أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - قليلي الأدب: انتهى في تونس وقت اللّعب!!














المزيد.....

قليلي الأدب: انتهى في تونس وقت اللّعب!!


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7860 - 2024 / 1 / 18 - 15:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


منذ أيّام مثل أمام القضاء ʺصحفيʺ تونسي بتهمة الإساءة لوزيرة التجارة الحالية في أحد البرامج الإذاعية.
قَبْلَهُ بمدّة غير بعيدة عُرض أيضا على القضاء ʺشاعرʺ تونسي أساء لوزيرة الثقافة الحالية عبر موقعه الخاص على شبكة العنكبوت.
عن هاتين الحالتين بالذات تساءل النّاس عندنا باستغراب عجيب يبعث على الحزن و البكاء: و هل تستحق هذه الإساءة اللفظية أن يحاكم بسببها أحد بالسجن أو بالغرامة... و ما بالك إن كان هذا الأحد صحفي أو شاعر؟!
أغلب المتسائلين لا يرونها أبدا داعيا للمساءلة بل إنّهم يدعمون المُسيء و المنفلت من لسانه بحجّة أقبح من ذنبه ألا وهي... حريّة التعبير!!
يقولون إنّ الثورة منحتنا حريّة الرّأي و هو تقريبا انجازها الوحيد فلا يجب، بالتالي، تكميم الأفواه!! ثم إنّ عضوات الحكومة في خدمة الشعب و لَسْنَ فوق النّقد!!
منذ الثورة المسكينة، التي صار يستشهد بها هؤلاء و هم آخر المؤمنين بها، و نحن نحيا معهم في عالم تختلط فيها المفاهيم اختلاطا مُريعا خاصة من بعد تزامن قيام ثورتنا مع حلول فتنة شبكات العنكبوت على أرضنا!
صار سبّ النّساء و إهانتهن على العلن و خاصة منهن النساء البارزات حقّا مكتسبا لدى فئة من الجبناء من عديمي الأخلاق و الأدب الذين كانوا يرتعبون قبلا من ذكر اسم امرأة كانت تحكمهم و ما إن نزلت من على كرسي الحكم حتى صارت ليلى الطرابلسي ...تلك الحلاّقة...تلك...تلك... ثم يشرعون في كيل تُهمٍ مجّانية من وحي حقدهم فقط و خيالهم المريض و إلاّ فما الجدوى من سبّ و قذف امرأة غائبة ما عاد لها شأن هنا و لا عاد لنا شأن بها!
إنّه التسيّب الأخلاقي الذي انحدرت فيه تونس بعد الثورة بعد أن حوّلوا وجهة الثورة الصادقة النظيفة إلى أوكار العفن و الفساد و الإفساد.
و إنّ أساس كلّ الفساد – يا سادة- لهو انعدام الأخلاق و انخرام عقدها بين النّاس.
و ها أنّنا صرنا نرى تطاول الصّغير على الكبير و تطاول أشباه الرجال على النّساء.
و ما تطاول أمثال هؤلاء إلاّ لغياب آلة الردع و تغييبها عن قصد... لِيَعُمَّ في الأرض البلاء.
و ها أنكم ترون أنّه بمجرّد أن تحرّكت آلة الرّدع في هذا الزمن الثوري بامتياز حتّى انتفض أولئك العاملون على إطالة حالة الفوضى و التسيّب ليسهل... إقرار حكم الغوغاء!
ستظلّ آلة الرّدع ضرورية لردع هؤلاء المتطاولين على الأخلاق عامّة و بخاصّة على جنس النّساء لأنّ من لا أخلاق له و لا ضمير و كانت نفسه المهزوزة تضج حقدا لرؤية النساء في إدارة الحكم، فانّه لن ينثني عن أفعاله الساقطة الوضيعة إلاّ إذا دفع من عمره سجنا أو من جيبه مالا.
مع الأسف لقد أثبت لنا أمثال هؤلاء أنه لا تنفع معهم إلاّ العصا!! و في غيابها فإنهم يعيثون في الأعراض فسادا متدثرين بعباءة حريّة التعبير و خاصة إن كانوا من فصيلة ذلك الصحفي الذي لا نعرف له أعمالا صحفيّة تُذكر، و ذلك الذي يقول أنه ʺشاعرʺ و أيضا أستاذا في الجامعة التونسية.
يا للهول!! إنّها النخبة إذن!
نخبة هي و أيّ نخبة!
نُخبة كان يُفترض فيها أن تكون أفضل مَثَل لجيل ثورة تونس الصادقة النقيّة!!
و لكن...
بئس النّخبة هي هذه النخبة التي ابتلينا بها.
ما أتعسنا بها...و ما أتعس هذا الجيل الذي كان ينشد الحريّة الحقّة و الكرامة الحقّة فما وجد إلاّ نخبة سامّة حقودة تنفث سمومها على نساءها المتميّزات المجتهدات.
بئس وطن لا يحتفي بخيرة نساءه!! و اسألوا عن الحضارات التي حكمت فيها نساء لِتَعْلَمُوا أثر لمسة الأنوثة و الأمومة على يد الحكم الخشنة الغليظة.
سأكتفي فقط بأن أذكّركم بأعظم و أرقى الحضارات على الإطلاق: حضارة مصر القديمة و كيف كانت نساءها عزيزات و مبجّلات...و ما مكانة مصر العظيمة قديما إلاّ من مكانة نساءها.
لن تكون تونس الصغيرة، سليلة قرطاج، أمّة عظيمة إن لم تكافئ جهود نساءها العاملات الصادقات المثابرات.
عِزّة تونس من عزّة نساءها في المقام الأوّل فالمرأة هي الرّحم المقدّس وهي الأرض و العرض و هي الحِصن و المأوى في غابة الدنيا.
أليس هذا يكفي لنُكرمها فلا نقهرها و لا نسبّها و لا نُهِنْهَا؟!
ألم يقل المؤمن حقّا بقضية المرأة أنه يكفي لنُصرة المرأة سببا أنّها أمّ الإنسان؟؟؟
رحم الله المناضل الصّادق الطاهر الحدّاد.
في الأخير أودّ أن أهمس في أذن السيّدة وزيرة الثقافة الدكتورة المجتهدة الجميلة بأنّه ما كان عليها أن تُسامح و تعفو عن ذاك الذي يقول بأنّه شاعر و ما أظنّه أبدا كذلك... فكيف، فقط، يكون شاعرا؟! و هل من شاعرٍ في العرب و لا يعرف الأدب !!
لقليلي الأدب أردت اليوم أن أقول: جاءكم زمن الحزم و انتهى معكم وقت اللّعب!



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة لم نعرف أبدا كيف نحياها!!
- لا أنتَ أهلاً...و لا أنتَ فهيمْ!
- رحلة ثورة الياسمين بعد انتظار دام تسع سنين!!
- كفى لنفسك إهمالا!!
- انحدرنا و مازلنا...
- عربيّة عليلة...و في حروفها الدواء!
- تميمة حظ... لكل كاتب!
- وَ لَكُمْ فِي الكِتَابِ آيَاتْ...
- لِمَاذَا تَهْوَانَا هَذِهِ البَلْوَى!؟!
- إلى أفيخاي أدرعي: و أنتم، بالنّووي، العاجزون!
- اصْحَ يا ابن العم: لقد انتهى عهدهم...و اليوم فجرٌجديد☼
- في تونس عِناد المعارضة... و عِناد الحكومة في اسرائيل!
- السيد أفيخاي أدرعي: و مازال في الحبر بقيّة...
- أَمِنْهُمْ سَيَخْرُج لَكَ الحظّ وَ يَأتِيكْ؟!
- لِتَسْلَمُوا: انْزَعُوا أَظْفَارَكُمْ مِنْ لَحْمِ فِلَسْطِين ...
- إلى أفيخاي أدرعي: سَلَامِي لِيَحْيَ السنوار...
- و يكتب القلم ما يُريد!!
- السيد أفيخاي أدرعي: أمازلتَ بعدُ في ضلالك القديم؟!
- إِلَيْكَ... يَا ابْنَ العَمْ: لاَ نَامَ وَ لَا اطْمَئَنْ مَن ...
- وَ هَلْ أَنَا اخْتَرْتُهُمْ؟!؟


المزيد.....




- هيئة الأسرى: ممارسات انتقامية وظروف اعتقالية قاسية تعيشها ال ...
- الكويت.. فيديو لـ270 شتلة في -مزرعة- ماريجوانا لأحد أفراد ال ...
- افضل اغاني الاطفال.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل سا ...
- متحرش يعتدي على طفلة في المغرب.. وكاميرات المراقبة ترصد الجر ...
- سلسلة اغتصاب واعتداءات جنسية بحق القصّر والنساء في لبنان
- مقتل امرأة بهجوم بالمسيرات الأوكرانية غربي روسيا (صور)
- الكويت.. ضبط مواطن من الأسرة الحاكمة يزرع الماريجوانا في منز ...
- تردد قنوات الاطفال الجديد 2024 تحديث شهر مايو.. تردد قناه ون ...
- توقيف أحد المعتدين على المحامية اللبنانية سوزي بو حمدان
- حملها هيطيروا من الفرحة.. تردد قناة ماجد الجديد 2024 Majid k ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - قليلي الأدب: انتهى في تونس وقت اللّعب!!