أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - سور كاكتاني














المزيد.....

سور كاكتاني


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7643 - 2023 / 6 / 15 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


سوركاكتاني
كلما حاولت جرد مكتبتي وترتيبها.. تبقى محاولتي ناقصة. اذ يجذبني أثناء الجرد، كتابٌ فتسبح عيناي في صفحاته وتغوص.. قبل أيام توقفت عند مجلد عن تاريخ المغول..
كما لو إن بوابة سحرية نقلتني الى عام 1220 ميلادي. وجدتني في منغوليا تلك الامبراطورية العظيمة. ما استوقفني في منغوليا أن المرأة المنغولية لها مكانتها ومهابتها في المجتمع. منذ الفتوة تمتطي الفتيات الصغيرات الخشنات الملمس ظهور الخيل وتستبق مع أمهر الفرسان. وذلك ما جعلها، منذ تلك القرون وحتى الآن، تتصف بالاعتماد على نفسها وتتفوق على كافة نساء العالم. اذ أن الأصالة البدوية ضمنت المساواة بين الرجال والنساء ووزعت الاعمال بالتساوي. فلم تبق المرأة رهينة البيت بل خرجت للصيد والرعي. كما أن جنكيز خان قد أصدر قرارا أن تقوم النساء المرافقات للجيش بإنجاز الاعمال التي يقوم بها الرجال عندما يذهب الرجال إلى الحرب.
وقد خرجت بنت جنكيز خان للحرب في 1220 واستهدفت مدينة نيسابور وأسرت (400) شخص من أصحاب الحرف لتنتفع بهم بلادها. كما يحق للمرأة المنغولية الاستحواذ على الميراث حين تكون العائلة ارستقراطية.
وذلك ما جعل جنكيز خان يزوج بناته من حكام القبائل المجاورة وكان يرسل ازواجهن في حملاته التوسعية، وغالبا ما يكون الموت مصيرهم، فتتوج بناته حاكمات لتلك المناطق.. مما يزيد في توسع امبراطوريته وقوة نفوذه.
كان جنكيز خان يقدس أمه الأرملة التي نبذتها العشيرة واسمها (هولمن) فهي التي علمته كيف يبني العلاقات مع القبائل ويصنع التحالفات ويقدم الولاء دون سعي وراء مصالح تعود إليه وحده بالمنفعة.. ثم سطع دور زوجة جنكيز خان واسمها (سوركاكتاني) فهي امرأة طموحة وذات بصيرة وحاسمة في قراراتها ولعبت وهذه المرأة التي ليست من أصول منغولية ومن خلال أصولها (الكرتية) الناطقة باللغة التركية دورا ساعد جنكيز خان وبمعونة من عم سوركاكتاني أن تتسع أمبراطورية جنكيز خان، وهناك من يرى اتساع الخارطة المنغولية سببه الحكمة الأنثوية الخارقة وتألق دورها. بعد وفاة جنكيز خان، صارت سوركاكتاني، )هي المرأة التي جمعت المستقبل بين يديها(، خمسون عاما وأبناءها الأربعة يحكمون أطراف مترامية من قارة آسيا. وقد ساعدتها القوانين التي تنص أن أرملة الرجل الثري تدير ممتلكات زوجها. فصار لها حق التصرف بشؤون العائلة والجيش والسلطة والرعية وقد توجوها ملكة . ومارست الحكم خمسة عشر عاما وقال عنها أحد الرحالة (الملكة سوركاكتاني هي المرأة الأكثر شهر بين نساء التتار ) وقال عنها شخص اسمه عبد الرحمن كان يعمل لدى جنكيزخان مسؤولاً عن الضرائب، بيتا من الشعر:
(ولو كان النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال) من اللافت للنظر أن في مملكتها عاشت المذاهب الدينية بسلام دائم.. وهي المرأة التي لم تر الفلاحين امتدادا للنفايات مثلما كان ينظر لهم المحاربون المنغوليون وهم على صهوات جيادهم. سوركاكتاني لم تر الحقول مجرد معلفا للجياد. ركزت اهتماما كبيرا على المحاصيل النباتية وتدارست مطاليب الفلاحين ومنحتهم ما يحتاجون.. وهكذا عاشت بسلام وتحققت أغلى الأماني حين صار ولدها توريجه هو إمبراطور المغول... كان ذلك حين بلوغها التسعين ومع هذا الرقم ذهبت بشجاعة مع الزائر الأخير. اضع الكتاب.. متأملة عظمة المرأة في زهرة تفتحت لتوها في شجيرة صبار، وأنا ارتشف الشاي في ظل نخلة يحاور طلعها نسيم هذا الصباح.



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (جنازة سماوية) رواية شيزان / بقلم رينا رعد
- الصدمة في (مريم) رواية سعد عبد الوهاب طه
- فن وسلام
- معرض رسم : التآخي بين الطبيعة والتجريد
- العشق ماء
- قرءة في (مزاج المفاتنيح) عقيلة العمراني
- بوارق إبن القيّم
- ليلة العيد : عيدنا
- منارة الإسلام الأولى
- (بنت مولانا) : بين الرؤية والرؤيا
- الموسيقى : هادئة ُ الضوء
- مؤلفاتي والسفينة لوكوس هوب
- (الجسر الايطالي) في مكانين
- الكرة والسفينة
- (مزاج المفاتيح) للشاعرة بلقيس خالد / بقلم القاصة إيثار محسن
- الكتب تنافس المصابيح في معرض الواعي بالبصرة
- الإفطار على الكورنيش والقصائد والقصص في السفينة
- لوكوس هوب
- نوروز 2023 سفينة لوكوس هوب
- البيت .. في (الجسر الإيطالي) للقاصة إيثار محسن


المزيد.....




- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...
- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - سور كاكتاني