أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - دورالسياسة في تبديل المواقف و خراب المجتمعات














المزيد.....

دورالسياسة في تبديل المواقف و خراب المجتمعات


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7848 - 2024 / 1 / 6 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقداختلفت وتغّيرت العلاقات الإنسانية بين بني البشر في الكثير من المجتمعات بمختلف طوائفهم ودياناتهم وأعراقهم الذين اصبحت تتناسل وتتوالد مآسيهم وكوارثهم، ، ولم تعد علاقاتهم كما كانت في السابق يسودها الود والاحترام على الرغم من الاختلاف الجوهري فيما بينهم و على مستوى الناس عمومًا من كل الأجناس، و لو ضيَّقنا تلك الدائرة اليوم ، وجعلناها على مستوى العائلة الواحدة، بين الأقارب والمعارف في مجتمعاتنا على سبيل المثال، وبين الإخوة الأشقاء، لوجدناها اختلفت اختلافًا كثيرًا، بل جذريًّا، ولم تعد روح التكاتف الأسري والعائلي والعشائري والقبلي - إن جاز التعبير - موجودًا كالسابق؛ ولذلك تغيَّرت كثير من المفاهيم، وتبدَّلت القناعات، بل انقلبت رأسًا على عقب، وأصبحت -مع الأسف- المادة تجمعهم وتُفرِّقهم، تُقرِّبهم لبعضهم، وتُنفِّرهم من بعض، بل أصبحت المظاهر هي السائدة، يحترمون من لديه المال والمكان و من طراز عالٍ أو ممتاز، بل وصل ببعض الناس أن ينظر لحذائك -أكرمكم الله وأجلكم-!! فإن كان جديدًا رق لك، وهش لك وبش، وإن كان قديمًا ربما ازدراك ولم يعبّرك مع الاسف.
التاريخ يثبت ان المواقف السياسية ليس على حال واحد، فمن كان صديق اليوم ، قد يصبح غداً عدواً ومن كان أخ اللحظة يصبح على حين غفلة خصماً كبيراً وتفرقت الكثير من المكونات الاجتماعية وحصلت بينها القطيعة بسبب الانحيازات في المواقف السياسية او مادية ، أصدقاء عمر دبت بينهم القطيعة الكاملة، أخوة تفرقوا وباتوا أعداء، لكن ونشعر ان الجميع خاسر اليوم حيث ليس هناك منتصر فيهم.
في الماضي كانت الازمات تستعيد شيئا فشيئا بعضا من العلاقات والصلات المفقودة، والتواصل ولو من باب رفع العتب، لان ذلك أفضل من القطيعة ، إذ مهما طال الزمن، سوف يعود التلاقي يوما و يكتشفون أن لا غنى لهم عن التواصل، وأنهم محكمون بالانتماء الى اصولهم، مهما عصفت بهم الأهوال وأخذتهم الاصطفافات السياسية إلى مساحات أخرى، لان الدم لا يتحول الى ماء فهي الرابطة الاقوى، والسياسة بلا أخلاق غالبا وبلا مصداقية، وقد يتحول عدو اليوم في السياسة إلى صديق الغد، فالمصالح الشخصية والمصالح الفئوية تنتصر في النهاية لدى لاعبي السياسة، لكن الدم يبقى نقياً ، والتجربة العراقية مثال واضح، القادة هم من يشكلون اليوم التحالفات الطوائفية والتوافقية بين حين واخر،لكن ضحاياهم صاروا ترابا، ومن لم تقتله الحرب الطائفية تقتله الازمات والمعاناة ، هذا ما يجب أن تدرك الشعوب ان السياسة بلا مصداقية ، ويجب التعلم من دروسها ومن كل الأحداث التي عصفت وتعصف في مجتمعاتنا وبلادنا، وحدهم المرتبطون بالأنظمة ومافيات السياسة والمال والحروب والقتل يخربون المجتمعات، أو من يمكن تسميتهم بالأبواق أو العملاء أو المرتزقة، وحدهم هؤلاء، يشعلون النار في جمر الخلافات المجتمعية، بصنعها للحكام وتقديسهم لهم، وصناعة الحاكم ليس بجديد، فهو موجود منذ قديم الزمان، وفرعون خير دليل على ذلك حتى سمى نفسه "أنه الرب الأعلى عندما أخبروه شعبه بأنه كذلك." هؤلاء من يعطون للسياسة صفتها اللاأخلاقية، هؤلاء، الذين قد ينقلب، بعد لحظات، خطابهم العدائي إلى خطاب تصالحي، حسب ما يتم توجيههم، يجب أن يحاكم هؤلاء في محاكم الأوطان والشعوب، المرتزقة، لم ينجون يوماًعلى مدى التاريخ، من العقاب، وسرعان ما ينساهم التاريخ ، هم أقل حتى من أن يتذكرهم تاريخ شعب ما، يتذكر التاريخ من اشتغل على تغيير مساره: القادة و السياسيين وكتاب المال وزعماء المال والسياسة والحروب والموت، أما من كانوا أجراء لديهم، مهما كانت أدوراهم في الخراب، فهؤلاء سيركنون إلى زوايا التاريخ المهملة أو إلى مزابله، أدوارهم آنية، رهناء الذي يدفع لهم اكثر، كونهم لا يحملون ذرة من الوطنية ولا المواقف التي هي في صالح الشعوب ولا يهمهم المستقبل وينسون الحاضر، و القيمة الوحيدة التي ينتمون لها المصلحة الشخصية الآنية ، و لهم مريدين الرخص من عامة المجتمعات،ولان يرحمهم و سينسونهم في زمن قصير جدا و التاريخ أيضا مليء بأمثلة عن مثل هذه النماذج.
عبد الخالق الفلاح -باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيبة والتسامح لم تات من فراغ
- منطقة الشرق الأوسط وحسابات الإصلاح
- حسابات الإصلاح الصعبة في الشرق الاوسط
- جو بايدن ايل للسقوط
- الدولة الوطنية في العراق..كيف تكون
- الربط السككي .. بين الرفض والقبول
- الأمم المتحدة وميزان الطموحات الدولية
- كركوك والتعاطي الطبيعي بين اهلها
- الجوانب المظلمة في الانسان
- الانقلابات الافريقية وتساقط الحكومات
- التحركات الامريكية بين الفشل والمقاومة
- الأمم والإفراط بقيم ومبادئ الأخلاق
- القيم الاخلاقية و الانسانية ونشر المحبة
- الانسانية والشعور بالسعادة
- المنتديات الثقافية والاجتماعية ..نقطة التقاء
- بين الحقيقة والحدس
- الفيليون ..والرؤية المستقبلية
- دور الإعلام في التسخين والتصعيد
- - لكل غادر لواء يوم القيامة -*
- القارة الافريقية ، و ارتفاع وتيرة الانقلابات


المزيد.....




- تعليق رسمي بعد ضجة فيديو بايدن خلال عرض مظلي باجتماع مجموعة ...
- السعودية: انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة وسط درجات حرارة ق ...
- الجزيرة تعلق على الاتهامات الموجهة إلى طاقمها بعد تمديد حظر ...
- ما الذي يقلق الولايات المتحدة في السفن الحربية الروسية الراس ...
- إعلام أمريكي: هانتر بايدن يسحب دعوى قضائية ضد محامي ترامب ال ...
- مروحيات روسية تستخدم حاويات بمدافع مزدوجة سريعة الرمي ضد الز ...
- أوربان: -الناتو- يخطط لإنشاء 3 قواعد عسكرية كبيرة لإمداد أوك ...
- فولودين: الولايات المتحدة تقوض الثقة في الدولار بشكل تام
- كيف ردت موسكو على -20 ألف فرسخ تحت البحر- الأمريكية؟
- جنرال في الجيش الإسرائيلي يسمي -أعظم إنجاز- لـ-حزب الله- الل ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - دورالسياسة في تبديل المواقف و خراب المجتمعات