة هي المحرك الأساسي للطبيعة والضوء هو العنصر الكيفي المنبثق عن المادة والمتكون من فوتونات تحمل طاقة وذبذبة مصاحبة كبصمة وكود دالة على المصدر وقد تبين أن سرعته ثابتة في الكون في حدود 300000 كم في الثانية الواحدة.ومثل ذلك بالتوازي على مستوى الحياة والبيولوجيا فقد تحولت المادة إلى مادة عضوية وهي التي أنتجت بعد تحولات كثيرة وعلى فترة طويلة من الزمن وتحت ظروف معينة من تحولات المادة والطاقة الأحماض الأمينية فكانت الطريق معبدة للوصول للخلية الأولى والشفرة الوراثية المسؤولة عن التجدد والتطور والتعقيد وصولا إلى الكائنات الحية. وبتطور هذه الكائنات من الأشكال البسيطة والبدائية إلى الكائنات الحاملة لدماغ تحولت المادة الحية من الوضع الغريزي المبرمج بالوراثة (أكل وشرب ونوم وتكاثر) مثل الحيوانات إلى مادة حية عاقلة لها وعي وإدراك وتفكير مثل الإنسان العاقل. فالمادة الحية تطورت من مادة خام غير واعية إلى مادة حية واعية بما حدث لها من تطور على مستوى الأعصاب والدماغ تحت تأثير الطاقة فنتج تحول من الوضع الكمومي والكمي إلى وضع كيفي مثلما حدث تماما على مستوى المادة. فالإندماج الذري كما يحدث في الشمس ينتج عنه تحول كيفي وهو الضوء المتكون من طاقة (فوطونات) وذبذبة كدليل على المصدر (معرفة ضمنية} وهو بمثابة شفرة وراثية عند الكائن الحي فنعرف من خلال معالجة وتحليل الطيف الضوئي بعد وعمر وحرارة النجوم. فالمادة موجودة وليست في حاجة لخالق أبدا وصيرورتها تتحكم فيها القوى الأربعة المنبثقة من وجود المادة نفسها وهي الجاذبية والكهرومغناطيسية والذرية الضعيفة والذرية القوية. والكون الذي ثبت تمدده وعشوائيته الكمومية ليس مستقرا وثابتا بل هو متحول تحت سلطة الأنتروبي والطاقة متوجها في توسعه إلى نقطة إنفرادية تتلاشى فيها الطاقة وتتحول إلى مادة وتكون العشوائية في أعلى درجاتها القصوى فيتداعى الكون على نفسه ويتحطم وينهار ويعود تحت قوة الجاذبية إلى الحجم الصفري الكمومي فيتوقف عداد الزمن (لا زمن) لينفجر الكون من جديد في حالة تسلسلية بين انفجار وتمدد وانهيار فانفجار وهكذا دواليك. فالعلم الحديث كشف عن الكثير من أسرار الحياة والمادة بالتفاصيل ولم يبقى الكثير حتى تظهر كل حقائق الكون والطبيعة.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجود والخلق بدون إله
- النخب والقطيعة المعرفية
- الأديان التوحيدية والمجتمع الذكوري والنساء
- لماذا لم تحدث في العالم الإسلامي القطيعة المعرفية؟
- زمن الشيوخ والتجارة بالدين
- إله الأديان كنتيجة لجهل وفشل الإنسان البدائي
- الوجود موجود وليس في حاجة لخالق
- العلم يحيل الإله على البطالة
- والآن إلى العمل وكفى كسلا وتنبيرا
- وهم الجنة الموعودة
- الإرادة الحرة للإنسان وهم أم حقيقة
- الإنتخابات ومساهمتها في التنمية
- هل يمكن الخروج من المأزق؟
- عندما يصبح الزنا مباحا
- الدافع الأساسي لصناعة الأديان
- غياب عدل الإله في النص القرآني
- الدعاء نفي لمعرفة الإله وعجز للإنسان
- الجهل والخرافة والمقدس
- الفلسفة والعلم : تكامل أم صراع
- إله القرآن لا يعلم ولم يخلق شيئا


المزيد.....




- سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق ال ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم السا ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...
- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - نظرية التطور من الكمي إلى الكيفي