أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - انقلاب الدولة البوليسية















المزيد.....



انقلاب الدولة البوليسية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7849 - 2024 / 1 / 7 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طيلة اشتغالي على هذا الموضوع ، والبوليس السياسي يعرقل اشتغالي حتى لا تخرج الدراسة الى العلن
كمثقفين مرتبطين بالشأن العام لبلدنا ، من حقنا البحث في أي موضوع ، يُطرح خفية في الساحة ، وهو ما نقصد به الانقلاب الناعم للبوليس السياسي على الدولة ، وليس على الملك ، لأنه بسبب المرض يجهل كل ما يجري بالدولة ، ثم انه انقلاب على أصحاب المشروعية في تولي الدولة ، سواء الأمير الحسن ، الذي سيصبح الحسن الثالث ، وقضية والدته السيدة سلمى بناني مطروح البحث فيه ، او سواء الأمير هشام ، او الأمير رشيد ، وبالنسبة لهذا الأخير ، وهو الذي ترعرع في أحضان الحكم ، لا يتصوران ينقلب على ابن أخيه الأمير الحسن .. ثم ان الهدف من هذا الانقلاب الناعم المستور والخفي ، لولا تعريته من قبل المثقفين الذين هم ضمير الامة المجروح ، التحكم في نتائج الانقلاب ، بان يصبح الانقلاب ، انقلابا بالفن على رئيس الدولة ب، سبب ثقته العمياء بأصدقائه الذين منحهم الدولة ، ويكون بهذه الثقة الغادرة قد منحهم مصير المغاربة الذين تحولوا الى متسولين ، ومنحهم ثروة المغاربة الذي يعيشون منذ ان كانوا على الهامش فقراء مفقرين .
وقد يحصل الانقلاب كذلك بشكل قوي ، ليؤسس لدولة جديدة ، بعد اسقاط الدولة السابقة الفاسدة ، وهذا الانقلاب يقوم به عادة ضباط الجيش الوطنيين الاحرار ، سيما عندما يربطون الانقلاب مع شعارات الثورة لصالح ولمصالح الشعب . وهنا يجب ان نفرق ، بين ثورة ضباط الجيش عندما يكون انقلابهم أيديولوجي او عقائدي ، وبين انقلاب الضباط الكبار الذين لا يختلف شكل عيشهم عن عيش النظام ، الذي اسقطوه بدعوى الفساد ، سيما عندما يكون بين الضباط الانقلابيين ، ضباطا اكثر فساد من الحاكم المعزول ، وابسط مثال ، انقلاب الجيش على شخص يحكم البلاد بالقهر والقمع ، لتخويف الشعب من جبروته ، هو علي بنگو ابن عمر بنگو حاكم دولة الگابون ، والصديق الحميم لمحمد السادس .
وعندما يكون انقلاب الجيش على الحكم السائد ، ويغير الدولة مثلا من ملكية الى جمهورية ، او من ملكية توتاليتارية Totalitaire ، الأكثر فسادا ، الى ملكية ديمقراطية ، كملكيات أوربة الغربية ، وفي الدول المتخلفة ، كالدولة المزاجية ، الارتجالية ، النيوبتريركية ، النيوبتريمونيالية ، الكمبرادورية ، الطقوسية ، الثييوقراطية ، المتعودة فقط على النهب والفساد الذي وصل افساد المسؤولين الأوروبيين .. ، فانتظار بزوغ ملكية ديمقراطية ، سيكون من اكبر المستحيلات الذي ستصيب في الكبد عقلاء النظام الجديد ، الذي سيترك اصل الدولة في التغيير ، ويتظاهر بدوره ، وكالنظام السابق ، بالخصوصية القبائلية التي تجعل من قبلية مَا ، عصب الدولة الجديدة ، التي تكون قد تغيرت في الاسم والعنوان ، في حين ان جوهر الحكم القائم على الطغيان والاستبداد ، يظل قائما يواصل ، وكأن النظام السابق ، لا يزال يواصل بإمساكه بكل الدولة ، وليس فقط الإمساك بأحد مفاصلها . فرغم ادعاء محمد السادس في بداية توليه ( الحكم ) ، بشعارات كملك الفقراء ، الملك الديمقراطي ، المفهوم الجديد للسلطة ، ربط المسؤولية بالمحاسبة .. الخ ، فالنظام الذي سيطر على الملك ، وبعد ان عرف ضعفه البيّن ، لم يتردد في استعمال الملك عند التصرف طبعا باسم الملك ، خاصة في شكل محمد السادس الذي يجهل ما يجري في الدولة . فعوض الانتقال ولو بالبساطة ، الى شَبَه نظام ديمقراطي ، أو شِبْه نظام ديمقراطي نسبيا ، تضاعف قهر النظام للرعايا الذين جوعهم ، واصبح بينه وبين الديمقراطية ، بعد السماء عن الأرض . الم يزد الوضع الحقوقي والديمقراطي تأزما في عهد محمد السادس ، على الوضع كما كان عليه الحال في عهد الحسن الثاني .. وطبعا . فان السبب والمتسبب في تأزيم الدولة وخنقها ، تلعب فيه شخصية الملك . فاذا كانت هذه الشخصية جد ضعيفة ، بل اكثر من ضعيفة ، سيكون الخلاص بإسناد الدولة الى الأصدقاء والمقربين ، الذين سيستغلون سذاجة الحاكم ، وضعفه ، وانعدام تجربته ، في الاستئثار بالدولة ، وطبعا الاستئثار بالثروة ، حيث تصبح القاعدة الأساسية لتولي مسؤولية ما ، هي النهب واختلاس ثروة المغاربة الذين اضحوا مفقرين .
فهل من اختلاف بين الحسن الثاني ونظامه ، ومحمد السادس ونظامه ، الذي اعطى اسم الحسن الى ابنه الأمير الحسن ، والعملية كانت رسالة جوابية لبعض الجهات التي تدعو الى التغيير المحتشم ، بان شخص ونظام محمد السادس ، هو نسخة طبيعية عن شخص ونظام الحسن الثاني .
فالانقلاب سواء قام به الجيش ، او قامت به جماعة مسلحة ، وباسم الثورة ، تكون الغاية من ذلك معروفة . لكن الخطير والشيء الأخطر ، هو انقلاب المقربين من شخص الحاكم ، خاصة عندما يكونوا على بينة من شخصه الضعيف ، وخاصة عندما يصاب بمرض خطير وقاتل ، يجعله يجهل الجهل التام كل ما يجري بالدولة . هنا سيحل انقلاب ( الأصدقاء ) المقربين للحاكم ، على الحاكم المريض الذي لا يميز ، فيصبح نوعا من الانقلاب الناعم ، الذي يمكِّن الانقلابيين من الدولة ، وليس فقط تمكنهم من احد أجهزتها القامعة او التي تغني المنتسبين اليها . فالانقلاب في هذه الحالة يكون خفيا ولا يشعر به ، الاّ من خبر طقوس النظام المزاجي ، الارتجالي ، والطقوسي ، والمخزني البوليسي .. فهو اخطر انقلاب من الانقلابات الاخرى ، لأنه يمكّن الانقلابيين من كل الدولة ، سيما من حيث النفود والثروة .. وفي غياب القوى الديمقراطية الحقيقية ، التي تستطيع لوحدها تحريك الشارع لرفض الانقلاب الناعم ، ودعوة الجيش للتصرف حفاظا واحتراما ، من جهة للدستور ، ومن جهة للقيم المخزنية العتيقة ، يكون الانقلاب الناعم قد مكن الانقلابيين من حكم البلاد ، من دون شعور احد ، ومن دون معارضة آخر ..
وتكون جماعة " البنية السرية " الانقلابية ، قد نجحت في انقلابها الناعم ، ومن دون معارضة لهذا الانقلاب ، الذي يتحرك في السرية ، وفي الليالي الحالكة .. طبعا هو انقلاب باسم الملك المريض الذي يجهل جريمة " البنية السرية " ، التي فرضت سلطتها حتى على الجيش ، والدرك ، واستأثرت لوحدها بالدولة ، طبعا بتصفيقات الأحزاب الذابلة الميتة ك ( الاتحاد الاشتراكي ) ، و ( التقدم والاشتراكية ) ، والأحزاب السلطانية المخزنية الجديدة ، التي انبطحت بدورها لمخطط " البنية السرية " التي سرقت الدولة ، عندما انقلبت على الملك الجاهل كل الجهل لما يجري بالدولة .
وهنا يبقى السؤال عن دور الجيش الصامت ، والخاضع ل " البنية السرية " ، ما دامت مصالح ضباطه الكبار مصونة . لكن ان اكبر سؤال هو ، ما دور الأمير الحسن ، الذي يعطيه نظام ( الخلافة ) ، والدستور حقوق الدولة ، دون غيره من الامراء المتنافسين ، او الحالمين بالعرش العلوي .. فمن خلال قراءة عينية ، فان العلاقة بين الأمير الحسن ، الذي من المفروض ان يصبح بالحسن الثالث ، وامه سلمى بناني ، و الانقلابيين ، خاصة رئيس " البنية السرية " ، الذي استغل علاقته مع محمد السادس ، منذ أيام الدراسة ، وبعدها Le collège royal ، وثقته فيه اكثر من اللازم ، واستغل مرضه العضال لينقلب عليه ، من دون شعوره ومعرفته بحقيقة وضعه الصحي .... أقول ستكون ظروفا حرجة ، تهدد مجموعة " البنية السرية " ، وخاصة رئيس " البنية " ، الذي يسارع الوقت للتخلص من التهديدات التي تهدده وتنتظره .. وهنا . الم يحاول الوزير المنتدب في الداخلية المدعو الشرقي ضريس ، جعل الوضع القانوني للدرك ، تابعا لوزارة الداخلية ، مثل المفتشية العامة للقوات المساعدة ؟ . بل ألا نعتبر ان محاولة المدعو الشرقي ضريس ك " مدير عام للأمن الوطني " ، وبعده وزيرا منتدبا لوزارة الداخلية ، من جعل جهاز الدرك ، تابعا لوزارة الداخلية ، كانت الخطوة الأولى للتفريش للانقلاب على كل الدولة بسرقتها ، قبل ان يعري على " البنية السرية " مثقفون مغاربة ، يجب اعتبارهم بفضحهم الشجاع ، انهم يمثلون ضمير الامة المجروحة ؟ .. ثم أخيرا وليس اخرا . تجسد الانقلاب على الدولة ، حين اشتغل المدعو الشرقي ضريس ، على مشروع عزلة وتهميش الدرك ، وتقويت الجهاز البوليسي ، وجهاز القوات المساعدة ، عندما قام الشرقي ضريس ومؤثرا في فؤاد الهمة ، وراء دعوة ، إبعاد الدرك من أبواب الاقامات والقصور الملكية ، وتعويضهم بعناصر البوليس وافراد القوات المساعدة بالوقوف امام القصور الملكية .. ووصلت وقاحة الشخص اللص ، الذي يتحكم في مُخيّخ فؤاد الهمة ، الى إبعاد الدرك ، وهو جهاز عسكري ، من الباب الرئيسي للإدارة العامة للدراسات والمستندات DGED ، وتعويضهم بالبوليس من مختلف الوحدات . أي التحكم حتى في هذه الإدارة التي يجب ان تخضع للبوليس ولوزارة الداخلية ، مثل اخضاع الدرك الى نفس المؤامرة التي يقف وراءها اللص المدعو الشرقي ضريس ، وطبعا فؤاد الهمة الذي كان يستجيب لاقتراحات الشرقي ضريس . أي سيصبح ياسين المنصوري خاضعا للمدير العام ل DGST . وستصبح La DGED ، تابعة ل DGST .. ان الحاكم الذي عرف من اين تأكل الكتف ، وهنا كان موقف المدير العام ل DGST ، هو تزكية هذه الحالات التي تعطيه بعدا اكبر ، يسهل عليه السيطرة على كل الدولة التي يجب ان تكون خاضعة لرئيس الدولة العميقة فؤاد الهمة . وهنا يجب ان نتذكر بالخصومة التي حصلت بين فؤاد الهمة مدفوعا بالشرقي ضريس ، وبين الجنرال حسني بن سليمان ، الذي شعر بمخطط عزله من قبل فؤاد الهمة ومعه اللص الشرقي ضريس ..
ان كل هذه الخطط ، والتجليات ، كان الهدف منها السيطرة على كل الدولة ، أي بما فيها الجيش ، والدرك ، و DGED .. ، حتى قبل انشاء " البنية السرية " ..
اذن . هل التأسيس وفي الظلام ل " البنية السرية " التي سرقت الدولة ، حصل بغتة ، او كان حصيلة مجهود شُرع فيه منذ تفجيرات الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 ، وتفجيرات مدريد في 4 مارس 2004 ؟ . أي الصراع من اجل السيطرة على الدولة ، او ما يسميه بعض الملاحظين بصراع المواقع ؟ .
بما ان " البنية السرية " ، لها رئيس ( صديق ومستشار ) الملك ، وهو مَنْ كان ولا زال ، يخوض الصراع ، الذي انتهى مؤقتا بسيطرته وسرقته للدولة ، فمعرفة اصل الصراع ، وكيف كان يدور ، وما هي المكانزمات المستعملة للظفر بالدولة ، دون الاخذ بعين الاعتبار، مكانة الأمير الحسن المرشح دستوريا ليصبح بالملك الحسن الثالث ، ودون الاخذ بوضع الأمير رشيد الذي يعطيه الدستور تراتبية اعتبارية في الدولة .. والتظاهر بالعداء للأمير هشام الذي داق ذرعا ، من التصرفات التي كانت تصيبه في جسمه وفي ذاكرته ، من قبل اعيان " البنية السرية " ، حتى قبل تأسيسها كمنظمة سرية ، وهم الجنرال حميدو لعنگري ، المدير العام السابق للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني DGST ، ولاحقا مديرا عاما للمديرية العامة للأمن الوطني DGSN ، وقبل ابعاده الى المفتشية العامة للقوات المساعدة كرئيس اول ، وبعد مدة تم قص جناحيه ، ليصبح مفتشا عاما للمفتشية العامة للقوات المساعدة ، جهة الجنوب .... ، وما اصابه من فؤاد الهمة ، الذي كان يخشى الأمير هشام ، سواء بثقافته ونبل اخلاقه ، وتواضعه ، او بسبب تراتبيته في هرم السلطة ..
فكيف بدأ رئيس " البنية السرية " دسائسه واكاذيبه التي طالت منافسين له ، كمدير الديوان الملكي رشدي الشرايبي ، وطالت حسن أوريد الذي كان يكرهه بسبب ثقافته ، وطالت أشخاصا كثر في جهاز السلطة ، وفي الامن ، عندما دلّس على محمد السادس ، عند تعيينه المدعو الشرقي ضريس مديرا عاما للأمن الوطني .وهنا يكفي الرجوع الى تسجيل كيفية تقديم فؤاد الهمة للشرقي ضريس ، مديرا عاما للأمن الوطن الى الملك .. ويجب الرجوع الى اول فيديو ، لصلاة صلاها المدعو الشرقي ضريس كوزير منتدب في الداخلية ، مع محمد السادس . فالشخص العارف بحقيقة المؤامرة ، كاد ان يغلبه الضحك وهو يصلي بجوار الملك . لأنه لم يكن يتصور ان يصبح مرة مديرا عاما للأمن ، ووزيرا منتدبا في الداخلية يصلي الصلاة بجوار الملك ، لو لا فؤاد الهمة رئيس " البنية السرية " الذي لبسه كجلابة ..
اذن كيف سيبدأ فؤاد الهمة معركته ، ليصبح في اوج ازمة النظام السياسي المزاجي ، والارتجالي ، المخزني ، والبوليسي ، حتى اصبح الحاكم الوحيد الأوحد للدولة المزاجية ، الارتجالية ، المخزنية من خلال " البنية السرية " التي تقوم بدور الدولة العميقة ؟ .
اذن كيف قاد فؤاد الهمة جل معاركه ، وجل حروبه ، حتى فرض نفسه ، حين اصبح المخاطب الوحيد للملك ( صديقه ومستشاره ) ، وكل هذا بسبب ثقة الملك به ..
1 ) الانخراط في السياسية : وخاصة وانه تأثر بأسلوب العمل لذا وزير الدولة في الداخلية ادريس البصري . ففؤاد الهمة كان يكره كثيرا ادريس البصري ، بسبب ان طريقة اشتغال الهمة ، كانت هي طريقة اشتغال ادريس البصري ، الذي ضم كل الدولة ، خاصة في المجال والميدان السياسي والأمني ..
ومثل ان ادريس البصري صنع احزابه التي تولت باسمه الحكم ، كالاتحاد الدستوري ، حزب التجمع الوطني للأحرار ، الحزب الوطني الديمقراطي .. ، فان فؤاد الهمة مثل ادريس البصري شرع في غزو المجال السياسي رغم أميته ، وفي نفس الوقت شغل في السيطرة على الأجهزة الأمنية ، هيئة الولاة والعمال ، المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني DGST ، والمديرية العامة للأمن الوطني DGSN ، فبدأ يزرع كل من تيقن الإخلاص له ، واظهر خدمته للرفع من قيمته .
كان اول خرجة لفؤاد الهمة ، لغزو المجال السياسي ، حين انشأ مع بعض المرتزقة ( اليساريين ) ما سيعرف في الساحة الثقافية والسياسية ب " الحركة من اجل الديمقراطية " ، الذي انتسب اليها رهط من المخبرين ، الذين وجدوا في شخص الهمة ، ضالتهم المنشودة .
فؤاد الهمة ، لم يقف عند حدود انشاء " الحركة لكل الديمقراطيين " . بل سيذهب بعيدا ، وطبعا في خضم تكاثر اللاّهون ، واللاّهتون الجدد وما اكثرهم ، الى تجاوز " الحركة من اجل الديمقراطية " ، لأنها كانت مجمع أكلة الجيفة الذين قدموا نفسهم كتنويريين وحداثيين ، في حين وجدوا في الهمة ، سلما للترقية والصعود . فكان الهمة في حاجة اليهم ، لأنه كان يظهرهم كمناضلين حقيقيين ، وهم وجدوا في الهمة (صديق ) الملك ، سلم الترقية الاجتماعية .. فاصبح العديد من المتياسرين القدامى ، يملكون ثروات لا تقدر بثمن ، بعد ان كانوا يعيشون في اسفل الهرم الاجتماعي ..
وحتى تتاح للهمة فرص غزو الحقل ( اليساري ) ، سينتقل من " الحركة لكل الديمقراطيين " ، الى بناء حزب وزارة الداخلية ، كما كان يفعل قبله ادريس البصري ، حزبا سياسيا اسمه " حزب الاصالة والمعاصرة " . وهو نسخة لحزب حسني مبارك ، ونسخة لحزب زيد الدين بنعلي الرئيس التونسي .. وبعد الشروع في بناء اهرام الحزب ، للسيطرة على الدولة من خلال اختراق الفضاء السياسي ، ستحل حركة 20 فبراير التي قلبت تخطيطات الهمة ، ومن كان يقوده وعلى رأسهم اللص الشرقي ضريس ، ليختفي كليا من الساحة ، الى تم الإعلان عن تعيينه من قبل محمد السادس مستشاره في كل صغيرة وكبيرة ..
وسيتغير وضع وواقع الهمة ، حين تراجع الى مرتبة ادنى ، بعد ان اصبح أبو زعيتر ، Raspoutine جديد اهم شخصية غير سياسية بالدولة ، قلصت كثيرا من نفود وسلطة الهمة ..
استعمل فؤاد الهمة كل نفوده ، ليصبح الأقوى في الدولة المزاجية ، الارتجالية ، المخزنية ، والبوليسية .. ومما بنى عليه مخططه ، هو حينما سيطر بالمطلق على مجال الاعلام L’information ، وفي نفس القوت سيطر على مجال الاستعلامات العامة ، خاصة في جانبها السياسي البوليسي .. فمن يملك سلطة ومجال الاعلام ، ويملك المعلومة ، ويملك الأجهزة البوليسية المختلفة ، يكون حقا بمن يسيطر على الدولة ، خاصة عندما يكون مستوى الملك اكثر من ضعيف ، وخاصة عندما يصاب الملك بمرض يجعله لا يميز .. ففي مثل هذه الحالات نجح تآمر فؤاد الهمة ، ليصبح ولوحده عصب الدولة ، ورئيسها الفعلي ..
2 ) السيطرة على المجال الإعلامي : في هذا المجال سنجد فؤاد الهمة تحرك على مستويين .
ا – المستوى الأول ، التحريض لاستعمال ( القضاء ) للتضييق على الصحافة والصحافيين ، الذين لعبوا دور المعارضة التي أضحت تكشف المستور ، وتعري النقاب عن الخروقات والتجاوزات المختلفة ، التي تحصل في أجهزة الدولة . وقد أدى هذا الاجراء استعمال ( القضاء ) في معارضة الخصوم لإسكاتهم ، ( ارجاع النزاع مع الصحافة الى المحاكم ، لإعطائها صفة الشرعية ، لان الاحكام تصدر باسم الملك ) ، وهو ما يعني استبعاد الإدارة ، من اية شبهة قد تعلق بها ، على غرار ما كان يحصل زمن الوزير ادريس البصري . ، فافلحت هذه السياسة عندما هاجر الصحافي بوبكر الجامعي الى أمريكا ، وهاجر علي لمرابط الى اسبانية ، بعد منعه من الكتابة من طرف ( القضاء ) لمدة عشر سنوات ، وهو حكم فريد اساء للنظام المغربي كثيرا ..
ب ) شراء سوق الصحافة : او ما يسمى بالصحافة ( المستقلة ) ، فتحول النصف ، واشباه الصحافيين ، وبعض المرتزقة الى صحافيين ، حيث ضخت في جيوبهم أموال الرعايا التي تؤدى في شكل ضرائب مختلفة وثقيلة ، تحد من قدرته على العيش الكريم ، امام الارتفاع المهول للأسعار . هكذا تم فرض طريقة خاصة ( لا أقول خط تحريري ) على ما يسمى بالصحف ( المستقلة ) ، في معالجة الإشكاليات ، وتناول الموضوعات ، بهدف نشر التعتيم ، والتعويم ، والتضبيع ، والميوعة ، وخلط الأوراق بغية ارباك الساحة ، لتشتيت المشتت و ( تزْليع المزلع ) . فغابت الجدية والمسؤولية ، واختلط الحابل بالنابل ، ولم يعد المواطن العادي طبعا يميز بين ما ينشر في تلك الصحف ، وبين ما يجري به العمل في الواقع .
وللإشارة فان من ( الصحافيين ) من اوجدوه للعب ذاك الدور التمويهي المضبب ، ومنهم من كان موجودا لا ينقصه غير الاحتضان والرعاية ، للمشاركة في المخطط الذي أساسه " اين الثروة " .
لقد شرع فؤاد الهمة في هذه الفبركة ، منذ سنة 2005 تاريخ ابعاد الجنرال حميدو لعنگري عن الادارة العامة للامن الوطني ، وتعيين اللص المدعو الشرقي ضريس مديرا للبوليس .. ان التحكم في المشهد الاعلامي ، إضافة الى الدور الذي يلعبه التلفزيون ( الاعلام المرئي ) ، ساهم في تضبيب الصورة التي مهدت ( شرعية ) ميلاد " حركة لكل الديمقراطيين " ، وحزب ( الاصالة والمعاصرة ) .
لقد تخصصت جميع الصحف ( المستقلة ) ، والالكترونية ، والاذاعة والتلفزة ، خاصة في مادة فؤاد الهمة ( الحركة ) ، لتركيزها في وجدان وشعور المغاربة . ان هذا السلوك لا يمت الى جوهر الديمقراطية في شيء ، لانه يوظف المال العام واجهزة الدولة في خدمة حزب فؤاد الهمة على الاحزاب الاخرى التي يجب ان يقودها حزب ( الاصالة والمعاصرة ) . ويذكرنا حزب ( الاصالة والمعاصرة ) بحزب رضى أگديرة " جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية " FDIC في ستينات القرن الماضي .
2 ) السيطرة على موارد الخبر والمعلومة ، الجهاز الاستعلاماتي بمفهومه العام ، وبمفهومه الخاص ( البوليس السياسي ووزارة الداخلية ) : في هذا المجال ، سنجد ان فؤاد الهمة تحرك من خلال قيامه بتصرفين متباعدين في التوقيت .
ا – التصرف الأول ، كان حينما نجح في ابعاد رجل الجنرال حميدو لعنيگري ، المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطن DGST ، أحمد حراري ، وتم تقلص نفوذ رجل الجنرال بوزارة الداخلية ، العامل مدير الشؤون العامة المدعو نور الدين بن إبراهيم .
ان فصل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، كمصدر للخبر وللمعلومة ، عن نفود الجنرال حميدو لعنيگري ، وليس عن المديرية العامة للأمن الوطني ، لان المديرية العامة مستقلة بذاتها ، كانت من قبل تخضع و تتبع وزارة الداخلية في شخص مديرها الحقيقي وزير الداخلية ادريس البصري ، كان ضربة موجعة للجنرال . اما بعد تنحية ادريس البصري ، فالمديرية رغم ان مديرها هو المدعو عبداللطيف الحموشي ، تتبع مباشرة فؤاد الهمة ، والحموشي مجرد Un subalterne ، عند ( صديق ومستشار ) الملك .. ان هذا التغيير في الأشخاص ، والانفراد بالأجهزة البوليسية ، وبوزارة الداخلية ، كان اكبر نصر حققه فؤاد الهمة ، على الجنرال حميدو لعنيگري الذي كان يتخطى الهمة ، ويتصل مباشرة بالملك ، الامر الذي اعتبره الهمة ، وبتأييد وتفريش من اللص الشرقي ضريس ، بمثابة تخطي للهمة ( المستشار ) للملك .
ب – التصرف الثاني : كان هذا التصرف حينما نجح الهمة ، وبتحريض من اللص الشرقي ضريس الذي كان يلعب دور ( مستشارا ) لفؤاد الهمة ، من ابعاد الجنرال عن الإدارة العامة للأمن الوطني ،وعين بدله اللص الشرقي ضريس مديرا على الإدارة العامة للأمن الوطني ، بعد مسلسل والي الامن ( المفبرك ) إيزو ، لان الرجل ظل متشبثا ببراءته رغم دخوله السجن . " تصفية حسابات " ..
ان ابعاد الجنرال حميدو العنيگري ، عن الإدارة العامة للأمن الوطني ، وتعيين اللص الشرقي ضريس على رأسها ، كان اكبر انتصار واكبر ضربة ، بعد ابعاد الوالي احمد حراري كمدير عام للإدارة DGST ، وتهميش والي الامن ، وعامل ثم والي بوزارة الداخلية المدعو نور الدين بن إبراهيم ... وقد فرشت لهذه التغييرات ، وكانت صراع مواقع ، الصحافة ( المستقلة ) ، واشباه الصحافيين الذين شنوا حملة مسعورة على الجنرال حميدو لعنيگري ، مثل الهجمة على الجنرال حسني بن سليمان الذي كان على رأس الدرك . وطبعا فالهجوم كان ممهدا له من فؤاد الهمة ، وجماعة اللقاء الامني الضيق في المعهد الملكي للشرطة بمدينة القنيطرة ، قبل عشرة ايام او اقل ، من تفجير الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 ..
إنه نفس الدس كان يوم به الوزير ادريس البصري ، لحرق المنافسين الحاليين ، او الذين يشم فيهم رائحة تحولهم الى منافسين جدد قادمين . فالدسائس التي كان يقوم ادريس البصري ضد غيره ، كانت بهدف ان يستمر لوحده في الاستفراد بالحكم ، وحتى يستمر مع اتباعه وخدامه في الاستئثار لوحده بالسلطة والجاه والمال ، في حين يعم التفقير سواد الرعايا المغلوب على امرها .. وهنا نطرح السؤال .هل يشبه فؤاد الهمة الذي مر من وزارة الداخلية كوزير منتدب في الداخلية ، ادريس البصري الذي كان شرطيا ، وكاتب دولة ، ووزير ، ووزير دولة في الداخلية ؟ . الجواب طبعا هو النفي . ان فؤاد الهمة ، ورغم حرصه على الاقتداء بأسلوب ادريس البصري في الدسائس والمؤامرات ، فانه لا يشبهه على الاطلاق . والفرق ان البصري رغم السلطات القوية التي كانت بين ايديه ، فانه لم يتجرأ ابدا على وصف نفسه بانه الرجل القوي ، والرجل الثاني في هرم السلطة . ان البصري كان في جميع خرجاته وتصريحاته ، يؤكد انه خادما " للأعتاب الشريفة " لا غير ، وصحافة المعارضة البرلمانية ( الاتحاد الاشتراكي ) في ( حربها ) معه ، هي من اطلقت على الشخص لقب الوزير القوي ، وسمت وزارة الداخلية ، بأم الوزارات ، وبالحزب السري .
اما فؤاد الهمة وبخلاف ادريس البصري ، فحاول جاهدا في بداية مشواره الرسمي ، ومن خلال صحافة الارتزاق ( المستقلة ) ، ان يروج لفكرة الرجل القوي ، والرجل الثاني في الدولة ، وترسيخها في ذهن الرعايا خاصة العادية والجاهلة ، والى من يهمهم الامر وسط المربع الملكي ، المحتمل ان يصبحوا منافسين ، كمدير الديوان الملكي السابق رشدي شرايبي ، وحسن اوريد كأول ناطق رسمي للقصر وليس للحكومة . كما ان رسالة فؤاد الهمة ، كانت موجهة الى ضباط الجيش الكبار ، وعلى رأسهم بالتحديد الجنرال حسني بن سليمان قائد الدرك الملكي ، الذي تعرض لهجمة من قبل صحافة فؤاد الهمة ، لان المخطط الذي عمل عليه اللص الشرقي الضريس ، وفؤاد الهمة ، ان يصبح جهاز الدرك تابعا لوزارة الداخلية ، ويصبح رئيس الجهاز يعينه وزير الداخلية ، خاصة عندما يكون قائد الدرك يخضع لسلطة وزير ، ولا يخضع كجزء من الجيش الى الجيش . كما ان الرسالة التي بعثها أسلوب الهمة من خلال تعظيم شخصه ، كانت موجهة للجنرال حميدو لعنيگري ، المدير العام للبوليس السياسي المدني ، وكانت موجهة اكثر الى الضباط المشرفين على الأجهزة الاستعلاماتية في الجيش ، وبالضبط الى المدير العام للإدارة العامة للدراسات و المستندات DGED ، الذي يجب ان يشتغل تحت سلطة فؤاد الهمة ، الحاكم الفعلي للدولة المزاجية ، الارتجالية ، المخزنية ، البوليسية .. وهنا كلنا يتذكر تشكي ياسين المنصوري المدير العام ل DGED من علي الهمة الذي كان يعرقل وصول اخبار المديرية العامة لاذن الملك .. Le sabotage الذي كان يقوم به الهمة ضد مدراء أجهزة ، يجب ان يشغلوا تحت أوامر الهمة الذي وحده يملك السلطان الملك .
ان القول بالرجل القوي ، وبالرجل الثاني في مملكة محمد السادس ، لهو بالأمر الخطير ، لن يصدر الاّ من عميت بصيرته ، لان غروره وهو نوع من المرض ، لأنه رغم انه في قلب المخزن ، الاّ انه يجهل تقلبات القصر ، وقد يكون مراهقا من دون ابجديات في السياسة ، او طفل مدلل لا يفقه تقاليد القصر المخزن السريعة الانقلاب من دون انتظار ..
وبالرجوع شيئا ما الى الوراء . الم يقل الهمة حتى يؤثر في معارضيه ، بانه يفتخر بصداقته للملك التي ترجع الى الأيام الأولى بالمدرسة المولوية ، وفي حينها كانت ترجع الى ثلاثين سنة ؟
الم يحرص فؤاد الهمة دائما على الظهور في الصحافة ( المستقلة ) التي تمول من أموال الشعب ، جالسا الى جانب محمد السادس في السيارة ، وهم يتجولون بالعاصمة الرباط بسيارة مكشوفة ؟
ان الرجل القوي ، والرجل الثاني في الدولة ، ليس فؤاد الهمة الذي غطى عليه " ابوزعيتر " . ان الرجل الثاني كما يفرض ذلك الدستور ، والدستور غير مكتوب ( البيعة ) ، يبقى وحده الأمير الحسن . اما فؤاد الهمة ومثلما كان ادريس البصري ، هم مجرد خدم واعوان ، من المفروض في نظام محمد السادس ، ان يتصرفوا ضمن مربع دار المخزن ، لا ان يتصرفوا خارجه ..
وبما ان حركة الهمة ( الحركة لكل الديمقراطيين ) ، التي بدء بها التفريش للحزب القادم ( الاصالة والمعاصرة ).. ولنا طرح السؤال عن معرفة اصل ( حزب الاصالة والمعاصرة ) ، وعن ( الحركة لكل الديمقراطيين ) ، ( كخلية للتفكير وللعقلاء ) ، فكل ما كان يجري هو تكرار نموذج حسني مبارك في مصر ، وتكرار نموذج زين العابدين بن علي في تونس . فغرور الهمة عندما طرحوا عليه نموذج حسني مبارك ، كان يريد السيطرة على الدولة ، سياسيا بإنشاء ( حركة لكل الديمقراطيين ) ، وبعدها مباشرة تأسيس حزب الدولة الواحد الأوحد ( الاصالة والمعاصرة ) . فاستعمال الانتخابات للسيطرة على القرار السياسي ، والسيطرة على الأجهزة الأمنية المختلفة ، أي بما فيها أجهزة الجيش والدرك ، كان لا بد منه للوصول الى " البنية السرية " التي سيطرت على كل الدولة ، وليس فقط على مفصل من مفاصلها ..
اذن . الا يمكن اعتبار خرجات لفؤاد الهمة سابقا ، مؤشرا اوليا لانقلاب سيتم بواسطة " البنية السرية " التي اختارت الظرف الذي اضحى مؤاتيا للسيطرة على الدولة ، والسيطرة على الحكم ؟ .
تكونت ( الحركة لكل الديمقراطيين ) ، من رهط من البشر ، لا يجمعهم غير الوصولية والمصالح الشخصية ، وهم الرهوط الذين انشأوا حزب الدولة ( الاصالة والمعاصرة ) ، الذين تسببوا للمغرب في مآسي اجتماعية وسياسية خطيرة ، لا يزال يعاني منها الى الآن . فهل من العقل والمنطق ، انتظار الفرج والخلاص ، مِمّن تسبب في مراكمة الازمات ، وهل يصلح العطار ، ما افسده البشر ؟ .
وحتى لا نطيل . الم تكن الإشارات الأولى للانقلاب على رأس النظام ، والنظام ، عندما تمت السيطرة على الأجهزة الأمنية بطريقة اكثر من مافيوزية ؟ .
الا يمكن تسجيل البدايات الأولى للانقلاب البوليسي ، عندما اشتغل ( مستشار ) فؤاد الهمة اللص المدعو الشرقي ضريس على مشروع اخضاع الدرك الملكي ، الى وزارة الداخلية ، حيث كان المدعو الشرقي ضريس يشتغل كوزير منتدب في الداخلية، وقبله كان مديرا للإدارة العامة للأمن الوطني ؟.
كيف الاشتغال على ملف الدرك لتحويله الى وزارة الداخلية ، كالمفتشية العامة للقوات المساعدة ، والدرك هو جزء من الجيش ، وليس جزءا من وزارة الداخلية ؟
الم يكن مؤشر الانقلاب الناعم داخل الدولة ، عندما امر فؤاد الهمة ، وبتوجيهات اللص الشرقي ضريس ، على ابعاد ( طرد ) جنود الدرك الملكي ، من الاقامات والقصور الملكية ، وتعويضهم بجنود القوات المساعدة ، وبعناصر الامن من مختلف الوحدات ؟
الم تكن بداية التحضير والتهييئ للانقلاب الناعم ، حينما اشرف فؤاد الهمة ، وبإشراف اللص الشرقي ضريس ، على ابعاد ( طرد ) جنود الدرك الملكي ، من أبواب الإدارة العامة للدراسات والمستندات DGED ، رغم انهم جنودا تابعين للجيش ، وتعويضهم بفرق البوليس المختلفة ، التي أصبحت تراقب كل داخل وخارج من الإدارة العامة للدراسات والمستندات DGED ، فتحولت من إدارة تابعة للجيش ، الى إدارة تابعة للبوليس السياسي ؟ .
ثم ما هي الأسباب التي جاءت بالجنرال عروب كمفتش عام للجيش ، وما نوع العلاقة بين عروب وبين اللص الشرقي ضريس ، وفؤاد الهمة ( صديق ومستشار ) الملك . مع العلم ان الجنرال عروب كان مساهما في انقلاب الصخيرات في سنة 1971 ؟ .
واذا كان رئيس " البنية السرية " فؤاد الهمة ، قد سيطر على الدولة ، باسم محمد السادس الذي يجهل ما يجري في الدولة ، من جهة بسبب المرض الخطير الذي يسبب في النسيان ، ومن جهة وقبل المرض ، ثقة الملك في ( صديقه ومستشاره ) الهمة ، وبسبب ضعفه البين ، فان ، تعرية جماعة " البنية السرية " ، دولة " الظل " ، او الدولة " العميقة " ، قد وضع الهمة ومن معه من البوليس السياسي ، مدير البوليس السياسي المدعو عبداللطيف الحموشي ، ووزير الداخلية المدعو عبدالواحد لفتيت ( الذي يحرض عليّ يوميا زبانيته ) ( الدائرة الرابعة / مقاطعة ) ،قد اصبح قاب قوسين من التفجير الذي سينتهي بالمحاكمات ..
ومرة أخرى . هل انقلاب جماعة " البنية السرية " ، كان انقلابا متعجلا لسد الباب امام الملك الجديد ، خاصة الأمير الحسن الذي ستكون عودته عودة لامه سلمى بناني ، التي عانت من مظالم فؤاد الهمة ومن معه في الجوقة ، او كان انقلابا ضد الأمير هشام الذي سيكون ، ومثل الأمير الحسن ، رافضا لل " البنية السرية " التي تنتظر المحاكمات ، ام ان " البنية السرية " ، ولمصالحها الضيقة ، قد تناصر الأمير رشيد ، الذي لا اعتقد ، بل من المستحيل انقلابه على الأمير الحسن ، كملك الحسن الثالث ..
وهنا .
اين سيتخندق الجيش ، رغم ان المؤسسة من المفروض ان تقف وراء الملك ، وتقف وراء الأمير الحسن عندما يصبح ملكا ... فالدستور ، وعقد البيعة واضحان في حسمهما لمسألة خلافة الدولة .....
لقد تعرت وافتضحت كل دسائس ومؤامرات فؤاد الهمة ، والخطورة انها تمت وتتم باسم الملك الجاهل لما يجري بالدولة بسب مرضه الخطير .. فالشارع ينتظر المحاكمات ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يعترف بالشعب الصحراوي ، ومن يعرقل حل نزاع الصحراء الغربية ...
- الشعب الصحراوي
- أين هو ؟ مسافر ولن يعود
- الأمين العام الأمم المتحدة السيد أنطونيو گتريس
- آليات السيطرة والعنف في المجتمعات المتخلفة
- من هو الشخص الذي سرق الدولة ، وسرق كل المغرب ، أمام أعين الج ...
- الموقف من المسألة الثقافية
- من 14 دجنبر 1960 ، الى 13 دجنبر 2023 ، أربعة وستون سنة مرت . ...
- الديمقراطية الحقيقية محور الصراع مع الدولة البوليسية فإمّا ا ...
- وظائف الانتخابات في الدولة البوليسية
- الدولة البوليسية والجريمة السياسية
- حركة التحرر العربية : أزمة عارضة ، أم ازمة بنيوية ؟ تحليل.
- القمع ، والقتل ، والتقتيل ، والاغتيال في دولة امير المؤمنين ...
- القمع ، والقتل ، والتقتيل ، والاغتيال في دولة امير المؤمنين ...
- آن الأوان لاستبدال العمامة برأس حقيقي ..
- الناس على دين ملوكها
- دور الطقوس والتقليدانية في استمرارية النظام المخزني البوليسي ...
- ما العمل في وضع كالذي نحن فيه عربيا وجغرافيا محليا ودوليا ؟
- هل هاجمت جبهة البوليساريو الجنوب الشرقي للمغرب
- الموقف الديمقراطي من المسألة الديمقراطية


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - انقلاب الدولة البوليسية