أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - انقسام السودان بين البرهان وحميدتي














المزيد.....

انقسام السودان بين البرهان وحميدتي


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7854 - 2024 / 1 / 12 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف السودان واقع الصراع السياسي بين قواه السياسية وتعدد حروبه الأهلية منذ عقد الستينيات، وتكلل ذلك بحدثين مفصليان هما وصول الجبهة الإسلامية القومية وانفصال جنوب البلاد عن الدولة، وخلال تلك المسيرة السياسية الشاقة، ظل الجيش السوداني صمام أمام الدولة، رغم كم العتراث التي واكبت التاريخ السياسي للبلاد.
ومن ضمن الاعباء التي ألقت بضلالها على السودان تأسيس نظام البشير لدولة موازية لسيادة الوطنية كان من اشكالياتها إيجاد ميليشيات الدفاع الشعبي، قوات التدخل السريع كقوى مسلحة موازية للجيش، هدفها حماية أمن النظام وقمع المعارضة والمؤسسة العسكرية ذاتها.

ومع تنحية البشير عن الحكم استفادت قيادة قوات الدعم السريع من اضطراب الواقع السياسي في البلاد وفرضت ذاتها كقوة سياسية وعسكرية وأصبحت بجزء رئيسي من مؤسسة صنع القرار ممثلة في المجلس السيادي الحاكم، ومن خلال ذلك الواقع أصبح لهذا المكون السلطوي في البلاد مريديه وبغض النظر عن طبيعة مشروعيته السياسية.

وكان من المفترض أن تقوم قيادة الجيش السوداني بإزاحة قيادة قوات الدعم السريع مبكرا من المشهد العام، الا ان انشغال جنرالات الحكم في الصراع السياسي مع القوى السياسية والمدنيين مكن لدعم السريع، وأصبح قائدهم الرجل الثاني في الحكم وممثلهم في السلطة.

وخلال السنوات الأخيرة أصبح لهم ارتباطتهم الخارجية وهو ما أسفر عن اختراق السودان والعبث بسيادته واضعاف القرار السياسي لدولة، وواقع المواجهة ما بين الفرقاء السودانيين أكد على مدى حجم الدعم الخارجي الذي يناله الدعم السريع.

في المحصلة بلغت الأمور منحى الحرب الأهلية في البلاد بحكم كون أطرافها سودانيين، وفي ظل تورط الكثير ممن يدفعون بالواقع نحو البعد العرقي والجهوي، معتقدين بأن اختزال الصراع في هذه الأبعاد سيحقق لهم مكاسب سياسية، وسيمكن من الحصول على حالة استقطاب سياسي كبير شعبيا.

وفي حال القضاء على الدعم السريع سياسيا وعسكريا سينتهي الأمر في إتجاه حدوث حالة ضرر بالغ في تصدع النسيج الاجتماعي السوداني، خاصة وأن حجم الفجوة في الاوساط السودانية أصبح بالغ الأثر، بينما سيخلق عدم تمكن الجيش من هزيمتهم وتعقد الصراع فيما لا يخدم مستقبل واستقرار السودان.

كما أن حجم الهجرة والنزوح الكبير لسودانيين والذي بلغت اعداده أكان في إطار الدولة ذاتها أو نحو الخارج يعد واسعا جدا، ويشمل مناطق لم تعهد ذلك من قبل خاصة العاصمة وجوارها، ناهيك عن الضرر البالغ للبنية التحتية، فالمناطق التي كانت تفيما مضى تستوعب الهجرات الخارجية من دول الجوار والنزوح الداخلي السوداني أصبحت تشهد واقع تحرك عكسي طارد.

أما دفع وتشجيع البرهان الشعب لحمل السلاح لمواجهة الدعم السريع، سيدفع البلاد للانزلاق في حرب أهلية، وهو مؤشر جدي على عدم قدرته على حسم الصراع مع خصومه سياسيا وعسكريا، وهو ما سيطيل الصراع، فالمراهنة على بعض الشرعية السياسية في زمن الحرب لن تحسم حالة الصراع بين الطرفين، وذلك في ظل امثلاك الدعم السريع لأدوات القوة.
ن وجود قوات الدعم السريع بحد ذاته ليس إشكالية بقدر ما أن المعضلة تكمن في تعدد مراكز قرار الدولة، والذي يعد بظاهرة لم يعهدها السودان المعاصر.

لدى يكمن طوق النجاة في عدم حرف الصراع عن بعده السياسي، وعدم تحميله ما لا يطاق من أبعاد عرقية وجهوية، فكيف سيتم إقناع قطاع عريض من جنود الجيش المنحدرين من غرب السودان، بموقف قيادة الجيش في ظل حالة اصطفاف على الهويات، كما أن الجيش ذاته في دارفور تعاطى تاريخيا نفس الممارسات والماخوذة على الجنجويد والذين أصبحوا رديفا لدعم السريع، والذي يشمل حاليا مكونات سودانية عديدة.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سد النهضة تاريخيا في الوعي الحبشي
- إلهام عمر ضحية الاسلاموفوبيا
- عائشة العدنية: ذاكرة المدينة
- Markale Midnimo
- جدوى المركزية والفيدرالية في الصومال
- إثيوبيا: تنازل عن إريتيريا وابتلاع الصوماليين
- خسارة الأتراك مع آخرة أردوغان!
- سفارة تركية تتربح من الهجرة
- فلنجتمع على دين المواطنة
- العلمانية تجمع ولا تفرق
- تأمين الصومال بالتعاون مع تركيا
- الصومال وجماعة المنكر وتحاشي المعروف
- الصومال أولا- Somalia First
- العلاقات الإقليمية لسلطان علي مارح
- عمان في عهد السلطان قابوس
- سياد بري ليس الانقلابي الوحيد
- في الصومال رجال المال عامل هدم
- الصراع على الدين والمجتمع لأجل السياسة
- حركة تحرر صومالية تمارس التقية والتضليل
- خصوم في حضيرة الايجاد


المزيد.....




- هتاف وتصفيق.. شاهد لحظة هبوط طائرة -دون عجلات- جراء عطل ميكا ...
- كانت متجهة إلى غزة.. اعتراض ونهب شحنة مساعدات من قبل إسرائيل ...
- متحدث باسم غوتيريش: مقتل موظف أُممي وإصابة آخر جراء قصف استه ...
- ألمانيا - رفض طلب -زعيم داعش- السابق -أبو ولاء- ضد قرار ترحي ...
- العراق.. 7 شركات صينية تفوز بعقود تراخيص لاستثمار النفط وال ...
- بوتين يعقد أول اجتماع لمجلس الأمن الروسي بعد التغييرات في قي ...
- روسيا تضع القائد السابق للبحرية الأوكرانية على قائمة المطلوب ...
- نصر الله يسخر من غالانت ويثير تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل ...
- مصدر عبري: مسؤولون في الجيش المصري يلغون اجتماعاتهم مع نظرائ ...
- الدمار والخراب يواجه أسرا عائدة لمنازلها بأم درمان القديمة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - انقسام السودان بين البرهان وحميدتي