أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين سليماني - حلاق إشبيلية: النصوص الكلاسيكية لا تزال تبهر














المزيد.....

حلاق إشبيلية: النصوص الكلاسيكية لا تزال تبهر


ياسين سليماني

الحوار المتمدن-العدد: 7845 - 2024 / 1 / 3 - 14:11
المحور: الادب والفن
    


تبدو العودة إلى كلاسيكيات المسرح العالمي كما فعل مسرح عنابة الجهوي مع نص بومارشيه عودة غير حميدة عند الكثير من المتابعين، ففي اعتقادهم أنّ الساحة ملأى بالنصوص المحلية وخاصة من كتابات الشباب الذين ينتظرون فرصة لتأكيد موهبتهم في الكتابة، وهو رأي إن كانت له مشروعيته فإنه يجب ألا يلغي حقيقة ساطعة أنّ الرجوع إلى الريبارتوار العالمي وتقديم بعض نصوصه على خشبات المسرح الجزائري خطوة ذكية وجديرة بالاهتمام أيضا، ذلك أنّ الجمهور نفسه يحتاج أن يربط الصلة ويوشّج العلاقة مع النصوص الكبيرة التي أثّثت المسرح في العالم وأن تدخل في ثقافته مثل هذه العروض خاصة إذا تولّى إخراجها شخصيات لها وزن في الساحة الفنية مثل المخرج والسينوغراف حبال البوخاري.
لا تتميّز النصوص الكلاسيكية الكوميدية بعمق القضايا التي تطرحها ولا شبكة علاقات قوية بين شخصياتها ولا تصل إلى ذروات هائلة يصبح معها الصراع شديدا يحبس الأنفاس، كما يظهر في هذا النوع من نصوص شكسبير (سيدان من فيرونا، كوميديا الأخطاء وغيرها) أو نصوص ماريفو (لعبة الحب والحظ) أو مثل نص حلاق إشبيلية الذي نتحدث عنه هنا، وإنما هي في العادة حكايات بسيطة عن الحب ومغامرات العشاق ورغباتهم في نيل حبيباتهم أو هي بعامة مغامرات لطيفة تحكي هواجس الشباب في الغالب ويستخدم فيها المخرجون الموسيقى والرقص وتنتهي نهايات سعيدة.
إنّ السهولة التي تبدو في نص حلاق إشبيلية من جهة التيمة والشخصيات والعلاقات بينهم هي في ذاتها تنقلب إلى رهان في غاية الصعوبة عند المخرج، فهو أمام نص كلاسيكي تم تقديمه على الخشبات مئات المرات، ويمكن لسؤال: ما الجديد الذي سيقدمه الإخراج هذه المرة؟ أن يصبح حارقا. وربما كان المخرج بالذكاء المطلوب الذي جعله يفلت من هذه الورطة، فقدم النص الكلاسيكي برؤية كلاسيكية أيضا حافظت على العناصر الأساسية للعرض كما ذكرها النص، فاعتمدت الخشبة على توفير مفردات السينوغرافيا تماما كالتي اشتغل عليها مخرجو بومارشيه في أكثر من قرنين لكنه في هذه المساحة التي تبدو صغيرة والخيارات القليلة التي كانت أمام صنّاع العرض إخراجيا اشتغل على الكثير من النقاط المضيئة أولها إدارة الممثل والمستوى الممتاز الذي ظهر به عنصر التمثيل الذي كان المخرج يدرك حاجتهم لأن يكونوا قادرين على تجسيد الدور تمثيليا (تم استخدام لهجة جزائرية مبسطة وكانت ملائمة تماما للعرض تعويضا عن لغة فصحى ربما كانت ستبدو تلفيقية لو تم اختيارها) مع إجادة الغناء أيضا ما دام العرض يستدعي مقاطع غنائية تحتاج أصوات لا تؤدي فقط ولكن تطرب وهذا ما نجح فيه العرض باكتساح، كما نجح في استخدام موسيقى أندلسية في غاية الجمالية وكانت موفّقة في تلاؤهما مع الأحداث والحالة المسرحية التي يتم تجسيدها على الخشبة.
في العرض أيضا تم الاعتماد على الرقص، وبالتأكيد إذا ما توفّر عرض عن الحب ومغامراته وجنونه وجنائنه مع الموسيقى في قوتها وإبهارها فإنّ الرقص يصبح مفردة في غاية الأهمية تكمل تأثيث المشهد البصري الجميل وتوسّع من قاعة الإبهار التي اعتمدها المخرج، مع أزياء الراقصات (وأزياء الممثلين أنفسهم) وتنويع في الألوان وحركية دقيقة الانسجام شديدة الانضباط.
عرض "حلاق إشبيلية" يقول الحب ويطالب به ويشجع عليه، وينتهي بزواج الحبيب بحبيبته وبأغنية جميلة بينما الزوجان يلبسان الأبيض احتفالا بقرانهما، وهو يقول هذا الحب ليس في تيمته الخالدة وحسب ولكن في كل مفصل من مفاصله وفي كل مفردة من مفرداته، كان المخرج والممثلون وكل صنّاع هذا العرض يتربّصون بالجمهور ليعلنوا عليه الحب (على لغة غادة السمان). إنّ العرض الناجح هو العرض الذي يمكن أن توجه لنفسك دعوة متجددة لرؤيته مرة ثانية وثالثة وتدعو الأسرة والأصدقاء لرؤيته معك وهذا ما يخرج به ملتقي "حلاق إشبيلية" عند انتهاء العرض.



#ياسين_سليماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان المسرح المحترف في دورته الـ 16: الدروس والعبر
- عرض -أفريكا- إحياء كاكي أم اغتيال له؟
- عرض -ثورة-لمسرح بلعباس: المخرج يعبث مرتين
- هل كان الجاحظ مثليا؟
- موسم شتم ياسمينة خضرا
- كنا ثلاثة، اختار الموت أوّلنا
- زمنهم الجميل هل كان جميلا حقا؟
- الميديا وورقة التوت والمثقف البائس
- أمي...أنت حيوانة؟!
- محطات تلفزيونية أم دكاكين خردة؟ مقال في تعذّر صناعة دراما جز ...
- عيد ميلاد جديد: غابت الطرطة بسبب السيد كورونا
- جهالات عبد العزيز كحيل
- واحد -عيد- ناقص -ذبح- من فضلك
- إنه الفن يا كلاب الجحيم
- كاريكاتورية لافتات -أنا محمد-
- انتبهوا...أنهم يسرقون الله
- كلاب الله


المزيد.....




- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...
- “الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة ...
- اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين سليماني - حلاق إشبيلية: النصوص الكلاسيكية لا تزال تبهر