أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - كيميا وغايات الرجال














المزيد.....

كيميا وغايات الرجال


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7853 - 2024 / 1 / 11 - 01:40
المحور: الادب والفن
    


كل الكتب التي قرأتها عن جلال الدين الرومي ما ان تتناول حياته حتى تأطرها بشخصية شمس تبريز والعلاقات بينهما. إلا.. هذا الكتاب الذي بين يدي الان (بنت مولانا) للباحثة والروائية مورل مفروي فهي منذ البداية حددت مسار روايتها من خلال عنوانها(بنت مولانا ) وفعلّت العنوان من خلال تسليط ضوء السرد على شخصية كيميا.
والطريق إلى كيميا يقودني إلى أمها آفداكيا التي تلاحظ الحالات الروحية لأبنتها:
(كيميا ليست كالأطفال، فنادرا ما تبكي حين تُؤذي نفسها. وتغيب عن الوعي أحياناً، في لحظات غريبة، حيث تنسل منها الحياة. تقف ساكنة كمن يُنصت إلى صوت بعيد، لا تعي ظاهريا ما يحيط بها ص11) هذه الحالة الشعورية ترافق كيميا وتتكرر حتى تستنفذ حياتها منها. حساسيتها في تذوق الوجود خصوصيتها التي تعرفها أمها( كيميا .. هذه الطفلة ترى كل شيء42ص ).. أما أسيل شقيقة كيميا فهي شخصية نمطية منسجمة مع ما يجري حد الغباء والسخط، تحدثُ كيميا:
(أنتِ مجنونة يا كيميا! هذه الكتابة هراء. فيم حاجتك إليها؟ هل ستُعينك الكتابة على عجن الخبز أو حلب الماعز؟ /ص 47).
نسوة القرية لهن رأيهن المتخوف من تفرد كيميا خصوصا بعد ان وافقت أسرتها أن تغادر القرية وتقصد التعليم في مدينة قونية: (ماذا يفيد تحصيلها العلمي؟ فعقل المرأة الكبير لا يجدي لها نفعا/69ص).. من عائلتها أمها فقط، تقف معها في قرار الذهاب إلى قونية للتعلم . والأول في القرية وقبل أمها، الأب كريستوم شجعها على الذهاب إلى قونية.
كيميا تصل قونية وتحصل على تعليم مميز حين يتبناها جلال الدين الرومي وتعيش في كنفه وتعاملها زوجة الرومي معاملة الامهات لبناتهن. لكن لن يكون كل شيء على ما يرام. بعد الاختفاء الأول لشمس تبريز في 1246 وعودته من دمشق إلى قونية يقرر جلال الدين الرومي أن تكون كيميا زوجة ً لشمس تبريز!! حتى يستقر شمس.. في قونية وتحديداً في بيت الرومي. وأنا أقرأ الرواية استغربت غياب الحنين، لم تشعر كيميا ولا مرة بالحنين لزيارة عائلتها، والمرة الوحيدة التي ذكرت عائلتها كانت وهي تحتضر فتراءت لها أمها . تقول مؤلفة الرواية
أن مهمة كيميا(في هذا العالم انتهت. وأن تغير مولانا قد حدث لكن مهمته كانت بداية . وكي تتم مهمته كان على شمس الدين أن يرحل. فبقاءه كان يعيق مولانا. وفي الحالتين انتهى عمل شمس الدين، ومصيره فاض إلى مجراه/ص 193) ركزت المؤلفة على مؤثرات شخصية المرأة الصوفية، فهي تجاوزت الوظائف التقليدية لدور المرأة
ومهامها الرئيسة والتقليدية كربة بيت توفر كل احتياجات الأسرة في الطبخ والتنظيف وتربية النشأ والصبر على مزاج الزوج وتعاليم العائلة المشددة. كيميا كانت منشغلة بالإصغاء ثم بالقراءة.. فكانت بوعيها المتميز، القوة الجاذبة لشقيقها مولانا جلال الدين الرومي وكذلك لزوجها شمس الدين وللبيئة التي صارت تنظر إليها باحترام وإجلال. فهي تصدت بحكمتها لكل ما جرى وجاءت حلولها في صالح الطمأنينة العائلية واستقرار العامة. ومع اكتمال دورة الحياة.. كان عليها الرحيل فقد انتهت وظيفتها وأتمت رسالتها.
لكن في الصفحات الاخيرة للرواية شعرتُ كقارئة بأن مؤلفة الرواية تدخلت في مصائر الشخصيات. ربما هذه الشخصيات، تغلبت على قدرات المؤلفة في تعقبهم فقررت غلق باب حكاياتهم.
................................
دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع/ 2014
ترجمة محمد عبد ابراهيم



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توهمها الرياح
- الها يكو من خلال تجربتي
- محاضرة في الهايكو
- قامتان متميزتان في الثقافة العراقية
- (هم لا يعلمون) : للشاعرة إيناس هشام
- ماري وأخواتها (ظلال ماري) للروائي زكي الديراوي
- (صباح كهرماني) للقاصة فوز حمزة
- الروائية نورهان القيس: بين روايتين
- دقيقتان ودقيقة واحدة للشاعرة بلقيس خالد/ الجزء الثاني
- منصات هايكو الشاعرة بلقيس خالد/ إسماعيل إبراهيم عبد
- الدكتورة خيال الجواهري : الشعر لا يورث / حاورتها بلقيس خالد
- (القميص الأبيض) : رسائل متبادلة
- النا قد مقداد مسعود / والروائي إسماعيل فهد إسماعيل
- لوعة النساء في (البطريق الأسود) رواية ضياء جبيلي
- مؤسسة أقلام الريادة الثقافية في البصرة : تحتفي بالإعلامي وال ...
- وصايا الشاعر
- مهرجان شعري : مؤسسة أقلام الريادة الثقافية بالتعاون مع قصر ا ...
- (ليلة الشاعر) قاسم محمد علي
- سور كاكتاني
- (جنازة سماوية) رواية شيزان / بقلم رينا رعد


المزيد.....




- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...
- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - كيميا وغايات الرجال