أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء السابع والأخير)















المزيد.....

الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء السابع والأخير)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7857 - 2024 / 1 / 15 - 08:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بنوع من الفضول الفلسفي، المصحوب بدهشة الاكتشاف، قادني البحث عما قيل وكتب حول هذا الموضوع إلى هذه الدراسة الرائعة المنشورة على النت بقلم بينوا غوتييه. وبما أن الكتابة ثمرة للقراءة، كانت هذه الترجمة:


إذا سلمنا:
(1) بأن الاستنتاجات من النوع الذي نتوصل إليه في التجارب الفكرية الخاصة بالساعة المتوقفة أو بالأمير والإسكافي لا علاقة لها بما يحدث في العالم؛
(2) بأنها، لهذا السبب، ليست من طبيعة الفرضيات - التي ترتبط دائما بما يحدث أو سيحدث في هذه الوضعية أو تلك (مثل تلك الموجودة في العلم أو في تفكيرنا المضاد للواقع، والأشياء العادية التي نشكلها حول العالم)؛
بعبارة أخرى، إذا سلمنا
بأن (1) + (2) لا يقومان على ما يقوم عليه العلم، وأنه ليس بالطريقة التي يقوم العلم على ما يقوم عليه أنهما يقومان على ما يقوم عليه.
فإن
(3) الضرورات المنصوص عليها في هذه الاستنتاجات تعود بالأحرى إلى التحقيق المفاهيمي عوضا عن المعرفة الميتافيزيقية إذا كان صحيحا أنه من أجل أن تعود إلى المعرفة الميتافيزيقية، ستكون هناك حاجة إلى استمرارية أكثر أهمية مع المعرفة العلمية.
ومع ذلك، لا يمكننا قبول هذه الجملة الأخيرة تماما ونؤكد، بالتالي، أن النقطتين (1) و(2) لا تجعلان من الممكن إثبات أن الضرورات المعنية تعود إلى البحث المفاهيمي وليس إلى المعرفة الميتافيزيقية. لكن يمكننا أن نتساءل كيف لا يمكن أن يميل الميزان بشكل جدي نحو البحث المفاهيمي إذا قبلنا ما طرحه لوي - رغم كونه ميتافيزيقيًا دون أدنى شك - حول طبيعة معرفتنا بطرائق معينة تعتبر، بالنسبة له، ميتافيزيقية بلا شك: "إن معرفة جوهر شيء ما لا تعني التعرف على شيء آخر من نوع معين، ولكن ببساطة تعني فهم ماهو هذا الشيء بالضبط. هذا هو في الواقع سبب كون معرفة الجوهر ممكنة، لأنها ببساطة نتاج الفهم - وليس الملاحظة التجريبية، ناهيك عن نوع غامض من شبه المعرفة الإدراكية مع كينونات باطنية من نوع معين."
لكن:
كل الحقائق حول ما هو ضروري أو ممكن، بالمعنى الميتافيزيقي، ترتكز على حقائق حول جوهر الأشياء - ليس فقط الأشياء الموجودة، ولكن الأشياء غير الموجودة كذلك. […] إذن، هذه حقائق يمكننا فهمها ببساطة من خلال فهم ماهية الأشياء […]. وبالتالي، فإن كل معرفة بالضرورة والإمكان الميتافيزيقي هي في النهاية نتاج الفهم .
في مقال أحدث، يوضح لوي أن “حقيقة فهم الجوهر لا تعني شيئا آخر […] سوى فهم تعريف حقيقي [بالمعنى الأرسطي]، أي فهم نوع خاص من القضايا». يتعلق الأمر، والحالة هاته، ب"القدرة الفكرية التي، مهما كان المفهوم الذي نتبناه، يجب علينا أن نسلم فعلا بأننا نمتلكها: القدرة على فهم بعض القضايا على الأقل، بما في ذلك تلك التي تعبر عن تعريفات حقيقية". يوضح لوي موقفه من هذه المسألة باستخدام المثال التالي:
"إنها حقيقة ضرورية ميتافيزيقيا، بحكم جوهر مثل هذه الأشياء، أن يتطابق التمثال البرونزي، في كل لحظة يوجد فيها، مع قطعة من البرونز، تختلف عدديا عن ذلك التمثال.
كيف نعرف ذلك، إذن؟
بالتأكيد ليس من خلال المراقبة الدقيقة لما هو موجود في مكان معين ووقت معين. وبالملاحظة لن نرى أن شيئين متميزين يشغلان هذا المكان. بل نعرف ذلك لأننا نعرف ما هو التمثال البرونزي وما هي القطعة البرونزية."
على أولئك الذين يؤكدون "أنهم لا يفهمون كيف [...] يمكن لشيئين مختلفين عدديا، تمثال برونزي وقطعة من البرونز، أن يتكونا من نفس الجزيئات البرونزية تماما في نفس اللحظة الواحدة"، يرد لوي بأنهم ببساطة، لم يدركوا أو لم يفهموا بعد ما هو التمثال البرونزي أو ما هي قطعة البرونز (أي جوهر هذين الشيئين وبالتالي الحقائق النموذجية التي تنطبق عليهما)، وعلى وجه الخصوص، أنهم لم يفهموا بعد "ما هي شروط هوية واستمرار مثل هذين الشيئين"؛ الأمر الذي كان سيسمح لهم بإدراك أنهما متميزان وبالتالي فهم الحقيقة الضرورية (المفترضة) ميتافيزيقيا وهي أنه في كل لحظة يوجد فيها تمثال من البرونز يتطابق مع قطعة من البرونز تختلف عدديا عن هذا التمثال.
والسؤال الذي قد نرغب بعد ذلك في طرحه على لوي هو: "كيف يتسنى لنا فهم ما هو جوهر شيء ما؟"؛ أو، إذا اعترض أحد على أننا نحقق ذلك على وجه التحديد من خلال فهم تعريفه الحقيقي: "كيف نتوصل إلى أن نفهم ما هو، بالنسبة إلى شيء ما، التعريف الحقيقي الذي يعبر عن جوهره (وبالتالي، بالنسبة إلى لوي، الضرورات والإمكانات الميتافيزيقية التي تنطبق عليه)؟"؛ أو مرة أخرى: “كيف، عند قراءة (مثلا) التعريف الحقيقي لشيء ما، هل نتمكن من فهم أن هذا هو بالفعل تعريفه الحقيقي؟". وبطريقة أكثر إيجابية بعض الشيء، يكون السؤال الذي قد نرغب في طرحه هو: "لأي أسباب بالضبط يجب علينا أن نرفض الفكرة - تجعلها النقطتان (1) و(2) معقولة - ألتي مفادها أننا من خلال التحقيق أو التوضيح المفاهيمي فهمنا طبيعة شيء ما، تعريفه الحقيقي، أو من تعريفه الحقيقي أنه تعريفه الحقيقي – وبالتالي الحقائق الضرورية التي تنطبق عليه؟"
يعتمد جواب لوي على هذا السؤال على منطق مماثل لذلك الذي طرحه ويليامسون (الذي ذكرته أعلاه) ضد فكرة أن الفلسفة هي نشاط التحقيق المفاهيمي: يتمثل التحقيق المفاهيمي في السعي إلى إثبات الحقائق حول مفاهيمنا بمعنى أن العلم يسعى جاهدا إلى إثبات حقائق حول العالم - وهذا يعني، بالنسبة إلى لوي، أن معرفة هذه "الأشياء أو الكيانات" التي هي "مفاهيمنا الخاصة". ومع ذلك، فإن "معرفة الجواهر ليست معرفة بالأشياء أو الكيانات من أي نوع" ولكنها، بالنسبة للوي (على عكس ويليامسون)، شكل من أشكال الفهم. قبل كل شيء، تقوم الحقائق التي نصل إليها من خلال التحقيق المفاهيمي، وفقا للوي، على مفاهيمنا وليس على العالم - على مفهومنا عن التمثال أو المعرفة وليس على التماثيل أو على المعرفة نفسها، مثلا. ومع ذلك، فإن "الحقائق الأساسية حقا" ليست "مجرد حقائق مفاهيمية" لأنها "لا علاقة لها، بشكل عام، بمفاهيمنا أو كلماتنا، بل بطبيعة الأشياء المعنية" .
في مواجهة هذه البرهنة، يمكن لنا، مرة أخرى، الاعتراض على أن واقعة انتهاج التحقيق المفاهيمي لا تعني بأي حال من الأحوال، على الأقل في ذهن شخص مثل فيتجنشتاين، أن الحقائق التي يمكن التوصل إليها سيرا على نفس النهج تقوم عل مفاهيمنا، بدلا من طبيعة الأشياء. ومع ذلك فقد أشرت أعلاه إلى أي مدى يبدو لي هذا السؤال الحاسم مشوشا بشكل خاص، وأود أن أنهي كلامي بتسجيل الملاحظة التالية: إذا سلمنا بأن النقطتين (1) و(2) وأيضا، مع لوي، بأن الحقائق الضرورية التي تهتم الفلسفة بإبرازها حول الأشياء التي تعتبرها (سواء تعلق الأمر بالمعرفة أو الهوية الشخصية أو هوية قطعة أثرية) تتمثل في فهم ماهية هذه الأشياء بدلاً من معرفة شيء عنها، يمكننا بعد ذلك أن نميل بشكل مشروع إلى اعتبر أن الاستدلال الفلسفي يتمثل في انتهاج التحقيق أو التوضيح المفاهيمي. وإذا افترضنا أننا نسلم بأن هذا هو بالفعل الطريق الذي يبدو أن الفلسفة تسلكه، فلا ينبغي لنا أن نعتبر أن المصادرة على المطلوب المتمثلة في الاعتراض على أن الفلسفة لا يمكنها أن تسير على هذا المنوال، مادام أنها يجب أن تكون قادرة على اكتشاف أشياء لا تسمح طريقة الانتهاج باكتشافها، لا تشكل أي سبب للاعتقاد بأن ذلك مجرد مظهر.
المصدر: https://books.openedition.org/cdf/3540?lang=fr



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمون دي بوفوار: المرأة متساوية مع الرجل من الناحية الفكرية ...
- جان جاك روسو: الملكية الخاصة تؤدي للتفاوت والمجتمع المدني يغ ...
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء ال ...
- تحالف جديد بين حزبي الوردة والكتاب وحزب المصباح يكابد العزلة
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء ال ...
- حسن نجمي في ضيافة برنامج -قهيوة ولا أتاي- لعتيق بنشيكر
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء ال ...
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء ال ...
- حسن نجمي في ضيافة -قهيوة ولا أتاي؟- (الجزء الخامس والأخير)
- حسن نجمي في ضيافة برنامج -قهيوة ولا أتاي؟- لعتيق بنشيكر (الج ...
- حسن نجمي في ضيافة برنامج -قهيوة ولا أتاي؟- لعتيق بنشيكر (الج ...
- حسن نجمي في ضيافة برنامج “قهيوة ولا أتاي” لعتيق بنشيكر (الجز ...
- حسن نجمي في ضيافة -قهيوة ولا أتاي- لعتيق بنشيكر (الجزء الأول ...
- نداء مجموعة من المثقفين العرب إلى قوى العمل الوطني الفلسطيني
- رهانات تمازيغت بالمغرب
- لحظات مؤثرة ومفجعة: أهم الأحداث التي طرأت خلال عام 2023 في ا ...
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء ال ...
- تأسيس لجنة وطنية لدعم حراك فكيك ومطالب فكيك وعموم جهة الشرق
- بوزنيقة: منع وقفة أحتجاجية ضد افتتاح متجر كارفور
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء ال ...


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء السابع والأخير)