أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - النازشية الصهيونية لمواجهة -طوفان الأقصى-















المزيد.....

النازشية الصهيونية لمواجهة -طوفان الأقصى-


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7855 - 2024 / 1 / 13 - 21:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احاول ان اجد وصفا، ان اشتق مفردة، تعبر وحدها لما تقوم به عصابات القاعدة الاستراتيجية الصهيو استعمارية في فلسطين المحتلة، من مجازر دموية وجرائم وحشية وانتهاكات همجية فاقت فيها ما مارسته حكومتا النازية والفاشية الاوروبيتان، وما بعدهما في الحروب العالمية والدولية وما تلاها، فلم اجد غير اشتقاق كلمة من المفردتين لتمييز ووصف ما يحصل في غزة اليوم بعد ملحمة طوفان الأقصى. مفردة تقابل الممارسات الوحشية والتدميرية وتوصفها وتعتبرها ميزة لها سيكتب التاريخ عنها بما يخجل متابعتها ومشتركات المجازر الوحشية التي سجلت، لما سبقها من حروب وعدوان في فلسطين وباقي المعمورة، من قبل الامبريالية العالمية وادواتها وقواعدها الاستراتيجية.
صحيح ان النازية، اختصار لاسم حزب قاده ادولف هتلر، الذي ارسى تناقض وازدواجية المعايير والمفاهيم والقيم، ففي الوقت الذي حمل عنوان حزبه، الحزب الوطني الديمقراطي الالماني، زج بلاده في حروب داخلية وخارجية عالمية، استخدمت كل الاسلحة في الابادة والقمع والاضطهاد والتدمير للبلدان والشعوب التي استهدفت بخطط الفوهرر وعصاباته، ومثله حكم الفاشية في ايطاليا وزعيمه بينيتو موسوليني وحزبه الذي حمل اختصار اسمه عنوان الفاشية. وتحالف الحزبان والتياران وحكم التاريخ عليهما وسقطا بعدما خسّرا العالم والبشرية أفدح الخسائر المادية والمعنوية، ولاسيما البشرية منها، وسجلا اسميهما في صفحات التاريخ السوداء.
كل المفردات او المقولات التي قيلت او ترددت في حالة ما يحصل في غزة لا ترتفع لمستوى الواقع، فلا التطهير العرقي، الابادة الجماعية، التهجير القسري، الحرمان من كل مقومات الحياة اليومية والخدمات الاساسية، الماء والطعام والدواء والكهرباء والانترنت والوقود والسكن والامن والامان وغيرها من المتطلبات المطلوبة للحياة الطبيعية للمواطنين في اي بلد، وقصف المباني وهدمها وتدميرها، بما يسمى بالارض المحروقة، او التباهي بقصف الاحياء السكنية والمدارس والمستشفيات والمراكز الدينية بكل انواع الاسلحة المحرمة وتحطيم اية امكانية للاستخدام والتعامل فيها، وحصار السكان والاعتقالات والاضطهاد
1
وصنوف من القمع ومنها تعرية المعتقلين وحجزهم في اوضاع لا اخلاقية ولا انسانية وغيرها من الجرائم الوحشية التي تحرّم في القوانين والاتفاقيات الدولية وتكون قوى الاحتلال ملزمة في توفير الحماية وتنفيذ واجباتها القانونية لصالح السكان في البلدان المحتلة وفي ظروف الحرب والعدوان، ان تحافظ عليها وتراعي ظروفها وتحمي تكويناتها، وهي بالاخير صورة فاضحة لما يراد منها او تعبر عن حقيقة ما يجري في غزة. حيث ان المرجعية الفكرية لعصابات الحرب والعدوان في الكيان الصهيوني وداعميه في واشنطن لا تبتعد عن فكري وعقيدتي النازية والفاشية، على السواء، مفهوما واقعيا وعمليا، بل تم الجمع بينهما او مزجهما في صورتهما البشعة، رغم تناقضات المواقف بين الفترتين، الا إن الوقائع ترتبط بخيوط الممارسات الوحشية والابادات اللاانسانية التي كتبها التأريخ، لما سبق وحصل ولما يحدث ويجري في فلسطين حاليا. ويضاف لها ما لا يوجد وصفا له في الممارسات العملية الوحشية المميزة لحكم الاستيطان الامبريالي.
يكرر التاريخ نفسه في ما يجري في فلسطين في مرحلة سباقة لما سبقها، وفي تطوير الادوات والاساليب والممارسات الارهابية الاستيطانية الاحتلالية الدموية الوحشية، والمؤلم في الامر ان هذا التكرار الذي يعقد على ارض وشعب فلسطين يبرر له وباشكال مختلفة داخل الدول التي تزعم رعايتها لحقوق الانسان والحريات ومحاربة الاستبداد والديكتاتوريات، ولم يتعظ من الاخطاء والخطايا والتوحش الاجرامي، لا سيما في النتائج التي كانت في التضحية لاكثر من 60 مليون شخص وعيش ما يقارب ضعف هذا العدد في حالات تشوه وامراض نفسية او فقدان احد اعضائه الجسدية او الاصابة بعجز عام وخسارات وتعقيدات في العيش الكريم او كبشر عاديين طبيعيين. هذا التاريخ لا يغيب ولا يضيع، سيظل شاهدا وصارخا وناقدا لمن عاشه او يطلع عليه الان في ما يرى ويحصل امامه بكامله، او هو كما هو، في الواقع والحدث اليومي.
لقد فضحت معركة طوفان الأقصى وسلطت الاضواء على حقيقة حكومات الغرب والقوانين والمنظمات الدولية ووضعتها على المحك، عارية مكشوفة بممارساتها ومشاركاتها الفعالة في الجرائم النازشية، التي اصبحت وصمة عار يسجلها التاريخ لتلك الفترة الزمنية ما بعد السابع من تشرين اول/ اكتوبر 2023. وكشف التخادم الرسمي الغربي وبعض العربي والاسلامي تخاذلا كبيرا لحقوق2
الشعوب في الدفاع عن ارضها ومقدساتها وقيمها العقيدية والإنسانية، كما بين
بوضوح ازدواجية المعايير والمفاهيم والتضليل والتنسيق والتعاون باستخدام كل الاساليب والاشكال والوسائل، المحرمة وغيرها، بل وتجريب ما لم يجرب من وسائل عنف وارهاب وقتل واجرام، وليس الاسلحة النارية وحدها، بل وسائل الاعلام وماكينات وجيوش وشبكات الاتصال والتضليل والغش والخداع وبكل اللغات والامكانات. والاقسى في هذه الحالة اعتراف ممثلي المنظمات الدولية والاقليمية المتخصصة في حقوق الانسان والحروب والقانون الدولي وما له علاقة بكل ذلك، بنازشية ما يجري والاقرار به ولكن التفرج عليه، والسماح لاستمراره دون التدخل بتطبيق قواعدها واجراءاتها وقدراتها لردعه ووقفه ومحاكمته وعدم تركه يمعن في اجرامه ويفلت من العقاب.
لعل اطلاق هذا المصطلح، والمراد بالنازشية، وصف ما ينطبق على الجرائم الوحشية التي ارتكبتها عصابات الاحتلال في القاعدة العسكرية للامبريالية والدعم المفتوح من قبل قواها المتوحشة والساعية للهيمنة ونهب الثروات والخيرات وتدمير الشعوب والبلدان. وهو يعري مصداقية الحكومات الغربية والمتخادمة معها في محاولات انهاء قضية الشعب الفلسطيني وعدالتها وحقوقها المشروعة في التحرر والحرية والاستقلال. حيث كشفت التناقض الجوهري والظاهري في المفاهيم والقيم الانسانية وعرّت دعاة القوانين والحقوق والمعايير التي تزعم بها وتتسابق في التغني بها في اي مشكلة او قضية عالمية او اقليمية او حتى محلية.
هذا المصطلح، النازشية، مفهوم وصف حال يتطابق عمليا مع صورة ما يحصل في غزة اليوم، اذ فاق ما فعله النازيون والفاشيون، ويصم قوى العدوان مباشرة، تبينه الممارسات الدموية الجارية، والتوحش السافر في القتل والتدمير، مستثمرة مفارقات التساوي في موازين الاسلحة والامكانات الحربية بين قوات عسكرية مسلحة ومدربة ومزودة بجسور جوية وبحرية وبرية من الامدادات مع الخبرات والمرتزقة، والدعم المفتوح من حلف الناتو العسكري وقائدته الادارة الامريكية واجهزتها ومؤسساتها المساهمة في النازشية القائمة اليوم، وبين كتائب "شهداء" مسلحة بايمان قوي بعقيدتها وهويتها واخلاصها لتحرير شعبها ووطنها من الاحتلال الاستيطاني والعدوان الوحشي المتزايد في اجرامه وكمية اسلحته التدميرية، والفضائح له والداعمين والمتخادمين معه، في خططهم
3
وممارساتهم واهدافهم المعلنة والمكتومة زمنيا.
لقد جمع الحكم الذي نفذ هذه الجرائم الوحشية، وتفنن في مواصلتها، كل ما قام به النازيون والفاشيون، وزاد عليه بما اضافه وامعن فيه، ولابد ان يحكم عليه بمثلهما، وتنتصر العدالة والحرية والتحرر الوطني رغم كل التضحيات..



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية ممثلي الشعوب وطوفان الاقصى
- «طوفان الأقصى» وطوفان الغضب الشعبي
- حركةُ التحرّر الوطني العربيّة واتفاقيّة أوسلو الفلسطينيّة
- صباحا ازور الحديقة
- الولايات المتحدة واحتلال العراق: بعد عشرين عاما العنوان يتكر ...
- عن احتجاجات الشوارع الاوروبية
- المعموري والاسطورة في السرد العربي
- المشهد السياسي في العراق: من الانسداد الى التدوير..
- قراءة في مذكرات محسن الشيخ راضي ج2
- الشيخ الماشطة ورواد التنوير في العراق
- نهج الانصار*
- عبد الفتاح ابراهيم والحركة الديمقراطية في العراق
- عند البحيرة استعيد الذكرى
- دم بشت آشان*
- عن بطل من الزمان العراقي..*
- مكتب الاعلام وسيول الربيع*
- هدتنا الكورونا
- عيد الحزب*
- العملية السياسية في العراق: مرحلة التفتيت والانسداد
- المشهد السياسي في العراق: خطوة الى الامام .. خطوة الى الخلف


المزيد.....




- ترامب يهدد إيلون ماسك بـ-دفع ثمن باهظ- بعد سجال حول -مشروعه ...
- نائبة أمريكية تسخر بست كلمات من خلاف ترامب وماسك: -شجار فتيا ...
- مقتل 68 شخصا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر ا ...
- حريق هائل يلتهم مستودعا للوقود ومواد التشحيم في مقاطعة موسكو ...
- الفيتو الأمريكي.. ضوء أخضر لإسرائيل لإبادة غزة
- الاحتياطي الفيدرالي يحذر من قفزة محتملة في التضخم بسبب رسوم ...
- حركة المجاهدين الفلسطينية تنعى أحد قياديها في غزة
- بعد فيدو الرقص الفاضح.. الأمير هاري وميغان ماركل في -أسعد مك ...
- زاخاروفا: اللعنة ستحل على نظام كييف إذا لم يستلم  جثث القتلى ...
- أهان مقام الرئاسة.. ترامب يؤكد انتهاء علاقته بماسك ويحذره من ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - النازشية الصهيونية لمواجهة -طوفان الأقصى-