أين هو ؟ مسافر ولن يعود

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 7839 - 2023 / 12 / 28 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قصيدة شعرية .. عن خواطر
إلى .. أنت الخليفة .. ميتاً
ها أنت ترحل ، مرة أخرى ترحل ..
فتنساك المدينة ، وينساك البلد
فلتجرب ضفة أخرى
سافروا تصحوا
تناكحوا ولا تتكاثروا
فاني لن أباهي بكم الأمم المتحدة غدا يوم القيامة .
الازمة ضاربة منذ زمان وليس فقط الآن
الطلاب في السجون
العمال مُستغلون
و المعطلون مضربون ..
لكن قبل ذهابك
او سفرك للراحة والاستجمام
او لسفرك وانت محب التجوال
تذكر بعض ضحاياك
تذكر ضحايا حوارييك وأعوانك
قبل ان تجرب ضفة أخرى
تحسب انك النفري
تلْتمّ العبارة بين يديك .. وتنتهي في صمت ..
للأسف . غافلك الذين تثق بهم وفيهم
باعوا فيك واشتروا
دلسوا عليك الجمال بالقبح
زيّنوا لك القوافي
أغرقوك في الأوهام ..
لكن إسْتلّوا على حذر فحولتك اللعينة
فليكن الصمت
خير الكلام مقتضب
..................
كان يسير وئيدا .. سكرانا يتمايل
صباحا باكرا يتمايل ..
في بلاد الافرنج والكنائس ، بلد الديمقراطية وحقوق الانسان ..
كان يسير .. مائلا .. ثملاً . سكرانا . ويدخن سيجارة " المالبورو "..
كان يسير مبتهجا سكرانا
كالسيف طويلا ، عريانا إلاّ من وطن يتلاعب على شفتيه كأغنية يتمرا فيه كما امرأة ..
في عينيه أبوذيّات الأرض المحروقة
من زمن الموت الأول .
كان يردد بيتين من الشعر ، حتى وانه لا يعرف الشعر ..
فغافلني ..
وثانية كان يردد بيتين من الشعر
فتهجع في مقعدها ، كحمام البيت
خلعوني عن حبيبي
خلع قشرة الرمان والبرتقال
ثم باعوني للعطار ....
كان يردد بيتين من الشعر .. ولا علاقة له بالشعر ..
وضيعني وضيع أمة ..
وقطار الليل النازل من أعماق الأرض يسير .. وئيدا .. سكرانا ..
ومبتهجا ..
وامرئتي تلتمّ على مقعدها ، تتمارى بين يديه مغربا كالحزن يهدهده لينام على ركبتيه ..
فهل يسكت من يتدور جوعا ؟ وهل تسكت مغتصبة ؟
وينوء بثقل أغنية الحزن الناعم في شفتيها ..
هل كان حزينا كقطار مدينة من مدننا الذابلة في آخر الليل .. النازل ..
من أعماق الأرض .. وضيعني .. وضيع امة وبلدا ..
وضيع الناس ..
والناس ..
لا تزال تشكوا وما فرطت تفريطا ..
خلعوني عن حبيبتي ،وحبيبتي سنبلة .. وأنا حبّاتها ..
خلعوني عن حبيبتي ، وحبيبتي قنبلة .. وأنا مسمارها ..
وتشظّت ..
كما يجدر بكل عاشق متيم بالأمة ان يفعل .
في آخر الليل
لوحدي ..

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل